مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تعزيز حماية الحدود الأوروبية مُهمّة سويسرية أيضاً

99629640-38811232
دورية للشرطة اليونانية تراقب الحدود مع تركيا Keystone

توضّح رحلة على طول نهر إيفروس، الذي يرسم معظم الحدود التركية اليونانية في أقصى أطراف أوروبا، المساعي التي تبذلها اليونان لِتحصين نفسها ضدّ المهاجرين غير المرغوب فيهم. وفي جهودها هذه، تتلقّى الدولة التي تكافِح الرّكود العميق الناجم عن أزمة دُيون ضخمة، دعماً من وكالة حماية الحدود الأوروبية "فرونتكس"، التي تشارك فيها سويسرا أيضاً - بشكل قد لا يخلو تماماً من بعض المصالح الخاصة بها.

تجلس دانييلا لوزير، برفقة زملائها الرومانيين، في مكتب الوكالة الأوروبية لإدارة التعاون العملياتي في الحدود الخارجية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبيرابط خارجي، المعروفة إختصاراً بـ “فرونتكس” في “كيبي” KIPI، إحدى نقاط العبور الحدودية اليونانية الرسمية مع تركيا. وعلى بُعد كيلومترين إلى الشرق، يقع المركز الحدودي التركي، وبينها نهر إيفروس، الذي يشكّل على امتداد 185 كلم، الحدود الطبيعية بين الدولتين.

خارطة إيفروس

وفي هذه الأثناء، كانت حارسة الحدود الشابّة التي تبلغ 27 عاما، قد أمضت ثلاثة أسابيع في اليونان. وهذه هي مهمّتها الأولى في إطار وكالة حماية الحدود الأوروبية وأول زيارة لها إلى الجمهورية الهيلينية على الإطلاق. ولا يتسبّب جهل لوزير باليونانية بأي إشكال، إذ يتبادل الزملاء في النقطة الحدودية الحديث بالإنجليزية في العادة. 

dscn2872-38811208
دانييلا لوزير تتحقق من صحة المستندات swissinfo.ch

في الأيام العادية، تعمل لوزير في وادي نهر الراين في سانت – غالن. وبسبب رغبتها في التعرف على الحدود الخارجية للإقليم المشمول باتفاقية شنغن، تقدَّمت بطلب للحصول على وظيفة في المجموعة السويسرية العاملة مع “فرونتكس”، وهي موَظَفة من الجانب السويسري، الذي تستلم منه مرتّبها أيضاً، في حين تتولّى “فرونتيكس” تنسيق المهمات ودفع التكاليف. أما مسؤولية التنفيذ، فتقع على عاتق اليونان.

منع الدخول غيْر الشرعي

أثناء دورياتها في الليل أو النهار عند معبر “كيبي” الحدودي، ترتدي دانييلّا لوزير الزيّ الرسمي الأزرق الخاص بحرس الحدود، المُمَيَّز برابط “فرونتكس” على ذراعها اليُمنى، كما يحتل سلاح الخِدمة مكانه في حزامها. ويتضمن نطاق مهامها الوظيفية، التحقق من صحة الوثائق الثبوتية الخاصة بالمسافرين الداخلين إلى البلاد، بُغية منع الهجرة غير الشرعية. “جوازات السفر أو التأشيرات المزيفة، أمرٌ شائع”، كما تقول.

وعلى النقيض من سويسرا، حيث لا يتم – من حيث المبدإ – التحقّق من الهويات الشخصية عند المعابر الحدودية، إلا أثناء عمليات التفتيش الجُمركية منذ الانضمام إلى فضاء شنغن، يشكل التحقق من هوية الداخلين عند الحدود الخارجية لشنغن واجباً. “كل شخص يخضع لتحقيق الهوية”. وبخلاف ذلك، فإن طبيعة العمل في “كيبي”، مشابهة لما يجري في وادي الراين. وكما تقول لوزير: “في جميع أنحاء العالم، يرغب الناس بالانتقال من النقطة – أ – إلى النقطة – ب – ببساطة”.

منذ عام 2008، تحوّل الطريق عبْر تركيا المؤدّي إلى اليونان وبلغاريا في منطقة الاتحاد الأوروبي، إلى نقطة ساخنة. وبشكل رئيسي، تتوافد إلى هنا أعداد كبير من اللاجئين الأفغان والصوماليين، كما أن عدد اللاجئين السوريين في ارتفاع مطرد. ويتواجد الأفراد أو المنظمات التي تنشط في تهريب الأشخاص في أسطنبول أساسا، بالإضافة إلى أزمير وأدرنة والعاصمة أنقرة.

في الأعوام الممتدة بين 2008 و2009، جاء عبر هذا الطريق ما يزيد عن 40,000 مهاجر، مُشَكلين نحو 40% من مجموع المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي. وفي عام 2010، تم تسجيل أكثر من 55,000 شخص. بعد ذلك، أرسلت “فرونتكس” أول فِرق التدخل السريع الحدودية Rapid Border Intervention Team المعروفة إختصاراً بـ (RABIT) والمؤلّفة من 191 حارس حدود، لدعم السلطات اليونانية وحماية الحدود بين اليونان وتركيا، التي تُعد الأكثر هشاشة في الاتحاد الأوروبي.

في عام 2011، ألقي القبض على 57,000 مهاجر. وفي 2012 انخفض العدد إلى 37,200 شخص، ليُصبح 24,800 شخصاً في عام 2013.

في الفترة من مارس 2013 حتى مارس 2014، شارك 535 شخصا من حرس الحدود في عملية “أرض بوسايدون” Operation Poseidon Land في اليونان. وأسفرت العملية عن إلقاء القبض على 186 شخصا يعملون في تهريب الأشخاص.

وفقا لتقديرات “فرونتكس”، تعتبر الحدود اليونانية التركية المسؤولة بنسبة 90% عن تسلل المهاجرين غير الشرعيين إلى الاتحاد الأوروبي، وخصوصا المهاجرين القادمين من العراق وإيران وباكستان وأفغانستان

(المصدر: وكالة حماية الحدود الأوروبية “فرونتكس” ) 

تفتيش المركبات هو الآخر من إختصاصات الحارسة الشابة، الحاصلة على شهادة في مهنة البستنة. “في الأساس، يمكن إخفاء الأشخاص في أي مركبة – سواء الذكية منها أو الشاحنة”، كما تقول دون إضافة المزيد، حيث يخضع الموظفون العاملون في “فرونتكس” إلى قواعد صارمة بخصوص كِتمان المعلومات التكتيكية المُتعلّقة بعملهم.

“يقتصر دورنا على المساعدة، ونحن نعمل وِفق قوانين البلد المُضيف. اليونانيون ليسوا بحاجة لأن نعلِّمَهُم كيفية حراسة الحدود، إنهم يعرفون ذلك بأنفسهم”، كما تقول لوزير.

من “كيبي”، نتوجّه 80 كلم نحو الشمال على امتداد الضِّفاف المُشجرة لنهر إيفروس. على الجانب الآخر من النهر، تقع تركيا. ومن هناك، لا تتوقف محاولات المهاجرين في الوصول إلى أوروبا باستخدام قوارب القطر. وفي أغلب الأحيان، يأتي هؤلاء من أفغانستان، والعراق، وسوريا، والصومال.

dscn2828-38809468 (1)
على اليسار اليونان، وعلى اليمين تركيا swissinfo.ch

هنا في هذا النهر، حدث عدد لا يُحصى من المآسي. إلا أن الوضع هادئ اليوم، ولا يمكن رؤية حرس الحدود أو دوريات الكلاب. هل يمكن أن يكونوا مختبئين وراء الأشجار أو الأسْيِجة؟ فخلال الأعوام الأخيرة، ومع ارتفاع أعداد المهاجرين إليها، زادت اليونان من دورياتها التفتيشية لمراقبة منطقة إيفروس على نطاق واسع – بالتعاون مع وكالة “فرونتكس”، مُستخدمة المروحيات ونظارات الرؤية الليلية والكاميرات الحرارية.

ومنذ عامين أو ثلاثة فقط، كان المسار الذي يسلكه اللاجئون يمُر عبر شريط ضيّق من الأراضي في الشمال، حيث تشكّل الحقول والمروج الحدود بين تركيا واليونان، وليس نهر إيفروس. وقد شهدت هذه الحدود الخضراء عبور مئات الأشخاص بشكل غير قانوني. واليوم، ومنذ بداية عام 2013، يقف هناك سياج حدودي مصنوع من الكونكريت والأسلاك الشائكة بطول 12.5 كلم، ممّا يجعل عبور الحدود مستحيلا تقريباً.

وفي مركز شرطة مدينة “أوريستيادا” Orestiada نلتقي بالشرطي بانوس سيفغولاتاكوس، نائب رئيس حرس الحدود في المنطقة، الذي يقودنا خلال حقول للحبوب وعبّاد الشمس. وقبل السِياج الحدودي بمسافة 500 متر، تبدأ منطقة عسكرية محظورة، حيث تقف جندية شابة وزميلها للحراسة، مع مَدافعهما الرشاشة على أهْبة الاستعداد.


أحد الموجودين على عين المكان برتبة مقدَّم يأتي لاصطحابنا خلال المنطقة العسكرية. ولمدة 15 دقيقة، يُسمَح لنا بالاطلاع والتقاط الصور للسِياج الحدودي المُزدوج، الذي يرتفع إلى 4 أمتار، والمزوّد بالأسلاك الشائكة. وإلى الخلف من “الستار الحديدي” المثير للجدل، يبقى نحو متر واحد من الأراضي اليونانية، تلي ذلك أراضي تركية لا يحِق لنا تصويرها، كما أن ظهور المقدَّم في الصورة، غير مسموح به أيضاً.

يتمتّع اليونانيون بالخِبرة في التعامل مع الزوار الأجانب. “منذ إنشاء الجِدار، جاءت نحو 100 مجموعة لزيارتنا”، كما يوضح زيفغولاتاكوس. وقد كانت محطة “سي أن أن” CNN هنا وفِرَق تلفزيون من أستراليا واليابان وألمانيا. وفي شهر أبريل 2013، قامت وزيرة العدل السويسرية بزيارتنا – ماذا كان اسمها؟ بالضبط: سيمونيتا سوماروغا”.

تحويل طريق الهجرة

“منذ إنشاء السياج الحدودي وتشديد الرقابة على طول نهر إيفروس وقيام بلغاريا بِبِناء سياج حدودي هي الأخرى، ازداد الضغط على منطقة العبور الخطيرة عبْر البحر”، كما يقول إلياس أناغنوسبوبولوس، مدير منظمة العفو الدولية في اليونان.

“مرة تِلو الأخرى، يصل الأمر إلى ما يُسمّى بـ “رَد” النازحين، حيث يقوم حرس السواحل والحدود بِدَحْر اللاّجئين والمهاجرين إلى البحر أو الضفة الأخرى للنهر – وهو انتهاك صريح لحقوق الإنسان”.

وفي مثال واحد فقط، لقي في يوم 20 يناير 2014، أحد عشر (11) لاجئاً أفغانياً وسورياً، بينهم ثمانية أطفال، حتفهم غرقاً بالقرب من جزيرة “فارماكوموزي” اليونانية، عندما قام خفر السواحل اليوناني بِسحب قاربهم بسرعة عالية ومتعرّجة نحو تركيا، وِفقاً لمدير فرع منظمة العفو الدوليةرابط خارجي باليونانية. ولكن السلطات اليونانية نفت تعلّق الأمر بعملية رَد لهؤلاء.

حول هذه العمليات، نتوجّه بالسؤال إلى بانوس ريفغولاتاكوس، الشرطي من مدينة أوريستيادا، الذي يدّعي عدم سماعه بمثل هذه الحالات. “نحن نحترم القوانين الدولية واليونانية. ولو قمت بِخَرق هذه القوانين، لانتهى بي الأمر في السجن”. وهو يُلقي باللائمة في نشر مثل هذه الأخبار السيّئة عن اليونان على عِصابات تهريب البشر.

“فرونتكس” من جهتها، تنأى بنفسها عن هذه العمليات وتصفها باللاقانونية. كما تضع منظمة العفو الدولية المسؤولية في مثل هذه الأعمال على الموظفين اليونانيين، وليس على حرس الحدود التابعين لدول أخرى. مع ذلك، تنحى منظمة العفو الدولية بجزء من اللائمة على وكالة “فرونتكس” بشأن ما يحدث من خروقات لحقوق الإنسان، بصفتها الجهة المُنسقة للعمليات المشتركة. “لهذا السبب، ندعو “فرونتيكس” إلى وقف هذه العمليات في اليونان”، كما يقول أناغنوسبوبولوس.

بالإضافة إلى ذلك، يشكو مدير منظمة العفو الدولية في اليونان، بأن المال المُنفَق لغرض حماية الحدود، يفوق بكثير ذلك المُخَصَّص لحماية اللاّجئين. كما انتقد بقية دول الاتحاد الأوروبي “الذين يشعرون بالسعادة، لأن إسبانيا ومالطا وإيطاليا واليونان، تقوم بمهمة حراسة الحدود الخارجية. نحن نطالب الاتحاد الأوروبي باتباع سياسة لجوء أكثر إنسانية. عندما يطرق طالبو اللجوء أو المهاجرين غير الشرعيين بابنا، ينبغي علينا أن نستمع إليهم وأن نوضح لهم ما إذا كانوا يملكون الحق في الحماية”.

المركز الرئيسي لاستقبال طالبي اللجوء

في “أوريستيادا”Orestiada، نقوم بتوديع زيفغولاتاكوس ونمضي مسافة 15 كلم إلى الشمال باتّجاه قرية “فيلاكيو” Fylakio شمال شرق اليونان. وفي الأطراف الخارجية للقرية، يقف منذ أكثر من عام، مركز الإستقبال الأولي لطالبي اللجوء،رابط خارجي الذين يتم الإمساك بهم في منطقة إيفروس.

عند بوابة المنطقة المسوَّرة، يلتقينا كريستوس كريستاكوديس، مُنسّق المركز، الذي يُبقينا هناك، حيث لا يُسمَح لنا بالدخول. وعدا عن كلب ضالّ وبضعة شباب يلعبون كرة القدم خلف الثكنات، لا يمكن رؤية أحد في هذا الموقع.

وتتوفر الأبنية الأربعة المختلفة الموجودة على مكان لإيواء ما مجموعه 240 لاجئاً من النساء والرجال والأطفال. “بفضل السياج الحدودي والرقابة المشددة وجهود “فرونتيكس”، تراجع عدد المهاجرين غير الشرعيين بشدّة في العام الماضي”، كما يقول كريستاكوديس.

بوصفها بلدا عضوا  في فضاء شنغن وفي اتفاقية دبلن، تشارك سويسرا منذ عام 2011 في بعثات لمراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وتتوفّر الكنفدرالية على مجموعة مكوَّنة من 40 خبيراً مختصّاً من الرجال والنساء، يلتحِقون مرة في العام في مهمّة تدريبية تستغرق أربعة أسابيع.

توفّر سويسرا من ضمن أمور أخرى، مُختَصين في استخلاص المعلومات، أي حرس الحدود الذين يُجرون مقابلات مع المهاجرين بغية الحصول على معلومات تتعلَّق بعِصابات تهريب الأشخاص والطُرق التي يسلكونها في ذلك.

وتنتدب سويسرا أيضاً خبراء مُختصّين في فحص الوثائق والمركبات، فضلاً عن حرس الحدود من الرجال والنساء لِغَرض مراقبة الحدود.

في عام 2013، أنجزت سويسرا ما مجموعه 1257 يومَ مهمات. وفي عام 2013، وبالتعاون مع السلطات الأجنبية ميْدانياً، تمّ تسجيل ما يفوق 1000 حالة دخول غيْر قانونية وأكثر من 400 حالة رفْض، فضلاً عن 100 حالة لتزوير الوثائق الثبوتية.

تبلغ المساهمة السويسرية السنوية لوكالة “فرونتكس” نحو 3.5 مليون فرنك.

(المصدر: الإدارة الفدرالية للجمارك) 

وفي المركز، يمكن العثور على خِدمة لتقديم الطعام والتنظيف وجهاز تلفاز وهاتف وعدد من الألعاب لأغلبية من المهاجرين الوافدين من سوريا وأفغانستان. ووفقاً للمنسّق، تُوَضَّح الحالة الصحية والنفسية للقادمين، كما يتم إبلاغهم عن حقهم في اللجوء. كذلك يتوفّر المترجمون في الموقع أيضاً. “بعد مدة لا تتعدى 15 يوما، يُنقل اللاجئون إلى مركز استقبال في مكان ما في اليونان أو إنهم يسافرون طوعاً إلى موطنهم الأصلي، في حين يتم تسليم القاصرين إلى المنظمة الدولية للهجرة (IOM) “، كما يخبرنا كريستاكوديس.

مَن لا يطلب اللجوء، وهذا هو حال الأغلبية (حيث تفتقد البلاد إلى الجاذبية نتيجة مُعاناتها من أزمة اقتصادية)، يُخاطِر بوضعه في سجن الترحيل (مركز الاحتجاز) المجاور، الذي يخضع لحراسة مشدّدة. وقد تعرَّض هذا المكان إلى انتقادات وسائل الإعلام الدولية مِراراً، بسبب شروطه التي لا تُطاق والظروف الإنسانية المُزرية التي يُرثى لها، وسوء إدارة طلبات اللجوء. ولكن القادة اليونانيين يُجيبون بأن الاتحاد الأوروبي لم يفعل الكثير لمساعدة البلاد الغارِقة حتى وقت قريب.

ويبدو كريستاكوديس سعيداً لعدم وجود علاقة له بمركز الإحتجاز. وقال “ربما يكون السجن مكتظّاً، لا أعلم، ولكني لسْت المسؤول عن ذلك. هنا نتوفّر على 240 مكان و240 نَزيل بِحدٍّ أقصى.

ويصف مدير منظمة العفو الدولية أناغنوسبوبولوس مركز الاستقبال الأولي في قرية “فيلاكيو” بأنه “فندق كبير ضِمن المراكز اليونانية”. ولكن للسجن المجاور، مثله مثل العديد من السجون الأخرى في البلاد، قصة مختلفة، فهو “مكتظ ويفتقد إلى الرعاية الطبية أو أنها قليلة جداً، لا يطاله ضوء الشمس لعدة أشهر، كما يتصف بالمعاملة السيئة للحراس”.

dscn0409-38809392 (1)
يكاد يكون من المستحيل عبور هذا الحاجز الذي يبلغ طوله 12.5 كلم swissinfo.ch

بدون تعليق

من جهتها، لا تستطيع أندريا هولسمان، التي تعمل كمديرة للمهمّات الدولية في حرس الحدود السويسري، التعليق على نظام اللجوء اليوناني والقضايا السياسية المتعلَّقة. وقد جاءت هولسمان إلى منطقة الحدود اليونانية لمدة 36 ساعة فقط، بغية تبادل وجهات النظر مع المسؤولين من “فرونتيكس” والبلد المُستَخدم. 

“إن المحافظة على التواصل وتبادل المعلومات، ذات أهمية كبيرة، كذلك من الضروري أن تُثبت سويسرا وجودها”. كما تقول، دون أن تُخفي إعجابها بالعمل الاحترافي الذي تنجزه وكالة حماية الحدود الأوروبية “بالنسبة لنا، تمثل العمليات التي تقوم “فرونتكس” بتنفيذها، تجربة إثرائية، حتى لو كنا نفتقد أهلنا في الوطن في هذا الوقت”. ولكن ينبغي أن لا ننسى بأن إيقاف المهاجرين غير الشرعيين على الحدود الخارجية لشنغن، يعود بالنفع على سويسرا أيضاً”.

في هذه الأثناء، تباشر حارسة الحدود دانييلّا لوزير دورية أخرى عند نقطة “كيبي” KIPI الحدودية. وعمّا قريب، سوف تنتهي الأسابيع الأربعة المُخصّصة لتدريبها في اليونان، ليأتي من بعدها حارس الحدود السويسري التالي.

dscn0429-38809414 (1)
الجميع يخضع إلى المراقبة بما في ذلك هذه العائلة اليونانية العائدة من تركيا swissinfo.ch

تقول لوزير:”أنا مُعجبة بالطريقة التي يتعامل بها اليونانيون كل شهر مع “وافد جديد” يجتهدون في تدريبه ليندمج في العمل. لقد عادَ علي العمل هنا بالكثير من المنافع، كما كسبت زملاء جُدد وتعرّفت على ثقافة جديدة وقِطعة أخرى من أوروبا.

ولن تمضي سوى بضعة أيام، تعود لوزير بعدها إلى وادي الراين في سانت غالن، لِتعاود تفتيش المركبات والتحقّق من وثائق السفر. وهناك، أيضا، وكما في جميع أنحاء العالم، يسافر الأشخاص من النقطة – أ – إلى النقطة- باء – أيّا كان السبب.

تأسست الوكالة الأوروبية لإدارة التعاون العملياتي في الحدود الخارجية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي “فرونتكس” في عام 2004، ويقع مقرها في العاصمة البولندية وارسو.

تعمل المنظمة في تنسيق المهام المشتركة للدول الأعضاء على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، بهدف السيطرة على الهجرة غير الشرعية، والقبض على مُهربي الأشخاص والحصول على معلومات حول الطرق التي يسلكونها.

تبلغ ميزانية الوكالة نحو 88 مليون يورو. وهي تضم نحو 1800 شخص من العاملين في حراسة الحدود، المنتمين إلى الاتحاد الأوروبي، وإلى سويسرا كذلك.

تتوفر “فرونتيكس” على سفنها ومروحياتها وطائراتها الخاصة، وهي توفّر كلاب البحث وأجهزة الرؤية الليلية وكاميرات الأشعة تحت الحمراء.

(المصدر: فرونتكس)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية