مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

بدء سريان وقف اطلاق النار في اليمن مع انطلاق مباحثات السلام في سويسرا

مسلح من انصار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يطلق النار في منطقة صرواح غرب مدينة مأرب التي تبعد 170 كلم شرقي العاصمة صنعاء في 14 كانون الاول/ديسمبر 2015 afp_tickers

دخل وقف اطلاق النار في اليمن حيز التنفيذ ظهر الثلاثاء بالتوقيت المحلي (0900 تغ)، تزامنا مع مباحثات السلام التي بدأت اليوم في سويسرا برعاية الامم المتحدة، بين الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين.

وفي جنيف، اعلن الناطق باسم الامم المتحدة بدء محادثات السلام بين الاطراف اليمنية تحت اشراف المنظمة الدولية صباحا مضيفا “اؤكد ان المحادثات حول اليمن بدأت في سويسرا، مشاورات برئاسة الامم المتحدة، تهدف الى ارساء وقف اطلاق نار دائم”.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس عما اذا كان وقف اطلاق النار المقرر في اليمن دخل حيز التنفيذ في الوقت المحدد، قال المتحدث باسم التحالف العميد الركن احمد عسيري “نعم”، عبر رسالة نصية قصيرة.

واكد المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، بدء “وقف الاعمال القتالية”، معتبرا اياه “خطوة اولى اساسية لاحلال السلام في البلاد”.

وحض الاطراف على “الالتزام بهذه المبادرة والعمل على وضع حد نهائي ودائم للنزاع”.

وكانت قيادة التحالف افادت امس التزامها بموعد سريان وقف اطلاق النار تماشيا مع طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مؤكدة في الوقت نفسه “احتفاظها بحق الرد على اي خرق لوقف اطلاق النار”.

وكانت الرئاسة اعلنت الاسبوع الماضي ان وقف النار مقرر لسبعة ايام، وقابل للتمديد في حال التزام الحوثيين به.

ميدانيا، سجلت اختراقات محدودة بعد بدء تنفيذ وقف اطلاق النار.

وافاد الضابط في الشرطة طه الصبحي ان “خمس قذائف هاون سقطت على مواقع للقوات الشرعية في الشريجة (بمحافظة تعز في جنوب غرب البلاد) بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ”.

كما افاد شهود في تعز عن سماع دوي بعض القذائف في المدينة التي ما زالت بيد القوات الموالية لهادي، ويحاصرها المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ اشهر.

وسبق بدء سريان وقف اطلاق النار، غارات للتحالف، تزامنا مع اشتباكات بين قوات هادي من جهة، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في مناطق عدة.

واكد مصدر في الرئاسة اليمنية لم يكشف اسمه ان “هذه المبادرة جاءت حرصا على التمسك بفرص تحقيق السلام ومحاولة تخفيف المعاناة على شعبنا اليمني ووقف سفك المزيد من الدماء”، مشددا على ان “الالتزام بوقف إطلاق النار من جانب الدولة مرتبط بالتزام الميليشيات الانقلابية”.

وكان الحوثيون اكدوا في وقت سابق ان التزامهم بوقف النار مشروط بوقف “العدوان” عليهم، في اشارة بالدرجة الاولى الى غارات التحالف.

ميدانيا، شهد صباح الثلاثاء معارك بين الطرفين، بحسب مصادر عسكرية يمنية.

ودارت اشتباكات في محافظة مأرب الواقعة الى الشرق من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ ايلول/سبتمبر 2014.

– معارك وغارات صباحا –

وفي محافظة تعز (جنوب غرب)، شن التحالف غارات عدة على مواقع للحوثيين صباح الثلاثاء، تزامنا مع اشتباكات في شمال مدينة تعز حيث يحاول الحوثيون التقدم نحو حي الزنوج، بحسب المصادر نفسها.

وبدأت قوات هادي منتصف الشهر الماضي هجوما واسعا بدعم من التحالف، لطرد الحوثيين وحلفائهم من هذه المحافظة المحورية التي ستتيح السيطرة عليها بالكامل، تأمين محافظات الجنوب والتقدم نحو مناطق يسيطر عليها الحوثيون في الوسط والشمال، بحسب محللين.

واعلن التحالف الاثنين مقتل ضابطين اثناء متابعتهما المعارك في تعز.

ونعى التحالف “العقيد الركن عبدالله بن محمد السهيان (سعودي)، وسلطان بن محمد علي الكتبي، أحد ضباط القوات الإماراتية، اللذين استشهدا فجر اليوم الاثنين أثناء قيامهما بواجبهما في متابعة سير عمليات تحرير تعز”، بحسب بيان نشرته وكالة الانباء السعودية الرسمية.

واكد مصدر عسكري يمني ان الضابطين قضيا في سقوط صاروخ اطلقه الحوثيون وقوات صالح من مواقع لهم بين ذباب ومدينة المخا.

واكد الحوثيون عبر وكالة “سبأ” التي يسيطرون عليها، اطلاق “صاروخ بالستي نوع +توشكا+ على مركز عمليات العدو في شعب الجن بباب المندب”، وان الصاروخ اصاب هدفه “بدقة عالية”.

وسيطر الحوثيون وحلفاؤهم في ايلول/سبتمبر 2014 على صنعاء، وواصلوا التقدم جنوبا الى عدن، ثاني كبرى مدن البلاد، والتي كان هادي اعلنها عاصمة موقتة بعد فترة من سقوط صنعاء.

وفي آذار/مارس، بدأ التحالف شن غارات ضد الحوثيين والقوات الموالية لصالح. وبعد اشهر، شرع في تقديم دعم ميداني مباشر لقوات هادي، ما مكنها من طرد الحوثيين من عدن واستعادة اربع محافظات جنوبية.

وبحسب الامم المتحدة، ادى النزاع الى مقتل قرابة ستة آلاف شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، وفرار نحو 170 الفا، منذ آذار/مارس.

وتأتي محادثات السلام وسط جو من انعدام الثقة بين طرفي النزاع، خصوصا بعد فشل محاولات سابقة للاتفاق. كما لم يتم الالتزام باكثر من اعلان لوقف النار، لا سيما في ايار/مايو وتموز/يوليو.

وبحسب ولد الشيخ احمد، تهدف المباحثات التي تجرى في سويسرا وسط تكتم اعلامي، للتوصل الى “وقف دائم وشامل لاطلاق النار، وتحسين الوضع الانساني والعودة الى انتقال سياسي سلمي ومنظم”.

وبعد اكثر من عام على دخول الحوثيين صنعاء، يتواصل النزاع بلا غالب ولا مغلوب. كما تحول تدريجا الى ما يشبه المستنقع لدول التحالف، لا سيما مع استغلال الجماعات الجهادية الوضع الامني لتعزيز تواجدها ونفوذها لا سيما في جنوب اليمن.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية