مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

جولة خليجية لاردوغان في محاولة لتهدئة التوتر

صورة وزعها الديوان الملكي السعودي للملك سلمان مستقبلا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مدينة جدة في 23 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

التقى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاحد الملك السعودي سلمان في مدينة جدة غرب السعودية، أولى محطات جولته الخليجية، محاولا نزع فتيل التوتر بين قطر وأربع دول عربية مجاورة تتهمها بدعم الارهاب.

ويسعى الرئيس التركي إلى عرض وساطته في الخلاف غير المسبوق، رغم اعتباره أقرب إلى قطر.

وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية انه “جرى خلال المباحثات، استعراض العلاقات بين البلدين الشقيقين، وبحث تطورات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة في سبيل مكافحة الإرهاب ومصادر تمويله”.

والتقى اردوغان ايضا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل ان يغادر الى الكويت التي وصل اليها مساء الاحد حيث استقبله امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي يتولى وساطة في الازمة الخليجية.

ويزور اردوغان غدا الاثنين قطر حيث يلتقي اميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وتزامنت جولة الرئيس التركي مع زيارة قامت بها وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني للكويت حيث دعت الى مفاوضات مباشرة بين قطر وجيرانها لافتة الى استعداد الاتحاد الاوروبي لدعم العملية التفاوضية.

وصرح اردوغان في مؤتمر صحافي في اسطنبول قبل ان يصعد على متن الطائرة التي تنقله الى السعودية “ليس في صالح أحد ان تطول هذه الازمة أكثر”، مضيفا ان “العالم الاسلامي بحاجة الى تعاون وتضامن وليس الى انقسامات جديدة”.

وكانت السعودية والامارات والبحرين ومصر قطعت في الخامس من حزيران/يونيو 2017 علاقاتها بقطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية على خلفية اتهامها بدعم الارهاب.

وتأتي زيارة اردوغان بعد يومين من عرض أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اجراء حوار لكن من دون “املاءات”.

وتضع هذه الأزمة الإقليمية المستعصية تركيا في وضع غير مريح كونها تقيم علاقات وثيقة جدا مع الدوحة، لكن اردوغان سعى أيضا في السنوات الأخيرة الى تطوير العلاقات مع السعودية.

وصرح اردوغان “منذ بدء الازمة مع قطر نحن مع السلام (اكرر …السلام) والاستقرار والتضامن والحوار. لقد قدمنا المقترحات الضرورية للاطراف المعنيين ونواصل القيام بذلك”.

-“الدور المهم للسعودية”-

أشار الرئيس التركي كذلك الى دعمه للوساطة التي يقوم بها أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح ودعا الدول الاخرى في المنطقة والاسرة الدولية الى تقديم “دعم قوي” الى جهود “شقيقه”.

ومنذ بداية الأزمة، تحاول أنقرة القيام بدور الوسيط بين الأطراف المختلفة، لكن موقفها يميل بشكل واضح لصالح قطر ما يقلل من هامش المناورة المتاح لديها، بحسب عدد من المحللين.

وتركيا حليف مقرب من قطر التي تطور علاقاتها معها بقوة في السنوات الأخيرة في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية.

وكدليل على التقارب بين البلدين، قدمت تركيا مساعدات غذائية وغيرها من خلال مئات الطائرات وسفينة شحن منذ بداية الازمة.

يشار الى ان أنقرة تقوم أيضا بتشييد قاعدة عسكرية في قطر ستمنح تركيا موطئ قدم جديدا في الخليج، مع إرسال أول دفعة من قواتها الى هناك.

وتقيم تركيا في موازاة ذلك، علاقة جيدة مع السعودية. وكان اردوغان شدد السبت على “الدور المهم” للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

كما اشاد رئيس الحكومة التركية أيضا ب”الحس السليم” للشيخ تميم منذ بداية الأزمة.

وتزامنت جولة الرئيس التركي مع زيارة لوزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني إلى الكويت، حيث التقت الاحد كبار المسؤولين في البلاد.

وكانت المسؤولة الاوروبية كررت في 7 تموز/يوليو 2017 دعم الاتحاد لوساطة الكويت في الازمة الخليجية اثناء استقبال مسؤول كويتي رفيع المستوى في بروكسل.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية