مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هدوء على الجبهات السورية بعد دخول اتفاق الهدنة الروسي الاميركي حيز التنفيذ

صورة نشرتها وكالة سانا للرئيس السوري بشار الاسد (وسط) خلال زيارة لمدينة داريا في 12 ايلول/سبتمبر 2016 afp_tickers

عمّ الهدوء للمرة الاولى منذ سبعة اشهر الجبهات السورية مع دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ الاثنين، بموجب اتفاق اميركي روسي يشكل محاولة جديدة لوضع حد للنزاع المستمر منذ خمس سنوات.

واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان “هدوءا يعم المناطق السورية كافة، وخصوصا دمشق، حلب (شمال) وادلب (شمال غرب)، باستثناء بعض القذائف في القنيطرة ودرعا جنوبا مع بداية التهدئة”.

ودخل وقف اطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة السابعة مساء الاثنين (16,00 تغ). وقبل دقائق من بدء سريانه، اعلنت موسكو تعليق ضرباتها الجوية على كل الاراضي السورية، باستثناء “المناطق الارهابية”، فيما اكد الجيش السوري لاحقا التزامه التهدئة لمدة سبعة ايام.

ويستثني الاتفاق تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة فتح الشام، جبهة النصرة سابقا قبل اعلان فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، ما يعني ان العمليات العسكرية ستتواصل في مناطق واسعة من البلاد.

في مدينة حلب في شمال البلاد، افاد مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة ان هدوءا يستمر منذ الساعة الخامسة عصرا.

وفي حي بستان القصر، واثناء انتظاره لدى الحلاق، قال شادي صابر (26 عاما) “لقد تزوجت قبل اسبوع ولم اهنأ بيوم هادئ ودائما ما كنا نقضي وقتنا في الاقبية انا وزوجتي، اما اليوم فهو الاكثر هدوءا منذ زواجي”.

وفي الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، نقل مراسل آخر لفرانس برس مشاهدته لحركة نشطة للسكان في حي الفرقان في اول ايام عيد الاضحى.

وقال خالد المروح (38 عاما) صاحب محل البسة “انظر الى الساعة طوال اليوم بانتظار ان تصبح السابعة مساء”.

واعرب خالد عن رغبته في استمرار الهدنة عله يتسنى له التواصل مع شقيقه الذي يقيم في الاحياء الشرقية.

ويتناول الاتفاق الروسي الاميركي مدينة حلب التي تشهد وضعا انسانيا مروعا، والمقسمة منذ العام 2012 بين الطرفين.

وأعلن الجيش السوري في بيان أوردته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) التزامه بتطبيق “نظام التهدئة على أراضي الجمهورية العربية السورية لمدة سبعة أيام اعتبارا من الساعة 19،00 (16,00 ت غ)” من اليوم، مؤكدا “الاحتفاظ بحق الرد الحاسم باستخدام جميع الوسائط النارية على أي خرق من جانب المجموعات المسلحة”.

واعلنت موسكو، احد الطرفين الراعيين للاتفاق والداعمة للنظام، مساء الاثنين على لسان مسؤول عسكري بارز “وقف جميع الاعمال القتالية في جميع مناطق سوريا”، مع التأكيد انها “ستواصل شن الضربات ضد اهداف ارهابية”.

وينص الاتفاق بحسب ما ورد على لسان وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الجمعة على ان يتم التزام وقف النار في مرحلة اولى لمدة 48 ساعة يتم تجديدها.

– نزهة في حمص-

في مدينة تلبيسة، الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حمص (وسط) الشمالي، قال الناشط حسان ابو نوح “هناك هدوء حالياـ اتمنى ان يستمر ذلك حتى ولو يومين اثنين، الواحد منا اشتاق لان يخرج في نزهة مع اصدقائه”.

واضاف “في العيد، اخطط فقط للبقاء على قيد الحياة”.

وبموجب الاتفاق، يمتنع النظام السوري عن القيام بأي اعمال قتالية في المناطق التي تتواجد فيها المعارضة المعتدلة والتي سيتم تحديدها بدقة وفصلها عن المناطق التي تتواجد فيها جبهة فتح الشام.

كما ينص على وقف كل عمليات القصف الجوي التي يقوم بها النظام في مناطق اساسية تم الاتفاق عليها، ووقف القصف بالبراميل المتفجرة واستهداف المدنيين. ويمتنع الطرفان عن شن هجمات وعن محاولة إحراز تقدم على الارض.

وبعد مرور سبعة ايام على تطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، تبدأ الولايات المتحدة بالتنسيق مع الروس تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الاسلامية.

وقبل ساعات من بدء سريان الاتفاق، جدد الرئيس السوري بشار الاسد التأكيد ان “الدولة السورية مصممة على استعادة كل منطقة من الارهابيين”.

وتوصلت الولايات المتحدة وروسيا الى اتفاق لوقف النار في سوريا في نهاية شباط/فبراير الماضي سقط بعد شهرين على بدء تطبيقه. واعتبر استثناء جبهة النصرة من الاتفاق السابق أحد أهم أسباب عدم نجاحه نتيجة تحالفها مع فصائل أخرى.

وأعلنت جبهة النصرة في أواخر تموز/يوليو فك ارتباطها بتنظيم القاعدة وتغيير اسمها الى “جبهة فتح الشام”. وتتكرر المعضلة مجددا مع استثنائها من الاتفاق الجديد في ظل التحالف القائم بينها وبين فصائل مقاتلة واسلامية، على رأسها حركة احرار الشام، خصوصا في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحلب.

– لا قرار-

ولم يصدر اي قرار رسمي حتى الآن من المعارضة السياسة او المسلحة بخصوص الاتفاق الروسي الاميركي.

لكن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط قال في وقت سابق الاثنين لوكالة فرانس برس ان الهيئة تطالب بضمانات حول تطبيق الاتفاق.

وشكك المسلط في التزام النظام السوري وروسيا بالاتفاق، مشيرا الى انهما يصنفان كل الفصائل التي تقاتل قوات النظام بـ”الارهابية”.

ويدعو الاتفاق الفصائل المقاتلة التي يصنفها الاميركيون في اطار “المعارضة المعتدلة” الى النأي بنفسها عن تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة فتح الشام.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية