مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مصرع 35 معتمرا بعد اصطدام حافلتهم بجرافة قرب المدينة المنورة

موقع حادث اصطادم حافلة بجرافة في السعودية. afp_tickers

لقي 35 شخصا يحملون جنسيات دول عربية وآسيوية متفهم بعد اصطدام حافلة كانت تقلهم إلى المدينة المنورة بآلية ثقيلة، حسبما أوردت وسائل إعلام سعودية الخميس.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن شرطة منطقة المدينة المنورة أن “حادث اصطدام حافلة خاصة مُستأجرة تنقل 39 شخصاً من المقيمين بالمملكة من جنسيات آسيوية وعربية بمعدة ثقيلة (شيول)” أي جرافة.

واضافت أن الحادث وقع في “مركز الأكحل بمنطقة المدينة المنورة” غرب المملكة، موضحة أنه أدى إلى “وفاة 35 وإصابة أربعة من ركابها ونقلهم إلى مستشفى الحمنة”. وقالت إن “الجهات المختصة باشرت التحقيق” في الحادث.

وذكرت وسائل اعلام سعودية أن الحافلة كانت تقل معتمرين من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة التي تبعد حوالى 400 كيلومتر إلى جهة الشمال الشرقي.

وأوردت صحيفة عكاظ السعودية أن القتلى مقيمون في المملكة. كما نشرت وسائل إعلام سعودية صورا للحافلة التي احترقت بالكامل.

وبحسب “عكاظ”، فإن الحادث وقع الأربعاء عند الساعة 19,00 (16,00 ت غ). وتحدثت عن “تفحم 35 شخصا وإصابة 4 آخرين (…) في مجمع الحمنة الصحي”.

من جانبه، وجّه أمير منطقة المدينة المنورة فيصل بن سلمان بن عبد العزيز بتقديم “العناية الطبية اللازمة للمصابين في الحادث (..) وتوفير الرعاية والتسهيلات لهم”.

وأعرب الأمير فيصل أيضا عن “بالغ تعازيه ومواساته” لعائلات الضحايا.

ولم تعرف جنسيات القتلى، ولكن رئيس الوزراء الهندي نايندرا مودي قدّم تعازيه بعد الحادث.

وكتب مودي في تغريدة باللغة العربية على تويتر “أشعر بالقلق إزاء خبر حادث حافلة قرب مكة في المملكة العربية السعودية. أقدم واجب العزاء لأسر الذين فقدوا حياتهم. وأدعو الشفاء العاجل للجرحى”.

من جانبها، أعلنت باكستان أن الناجين الأربعة من الحادث بينهم رجل باكستاني في حالة حرجة فيما أكّدت مقتل عدد من مواطنيها في الحادث الدامي.

وقالت الخارجية الباكستانية في بيان إنّ “التقارير الأولية تشير إلى أن المتوفين بينهم عدد كبير من الباكستانيين”.

– تحديات النقل –

يعد نقل الحجاج والمعتمرين بين الأماكن المقدسة، خاصة في موسم الحج، تحديا كبيرا أمام السعودية التي يتوجب عليها إدارة توافد أعداد غفيرة من الحجاج في وقت قصير.

وتؤدي آلاف الحافلات الباعثة لثاني اكسيد الكربون بدرجات كبيرة، إلى ازدحام متواصل للسير. ويحتاج قطع نحو 10 كيلومترات إلى نصف نهار، وربما أكثر.

وتدر السياحة الدينية مليارات الدولارات سنويا على المملكة الغنية بالنفط التي تسعى إلى تنويع اقتصادها المتعمد على الذهب الأسود عبر التركيز خصوصا على السياحة الدينية. ويبلغ عدد الحجاج في مكة نحو مليوني شخص سنويا، بينما يقوم ملايين المؤمنين بأداء مناسك العمرة.

وبرغم أنّ زيارة المدينة المنورة ليست من فروض مناسك الحج أو العمرة، فإنّ العديد يزورونها كونها تضم قبر النبي محمد والمسجد النبوي، أحد أكثر الاماكن قدسية لدى المسلمين بعد مكة.

وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز دشّن في 2018 “قطار الحرمين”، في مشروع يصفه مسؤولون سعوديون بأنه أكبر مشاريع النقل في المنطقة.

ويقطع القطار مسافة 450 كلم بين مكة والمدينة عبر جدة الواقعة على البحر الأحمر، وبسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة.

وأدّت حوادث وقعت في السنوات الماضية الى انتقادات وجهت الى المملكة.

في عام 2018، قضى اربعة معتمرين بريطانيين وجرح 12 آخرون جراء اصطدام حافلتهم بصهريج لنقل الوقود، بينما كان البريطانيون في طريقهم إلى مكة لأداء العمرة.

وقضى في كانون الثاني/يناير 2017 ستة بريطانيين بينهم طفل في شهره الثاني في حادث سير أثناء توجههم الى المدينة المنورة.

ووقع الحادث الأكبر في مكة أيلول/سبتمبر 2015 عندما قتل نحو 2300 شخص خلال تدافع، بينهم مئات الايرانيين، في أسوأ حادثة في تاريخ مواسم الحج. وفي الشهر ذاته قتل نحو 100 شخص عندما وقعت آلة رافعة في الحرم المكي.

وتهدف “رؤية 2030” التي طرحها ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان إلى وقف اعتماد الاقتصاد السعودي، الاكبر في المنطقة العربية، على النفط عبر تنويع مصادره وبينها تعزيز السياحة الدينية من خلال استقطاب ستة ملايين حاج خلال موسم الحج و30 مليون معتمر على مدى العام.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية