مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

واشنطن سترسل نحو 600 جندي اميركي اضافي الى العراق تمهيدا لاستعادة الموصل

وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر خلال اعلانه عن ارسال 600 جندي اميركي اضافي الى العراق، في البوكيركي بولاية نيو مكسيكو، الاربعاء 28 ايلول/سبتمبر 2016 afp_tickers

اعطى الرئيس الاميركي باراك اوباما الضوء الاخضر الاربعاء لارسال حوالى 600 جندي اضافي الى العراق مع اقتراب معركة الموصل التي تشكل اخر معقل مهم لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق حيث خسر اراضي واسعة.

فبعد هجوم كاسح في 2014 سيطر الجهاديون على اراض شاسعة في العراق الى شمال وغرب بغداد وجعلوا الموصل معقلا لهم. وحاليا تستعد القوات العراقية التي استعادت منذ عامين السيطرة على مساحات واسعة لا سيما في محافظة الانبار الكبرى غرب البلاد، لشن هجوم لاستعادة الموصل.

واوضح وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر ان “الدور الاساسي لهذه القوات سيكمن في مساعدة القوى الامنية العراقية وقوات البشمركة الكردية في عمليات استعادة الموصل” متحدثا عن مهام تدريب وجمع معلومات ومساعدات لوجستية.

وتشمل مهمة الجنود الاميركيين ايضا “حماية وتعزيز المكاسب التي تحرزها القوات العراقية في مناطق اخرى في العراق”، على ما اوضح كارتر اثناء توجهه الى ولاية نيومكسيكو.

وأفاد المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس بأن سيتم نشر 615 جنديا إضافيا تحديدا.

وبذلك سيرتفع عدد الجنود الأميركيين المتواجدين في العراق، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عسكريا في اواخر 2011، إلى 5262.

وكان مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اعلن في وقت سابق طلب “زيادة اخيرة” لعدد المستشارين العسكريين الاميركيين لدعم القوات العراقية في معركة تحرير الموصل الوشيكة.

واكد البيان خفض عدد المستشارين العسكريين الاميركيين بعد انتهاء المعركة.

وفيما اشار عدد من المسؤولين الغربيين الى احتمال بدء معركة الموصل في تشرين الاول/اكتوبر تفادى العبادي تحديد تفاصيل الجدول الزمني للهجوم.

– معركة صعبة –

اعتبر اوباما الاسبوع الفائت في نيويورك في لقاء مع العبادي ان الهجوم قد يبدأ “سريعا”.

واضاف “ستكون هذه المعركة صعبة، فالموصل مدينة كبرى”، متابعا ان الهدف لا يقتصر على طرد تنظيم الدولة الاسلامية من المدينة بل ايضا على اعداد المرحلة التالية من المساعدات الانسانية الواسعة النطاق واعادة اعمار المدينة.

وتتعاون الحكومة العراقية مع التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولية الاسلامية بقيادة اميركية منذ صيف 2014 وقد نفذ 14 الف عملية قصف في سوريا والعراق، وكذلك لاستقبال مئات الالاف الذين قد يفرون اثناء المعارك، وقد يصل عددهم الى مليون بحسب الامم المتحدة.

كما يسعى الحلفاء الى تحديد الجهة التي ستحكم المدينة في المستقبل والتي تحدد بموجب اتفاق بين بغداد وحكومة كردستان الاقليمية.

وتتولى الولايات المتحدة قيادة التحالف الدولي الذي لعب دورا مهما في دعم القوات العراقية، سواء عبر الغارات الجوية او المهام التدريبية والاستشارية، التي تمكنت خلال الاشهر الماضية من استعادة مناطق واسعة من الجهاديين في شمال وغرب البلاد.

وتمكنت القوات العراقية خلال الفترة القريبة الماضية من استعادة بلدات مهمة بينها الشرقاط والقيارة، الواقعة الى الجنوب من الموصل بهدف التقدم لاستعادة السيطرة على كبرى مدن الشمال.

وفي سوريا ينتشر مئات الجنود الاميركيين دعما لقوات معارضة وكردية تتواجه مع التنظيم الجهادي الذي يقصفه التحالف الدولي كذلك.

وبحسب البنتاغون، فإن الولايات المتحدة ستباشر “بسرعة كبيرة، خلال الأسابيع المقبلة” نشر العسكريين الـ615 الإضافيين في العراق.

وسيتمثل جزء كبير من مهمتهم بتعزيز القدرات اللوجستية للجيش العراقي قبل معركة الموصل.

ويجب أن يوفروا خصوصا وسائل هبوط ليلية وفي الأحوال الجوية السيئة في قاعدة عين الأسد، بمحافظة الأنبار، اضافة الى تعزيز القدرات الجوية في قاعدة القيارة، التي انتزعت مؤخرا من الجهاديين، وتعد موقعا استراتيجيا على بعد 65 كيلومترا من الموصل.

وأوضح ديفيس أن القدرات التشغيلية للقاعدة في الوقت الراهن “محدودة”، لكنه أكد أن “هناك تقدما”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية