مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا مدعُـوّة لمزيد من التعاون بشأن الأعمال الفنية المنهوبة

سنة 1996، أصدرت محكمة مذكرة احضار للوحتيْن للمبدع إيغون شيلي من بينهما "الصورة الشخصية لوالّي" ( Portrait of Wally ) (1912). وقد ساهمت الصفقة المالية بين المتحف والمتقدمين بالدعوى في دعم مبادئ واشنطن akg images

يُعتقد على نطاق واسع أن سويسرا تمتلك، باعتبارها كانت محورا رئيسيا في عمليات الإتجار بالأعمال الفنية التي نهبها النازيون، ونقلوها إلى بلدان أخرى، مفتاح الحل بشأن الفجوة المتعلقة بتحيد هوية تلك الأعمال ومصدرها. في الأثناء، لا يُرجّح الخبراء أن تحقق البوابة الإلكترونية التي أطلقتها الحكومة الفدرالية بمفردها هذا الغرض.

من جهة أخرى، يبدو عامل الوقت ضاغطا بالنسبة للمتبقين على قيد الحياة من العائلات اليهودية التي صادر النازيون مجموعاتها الفنية خلال الحرب العالمية الثانية. وبات العديد من الورثة الشرعيين يميلون إلى الإذعان والتسليم بعد أن أصبحت مطالبات الإسترداد أكثر تعقيدا، وتشمل ولايات قضائية مختلفة.

وفي شهر يونيو 2013، أطلق المكتب الفدرالي للثقافة بوابة إلكترونية بهدف تعزيز جهود المتظلمين والمتاحف والباحثين وتنسيق جهودهم في التعرّف على الأعمال الفنية المسلوبة، وتحديد مصدرها. ولكن مع استمرار عرض ونقل وبيع هذه الأعمال الفنية التي قد يكون بعضها قد نُهب أثناء الحرب العالمية الثانية، سألت swissinfo.ch الخبراء على جانبي المحيط الأطلسي ما الذي يمكن القيام به لاسترداد هذه الأعمال.

يرى هؤلاء الخبراء أنه بإمكان سويسرا أن تكون جزءًا من المشكل كما يُمكن أن تكون أيضا جزءًا من الحل، بل يذهبون إلى أنه إذا أمكن الوصول إلى الوثائق والأدلة المتعلقة بعمليات البيع التي وقعت على الأراضي السويسرية أثناء الحقبة النازية وبعدها مباشرة، فإن هذه المشكلة التي تسمّم عالم الفن سوف تجد طريقها إلى الحل، وسوف تجعل من المستحيل على المالكين الحاليين لتلك الأعمال تجاهل الظروف التي تمت فيها حيازتها.

في الوقت الحاضر، لا يزال ما يقرب من 100.000 عمل سُلِب خلال المرحلة النازية (1933 – 1946)، مفقودا، أو في عداد المجهول، أو في حالة اختلاس. من جهة أخرى، تواجه الحملات الأخيرة الهادفة إلى التعرّف على تلك الأعمال واستردادها مقاومة متزايدة من المؤسسات الفنية بدعوى أن أدلة المصادرة غير مكتملة، وأن وقتا طويلا قد انقضى (آجال التقادم)، وأن الأعمال الفنية المهمّة هي ملك للمجال العام على أية حال.

نجح ضباط الجمارك الألمانية خلال عام 2011 في إماطة اللثام عن مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية المرموقة والحديثة بما في ذلك أعمال خالدة لبيكاسو وماتيس وبول كلي، وذلك خلال عملية مراقبة روتينية لعابري الحدود بين سويسرا وألمانيا.  

ووفقا لمجلة فوكوس Focus الألمانية الإخبارية التي كشفت عن هذه القضية في بداية نوفمبر 2013، يتعلق الأمر بكنوز فنية لا تقدّر بثمن جمعها مؤرخ الفنون هيلدبراند غورليت، بالتواطؤ مع النازيين، وكان يعتقد أنها اختفت أثناء قصف مدينة دريسدن في نهاية الحرب العالمية الثانية، لكن تبيّن في النهاية أنه تم تخزينها طيلة هذا الوقت في شقة يسكنها ابن غورليت الذي يعيش منعزلا، ويبلغ من العمر حاليا 80 عاما. وتقدّر القيمة الحالية للأعمال المكتشفة بما يناهز 1.23 مليار فرنك.

يسافر كورنيليوس غورليت بانتظام بين سويسرا وألمانيا بواسطة القطار على ما يبدو من أجل بيع جزء من الأعمال المنهوبة- مصدره الوحيد لكسب الرزق- لمتاحف من بينها غاليري كورنفيلد ببرن. وفي سبتمبر 2010، لفت سلوكه الغريب انتباه ضباط الجمارك، فقاموا بتفتيشه ليعثروا لديه على مبلغ قدره (9.000 يورو)، إدعى أنه كسبه من خلال صفقة تبادل مع غاليري كورنفيلد للأعمال الفنية ببرن، لكن ذلك المبلغ كان كافيا ليشكّوا في ارتكابه مخالفات تتعلق بالتهرّب الضريبي. وقرروا بعد عدة أشهر من التحقيق، تفتيش شقة غورليت في إحدى الضواحي ميونيخ يقطنها عادة الأثرياء.

وكان الضباط مقتنعين بأنهم سيعثرون على مبالغ مالية إضافية غير معلنة. ولكن، وعلى غير المتوقّع، ووفقا لمجلة فوكوس، عثروا على 1400 قطعة من الأعمال الفنية الحديثة مكدّسة وراء أغلفة من الورق المقوى الخاصة بالمواد الغذائية والعلب الفارغة. وما يزيد عن 200 عمل من هذه اللوحات القيمة والتي لا تقدّر بثمن صدرت مذكّرات تفتيش دولية للعثور عليها منذ زمن طويل.

هيلدبراند غورليت كان مؤرخ فن محترم شعر بالحاجة إلى جعل نفسه في خدمة النازيين على الرغم من أن أمّه يهودية. ولا يُعلم إن كان قد حصل على هذه الأعمال الفنية القيمة والحديثة عن طريق الإكراه، أو مقابل مبلغ زهيد من العائلات اليهودية التي أجبرت على مغادرة ألمانيا النازية، أو من خلال عملية المصادرة التي أطلقها النازيون للقضاء على الفن “المنحط” في ألمانيا، ونتيجة احتقار النازيين للفن المعاصر.

وقد قيل أن السبب الرئيسي الذي جعل السلطات الألمانية تترك طوال العاميْن والنصف الماضيين هذا الإكتشاف طي الكتمان هو قانون أقرّه النازيون عندما شرعوا في مصادرة “الفن المنحط” في عام 1938، والذي لم يتم لا إبطاله ولا تعديله حتى الآن. ومن الناحية الفنية يمكن أن يكون كورنيليون غورليت المالك الشرعي لتلك الأعمال. لكن النيابة العامة تواصل إجراء تحقيقاتها للتأكّد من شرعية طريقة حيازته عليها. وإلى حد الآن لم تُوجّه أي تهمة إلى غورليت، ويستبعد ممثلو النيابة حصول ذلك.

وطيلة حياته، لم يتولّ غورليت أي وظيفة، أو تقدّم ببيانات ضريبية، أو افتتح حسابا مصرفيا أو تملّك حتى هاتفا محمولا. ويُقال إنه كان يعيش حصريا من خلال الأعمال الفنية التي كان يبيعها على مرّ السنين. ويشتبه أن يكون له كنز ثان لأنه قام ببيع عمل فنيّ سنة 2011، عقب الإكتشاف المثير الذي عثر عليه في ميونيخ.

أما بالنسبة لصلة سويسرا بهذه القضية، فقد نفت غاليري كورنفيلد، ودار المزاد في برن أن يكون غورليت قد زارها في سبتمبر 2010. واصدرت يوم 4 نوفمبر 2013 بيانا أكّدت فيه أن “آخر اتصال بين غاليري كورنفيلد وكورنيليوس غيرليت يعود إلى عام 1990. أما المكان الذي يقيم به غورليت حاليا فهو غير معلوم.

(المصدر: swissinfo.ch، وكالة الأنباء السويسرية ATS-SDA، مجلة فوكوس Focus الإخبارية الألمانية)

فتح الكتب السويسرية

تعد سويسرا، باعتبارها كانت أرض لجوء العائلات اليهودية، وفي نفس الوقت الباب الخلفي للتجارالمتعاطفين مع النازية، محورا مهما في عمليات بيع الأعمال الفنية المسلوبة أثناء المرحلة النازية وبعدها.

في هذا السياق، نظمت العديد من المعارض السويسرية بما في ذلك Gutekunst Klipstein (حاليا Kornfeld) ببرن، وفيشر (Fischer) بلوتسرن، وفريتز ناثان (Fritz Nathan) بزيورخ المبيعات والمزادات الرئيسية التي سمحت بنقل عدد لا يحصى من هذه الأعمال الفنية إلى خارج البلاد، وعلى وجه الخصوص إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وقال رايمون داود، خبير أمريكي في مجال الدعم القانوني لإستعادة الأعمال المنهوبة: “بدلا من إطلاق مواقع إلكترونية، كان على سويسرا فتح أرشيفها”.

وقد أمكن لداود، الشريك في مكتب محاماة أمريكي، وممثل مجلس ورثة فريتز غرينباوم، وهو صاحب ملهى نمساوي اعتقل على أيدي النازيين في عام 1938 وتوفي في داخاو في عام 1941، الوصول إلى الوثائق التي رافقت توزّع أعمال غرينباوم الفنية الشهيرة، وجزء كبير منها ظهر على السطح من جديد في برن عام 1956.

وعلى الرغم من صبغتها كأعمال منهوبة، فإن العديد من لوحات ورسومات إيغون شيلي التي كانت بحوزة غرينباوم باعها متحف ليوبولد بفيينا، مؤسسة ثقافية خاصة كانت على ملكية الحكومة النمساوية بأبخس ثمن ، إلى أزيد من عشر متاحف أمريكية، لم تساءل يوما عن مصدر تلك الأعمال إلى حين أطلقت دعاوى استعادتها.

ويقول داود أن تلك المتاحف، وباتباعها سياسة النعامة التي تدفن رأسها في التراب، فإنها تصرّفت تماما مثل المصارف السويسرية التي لم تُعلم عن الاصول النائمة التي تعود في الأصل إلى يهود ألمان إلا بعد نشر تقرير بيرجيي في عام 2001، والذي أنجز بتكليف من الحكومة السويسرية. وقبلت البنوك بعد ذلك بتسوية دفعت من خلالها 1.25 مليار دولار للورثة الباقين على قيد الحياة.

ووفقا لبينّو فيدمر، الذي يرأس مكتب الأعمال الفنية المنهوبة بالمكتب الفدرالي للثقافة، لم تبق سويسرا مكتوفة الأيدي طوال هذه السنوات. وأعيد ما مجموعه 71 لوحة فنية إلى أصحابها مبكرا بين 1946 و1947. ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف جهود التعرّف على تلك الأعمال. وأشار إلى أن الوضع في البلدان التي كانت محتلّة من طرف النازيين كان أكثر تعقيدا، وعدة آلاف من الأعمال المنهوبة لا تزال مجهولة المصير.

وأوضح المسؤول الثقافي: “كل عمل فني له تاريخه الخاص، ونحن نشجع المتاحف للبحث عن التاريخ الذي يقف وراء كل عمل”. وكشفت دراسة استقصائية على مستوى المتاحف أجراها المكتب الفدرالي للإحصاء أنه تم التوصّل إلى تحديد مصدر أقل من ربع الإعمال الفنية المكتسبة بين عامي 1933 و1945.

والغاية من إطلاق البوابة الإلكترونية مؤخرا من طرف المكتب الفدرالي للثقافة هو تجميع المعلومات المتاحة، وتعزيز جهود البحث عن مصدر الأعمال. والمتحف وفقا للمسؤول بالإدارة الفدرالية “سعيد بذلك لأنها ترى أننا وفّرنا لها الادوات اللازمة”.

akg images

الفن والصناديق السوداء

عقب صدور “مبادئ واشنطن” في عام 1998 (أنظر الملحق المرافق)، كلفت السلطات السويسرية توماس بيومبيرغر، مؤرخ وصحافي في المجال الفني، بإنجاز أوّل تقرير رسمي حول دور سويسرا كدولة عبور بالنسبة للأعمال الفنية المسلوبة خلال الحرب العالمية الثانية.

ويؤكّد هذا الأخير أن “هناك محاولة جادة من جانب سوق الفن للتغطية على القضية برمتها”. وعلى الرغم من اعتقاده بأن سويسرا كبلد ليس لديها ما تخفيه، فإن التوصّل إلى هوية ورثة الذين انخرطوا في عمليات الإتجار في تلك الأعمال المنهوبة متوقّف على حد قوله، على الوثائق الموجودة بالأرشيف، إلا إذا كانت تلك الوثائق قد تعرّضت للإتلاف.

ولا يعتقد بيومبيرغر، إضافة إلى ذلك، أن الجهود المبذولة للبحث عن مصدر الاعمال التي وعد بها فيدمر ستكون كافية: “لا يوجد قانون يلزم المتاحف وتجار الفن بالبحث عن أصول الملكية، لذلك القليل منها فقط من يخطو تلك الخطوة. إنهم لا يرون ضرورة ملحة او سببا مقنعا لتكريس أموالا طائلة لبحوث مكلفة ومطوّلة”.

وأضاف: “أقبية المتاحف التي لم تستكشف بعد، والأرشيفات التي هي في عداد المفقودة هي فعلا الصناديق السوداء في عالم الفنون”. وذكر ان واحد من اكبر واعرق المتاحف في سويسرا مثل متحف الفنون الحديثة بزيورخ، لا يعلم ما يوجد في أقبيته. وعلى خلاف الخطاب الرسمي الذي يؤكّد على ضرورة البحث عن مصدر الأعمال المتداولة، فإن نائب مدير سابق صرّح اخيرا لبويمبرغر أنه لا علم له بهذا الموضوع.

لكن تأكيدات بويمبرغر رفضها بشكل قاطع بيرن كالينبرغ والذي شدّد من خلال اتصال به أن المتحف قام بجرد شامل استمرّ خمس سنوات وبتكلفة بلغت مليون فرنك في عام 2007، في أعقاب أبحاث سابقة تمت في الثمانينات، وأنه يمكن اعتبار الأعمال التي بحوزة هذا المتحف والتي تعود إلى الفترة المترواحة بين 1930 و1950 سليمة وغير مشكوك فيها”.

 

وأكّد كالينبرغ أن هذا المتحف، الذي هو مؤسسة خاصة، ليس ممثلا في قاعدة البيانات الرسمية السويسرية، وهو لا يعتقد أن دُورَ العروض تريد ذلك أيضا.

خلال الحقبة النازية 1933- 1946، أمر أدولف هيتلر بتنفيذ حملة نهب ممنهج للأعمال الفنية، وكان الهدف من تلك العملية هو تأثيث متحف الفوهرر في موطنه بمدينة لينز بالنمسا، جنبا إلى جنب مع الكنوز الوطنية المكتسبة قسرا او التي نهبت من الأراضي المحتلة.

بعد استسلام المانيا، تم اكتشاف كنوز من القطع الفنية في مناجم الملح والكهوف من طرف الجيوش الأمريكية، وتم إعادة توزيعها على أصحابها المعروفين. ولا يزال جزء كبير منها في عداد المفقودة.

كان هناك سبب آخر لنهب الاعمال الفنية في تلك المرحلة. ونظرا إلى أنه كان يريد أن يسجّل بأكاديمية الفنون بفيينا لكنه رفض في حين قبل بها إيغن شسلي وأوسكار كوكوشكا، كان هيتلر يخفي كراهية عميقة للفنانين المعاصرين الذين ينظر إليهم على انهم هم من ينتجون ذلك الفن، بما في ذ1لك الموسيقيين والكتاب.

والمجموعات الفنية الخاصة بعائلات يهودية ثرية أنشأت بدعم من تجار الاعمال الفنية مثل ألفرد فريشتايم أو بول روزنبورغ هي من الأعمال التي كان يحتقرها هيتلر. وكانت من اولى الأعمال التي تعرضت إلى التطهير.

الاموال التي تم جمعها من هذا البيع القسري للأعمال الفنية وظّفت من قبر الريخ الثالث في شراء الاسلحة وتغذية الآلة الحربية.

مؤسسات الإبداع

وفقا للكاتب والأكاديمي الامريكي جوناثان بيتروبولوس، لم تنته الاخطاء بانتهاء الحرب: لقد تواصلت أيضا في المرحلة التي اعقبتها. 

وكتب عبر رسالة إلكترونية: “على الرغم من وجود شفافية اكثر مما كان عليه الوضع فيما يتعلّق بالحسابات المصرفية، فإن أقبية المصارف، والموانئ في مناطق الاسواق الحرة، لا تزال ملاذا للممتلكات المسروقة. وبعد الحرب، الكثير من الأعمال الفنية المسروقة من بافاريا والنمسا تم نقلها إلى إمارة ليختنشتاين وإلى سويسرا”.

ويؤكّد بيتروبولوس أن “”مؤسسات الإبداع” التي شكلت للغرض بالإضافة إلى البنوك هي التي وفرت وسائل تصريف تلك الأعمال المنهوبة”، ومن الامثلة التي يذكرها في هذا المجال برونو لوهسي، وأونتي توبيك ميمارا. وقد أشار بيتروبولوس مؤخرا إلى أن الزيادة الهائلة في قيمة الأعمال الفنية المتنازع عليها يسهم في زيادة المخاطر.

الحلقات المفقودة

 على الرغم من الحجم الكبير والمذهل للأعمال التي تمت استعادتها، كما هو الحال من تاجر الأعمال الفنية بول روزنبيرغ (القصة ذكرتها حفيدته أنّا سينكلر، الزوجة السابقة لدومينيك ستراوس خان، في كتاب صدر أخيرا)، لا تزال عملية البحث عن هذه الأعمال شاقة لأن حلقات كثيرة من هذا اللغز لا تزال مفقودة. وتقريبا تسع من كل عشرة حالات ترفض فيها المحاكم الامريكية دعاوى الإسترداد.

وفي تطوّر مذهل، أقدم عدد من المتاحف الأمريكية على اتخاذ تدابير وقائية للحصول على أوامر من المحاكم تؤكد ملكيتهم الشرعية على الرغم من وجود ثغرات في إثبات ذلك، وحتى قبل ظهور مطالبات بالاسترداد، كما فعل متحف غوغنهايم بنيويورك بالنسبة للوحة “طواحين الهواء” لبابلو بيكاسو، او متحف الفنون الجميلة ببوستن بالنسبة للوحة “العاريتان” لأوسكار كوكشكا لعام 1913.

وقال ناطق بإسم متحف نيويورك أخيرا أنه من مسؤولية المتحف تجاه الجمهور أن يحافظ على حيازته لتلك الأعمال. ومن أجل إعادة تفعيل الإرادة الدولية التي أوجدتها “مبادئ واشنطن”، يعتقد بيومبرغر، أن يأتي الدافع هذه المرة أيضا من هناك (حيث الكثير من المنازعات حول الاعمال الفنية توجد هناك). وقال فيما يعتبر تشجيعا ودفعا للسويسريين لكي يكشفوا عن الحلقات المفقودة في هذه القضية: “نحتاج إلى تذكير بإلتزاماتنا الأخلاقية”.

وفي يوليو، دعت النقابة الفدرالية للمحامين في الولايات المتحدة إلى “إنشاء لجنة على مستوى الكونغرس للتصدي لقضايا تحديد هوية وملكية الأعمال الفنية التي صادرها النازيون، وفقا لمبادئ مؤتمر واشنطن”.

أما بينو فيدمر، فقد اكّد أن الحكومة الفدرالية قد اعادت التشديد على التزامها في هذا الإطار: “سوف يستمرّ العمل إلى حين معرفة القصة التي تكمن وراء تلك الاعمال الفنية”.

في عام 1998، وبتوجيه من الولايات المتحدة، وقعت 44 دولة على اتفاق يهدف إلى تعزيز البحث الأعمال الفن المسلوبة والتعرّف عليها وتحديد مصدرها واعادتها إلى ورثة الذين نهبت منهم خلال المرحلة النازية. ولكن لأن “مبادئ واشنطن” لم تكن ملزمة، إذن لم تكن فعالة ومجدية إلى حدّ بعيد.

 وبعد 15 عاما من ذلك التاريخ، وعلى الرغم من الإرادة القوية المتوفّرة حاليا في ألمانيا، وفي النمسا وهولندا وفرنسا، وبدرجة اقل في بريطانيا، فإن أعمال التحري والبحث لا تفعّل إلا بعد إثارة دعوى قضائية. واما في بلدان اخرى مثل روسيا وهنغاريا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا، وعلى الرغم من أنها جميعا قد وقعت على إعلان واشنطن، إلا أن دعوى الإستعادة تقابل بعداء صارخ.

وحاول إعلان تيرزين، موقّع من طرف بلديْن إضافيين في عام 2009 نقل مطالبات الإسترداد من منطلقات قانونية وتقنية إلى الأسس والدواعي الأخلاقية، مع قليل من النجاح الإضافي.

(نقله من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية