مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دور “مُتـفرد” للحياد السويسري في مجال المساعدات التنموية

يعد الماء من الموارد التي تتفاقـم ندرتها في بلدان آسيا الوسطى Photopress

برزت أهمية الحياد السويسري كعامل أساسي لـحـُسن سير المشاريع التنموية في آسيا الوسطى خلال اجتماع لخبراء المياه استضافته مؤخرا مدينة سولوتورن شمال غربي الكنفدرالية. وفي تصريح لسويس انفو، قالت مسؤولة في وكالة التنمية والتعاون السويسرية بأن المبادئ التنموية للكنفدرالية تحظى بتقدير العاملين في الميدان وقد تُستخدم كنموذج من قبل حكومات أخرى تعتزم الاستثمار في مشاريع في المنطقة.

في تدخلها أمام المؤتمر السنوي لفروع وكالة التنمية والتعاون السويسرية في شرقي أوروبا وآسيا الوسطى، قالت مديرة مشاريع المياه التابعة لهذه الوكالة في آسيا الوسطى: “الآن، تعترف جميع الجهات المانحة الكبيرة بالمقاربة السويسرية”.

كما وُصفت الرعاية السويسرية في هذا المؤتمر بـ “الفريدة من نوعها”، على لسان فيكتور دوخوفني، العضو التنفيذي في اللجنة الدولية المشتركة للتنسيق في مجال المياه في آسيا الوسطى، وهي هيئة أنشئت لإدارة الموارد الشحيحة في جمهوريات قيرغزستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان.

وشدد السيد دخوفني في تصريحات لسويس انفو على أن المساعدات السويسرية “مُستقلة”، منوها إلى أن “الرعاية السويسرية لا تسعى إلى تحقيق أي مصلحة سياسية، بل تنطوي فقط على التطبيق الحقيقي للمعارف السويسرية والخبرة السويسرية والـنهج السويسري في مجال الطبيعة. فهم لا يضغطون علينا من أجل القيام بهذا الأمر أو ذاك، بل يضعون فينا الثقة لاختيار ما هو أفضل”.

وتعليقا على هذه التصريحات، قال مارتين داهيندن، المدير العالم لوكالة التنمية والتعاون السويسرية التابعة لوزاة الخارجية: “ليست لدينا مصالح استراتيجية في المنطقة، وهذا قد لا يكون حال بلدان أخرى”، مُذكرا بأن مشاريع المياه تمثل جزءا هاما من ميزانية الوكالة المخصصة لبلدان شرقي أوروبا وآسيا الوسطى والتي تقدر بـ 1,3 مليار فرنك سويسري.

عوامل حاسمة

كما نوه السيد داهيندن إلى أن سويسرا تهدف إلى جلب مزيج من المعرفة التقنية والتجربة في مجال الأنظمة التي تحسن التصرف في المياه لتنفيذ مشاريع تشمل إدارة الموارد والمرافق الصحية وإمدادات المياه في المناطق الحضرية والطاقة الكهرمائية.

وتَعتبر وكالة التنمية والتعاون السويسرية مشاركة القاعدة الشعبية في هذه المشاريع وبناء القُدرات أمرين أساسين لعملية إنشاء الإستدامة الطويلة الأمد للموارد. وفي هذا الصدد، أوضحت أومينا إسلاموفا بأن “النقطة الرئيسية في النهج السويسري تمثلت في ضرورة استخدامنا للخبرة المحلية. فهذه الخبرة تُعد عنصرا حاسما للتنفيذ الناجح لبرامج المياه. وعندما نُـنهي مساهمتنا، سوف يكون السكان المحليون قادرين على الاستـمرار”.

وقال خبراء من المنطقة في مؤتمر سولوتورن بأن الندرة المتفاقمة للمياه أصبحت تشكل تحديا في قطاع التنمية، لا سيما في آسيا الوسطى. كما أشاروا إلى أن التغيير المناخي والنمو السكاني وتغير الأنماط الزراعية عوامل أثرت سلبا على الموارد، وأن إدارة مُستدامة وأكثر فعالية ستكون عاملا حاسما بالنسبة للأمن المستقبلي للمنطقة.

الماء والأمن: عنصران متلازمان

وتشمل عواقب التقاعس في هذا المجال ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والأزمات البيئية، وزيادة احتمالات نشوب الصراعات، التي تعتبر مثار قلق للبلدان المجاورة.

ومنذ بداية عقد التسعينـات، تعترف السياسة الخارجية السويسرية بالصلة القائمة بين إدارة المياه والأمن، الأمر الذي دفعها إلى إطلاق مشاريع المياه في المنطقة منذ عام 1996.

وتقول السيدة إسلاموفا: “ما سنقوم به هو إدخال أساليب جيدة في مجال الزراعة واستخدام المياه ليتمكن الناس من إنتاج كميات أكثر بمياه أقل”، مضيفة: “نحن نحاول منع حدوث أزمة على مستوى موارد المياه في هذه المنطقة”.

أما جوهانس لين، المدير التنفيذي لمركز ولفينسون للتنمية الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له، فقد شدد أمام مؤتمر لوتسرن على أهمية مواصلة دعم المنطقة، محذرا من أن استقرار آسيا الوسطى يؤثر على أوروبا.

وقال في هذا السياق: “إن آسيا الوسطى بمثابة جسر هام لتحقيق التكامل الاقتصادي للقارة الأورو-آسيوية. وربما يعتبر التوصل إلى اتفاق سلمي بين بلدان آسيا الوسطى حول كيفية استخدام موارد المياه التي تزداد ندرتها أهم عامل لتحقيق الاستقرار”.

سويس انفو – جيسيكا ديسي

الوقاية من الأزمات والتدبير

الحكم الرشيد

تعزيز دخل الفرد واستفادته من العمل

العدالة الاجتماعية

حماية الموارد الطبيعية

التعايش السلمي بين الشعوب.

احترام حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية.

حماية المصالح الاقتصادية السويسرية في الخارج.

تخفيف المعاناة من الفقر في مختلف أنحاء العالم.

حماية الأسس الطبيعية للحياة.

تتدهور في آسيا الوسطى البنى التحتية المرتبطة بالمياه، بما فيها أساليب الري والطاقة المائية.

وتؤدي أوجه القصور المؤسساتية والمالية إلى تشغيل سيء ومنقوص للأنظمة مما يترتب عنه شح متزايد للمياه.

تتمثل الأهداف الرئيسية للمساعدات السويسرية في هذه المنطقة في تعزيز النمو الاقتصادي والحد من الفقر وتحسين الحكم وتشجيع التعاون الإقليمي والإندماج في الاقتصاد العالمي.

يعتبر قطاع المياه من التحدياث الرئيسية في المنطقة التي تحتاج إلى معالجة جادة من أجل تحقيق هذه الأهداف الكبيرة المرجوة.

انطلقت أولى مشاريع المياه السويسرية في المنطقة عام 1996 على يد كتابة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية وفي عام 1999 على يد وكالة التنمية والتعاون السويسرية. وفي عام 2000، بدأت سويسرا عددا من المشاريع الجديدة.

تنشط سويسرا في مجالات إدارة الموارد والأرصاد الجوية المائية والمياه والصرف الصحي والوقاية من الفيضانات والطاقة الكهرمائية.

على مدى السنوات الخمس الماضية، استثمرت سويسرا متوسط 68 مليون فرنك سنويا في قطاع التنمية الخاص بالمياه.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية