مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هل انتهى “الإسـتـثـنـاء الـسُّــوري”؟

بعد صلاة الجمعة يوم 25 مارس 2011، انطلقت هذه المظاهرة الإحتجاجية برفع عدد من الشعارات في أجد أحياء العاصمة السورية دمشق Keystone

قبل اندِلاع الاضطِـرابات الأخيرة في سوريا، كان الإنطِـباع السائد، داخلها وخارجها، هو أن هذا البلد المشرقي لن يشهَـد ثورات مُـواطنة على النمطيْـن التونسي والمصري ولا على أي نمَـط آخر، بسبب ظروفه الخاصة والفريدة والوحيدة من نوعها.

الرئيس بشار الأسد كان الأكثر إيماناً بهذه النظرية. فهو أبلغ صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في 31 يناير الماضي بثِـقة مُـفرطة بأن “سوريا ليست مصر” وبأن الإصلاحات في بلاده “يجب أن تنتظر جيلاً آخر”.

بيْـد أن الأسد لم يكُـن في الواقع الفارس الوحيد الذي تخنْـدَق بقوة داخل قلْـعة هذه القناعة، إذ شاطَـره فيها العديد (إن لم يكن غالبية) المحلِّـلين الغربيين، الذين أطلّـوا هم أيضاً على النظام السوري بأنه سيكون الإستثناء في تسونامي الثورات العربية الرّاهنة.

مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وهي أقدم مركز أبحاث في الولايات المتحدة، بدت أنها تميل إلى وِجهة النظر هذه، حين نشرت في 9 مارس 2011 تحليلاً مُـطوّلاً لأحد الباحثين فيها، توصّـل بدوره إلى الإستِـنتاج بأنه “يستبعِـد أن تكون سوريا هي التالية” في الثورات العربية، كان هذا هو عنوان التحليل. ونورد هنا أفكاره الرئيسية، لأن ذلك قد يكشِـف لنا مدى عدَم نجاعة استِـخدام وسائل التحليل القديمة التي سادت طيلة الـ 70 سنة المُـنصرمة لفهْـم الشرق الأوسط العربي – الإسلامي الجديد.

سوريا ليست..

يُـحدِّد التحليل هذه الأفكار بالتالي:

– سوريا بالفعل، ليست مصر. فعلى رغم أن نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان شديد القمْـع، إلا أن المساحة السياسية العامة في مصر كانت أكثر انفِـتاحاً بكثير منها في سوريا. فقد انتشرت الصُّـحف المستقلة والأحزاب وتَـعزّز حضور الناشطين السياسيين في مصر في الجزء الأكبر من العقد الماضي، مما أتاح لهم استقطاب الأتباع وتعبئة الأنصار من خلال أشكال متعدّدة من التواصل الشبكي.

– فضلاً عن ذلك، وعلى الرغم من تفاقُـم الإستقطاب الاجتماعي والفقْـر وتدهْـور شبكات الأمان الاجتماعي في سوريا، فإن الظروف الاقتصادية والاجتماعية لا تُشبه أبداً تلك التي يُـعاني منها المصريون في الإجمال. كما أن عدم تجانُـس المجتمع السوري (لناحية السياسة والمنطقة والجماعة والمذهب والإثنية)، يزيد من حدّة الإنقسامات ويحُـول دون أن يكون هناك تماسُـك في صفوف المعارضة.

– سوريا أيضاً ليست مثل تونس.. فالدولة والنظام والحكومة في تونس، لم تكن تتداخل بالقدْر نفسه الذي نجِـده في سوريا، ومن المؤكّـد أن أجهزة القمع والجيش في تونس، لم تكن متلاحِـمة حوْل رأس السلطة، كما في سوريا، ولذلك، ليس وارداً أن يتخلّـى الجيش والأجهزة الأمنية السورية عن الأسد، كما فعل نظراؤهم التونسيون مع بن علي.

أدوات تحليل.. عتيقة

هذه خلاصة المواقِـف التي سبقت الأحداث الأخيرة في سوريا. وكما هو واضح، ترتكِـز هذه المُـعطيات برمَّـتها تقريباً على أدوات تحليل وتقييم عتيقة (كما أشرنا أعلاه)، وبالتالي، كان طبيعياً أن يفاجَـأ أصحاب هذه التحليلات بما جرى ويجري الآن في البلاد من تمخُّـضات بات الكثيرون الآن يعتقدون أنها بدأت تنتقِـل من مرحلة الإحتجاجات والإضطرابات إلى مرحلة الإنتفاضات.

الدلائل على هذا الإعتقاد عديدة. فالحِـراك الشعبي الواسِـع انطلَـق من أهَـم موقعيْـن يرتكز إليهما النظام في دمشق منذ بروزه قبل 41 عاماً، بعد إنقلاب حافظ الأسد العسكري عام 1970: الأول، هو محافظة درعا التي كانت تاريخياً الحليف السُـنّي الرِّيفي الرئيسي للنظام (إضافة إلى بورجوازية دمشق) والتي برز منها العديد من قادة الجيش السوري والمسؤولين السياسيين، على رأسهم فاروق الشرع، نائب الرئيس. والثاني، هو محافظة اللاّذقية، التي هي المدينة السورية الوحيدة التي تُشكّـل فيها الطائفة الإسلامية العلوية الأغلبية.

وتشير معلومات موثوقة إلى أن الصِّـدامات التي حدثت في اللاذقية، لم تكن طائفية، أي بين العلويين والسُـنّة، كما قال الإعلام الرسمي، بل بيْـن أنصار الرئيس بشار الأسد وبين أنصار عمّـه رفْـعت الأسد، الذي يطالب بالسلطة منذ عام 1983 وحاول مِـراراً القيام بانقلابات عسكرية.

إنطلاق “الثورة” من هذيْـن المعقليْـن (كما بات المعارضون السوريون يطلقون على هذا الحِـراك)، قد يكون السبب الرئيسي وراء ما يُـقال عن خلافات حادّة نشبَـت بين أعضاء النخبة السياسية – الأمنية الحاكمة في دمشق، إذ تتحدّث أنباء عن أن الرئيس الأسد، الذي يُـدرك خطورة تطوّرات درعا واللاذقية، وكذلك الأجواء الدولية المُـحيطة بالثورات العربية (خاصة بعد التدخّـل العسكري الغربي في ليبيا)، يفضّـل استخدام “القوة الهادِئة” لمحاولة استيعاب هذه الانتفاضات ومنعها من الانتشار إلى مدن أخرى، قد تكون أكثر خطورة على الاستِـقرار كحماة (التي شهِـدت مذبحة مروّعة عام 1982) وحُـمص وحَـلب وجبل الدروز، هذا في حين أن ماهر الأسد، شقيق الرئيس  الذي يقود الحرس الجمهوري وصهر الرئيس آصف شوكت، رئيس جهاز المخابرات العسكرية، يضغطان لمواصلة ممارسة “القوة الصلدة” لقمْـع المتظاهرين بالقوة، ليس فقط في درعا واللاذقية، بل أيضاً في كل المدن والقرى التي تشهد اضطرابات.

ويبدو أن هذه الإنقسامات هي السبب الذي حال دون إدلاء الرئيس الأسد بخطاب كان مُـقرراً مساء السبت الماضي (26 مارس)، ليُـكرّس فيه الإعلان عن التوجّـه إلى إلغاء أو تجميد حالة الطوارئ، إضافة إلى رزمة إصلاحات أخرى تتعلّـق بالاعتقالات العشوائية والحريات العامة والحدّ من سلطة أجهزة الأمن التي تُـعتبر القوة الحقيقية المُـهيمنة على البلاد.

المعارض السوري البارز ميشال كيلو، الذي اعتُـقل مؤخراً ثم أطْـلِـق سراحه، كان صريحاً في الحديث عن الانقسامات، على رغم وجوده في دمشق، إذ قال لـ “نيويورك تايمز”: “هناك أناس في النظام يريدون فتح النار على المحتجِّـين، يريدون ضربهم، يريدون فِـعل كل شيء لقمعهم، وهناك أناس في السلطة يقولون لا ويعترفون بأن مطالب المحتجِّـين شرعية”.

هذا الرأي يحظى بموافقة عمار كورابي، رئيس المنظمة الوطنية السورية لحقوق الإنسان، الذي يتحدّث حتى عن انقسام ثلاثي لا ثُـنائي: أجهزة الأمن والحكومة وحزب البعث”، في حين ذهب دبلوماسي غربي إلى أبعَـد من ذلك بكثير، حين قال يوم الأحد الماضي 27 مارس (لنيويورك تايمز أيضاً): “انتهى كل شيء. إنها مسألة وقت. الأمور قد تحترق ببُـطء أو يسيْـطر جنون على النمط القذافي خلال الأيام القليلة المقبلة. الوضع متوتِّـر هنا، متوتِّـر للغاية. يمكنك أن تحس بذلك في الهواء”.

3 سيناريوهات

“إنتهى كل شيء”؟ ماذا يعني ذلك؟ ثمة ثلاثة سيناريوهات هنا: الأول، يتمثّل بانتصار وجهة نظر الرئيس الأسد الإصلاحية الموعودة والتي قد تضع البلاد، بالتدريج على الأقل، على الطريق نحْـو إرخاء القبْـضة الأمنية السُّـلطوية على الدولة والمجتمع والاقتصاد، ونحو تلبيـة تطلعات السوريين إلى الحرية أسْـوة بأشقّـائهم في مصر وتونس.

الثاني، هو استمرار القمع العنيف للمحتجِّـين، الأمر الذي سيضع سوريا أمام احتِـمال انفجار داخلي كبير.

والثالث، هو تحرّك بعض الفئات في السلطة، إما إلى تحويل الصراعات السياسية – الإجتماعية الحالية، إلى صِـدامات طائفية أو إلى محاولة إشعال مواجهاتٍ ما مع إسرائيل عبْـر الجبهة اللبنانية عبْـر تحريك القوات الفلسطينية الموالية لدمشق في لبنان (خاصة الجبهة الشعبية – القيادة العامة)، وربما حتى أيضاً حزب الله، بهدف حرف الأنظار عن الإضطرابات الداخلية.

أي السيناريوهات الأقرب إلى  التحقق؟

مَـن قرأ التصريح الخطير لروبرت غيتس، وزير الدافع الأمريكي في 23 مارس، سيَـميل فوراً إلى الخيار الأول. لماذا؟ لأن غيتس تحدّث بصريح العِـبارة وبشكل مباشر، عن الجيش السوري، وطلب منه أن يحْـذُو حذو الجيش المصري في مجال “تمكين الثورة الشعبية”. وأضاف: “لقد جئت للتَّـو من مصر، حيث وقف الجيش المصري جانباً وسمح للشعب بالتظاهر، لا بل هو في الواقع مكّـن الثورة. السوريون يجب أن يستقوا درْساً من ذلك”.

هذا التصريح مُميّز للغاية لسببين:

الأول، أنه تضمن طلباً مباشِـراً إلى الجيش السوري بالقيام بخطوات محددة لـ “إنجاح الثورة”، ووزير الدفاع الأمريكي لم يكن ليفعل ذلك لولا أنه يستنِـد إلى معطيات ومعلومات تتعلَّـق بالتحديد في طبيعة العلاقات المستجدّة بين أجهزة الأمن السرّية (التي يتراوح عددها بين 5 إلى 12 جهازاً) وبين مؤسسة الجيش، إذ في لحظة ما، قد يشعر جنرالات الجيش، كما حدث في مصر، أن مصلحة الحفاظ على النظام قد تتطلب منهم الإنفِـصال عن الأجهزة وإعادة بناء البلاد على أسُـس جديدة تضمن مصالح الجيش، الإقتصادية والسياسية الضخمة من جهة، وتُرضي الشعب السوري من جهة أخرى. صحيح أن هذا الإحتمال لا يزال مجرد فَـرَضية، لكنها – وبعد تصريح غيتس المفاجئ – يمكن ترقيتها من مرتبة الفَـرَضية إلى مرتبة النَّـظرية.

السبب الثاني، هو أن بيان غيتس هو أعنف بيان يُـدلي به مسؤول أمريكي رفيع حِـيال سوريا. وحتى الآن، ليس معروفاً بعدُ ما إذا كان وزير الدفاع عبّر عن موقف الإدارة الأمريكية أم لا، إذ يجب أن نضع في الإعتبار هنا أن هذه الأخيرة لا تزال مُـنقسمة بين “قلبها وعقلها” فيما يتعلق بتطوّرات سوريا.

فـ “قلبُ” واشنطن يدعوها إلى تمنّـي عدم تدهْـور الوضع في سوريا أو حتى تغيير النظام فيها، لأن ذلك قد يتسبّـب بأضرار إستراتيجية فادِحة لإسرائيل، إذ أن المطلب الأول لأي حكومة ديمقراطية جديدة في دمشق، سيكون استعادة مرتفعات الجولان كوسيلة رئيسية للحصول على الشرعية، هذا في حين أن تل أبيب تفضّـل بقاء الوضع الرّاهن على حاله، لأنه يضمن لها استمرار سيْـطرتها على هذه المُـرتفعات التي تزوِّدها برُبع حاجياتها من الماء وبموقع إستراتيجي عسكري رفيع.

بيْـد أن “عقل” واشنطن يحفِّـزها على العمل على تشجيع التغيير في سوريا، لأن ذلك سيقلب الوضع الإستراتيجي في الشرق الأوسط، رأساً على عقب ضد إيران، إذ أن النظام الجديد سيفك تحالُـفه مع طهران، الأمر الذي سيفقِـد هذه الأخيرة كل أو مُـعظم نفوذها في منطقة الهلال الخصيب لدى حزب الله في لبنان وحماس والجهاد في غزة، إضافة إلى قاعدتها الإقليمية الرئيسية في سوريا.

كما هو واضح، الصورة الداخلية والخارجية تبدو معقّـدة للغاية في بلاد الأموِيين. ومع ذلك، ثمّـة أمر واحد يبدو مؤكّـداً: الأمور لن تعود إلى سابق عهدها في سوريا بعد الآن. فرِياح التغيير وصلت أخيراً إلى البلاد وهي تكاد تشكّل بشطْـحَـة قلم جُـملة نهايات معاً:

– نهاية الخوف من قمْـع أجهزة الأمن للمواطنين. ومن دون خوف، لا سلطة لأجهزة الاستخبارات.

– نهاية وظيفة شعار تحرّر الأمة وحدها كأساس لشرعية النظام على حساب حرية الفرد. الشرعية من الآن فصاعداً، يجب أن تدمج بين التحرّر وبين الحرية.

– نهاية الأولوية المُـطلقة للسياسة الخارجية على السياسة الداخلية.

– وأخيراً، احتمال نهاية السيطرة المُـطْـلقة لأجهزة الأمن على السلطات العسكرية والسياسية والمجتمعية.

والآن، إذا ما وضع المرء كل هذه النِّـهايات في الإعتبار، قد يُصبح أقل تقبّـلاً لنظرية “الإستثناء السوري” وأكثر حماسة لمقولة الكاتب الروائي الروسي الشهير ليون تولستوي، عن أن “كل بلد غير سعيد، يكون غير سعيد (أو سعيد) على طريقته الخاصة”..!

أخطر أزمة منذ 11 عاما

يتعرض الرئيس السوري بشار الأسد (45 عاما) لأخطر أزمة منذ توليه السلطة إثر رحيل والده قبل 11 عاما حيث انتشرت الإحتجاجات المناهضة لحكومته في شتى انحاء البلاد وقتل العشرات في المظاهرات التي اندلعت في بادئ الأمر في مدينة درعا الصغيرة في الجنوب قبل حوالي أسبوعين. وفي يوم السبت 26 مارس، أمر الأسد بنزول الجيش الى ميناء اللاذقية للمرة الأولى.

قوات الأمن تفتح النيران على محتجين في درعا

 قال شاهد ان قوات الامن السورية فتحت النيران يوم الإثنين 28 مارس على مئات المتظاهرين الذين كانوا يرددون هتافات ضد قانون الطواريء في مدينة درعا الجنوبية. وأضاف أن المتظاهرين تدفقوا على ميدان رئيسي في المدينة وهم يرددون هتافات تطالب بالحرية ورفض قانون الطوارئ.

الشرع يقول ان الاسد سيعلن “قرارات هامة” خلال اليومين المقبلين

 في بيروت، قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع يوم الاثنين 28 مارس إن الرئيس السوري بشار الاسد سيعلن قرارات هامة خلال اليومين القادمين “تسعد الشعب السوري”. وكان الشرع يتحدث لتلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني. ولم تقدم القناة المزيد من التفاصيل.

الهدوء يعود الى اللاذقية بعد ايام من الرعب

عاد الهدوء يوم الاثنين 28 مارس الى مدينة اللاذقية الساحلية السورية (شمال غرب) التي تشيع ضحاياها بعد ايام من الرعب بثه شبان مسلحون بالعصي والخناجر وقناصة تمركزوا على اسطح مبان واستهدفوا المارة ما اسفر منذ الجمعة 25 مارس عن 13 قتيلا و185 جريح، بحسب مصادر طبية.

واكد منسق مركز التنمية البيئية والاجتماعية عصام خوري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “الحياة بدأت تدب تدريجيا في مدينة اللاذقية، وبعض المدارس فتحت ابوابها”، مشيرا الى ان “الاهل مازالوا متخوفين من ارسال اطفالهم اليها”.

وشلت الحركة منذ الجمعة في شوارع اللاذقية التي يسكنها 450 ألف نسمة من مختلف الطوائف، واغلقت المحال التجارية فيها بعد ان روع مسلحون مجهولو الهوية السكان وهاجموهم بالسلاح الابيض واطلق بعض القناصين النار على المارة والسيارات من اسطح المنازل.

أردوغان يحث الاسد على اجراء اصلاحات قريبا

 في أنقرة، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم الاثنين 28 مارس ان الرئيس السوري بشار الاسد لم يرد عليه “بسلبية” عندما حثه على الإستماع الى شعب سوريا وذلك في مكالمتين هاتفيتين على مدى الايام الثلاثة الاخيرة.

وصرح اردوغان في مطار أنقرة قبل أن يتوجه في زيارة للعراق بأنه اقترح على الاسد أن يُلبّي مطالب آلاف السوريين الذين شاركوا في مظاهرات تنادي بالديمقراطية في أنحاء مختلفة بسوريا.

(المصدر: وكالات الأنباء بتاريخ 28 مارس 2011)

الأسد كرئيس لسوريا

 – رحب العالم بالاسد وهو طبيب عيون تلقى تعليمه في بريطانيا حين تولى السلطة عام 2000 كرائد محتمل للاصلاح في سوريا ذات الحكم المطلق.

– وتولى بشار الاسد السلطة عقب وفاة والده حافظ الاسد الذي لم يقبل بأي معارضة ورفض تقديم تنازلات في الصراع العربي الاسرائيلي طوال 30 عاما.

– وبالفعل عين الاسد في نهاية عام 2001 حكومة تضم بعض التكنوقراط الذين تلقوا تعليمهم في الغرب وتولوا الوزارات الاقتصادية مع تكليفهم بوضع نظام مالي حديث لاجتذاب المستثمرين الاجانب.

– وكانت أوضح نتيجة هي مجموعة من التشريعات التي تخفف القيود المالية وتنشئ بنوكا خاصة.

– وفي عام 2001 أجرى الاسد تعديلا للحكومة قائلا انه يشعر بخيبة الامل لبطء خطى الاصلاح. ثم أجرى تعديلات أخرى في 2004.

– وفي 2007 فاز الاسد في استفتاء منحه فترة رئاسة ثانية لمدة سبع سنوات. واعتبر معارضوه ومنتقدوه والولايات المتحدة الاستفتاء عملية صورية.

– وهو يقول انه مستعد لاستئناف محادثات السلام مع اسرائيل مطالبا بانسحاب اسرائيل الكامل من مرتفعات الجولان المحتلة ويضع سوريا في وضع المناصر للمقاومة العربية لاسرائيل.

– وظلت سوريا في عهد الاسد اوثق حليف لايران في العالم العربي وقوة أساسية في لبنان ونصيرا لجماعات فلسطينية ولبنانية.

– ويحكم حزب البعث الذي استولى على السلطة قبل قرابة 50 عاما سوريا بموجب قانون الطوارئ وحظر أي معارضة. ومن بين الشكاوى الاخرى الموجهة الى السلطات هيمنة الاقلية العلوية الشيعية التي ينتمي اليها الاسد على الاغلبية السنية والفساد والمصاعب الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة.

اغتيال الحريري في لبنان

 – منذ عام 2005 حين سحبت واشنطن سفيرها لدى دمشق بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري قاد الاسد عملية تقارب مع الغرب لكنه تمسك بخط متشدد بشأن أي انتقاد في الداخل.

– واستأنفت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع سوريا في يناير كانون الثاني الماضي. لكن التوتر تزايد مجددا بشأن لبنان حيث اصبحت لجماعة حزب الله حليفة دمشق اليد العليا في ازمة سياسية.

– يؤكد الاسد دائما ان دمشق لم يكن لها دور في الانفجار الذي قتل الحريري لكنه اضطر لسحب القوات السورية من لبنان في ابريل نيسان 2005 تحت ضغط عالمي ولبناني قوي.

– يحاول رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي المدعوم من حزب الله تشكيل حكومة بعدما اطاحت الجماعة الشيعية وحلفاؤها برئيس الوزراء سعد الحريري بسبب رفضه قطع العلاقات مع محكمة مدعومة من الامم المتحدة تحقق في اغتيال والده.

– دعا الاسد الى حكومة وحدة وطنية في لبنان محذرا من أن تغلب طرف على اخر يعني حدوث صراع قد يؤدي الى اندلاع حرب اهلية.

– قال الاسد ان الحكومة اللبنانية يجب ان ترفض اي لائحة اتهام من المحكمة. وأصدرت المحكمة لائحة في يناير 2011 لا تزال سرية لكن يتوقع ان تتهم اعضاء في حزب الله بالضلوع في الاغتيال. ونفى حزب الله اي دور له في الاغتيال ويقول ان حكومة ميقاتي الجديدة يجب ان توقف تمويل المحكمة وتسحب القضاة اللبنانيين منها.

تفاصيل عن سيرة حياته:

 – ولد بشار الاسد في العاصمة السورية دمشق في سبتمبر 1965 ودرس الطب في جامعة دمشق وتخرج كممارس عام في 1988.

– تدرب حينئذ ليصبح طبيب عيون في مستشفى عسكري في دمشق وفي عام 1992 انتقل الى لندن ليواصل دراساته.

– في عام 1994 لقي شقيقه الاكبر باسل الذي كان اختير لخلافة والده حتفه في حادث سيارة وعاد بشار الى سوريا ليأخذ مكان شقيقه.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 27 مارس 2011)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية