مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

فيديرر 2009: عام استثنائي بكل المقاييس لـ “ملك التنس”

سعادة عارمة غمرت روجيه فيديرر بعد فوزه هذا العام لأول مرة ببطولة رولان غاروس في باريس Keystone

كانت 2009 سنة قياسية بالنسبة لفيديرر ولأحبائه. وفي حديث إلى swissinfo.ch توقع أحد المعلقين الرياضيين الكبار في مجال كرة المضرب أن يحقق البطل السويسري المزيد من الإنجازات في سنة 2010.

لئن اعترف روني شتاوفر، الصحفي بيومية “تاغس أنسايغر” التي تصدر بالألمانية في زيورخ ومؤلف كتاب “السعي إلى الكمال: أسطورة روجيه فيديرر” بصعوبة المراهنة عندما يتعلق الأمر بهذا اللاعب، فإنه يتوقع أن يحقق فيديرر سنة 2010 آخر إنجاز له على مستوى البطولات الكبرى لكرة المضرب.

فيديرر بدوره يعترف بأن الموسم السابق كان شيقا ومثيرا: فعلى أرضية الملاعب فاز بدورة رولان غاروس المفتوحة بعد طول انتظار مضيفا بذلك لقبا جديدا إلى قائمة “غراند شليم” ثم حصد لقبه السادس في دورة ويمبلدن محطّما بذلك الرقم القياسي الذي كان بحوزة الأمريكي بيت سامبراس البالغ 14 لقبا على مستوى البطولات الكبرى.

كذلك استطاع فيديرر خلال الموسم نفسه استعادة مركز المصنف الأول على المستوى العالمي من الإسباني رافاييل نادال. أما خارج الملاعب فتزوج فيديرر ميركا، خليلته منذ زمن طويل وأنجبا توأمين.

في المقابل خسر البطل السويسري عددا من المنافسات المهمّة، وقد أزعجته بلا شك خسارته دورة استراليا المفتوحة ونهائيات دورة أمريكا، الأولى أثناء الشوط الخامس ضد رافاييل نادال والثانية أمام خوان مارتين ديل بوترو، كما انهزم أمام نوفاك ديوكوفيتش خلال بطولة بازل للتنس. وفي ما يلي نص الحوار مع روني شتاوفّر.

swissinfo.ch : عندما ينظر فيديرر إلى الماضي القريب، إلى حصيلة عام 2009، ماذا سيكون شعوره بحسب رأيك؟

روني شتاوفّر: بصراحة، أظن أن الانتصارين اللذين حققهما في كل من باريس وويمبلدن يغطّيان على ما سواهما، فضلا عن التطورات التي حصلت على مستوى حياته الشخصية.

كان الأمر بمثابة الإضافة المهمة عندما فاز بسادس لقب له في بطولة ويمبلدن وباللقب الخامس عشر في البطولات الكبرى محطّما بذلك الرقم القياسي المسجل باسم الأمريكي بيت سامبراس. كان بإمكان فيديرر لو أراد إنهاء الموسم عند ذلك الحد.

لم يرغب فيديرر بكل تأكيد في الخسارة، وعندما سألته عن هزيمته في دورة أمريكا المفتوحة تبين لي أنه لا يزال يشعر بالانزعاج. لكنه من جهة أخرى أدرك أنه فاز بالعديد من المنافسات مبكرا مع بداية الموسم، وكان من الممكن أن يخسر الرهان في تلك المنافسات. فدورة رولان غاروس كانت إلى حد بعيد هي أصعب الألقاب التي فاز بها.

روجيه فيديرر واقعي، يعلم أنه لا يمكن أن يفوز بكل المنافسات. تتلخّص الطريقة التي ينظر بها إلى الأمور في الرضا بما هو إيجابي وتجاهل ما هو سلبي.

الفوز بدورة رولان غاروس وتحطيم الرقم القياسي الذي كان بحوزة بيت سامبراس لابد أنه أماط حملا ثقيلا على كاهله، هل مثل هذا الإنجاز ميزة أم عقبة؟ هل نال ذلك من حوافزه؟

روني شتاوفر: هذا سؤال مهم جدا، والجميع يطرحه. المستقبل هو الوحيد الكفيل بالإجابة عليه. يقول فيديرر إنه لا يشعر بأي فرق، وأن تعطّشه للفوز وتحفّزه إليه لا يزالا كما كانا من قبل.

لكن، عندما ننظر في الحصيلة العامة خسارة نهائيات إحدى البطولات الكبرى أمام بطل صاعد مثل ديل بوترو ليس أمرا حكرا على فيديرر. كان هذا الأخير قاب قوسين من الفوز، وكانت أطوار تلك المنافسة غريبة خاصة عندما نرى كيف تخلى دال بوترو عن الشوط الثاني، وكيف شعر فيديرر بأنه قريب جدا من الفوز، ربما هذا ما أوهمه بأن النصر كان محسوما.
الآن علينا الانتظار، لنرى كيف تسير الأمور في دورة مالبورن القادمة هذه المحطة سوف تكون بمثابة المنعطف المهم.

سنة 2009 كانت أيضا سنة مثيرة على المستوى العاطفي، هل أثّر ذلك على أداء فيديرر على أرضية الملعب؟

روني شتاوفر: أعتقد أن الدورات الأخيرة من الموسم السابق لم تكن تحظى بأهمية كبرى بالنسبة إليه. وبعد كأس ديفيس في سبتمبر انسحب من دورة اليابان المفتوحة ومن منافسات شنغاي ثم شارك في دورات بازل وباريس ولندن.

أعلم أن تفكيره كان منصبا على موسم 2010 قبل أن يشارك في دورة بازل للتنس. لم يعر اهتماما إلى منافسات فصل الخريف وكان كل اهتمامه إنقاذ ترتيبه كمصنف أول على المستوى العالمي وعندما حقق ذلك بفوزه بمنافستين في لندن، بعدئذ خسر مباشرة منافستين أخربتين.

قد يقال أنه مجرد صدفة، لكن عندما رأيته يلعب في بازل وباريس ولندن شعرت بأنه يفتقد إلى تركيزه المعتاد، وكان من الواضح أنه لا يعير اهتماما إلا إلى البطولات الكبرى

قبل سنة من الآن، كان الكثيرون يقولون إن مشوار فيديرر قد انتهى وإلى الأبد، ومع ذلك تمكّن من الوصول إلى نهائيات أربع بطولات كبرى، وفاز بإثنين منها، هل فوجئت أنت أيضا بأداءه سنة 2009؟

روني شتاوفر: لم أنقطع في الماضي عن تأييده، وكنت أراقب عن كثب حصيلة مشاركته في البطولات الكبرى. يميل الكثيرون إلى إعطاء إهتمام كبير إلى المنافسات الصغرى. في مرحلة من مراحل تجربته، أصبح فيديرر لا يهتم إلا بالبطولات الكبرى. وعندما تنظر في تلك البطولات، تجد أن حصيلة مشاركاته خارقة للعادة (كان حاضرا في نهائيات 17 بطولة كبرى من مجموع 18 بطولة، وفاز منها بإحدى عشر لقبا).

حدث الأمر نفسه سنة 2008، ظن الكثيرون أنه في حالة تراجع لكنه شارك في ثلاث نهائيات من مجموع أربع بطولات وفاز بواحدة منها، فكيف لا أثق به وقد جدد العهد مع إنجازاته بعد أن تجاوز آلام الظهر، ومرض وحيدات النواة الانتاني .

من سيكون منافسه الرئيسي سنة 2010 ؟ فنادال لا يزال المصنّف الثاني عالميا، لكن مشكلات فيديرر تبدو أعقد مع ديل بوترو؟

روني شتاوفر: رغم ذلك يبقى نادال المنافس الأول، لأن هذا الأخير أثبت جدارته فقد كان أحد أهم الأبطال إلى جانب فيديرر طيلة السنوات الأخيرة. صحيح أن نادال يشهد حاليا نوعا من التراجع لكن هذا الأمر ليس غريبا إذ تعترضه في العادة مشكلات عند نهاية الموسم. من المتوقع إذن أن يكون أشد المنافسين لفيديرر في دورة مالبورن، ولذلك أميل إلى الاعتقاد أنه سيظل التحدي الرئيسي الذي يواجه اللاعب السويسري.

ديل بوترو هو الآخر لاعب كبير وقوي ويمكن أن يفوز بمزيد من البطولات الكبرى لكن من السهل دائما الفوز بالبطولة الأولى، لكن التحدي الأكبر هو إثبات الذات بالنسبة للبطولات اللاحقة. ولو نظرنا إلى ما أنجزه ديل بوترو بعد دورة أمريكا المفتوحة، لتبيّن أنه لم ينجز الشيء الكثير.

إذن، لا يزال فيديرر متحفزا للفوز، ويمكن أن يكسب المزيد من البطولات الكبرى؟

روني شتاوفر: أتمنى ذلك حقا، وليس لدي أدنى شك في ذلك لقد خسر فيديرر هذا العام شوطين خلال بطولتين كبيرتين، واعتقد أنه يفكر في ما يوفّره عام 2010 من فرص أخيرة للفوز بالبطولات الكبرى الأربع في موسم واحد.

من الأكيد أنه لا يريد الحديث عن ذلك الآن، لكن أنا على يقين أنه عندما يبدأ موسم البطولات الكبرى سوف نرى فيديرر آخر. تتحدد قوة فيديرر في كسب الأشواط الخمس للمباراة، ولم يخسر مباراة بخسارة أكثر من أشواط ثلاث. هذه المرة لديه حظوظ أكثر لاستخدام كل امكاناته، ولذلك لدي الثقة بأنه سوف يفوز ببطولة كبرى أو باثنين خلال الموسم القادم.

توماس ستيفنس – swissinfo.ch

(ترجمه من الإنجليزية وعالجه عبد الحفيظ العبدلي)

خلال عام 2009، شارك فيديرر في 15 دورة لكرة لتنس، فاز منها على التوالي بدورات مدريد، وباريس وويمبلدون بلندن، ثم تراجع أداؤه لاحقا.

الحصيلة السنوية لفيديرر كانت كالتالي: لعب 61 مباراة، وأنهاها بالهزيمتيْن الحادية عشر والثانية عشر بأرضية الملعب بلندن.

هزم نوفاك ديوكوفيتش فيديرر ثلاث مرات خلال 2009، كما انهزم فيديرر ولأوّل مرة أمام مواطنه ستانستاس فافرنكا، وأمام خو –فيلفراد تسونغا، وديل بوترو، وجوليان بينتّو، وأخيرا في بازل أمام نوفاك ديوكوفيتش.

تنطلق دورة أستراليا المفتوحة خلال الموسم القادم، يوم 18 يناير 2010.





متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية