مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فينترتور، العاصمة السّويسريّة للصّورة الشّمسيّة

منذ سنة 2003، يأوي مبنى جديد المؤسّسة السّويسريّة للصّورة الشّمسيّة وجزءا من متحف الصّورة الشّمسيّة في فينترتور Fotostiftung/Fotomuseum Winterthur

يستكشف متحف الصورة، الذي أسس عام 1993 بمدينة فينترتور، بعزيمة وشمولية، عالم الصّورة الشمسيّة بكل أبعاده.

وبمناسبة عيد ميلاده العاشر، شيـّدت بجانبه المؤسّسة السّويسريّة للصّورة الشّمسيّة، وبذلك، تحولت فينترتور إلى قُـطب للصّورة الشّمسيّة في سويسرا.

“أسّس متحف الصّورة الشّمسيّة في الوقت المناسب، وهو يتجاوب مع متطلّبات مجتمع أصبحت الصّورة فيه تحتلّ مكانة مهمّة جدّا”، هكذا يقول جوي نيري، المسؤول عن جمع التبرعات والتمويلات في المتحف، مشددا على المقاربة الشاملة للصّورة الشّمسيّة التي يتميّـز بها متحف الصورة في فينترتور.

الصّورة الشّمسيّة كفَـن وكوثيقة

ويوضح جوي نيري، وهو يرافقني عبر فضاءات العرض، التّي كانت في السّابق مقرا لمصنع نسيج قديم: “نحن نعتبر الصّورة عملا فنّيا، ولكن ننظر إليها أيضا على اعتبارها أنها وثيقة”.

ظهر المتحف للوجود في عام 1993 بمبادرة خاصّة، ولفت الأنظار على الفور بتوجّـهه العالمي وباهتمامه بالصّورة الشّمسيّة من كلّ جوانبها، من الصّورة الفنّيّة إلى التّحقيق الصّحفي، ومن الموضة إلى التّصوير الصّناعي، ومن الصّورة التّشويريّة إلى الصّورة الطّبيّة.

كما اهتمّ المتحف في العروض المتوالية والمنظّمة حتّى الآن، بعرض أعمال مجموعة من المصورين والفنّانين المعاصرين مثل (لويس بالتز ونان غولدن وبوريس نيكايلوف وغوليالم اغلستون)، ثمّ العرض الاستعادي لمصورين كلاسيكييّن مثل (كارل بلوسفالد وأوغوست ساندرا ودوروتايا لانغ وويغي، …)، والعروض الموضوعيّة القادرة على تسليط الأضواء كما يلزم، بما في ذلك على ما يُـعرف بالصّورة التّطبيقيّة.

متحف ذو شهرة عالميّة

تمكّـن متحف فينترتور من خلال تقديمه لحوالي 8 عروض سنويا – منها أربعة عروض ضخمة وعرضان أصغر حجما في قاعة العرض المعروفة باسم غاليريا، (التّي عادة ما تقدم رؤية مغايرة لمضمون العرض الرّئيسيّ) واثنان آخران مخصصان لمجموعة المتحف – في افتكاك موقع بارز على صعيد المشهد الفنّي،ّ الوطنيّ والعالميّ، إذ أن ما يقارب من20 % من زواره يقدم من خارج سويسرا.

ويؤكّد جوي نيري باعتزاز: “يعتبر متحف الصورة اليوم أحد المتاحف العشرة الكبار المختصّين في الصّورة الشّمسيّة في العالم، وأهمّها في أوروبا”، ويضيف، “هذا النجاح، ناتج عن جودة وتماسك برنامجنا، إضافة إلى ذلك، نكوّن فريقا صغيرا، يتمتع بالقدرة على التّجاوب بسرعة كبيرة مع المنبّـهات الصادرة عن المجتمع”.

على مدى السّنوات الماضية، استطاع المتحف أن يشكل مجموعة صوره الخاصّة، التّي تتوفر اليوم على حوالي 3000 صورة، وهي أعمال تم إنجازها منذ ستّينيّات القرن الماضي من طرف فنّانين، سبق لمعظمهم إقامة معارض لإنتاجهم في المتحف.

ويوضّح جوى نيري: “نحن لا نهتمّ بالصّور الفريدة من نوعها، بل هدفنا هو تقديم مختارات تمثّل أعمال بعض “منارات” الصّورة الشّمسيّة المعاصرة”.

جوار مفيد مع مؤسّسة الصّورة الشّمسيّة

في شهر نوفمبر2003، ساهمت صدفة سعيدة في إعطاء متحف فينترتور مكانة أكثر أهميّة على الصّعيد العالميّ. فبفضل مساهمة، مقدارها 8.4 مليون قدمتها مؤسّسة فولك أرت (الفن الشعبي) للمؤسّسة السّويسريّة للصّورة الشّمسيّة، غادرت هذه الأخيرة مقرّها السابق بـ “دار الفن” في زيورخ إلى إلى مبنى جديد كان مصنعا للنسيج يقع قبالة متحف الصّورة.

في المبنى الجديد، أمكن إيجاد مطعم صغير ومكتبة لبيع المؤلّفات الفنيّة ومواقع متعدّدة الوسائط ومكتبة متخصّصة، وبطبيعة الحال قسم الأرشيف – حيث يمكن حفظ الصّور في ظروف مناخيّة ممتازة – وفضاءين للعروض، يتبع أحدهما المؤسّسة، ويخصص الثاني للمتحف.

مع ذلك، تحتفظ كل مؤسسة باستقلاليتها. فمؤسّسة الصّورة الشّمسيّة تعمل على حِـفظ وتقويم التّراث الفوتوغرافي للبلاد، وتموّل بنسبة 70% من طرف الكنفدراليّة، أمّا دور المتحف فيتمثل في الاهتمام بشكل خاص بالصّورة الشّمسيّة المعاصرة العالميّة، وهو يحصل على ثلاثة أرباع ميزانيّته من جهات خاصة (أعضاء ومساندين وزوار).

هذا التجاور بين المؤسسة والمتحف حظي، حسبما يبدو، بترحيب الجمهور، حيث يقتني أربعة أخماس الزوار تذاكر تسمح لهم بدخول المؤسّستين، كما أن مجالات التّعاون غير قليلة بينهما، مثل العرض الكبير الذي خُـصص في خريف 2005 لروبير فرانك، خصوصا وأن المتحف والمؤسسة يمتلكان إحدى أهمّ مجموعات الصّور في العالم لهذا المصوّر الفوتوغرافي السّويسري الكبير.

سويس أنفو – أندرايا تونينا – فينترتور

في شهر نوفمبر 2003، دشّن بمدينة فينترتور المقرّ الجديد للمؤسّسة السّويسريّة للصّورة الشّمسيّة، وهي منظّمة تهتمّ بحماية التّراث الفوتوغرافيّ السّويسريّ.

تكوّن المؤسّسة بالاشتراك مع متحف الصّور الشّمسيّة الموجود على مقربة منها، والذي تتقاسم معه بعض الفضاءات: المركز السّويسري للصّورة الشّمسيّة.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية