مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الامم المتحدة تعلن وقفا لاطلاق النار في اليمن لمدة 72 ساعة قابلة للتجديد

تصاعد الدخان جراء غارة على صنعاء في 25 ايلول/سبتمبر 2016 afp_tickers

يترقب اليمن بدءا من منتصف ليل غد الاربعاء، دخول اتفاق لوقف اطلاق النار 72 ساعة قابلة للتجديد، اعلنته الامم المتحدة بعد زهاء عشرة ايام من تصعيد حاد في النزاع المستمر منذ 18 شهرا.

وتأتي هذه الهدنة، وهي السادسة بين قوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعد ضغوط دولية على طرفي النزاع لاسيما التحالف، اثر غارات شنتها مقاتلاته على قاعة عزاء في صنعاء وادت لمقتل 140 شخصا على الاقل، تبعها تصعيد المتمردين عملياتهم الحدودية.

واعلن المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، ان الهدنة ستدخل حيز التنفيذ الاربعاء 19 تشرين الاول/اكتوبر عند الساعة 23,59 (20,59 ت غ).

واشار الى تلقيه تأكيدات من كل الاطراف “بالتزامها بأحكام وشروط وقف الأعمال القتالية”.

وكان الرئيس هادي اعلن قبيل ذلك، موافقته على وقف لاطلاق النار.

والثلاثاء، نقلت صحيفة “الشرق الاوسط” السعودية عن وزير خارجية المملكة عادل الجبير قوله للصحافيين في لندن الاثنين، ان بلاده ترغب في انهاء الاعمال القتالية في اليمن “امس قبل اليوم”.

واكد استعداد الرياض لوقف اطلاق نار، يبقى رهنا بالتزام المتمردين الذين لم يعلنوا بعد موقفا رسميا من وقف النار.

ومساء الثلاثاء، اكد الحوثيون استعدادهم للتعاطي “الايجابي” مع الدعوات لوقف اطلاق النار من دون الاشارة الى هدنة ال72 ساعة.

وفي بيان، اكد المجلس السياسي الأعلى الذي يديره الحوثيون، “ترحيبه بأي قرار يصدر من مجلس الأمن الدولي يتضمن وقف إطلاق النار الدائم والشامل بدون شروط، بما يوقف العدوان على اليمن ويرفع الحصار عن الشعب اليمني” الذي يفرضه التحالف.

بدأ التحالف عملياته في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة في مواجهة المتمردين الذين يسيطرون على صنعاء منذ ايلول/سبتمبر 2014. ومكن التحالف بالغارات والدعم الميداني، قوات الحكومة من استعادة خمس محافظات جنوبية ابرزها عدن، في صيف 2015.

ومنذ آذار/مارس 2015، قتل في اليمن زهاء 6900 شخص واصيب اكثر من 35 الفا، ونزح ثلاثة ملايين على الاقل، وفقا للامم المتحدة.

واوضح المبعوث الدولي ان وقف النار هو بمثابة استئناف لهدنة طبقها اطراف النزاع بدءا من 10 نيسان/ابريل ولكنها ما لبثت ان انهارت، وهو المصير الذي غالبا ما واجهته اتفاقات مماثلة سابقة.

وترافقت الهدنة الاخيرة مع مشاورات سلام بين اطراف النزاع برعاية الامم المتحدة في الكويت. الا ان المباحثات علقت مطلع آب/اغسطس في ظل عدم توصل الحكومة والمتمردين الى اي خرق.

ودعا ولد الشيخ الاطراف جميعا “لتشجيع الاحترام الكامل لوقف الأعمال القتالية حتى يفضي إلى نهاية دائمة للنزاع في اليمن”، مذكرا بان “وقف الأعمال القتالية يشمل الالتزام بالسماح بحركة المساعدات الإنسانية والموظفين الإنسانيين دون أية عوائق إلى كافة المناطق”.

– بوادر تهدئة –

واتى اعلان الاتفاق غداة دعوة الولايات المتحدة وبريطانيا والامم المتحدة من لندن، الى اعلان وقف لاطلاق النار في اسرع وقت.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في بيان الثلاثاء “نطلب من جميع الاطراف اتخاذ كل التدابير الضرورية لتنفيذ وقف (الاعمال القتالية) ونطلب منهم ان يستمر ذلك ونشجع بقوة على تمديده من دون شروط”.

وامضى كيري نهاية الاسبوع في اوروبا سعيا الى هذه الهدنة في اليمن الذي يشهد نزاعا بين المتمردين الحوثيين وحكومة معترف بها دوليا تحظى بدعم تحالف عربي تقوده السعودية.

واضاف كيري ان “وقف القتال يتطلب ان تطبق كل الاطراف الوقف التام للعمليات العسكرية بكل اشكالها وان تسهل وصول المساعدات الانسانية الى اليمنيين في انحاء البلاد”.

وقال ان “الولايات المتحدة مستعدة الى جانب المجتمع الدولي على المساعدة وسنواصل العمل مع كل الاطراف من اجل ابرام اتفاق دائم لانهاء النزاع”.

ويأتي الحراك الدبلوماسي المتجدد في اعقاب غارات شنها التحالف في الثامن من تشرين الاول/اكتوبر، على قاعة كانت تقام فيها مراسم عزاء في صنعاء، اوقعت 140 قتيلا و525 جريحا.

واثارت الغارة انتقادات دولية حادة، وتلتها دعوات لتحقيق مستقل.

ونفى التحالف بداية المسؤولية، واعلن فتح تحقيق. الا ان فريق التحقيق التابع له، اقر السبت بان الغارة نفذها التحالف بالخطأ وبناء على معلومات مغلوطة.

وشمل التصعيد اتهام الولايات المتحدة المتمردين باطلاق صواريخ باتجاه سفن حربية تابعة لها في البحر الاحمر، يومي 9 و12 تشرين الاول/اكتوبر. وردت واشنطن بقصف مواقع لهم للمرة الاولى.

الا ان هذا التصعيد سرعان ما تبعته بوادر تهدئة في عطلة نهاية الاسبوع، شملت نقل مصابين في الغارات على صنعاء للعلاج في الخارج، والافراج عن رهينتين اميركيين خطفا في صنعاء.

وفي جنوب اليمن، توفي رئيس قسم اللغة الفرنسية في كلية الآداب بجامعة عدن محمد يحيى ابراهيم، متأثرا بجروح اصيب بها جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون عند مدخل المكتبة الوطنية في المدينة، وفق مصدر امني واخر طبي.

الى ذلك، قتل ثمانية عناصر من القاعدة الثلاثاء في غارة لطائرة من دون طيار اميركية على الارجح في جنوب اليمن.

ورغم استعادة القوات الحكومية بدعم من التحالف عدن صيف عام 2015، الا انها واجهت صعوبات في اعادة الامن وسط تنامي نفوذ المسلحين خصوصا جهاديي تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية. وتبنى التنظيمان هجمات وتفجيرات في عدن خلال الاشهر الماضية.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية