مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انتخابات قد تحمل يمينيا متطرفا الى الرئاسة في النمسا

شاب وكلبه يتنزهان في حديقة في فيينا ملاتها اعلانات انتخابية عشية اقتراع يتنافس فيه نائب رئيس البرلمان نوربرت هوفر (يمينا) احد قادة حزب الحرية اليميني، والليبرالي المدافع عن البيئة الكسندر فان دير بيلين، 3 ك1/ديسمبر 2016 afp_tickers

يدلي النمساويون باصواتهم الاحد في اقتراع يثير اهتماما كبيرا وقد يحمل للمرة الاولى يمينيا متطرفا الى رئاسة احدى الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.

واكد نائب رئيس البرلمان نوربرت هوفر (45 عاما) احد قادة حزب الحرية عند الادلاء بصوته في بلدة بينكافيلد التي تبعد نحو مئة كلم جنوب فيينا انه “مطمئن ومتفائل”.

اما خصمه المدافع عن البيئة الكسندر فان دير بيلين (72 عاما) فسيصوت في الدائرة السادسة من العاصمة حيث كان عميد كلية الاقتصاد.

ومنصب رئيس الدولة في النمسا فخري بشكل اساسي، لكن انتخاب هوفر سيشكل مع ذلك انتصارا جديدا للمعسكر الشعبوي بعد ستة اشهر على فوز مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي ودونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية. وفي اليوم نفسه تشهد ايطاليا استفتاء على اصلاح دستوري.

وفي آخر خطاب قبل الاقتراع، قال فان دير بيلين الاقتصادي الليبرالي المؤيد للتكامل الاوروبي ان الامر يتعلق “بالاتجاه الذي ستسلكه النمسا (…) كيف نرى مستقبلنا (…) وكيف نريد ان ينظر الينا العالم”.

اما هوفر الذي رحب حزبه بخروج بريطانيا من الاتحاد وبانتخاب ترامب، فقد قال ان “اوروبا تشهد ازمة عميقة”، داعيا الناخبين الى “التخلص” من “نظام مغبر”. الا انه لم يدع صراحة الى خروج النمسا من الاتحاد الاوروبي.

وقال غيرهارد الناخب في الدائرة السابعة في فيينا ان “هذا التصويت يكشف المناخ السائد في اوروبا”.

ودعي حوالى 6,4 ملايين ناخب الى التصويت في هذا الاقتراع. وفتحت معظم مراكز الاقتراع ابوابها عند السابعة (06,00 ت غ)، على ان ينتهي التصويت الساعة 17,00 (16,00 ت غ). وسيبدأ نشر التقديرات الاولية مع انتهاء التصويت.

واكدت وزارة الداخلية ان النتائج لن تعلن قبل الاثنين يوم فرز اصوات الناخبين الذين اقترعوا بالمراسلة. وكانت نتائج انتخابات اولى في ايار/مايو الغيت بسبب عيوب في الاجراءات.

وبلغت نسبة الذين صوتوا بالمراسلة حينذاك 16,7 بالمئة على الاقل.

وفاز في انتخابات ايار/مايو فان دير بيلين بفارق 31 الف صوته على خصمه.

– نسبة المشاركة –

من النقاط المجهولة في هذا الاقتراع نسبة المشاركة التي كانت 72,6 بالمئة في 22 ايار/مايو بعد حملة قام بها المرشحان استمرت احد عشر شهرا وتعرضا خلالها لانتقادات وسائل الاعلام.

وقال كريستوف هوفنيغر من معهد “سورا” ان “المرشح الذي ينجح في تعبئة خزان المترددين في التصويت سيفوز”.

ورأت دوريس اداموفيتش التي ادلت بصوتها في الدائرة السادسة في فيينا ان “هذه الانتخابات مهمة جدا”. واضافت “آمل ان يدلي كثير من الناخبين باصواتهم والقول +مللت من التصويت+ ينم عن غباء”.

والمؤشرات الاقتصادية للنمسا افضل بكثير من الدول الاوروبية المجاورة لكن الكثير من سكانها يشعرون بانهم مهددون بالتهميش وازمة المهاجرين وتوسع الاتحاد الاوروبي.

وتجنب هوفر التعبير عن اراء معادية للاجانب استخدمها باستمرار حزبه الذي اسسه نازي سابق العام 1956، وركز في خطابه على الضمان الاجتماعي والقوة الشرائية والدفاع عن الوظائف.

ومثل غيره من الاحزاب الشعبوية، يقدم حزب الحرية نفسه على انه بديل للحركات التقليدية التي قدم الكثير من شخصياتها دعمها لفان دير بيلين الرئيس السابق لحزب الخضر الذي يخوضت الانتخابات كمرشح “مستقل”.

وهزم الحزبان اللذان يهيمنان على الحياة السياسية في النمسا (الاشتراكي الديموقراطي والمسيحي الديموقراطي) من الدورة الاولى في سابقة في التاريخ الحديث للنمسا.

وفوز هوفر سيعتبر اشارة مشجعة من قبل حلفائه على المستوى الاوروبي مثل الجبهة الوطنية في فرنسا وحزب الحرية بقيادة غيرت فيلدرز في هولندا، البلدان اللذان سيشهدان انتخابات في 2017.

وفي تغريدة باللغة الالمانية، شجعت النائبة عن حزب الجبهة الوطنية ماريون ماريشال لوبن هوفر مؤكدة له “دعم الوطنيين في العالم اجمع له”.

ونشر المرشحان لانتخابات الرئاسة النمساوية السبت على صفحتيهما على فيسبوك اعلانات دعائية في محاولة حشد الذين ينوون الامتناع عن التصويت. ودعا فان دير بيلين الناخبين الى التحرك “بالعقل لا بدافع التطرف” بينما طلب منهم هوفر منح “نمسا آمنة (…) لابنائهم واحفادهم”.

وقالت الناخبة في فيينا كاتارينا غاير انه ايا يكن الفائز “يجب على الرئيس الجديد مصالحة البلاد. هذه الانتخابات الطويلة جدا ادت الى استقطاب حاد في المجتمع (…) وهذا ليس من سمات النمسا”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية