مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الدفيئة تهدد سويسرا أكثر من المناطق الأخرى في العالم

ألفيضانات التى أصابت سويسرا عام 1999 تسببت فى اضرار مادية جسيمة Keystone

على إثر الندوة التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الفدرالية السويسرية برن، قال خبراء المناخ إن الدفيئة قد تؤدي لمضاعفات على سويسرا عامة، وعلى مرتفعات الألب خاصة، أشد من مضاعفاتها على الأنحاء الأخرى من العالم.

يقول خبراء الامم المتحدة لدراسة التغييرات المناخية والارتفاع المتوقع في متوسط حرارة الكرة الأرضية خلال القرن الحالي، إن متوسط الحرارة في مرتفعات الألب قد يرتفع ما بين ثلاث وخمس درجات مئوية في النصف الثاني من القرن الحالي. لا بل ويؤكد علماء المناخ أن الدفيئة تترك منذ الان مضاعفات على الأوضاع في سويسرا أهم من مضاعفاتها على الأنحاء الأخرى من العالم. ويُدعّمون هذا الاستنتاج بالقول، إن الزيادة في متوسط حرارة الكرة الأرضية منذ مطلع القرن العشرين حتى يومنا هذا، قد بلغت صفر فاصل ستة درجة مئوية، مقابل درجة مئوية كاملة بالنسبة لسويسرا في نفس الفترة.

وفي حالة صدقت هذه التكهنات المناخية في غضون النصف الثاني من القرن الحالي، فان المناخ في سويسرا سيُصبح شبيها بمناخ حوض البحر الأبيض المتوسط ، مما سيعني زيادة في تساقط الأمطار في الشتاء وإنقطاعها فترات أطول في الصيف. ومن شأن هذه التقلبات في الأحوال الجوية أن تعرّض سويسرا للمزيد من الأعاصير والفياضانات التي تعني بدورها المزيد من الانهيارات الأرضية والتُرابية، والمزيد من الأضرار في الأحراش والغابات.

لكن التأثيرات المتوقعة لمثل هذه التغييرات المناخية ستكون وخيمة العاقبة تماما بالنسبة للمرتفعات وسكان المرتفعات في سويسرا، لأنها ستعني عدم تساقط الثلوج في مناطق تقع على إرتفاع يقل من 1800 متر عن سطح البحر، مقابل 1000 الى 1200 متر في الوقت الحالي.

ومن شأن هذه التطورات أن تقضي تماما على النشاطات الإنسانية والسياحية الشتوية في نسبة كبيرة من المنتجعات السويسرية الشهيرة. ومن شأنها أيضا أن تعبث بالإحتياطي المائي الهائل الذي تعتمد عليه محطات توليد الكهرباء في مناطق عديدة حاليا، وتستمده من ذوبان الثلوج والجلادات الأبدية في المرتفعات، خلال مواسم معيّنة من العام.

فقد رحّبت المنظمات البيئية ومنظمات الحفاظ على البيئة والطبيعة في سويسرا بهذا التقرير الدولي، كتقرير يقيم الدليل على خطورة التغييرات المناخية وعلى ضرورة أخذ هذه التغييرات بجدية أكبر منذ الان، على الرغم من المجهودات السويسرية الطلائعية في مجال مكافحة ظاهرة الدفيئة. ودعت هذه الجهات الأوساط السياسية والاقتصادية لبذل قصارى الجهد، للتقليل من الغازات الصناعية خاصة ثاني أكسيد الكربون في الجو، وللعمل من أجل الاستغناء تدريجيا عن مصادر الطاقة الأحفورية الملوّثة وغير المتجددة، لصالح المصادر النظيفة والمتجددة من الطاقة.

وفي ردود الفعل الأولية على هذا التقرير الأممي، قالت الدائرة الفدرالية السويسرية لشؤون البيئة والغابات والمناطق الطبيعية، إن تلك التغييرات المناخية المتوقعة، ستترك التأثيرات أيضا على المنوعات البيولوجية والنشاطات الفلاحية والزراعية في سويسرا. لكن خبراء الدائرة المذكورة يلفتون الانتباه في نفس الوقت الى أن ظاهرة الدفيئة هي ظاهرة كونية وتتطلب توحيد القوى على المستوى العالمي، لتفادي عواقبها الوخيمة الى أبعد ما يمكن.


جورج انضوني

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية