مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“ليسوا فوق الشبهات.. لكنهم يجيدون ممارسة الحكم”

Keystone

يعتبر السويسريون أن ساسة بلادهم لا يتّـسمون بقدر كبير من النزاهة، لكنهم لا يترددون في المقابل، في منحهم ثقتهم لممارسة شؤون الحكم.

هذه النتيجة، التي توصل إليها أحدث سبر للآراء يُـعرف باسم يونيفوكس، اقترنت بارتفاع نسبة المستجوبين، الذين يعتقدون بقدرة الكنفدرالية على حل مشاكل البلاد، من 54% إلى 76% في ظرف 8 أعوام.

رجال السياسة في سويسرا ليسوا نزهاء بلا شك، لكنهم يعرفون حل مشاكل البلد. هذا هو الرأي الذي تعتقده أغلبية الأشخاص، الذين تم استجوابهم في آخر سبر للآراء نشر يوم الخميس 7 ديسمبر في برن.

واستنادا إلى هذا التحقيق، يرى 84% أن السياسيين يتعمدون إطلاق وعود يعرفون أنه ليس بإمكانهم تحقيقها. فيما يذهب 68% إلى أنهم لا ينصتون إلى الشعب، ففي الواقع، لا ينصبّ اهتمامهم إلا على جني أصوات الناخبين، دون الاهتمام حقيقة بآرائهم، مثلما يعتقد 67% من المستجوبين.

هذه الرؤية المتشائمة أو المتسمة بأقدار متفاوتة من الانتقاد، لا تدفع السويسريين بالضرورة إلى الشك في نجاعة نظام بلادهم السياسي. وبالفعل، يؤمن أكثر من ثلاثة أرباع الأشخاص المستجوبين (67%) بقدرة الكنفدرالية على حل مشاكل البلد، مقابل 54% في عام 1998.

نجاعة الديمقراطية المباشرة

في محاولة لشرح هذا التناقض الظاهري، أورد معدو الدراسة التفسير التالي: النظام السياسي السويسري يُـرغم السياسيين على الأخذ بعين الاعتبار رغبات وانشغالات السكان، لأنه يتوفر على آليات الرقابة الضرورية، وخاصة تلك التي توفرها الديمقراطية المباشرة.

من جهة أخرى، يرى المستجوبون أن عمليات التصويت والانتخابات لها ما يبررها، فهي تمثل، من وجهة نظرهم، الوسيلة الوحيدة لممارسة التأثير على السياسة (81%)، في حين يرى 28% أن التصويت ليس له أي معنى، نظرا لأنه لا يؤدي إلى أي تغيير.

المزيد

المزيد

الديمقراطية المباشرة

تم نشر هذا المحتوى على يُـستعمل مصطلح الديمقراطية المباشرة لوصف نظام سياسي يمارس فيه الشعب السلطة بشكل مباشر. هذا المفهوم يتعارض مع الديمقراطية التمثيلية التي يفوِّض فيها الشعب سلطاته إلى ممثلين قام بانتخابهم. في سويسرا، هناك آليتان رئيسيتان للديمقراطية المباشرة، وهما المبادرة الشعبية والاستفتاء الاختياري. توصف سويسرا أيضا بأنها ديمقراطية شبه مباشرة، لأن نظامها السياسي يستخدم في الوقت نفسه الديمقراطية…

طالع المزيدالديمقراطية المباشرة

توجّـس من اليمين المتشدد

ثقة الناخبين في حكومتهم ازدادت خلال السنوات الماضية، حيث ارتفعت النسبة من 34% في عام 1996 إلى 48% اليوم، في حين تراجعت بموازاة ذلك نسبة المتشككين من 54% إلى 41%.

هذه الثقة ليست موزعة بقدر متساوي على الجميع، إذ يرى حوالي ثلثي الناخبين المؤيدين لحزب الشعب السويسري (يمين متشدد)، أن الحكومة الفدرالية تتجاهل إنشغالات السكان، الذين لم يعد بإمكانهم الاعتماد عليها تبعا لذلك.

في المقابل، تأتي هذه النسبة معكوسة لدى الناخبين المؤيدين لبقية الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي (الحزب الاشتراكي والحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الراديكالي).

وردا على تساؤل البعض حول سبب استمرار توجّـس مناصري حزب الشعب السويسري من السلطة القائمة، رغم دخول زعيمه كريستوف بلوخر إلى الحكومة الفدرالية؟ يجيب معدو الدراسة، إن مردّ ذلك يعود إلى أن حزب الشعب السويسري عمل على إثارة التوجس من الطبقة السياسية على مدى سنين طويلة.

سويس انفو مع الوكالات

للقيام بهذه الدراسة الجديدة، استجوب معهد gfs في زيورخ 710 شخصا.
ثلاثة أرباع المستجوبين يقيمون في المناطق المتحدثة بالألمانية، أما البقية فيقيمون في سويسرا الروماندية.
تم إجراء سبر الآراء في شهر فبراير 2006 في 70 بلدية.
استمر كل استجواب حوالي 45 دقيقة.
تتراوح نسبة الثقة في نتائج الاستجواب 3،8% زيادة ونقصا.

تهتم دراسات يونيفوكس UNIVOX بتطورات المجتمع السويسري، وهي تُـعد بالاعتماد على عمليات سبر للآراء تُـجرى على مجموعة ممثلة للسكان.

تُـنجز هذه العمليات من طرف معهد الأبحاث gfs في زيورخ بالتعاون مع حوالي 20 معهدا جامعيا.

من عام 1986 إلى 1999، كانت دراسات يونيفوكس تُـجرى سنويا، ومنذ عام 2000، أصبح المعهد يُـنتجها بمعدل اثنتين كل عام.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية