مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“الوجود العسكري الأمريكي في العراق سيستمر لسنوات طويلة قـادمـة”

رجل عراقي يتابع رفقة زوجته يوم 1 سبتمبر 2010 بثا تلفزيونيا مباشرا لخطاب الرئيس أوباما الذي أعلن فيه عن انسحاب القوات المقاتلة الأمريكية من الأراضي العراقية. Keystone

على عكْـس التصريحات العراقية التي تعكِـس نوعا من الإحتفاء بانتهاء الإحتلال الأمريكي وممارسة العراق حقوقه السيادية، وعلى النقيض من طنطنة الرئيس أوباما بأن العراق أصبح صاحب قراره، يرى خبراء أمريكيون أن الخروج الأمريكي الحقيقي من العراق، "أمر قد يطول إلى عشرات السنين".

فعندما طرحت swissinfo.ch السؤال على الدكتور أنتوني كوردسمان، الخبير العسكري والإستراتيجي بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن قال: “لا يعني خروج القوات الأمريكية المقاتِـلة من العراق، أن الحرب الأمريكية هناك قد انتهَـت أو أن الولايات المتحدة قد انتصَـرت وحقّـقت أهدافها من تلك الحرب. فالتمرّد لا زال خطيرا والمشاكل العِـرقية والتوتر الطائفي لم يهدَأ، كما أن الإخفاق المستمِـر في جهود تشكيل الحكومة العراقية الجديدة منذ انتخابات مارس الماضي، ينذر بتصاعُـد خطير في أعمال العنف”.

ويرى الدكتور كوردسمان أن الخروج الأمريكي الحقيقي من العراق، سيحتاج إلى سنوات طويلة ولن يمكِـن للعراق أن ينعَـم بالاستقرار قبل عام 2020، حين تكون قوات الأمن العراقية في وضْـع يسمح لها، عمليا، بتوفير الاستِـقرار للمواطن العراقي العادي، وحين يمكن أن يتحوّل العراق إلى دولة مستقِـرة تحكُـمه حكومة موحّـدة، تحظى بالتأييد الشعبي.

وردّا على سؤال لـ swissinfo.ch حول طبيعة الدّور الأمريكي في العراق بعد سحْـب القوات القِـتالية، قال الدكتور كوردسمان: “من الغريب أن القيادة الأمريكية الوُسطى لم تطرَح أي تصوّر لوضع القوات الأمريكية بعد سحْـب الوحدات المقاتلة، مما ترك الباب مفتوحا أمام الكثير من نظريات المؤامرة التي تراوحت بين اعتِـزام الولايات المتحدة الإحتفاظ بقوات يصِـل عدد أفرادها إلى خمسين ألفا في العراق لأجَـل غيْـر مسمّـى وبين انسحابها وِفق تعهُّـد الرئيس أوباما بحلول نهاية العام القادم، بغضِّ النظر عن الأوضاع في العراق”.

ويعتقد الدكتور كوردسمان أن السبب في ذلك القصور في الرؤية، هو أن كثيرا من الأمريكيين، وعلى رأسهم أعضاء الكونغرس، يريدون نِـسيان الورْطة الأمريكية في العراق ويحلمون باليوم الذي يتقلّـص فيه الدور الأمريكي في العراق في أسرَع وقت مُـمكن، مما يخلق شكوكا حوْل الرّغبة الأمريكية الحقيقية في الدخول في شراكة إستراتيجية مع العراق، رغم التسليم بأن العراق على المدى البعيد، يمكن أن يلعب دورا هامّـا في احتواء النفوذ الإيراني في منطقة الخليج والشرق الأوسط عموما.

وخلص كوردسمان إلى أنه يتعيّـن على إدارة الرئيس أوباما أن تطرح خطّـة واضحة للجهود الأمريكية لمساعدة العراق، مدنيا وعسكريا، والعمل عن كثَـب مع الحكومة العراقية، متى تمّ تشكيلها، وتحدّد ما هي ملامِـح الشراكة الإستراتيجية المطلوبة مع العراق بعد سحب القوات المقاتلة.

حقائق ما بعد الخروج

وفي رده على أسئلة توجّـهت بها swissinfo.ch إلى السيد كينيث بولاك، مدير مركز صابان لسياسات الشرق الأوسط حول تقييمه لما يعنِـيه مغادرة القوات القتالية الأمريكية للعراق، بالنسبة لدور الولايات المتحدة بعد ذلك الخروج، ومستقبل العراق، فسارع إلى القول بأن هناك خمس حقائق تحتاج التنبّـه لها حوْل ما سُـمي بخروج القوات القتالية من العراق وهي:

أولا، أن القوات المتبقِّـية والتي يصِـل قِـوامها إلى خمسين ألف جندي، معظمها قوات قتالية، تم تسميتها باسم آخر، مثل وحدات للمساعدة والمشورة، بينما ستواصِـل تلك القوات مهامّـا قتالية، وهي لا تزال تشكِّـل قوات احتلال، وسيواصِـل الطيارون الأمريكيون طلَـعَـاتهم الجوية لمساندة القوات العراقية على الأرض.

ثانيا، بقاء القوات الأمريكية، التي سُـميَّـت وحدات المساعدة وتقديم المَـشُـورة، ضروري للحيلولة دون اندِلاع حرب أهلية في العراق، في ظل التطاحن العِـرقي والطائفي، الذي لا زال قائما. فمع إدراك العراقيين أن اندلاع حرب أهلية سيُـضيف كارثة جديدة إلى سجِـلِّ الكوارث العراقية، فإن خطر تلك الحرب يظل واردا، طالما بقي الزعماء العراقيين مؤمِـنين بإمكانية تحقيق أهدافهم المُـتعارضة عن طريق استِـخدام القوة، لذلك، تتّـضح أهمية بقاء قوات عسكرية أمريكية بعد خروج الوحدات المقاتلة.

ثالثا، رغم كل ما يُـقال عن تعثُّـر تشكيل الحكومة العراقية، ومع التَّـسليم بأن الحياة السياسية في العراق تواجِـه صعوبات تحُـول دون الوصول إلى نظام سياسي قادر على أداء وظائفه، إلا أنه يتعيَّـن على الولايات المتحدة والدول المجاورة والأمم المتحدة، أن لا تسمح للنظام السياسي في العراق بالفشل، وبالتالي، لا زال يتعيَّـن عليها جميعا بَـذْل المزيد من الجهود، للمساعدة في توفير الاستقرار السياسي لعِـراق ما بعدَ الخروج.

رابعا، يتنازع العراقيين رغبتان متعارضتان. الأولى، رغبة في رُؤية آخِـر جندي أمريكي يُـغادر الأرض العراقية. والثانية، الخوف ممّـا يمكن أن يحدُث في العراق، إذا تمّ انسحاب أمريكي كلِّـي، نظرا لعدم التأكُّـد من قُـدرة القوات العراقية على حِـفظ الأمن وتوفير الاستقرار، وكذلك عَـدم نُـضوج العملية السياسية بشكل يُـطمئِـن العراقيين إلى زوال شبَـح الحرب الأهلية.

خامسا، لا توجد حرب في العالم يُـمكن إنهاؤها وِفق جدوَل زمني معروف، لذلك، فإن تعهُّـد الرئيس أوباما بسحب باقي القوات الأمريكية بحلول نهاية العام القادم لن يمكن الوفاء به، حيث أن الحاجة ستدعو إلى استمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق لسنوات طويلة قادمة، سواء لحِـفظ الأمن والاستقرار أو للحفاظ على المصالِـح الأمريكية في منطقةٍ من أهمِّ مناطِـق العالم، من الناحية الإستراتيجية.

خروج محدود وبقاء للوُجود

في السياق نفسه، يتَّـفق مايكل أوهانلن، كبير الخبراء المتخصِّـصين في الشأن العراقي في معهد بروكنغز مع تقييم كينيث بولاك، ويعتقد بأن وضع العراق بعدَ خروج القوات الأمريكية المقاتلة، لا يعني أن الرئيس أوباما سيكون قادِرا على الوفاء بتعهُّـده الخاص باستكمال سحْـب القوات الأمريكية المتبقِّـية في العراق بحلول نهاية العام القادم ويقول: “قد يُـصبِـح وعد الرئيس أوباما وَعْـدا بعِـيد المنال، لأن الجِـراح الطائفية لا زالت مفتوحة في العراق ولم تلتئِـم، كما تستمر الصِّـراعات العِـرقية بين عرب العراق وأكراده، خاصة حول كركوك، وبين عرب العراق وتركمانه في الشمال، ناهيك عن عدم الإستقرار السياسي والإخفاق في تشكيل حكومة عراقية، رغم مرور خمسة أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية. ويضاف إلى ذلك، أن قوات الأمن العراقية لم تُـختَـبَـر بعدُ فيما يتعلّـق بقُـدرتها على توفير الأمن والاستقرار، لذلك، سيكون الوجود العسكري الأمريكي على أرض العراق أطْـول بكثير ممّـا يَـعِـدُ به الرئيس أوباما”.

من جهته، يعقد البروفيسور نوح فيلدمان، أستاذ القانون الذي عمِـل في السابق في منصب كبير مستشاري سلطة الحُـكم الأمريكي الإنتقالي بعدَ غَـزْو العراق، مقارنة بين العراق بعد انتهاء المهام القتالية وبين كوريا الجنوبية بعد انتهاء الحرب الكورية ويقول: “يُـشابِـه الوضع في العراق الآن، الوضع في كوريا الجنوبية بعدَ الحرب، حيث احتفظت الولايات المتحدة منذ هُـدنة عام 1953 بقوات أمريكية للحِـفاظ على الأمن والاستقرار، ولا تزال حتى يومنا هذا تحتفِـظ بحوالي ثلاثين ألف جندي أمريكي على الأرض الكورية، بعد ستين عاما من انتهاء المهام القتالية”.

لذلك يعتقد المحلِّـلون السياسيون والعسكريون الأمريكيون، أنه رغم إغلاق مئات من القواعد العسكرية الأمريكية في العراق أو تسليمها إلى العراقيين مع سحب القوات القتالية الأمريكية، ستظل هناك قواعد أمريكية في العراق لعشرات السنين، طالما بقِـيت وحدات عسكرية أمريكية تُـغيِّـر فقط إسمها إلى وحَـدات المساعدة وتقديم التدريب والمَـشُـورة، خاصة وأن رايان كروكر، السفير الأمريكي السابق في العراق، أكّـد على أن “الشراكة الإستراتيجية الأمريكية مع العراق، وإن احتاجت إلى مواصلة العمل الأمريكي في العراق لسنوات طويلة، فإنها في نهاية المطاف يُـمكن أن تُـغيِّـر الخريطة الإستراتيجية للشرق الأوسط”.

محمد ماضي – واشنطن – swissinfo.ch

بغداد (رويترز) – قال مسؤولون أمريكيون يوم الأربعاء 1 سبتمبر، إن القوات الأمريكية في المرحلة الأخيرة من حرب العراق، بعد إنهاء المهام القتالية وحثُّـوا الزعماء العراقيين على المُـضي قُـدما في تشكيل حكومة بعد ستة أشهر من الانتخابات.

وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس خلال زيارة للقوات في الرمادي، التي شهدت بعضا من أشرس المعارك خلال الحرب التي استمرّت سبع سنوات ونصف السنة، إن التاريخ سيصدر حُـكمه على الغزْو للاطاحة بصدّام حسين وما إذا كان يستحِـق العناء. وحين سأله صحفي إن كانت الولايات المتحدة ما زالت في حالة حرب بالعراق، قال غيتس “كلا.. لسنا في حالة حرب”.

وأضاف “توقفت العمليات القتالية. سنظل نعمل مع العراقيين في مكافحة الإرهاب. سنظل نقدِّم الكثير من التدريب والمَـشورة والمساعدة… لذلك، يمكنني القول أننا انتقلنا إلى المرحلة الأخيرة من مهمّـتنا في العراق”.

ووصل غيتس مع جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي إلى العراق اليوم، (1 سبتمبر 2010)، لحضور مراسم سلَّـم خلالها الجنرال ريموند أوديرنو، قائد القوات الأمريكية المُـنتهية ولايته في العراق، المسؤولية إلى القائد الجديد اللفتنانت جنرال لويد أوستن.

ويأتي تغيير القيادة بعد يوم من الانتهاء الرسمي للمهمّة القتالية الأمريكية، التي بدأها الرئيس السابق جورج بوش بغزوه العراق عام 2003. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب من البيت الأبيض، “حان الوقت الآن لطَـيِّ الصفحة” الخاصة بالعراق.

وسيبقى نحو 50 ألف جندي أمريكي في العراق، حتى الانسحاب الكامل بحلول نهاية 2011، كما نصّ اتِّـفاق أمني ثنائي بين الولايات المتحدة والعراق، لكنهم سيُـقدِّمون المَـشُـورة والمساعدة للقوات العراقية، بدلا من قيادة المعركة ضدّ المسلحين.

وما زال الوضع الأمني يمثل مصدر قلق كبير في العراق، حيث تزيد الهجمات التي تستهدِف قوات الآمن العراقية. وهناك مخاوف من أن يؤدّي إنهاء العمليات القتالية الأمريكية إلى ترك فجْـوة أكبر يُـمكن للمقاتلين استِـغلالها.

كما تتصاعَـد التوتُّـرات بسبب تعثُّـر محاولات تشكيل حكومة جديدة، بعد ستة أشهر من انتخابات غير حاسِـمة.

وقال بايدن في مراسم تغيير القيادة، التي جرت في أحد القصور السابقة لصدّام قرب مطار بغداد، “ليس مكاننا أن نبلغ العراقيين مَـن الذي يجب أن يقود، لكنني أحُـثُّـهم بقوّة على مجاراة الشجاعة التي أظهرها مواطنوهم من خلال إنهاء هذا العملية وتشكيل حكومة”.

وفي مقابلات مع شبكات تلفزيون أمريكية، قال بايدن إنه خرج من محادثات مع الزعماء العراقيين مقتنِـعا بأن التوصُّـل إلى اتِّـفاق بشأن تشكيل حكومة، بات قريبا. وقال في مقابلة مع تلفزيون بي بي اس ان، تشكيل الحكومة ربّـما يحدُث “خلال شهريْـن”.

ولكن أسامة النجيفي، وهو زعيم سياسي كبير في قائمة العراقية التي حصلت على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات، قال إنه يعتقد أن بايدن متفائِـل، لأن الساسة العراقيين لم يتَّـفقوا بعدُ على مَـن سيكون رئيس الوزراء القادم.

وذكرت وزارة الصحة أن عدد المدنيين الذين قُـتِـلوا في أعمال عنف في أغسطس، بلغ 295، منخفِـضا عن عددهم في الشهر السابق وعن العدد في أغسطس من العام الماضي.

لكن الخسائر البشرية بين قوات الأمن العراقية، كانت مرتفِـعة خلال الشهر الماضي، حيث استهدف مسلَّـحون رجالا من الشرطة والجيش في محاولة لتقويض ثِـقة الجماهير في قُـدراتهم مع تسلُّـمهم المسؤولية من القوات الأمريكية.

وقالت وزارتا الدفاع والداخلية، إن 54 جنديا من الجيش و77 من الشرطة قُـتِـلوا في هجمات خلال شهر أغسطس. وقال اوديرنو، إنه واثق من أن قوات الأمن العراقية يُـمكنها حماية البلاد.

وقال، وهو يعكِـس نداءَ بايدن إلى الزعماء العراقيين للتوصّـل إلى اتفاق، “إن الانتقال السِّـلمي للسلطة بعد انتخابات، يعتد بها، وشرعية في العراق، هو أقوى ردّ مُـمكن على القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى”.

غير أن ضابطا كبيرا آخر في الجيش الأمريكي، عبَّـر عن القلق بشأن إن كان العراق سيكون قادِرا على الدفاع بطريقة مناسبة عن مجاله الجوي وحدوده ضد التهديدات الخارجية، مثل إيران، إذا تمسكت الولايات المتحدة بموعِـد سحب كل قواتها.

وقال اللفتنانت جنرال مايكل باربيرو، نائب قائد إدارة الاستشارات والتدريب “ستكون هناك بعض القُـدرة على الدِّفاع ضدّ التَّـهديدات الخارجية بحلول ديسمبر 2011، لكن ستكون هناك ثغَـرات في بعض تلك القدرات”.

وعبَّـر عراقيون عادِيون أيضا عن قلقِـهم بشأن خفْـض القوات الأمريكية، في وقت دخل فيه الساسة العراقيون طريقا مسدودا بشأن تشكيل حكومة جديدة.

وقال محمد كاظم (40 عاما)، الذي يمتلك متجرا لبيع قِـطع غِـيار السيارات، “إنه (اوباما) لا يُـهمُّـه ما سيحدُث للعراق”. وأضاف “هُـم ينسحِـبون من البلد، والبلد ليس مستقِـرا بعدُ. كيف ينسحِـبون؟”.

وخلال زيارته للقوات الأمريكية في الرمادي بمحافظة الأنبار الغربية، قال غيتس إنه يعتقد أنهم ما زالوا يستحقُّـون أجْـر المهام القتالية، رغم أن مهمَّـتهم تحوّلت رسميا إلى التركيز على مساعدة القوات العراقية.

وقال غيتس، إن الحُـكم على الغزو يحتاج “رأي مؤرِّخ” ويتوقَّـف على المستقبل السياسي للعراق. وأضاف أنه، إذا ظلّـت البلاد ديمقراطية وقامت بدور بَـنّـاء، فربَّـما يكون لها أثَـر كبير على الشرق الأوسط.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 1 سبتمبر 2010)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية