مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أسبوعية مالية افريقية لسد احتياجات المستثمرين

الصفحة الأولى من العدد الأول من أسبوعية "Les Afriques" المالية الإفريقية swissinfo.ch

قبل فترة، ولدت في مدينة جنيف فكرة إطلاق أسبوعية مالية تهتم بالقارة السمراء في محاولة جديدة لسد النقص الموجود في التعريف بالإمكانيات المالية والاقتصادية الإفريقية.

الأسبوعية الجديدة التي وزعت في سويسرا يوم 9 يوليو تحمل اسم”Les Afriques وستهتم بمتابعة أخبار المال والأعمال انطلاقا من مكاتبها في الرباط والجزائر وداكار كما ستصدر في طبعة ورقية وأخرى على الإنترنت، مثلما قال مدير مكتبها في الرباط أداما وادي لسويس إنفو.

بتأسيس الأسبوعية المالية “Les Afriques” التي ستوزع عبر الأكشاك ابتداء من شهر سبتمبر القادم والتي بادرت بافتتاح موقع لها عبر شبكة الإنترنت يتضمن طبعتها الإلكترونية، تكون القارة السمراء قد عملت على سد نقص في الترويج لإمكاناتها المالية والاقتصادية.

هذه الأسبوعية التي ستصدر في مرحلة أولى باللغة الفرنسية، انطلقت فكرتها من ملاحظات في جنيف حول المشاركة الإفريقية في معرض الاستثمار للبلدان الصاعدة الذي ينظم دوريا في المدينة السويسرية الواقعة على ضفاف بحيرة ليمان والمعروف باسم “إيما إينفست”.

سويس انفو اتصلت بالسيد أداما وادي، مدير مكتب الرباط للأسبوعية الجديدة، وأجرت معه حوارا مطولا حول اهتمامات المولود الإعلامي الجديد وتوجهاته.

سويس إنفو: كيف يمكن تقديم هذه الأسبوعية المالية ” Les Afriques وما هي قطاعات اهتمامها ولماذا يأتي تأسيسها في هذا الوقت بالذات؟

أداما وادي: يتعلق الأمر بجريدة أسبوعية تهتم بالقضايا المالية الإفريقية. فإذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما هو متوفر على الساحة الغربية نجد أنه لا توجد وسيلة إعلامية تتحدث عن القضايا المالية الإفريقية وأن المستثمرين الراغبين في الاهتمام بالقارة الافريقية يجدون أنفسهم أمام نقص في المعلومات وتجاهل من قبل وسائل الإعلام الغربية.

والتحدي الذي وضعناه أمامنا هو تقديم هذه المعلومات المالية بشكل دوري وأسبوعي انطلاقا من القارة الإفريقية. وقد اخترنا أن تكون لنا مكاتب قارة في كل من المغرب والجزائر والسنغال ولنا مراسلون في العديد من العواصم الإفريقية.

سويس إنفو: وما هو الجمهور المستهدف وفي اية بقعة جغرافية؟

أداما وادي: إننا نستهدف رجال الأعمال من أصحاب البنوك وشركات التأمين والإطارات الإفريقية والأوروبية والإطارات الإفريقية المقيمة في المهجر وطلبة الجامعات. كما نتوجه بالدرجة الأولى للقسم الناطق بالفرنسية في القارة السمراء وأوربا وكندا. ومن هذا المنطلق فإن حدود التوزيع ستكون بالدرجة الأولى لغوية لأنها جريدة ناطقة بالفرنسية تهتم بالقضايا المالية الإفريقية وموجهة لكل من له اهتمام بالقارة الإفريقية.

سويس إنفو: إطلاق هذا المشروع في هذا الوقت بالتحديد هل هو مجرد سد نقص، أم انه يتزامن مع انطلاقة مالية واقتصادية للقارة الإفريقية؟

أداما وادي: أكيد انه يأتي لسد نقص قائم نظرا لكون القارة الإفريقية ليست بها منشورات اقتصادية او مالية متخصصة وتفتقر لوسيلة للتعريف بما يحصل ماليا واقتصاديا فيها.

وتوقيت بداية إصدار هذه الأسبوعية يتزامن مع انطلاقة مهمة بالنسبة للقارة السمراء نظرا لكونها السنة الرابعة على التوالي التي تسجل فيها البلدان الإفريقية عموما نموا مهما. فالمتعاملون الإقتصاديون يزاولون عملهم في ظروف صعبة، وهنا يتجلى دورنا بحيث علينا تسليط الأضواء على هذا الواقع المالي الإفريقي.

سويس إنفو: اخترتم افتتاح ثلاثة مكاتب في ثلاثة عواصم افريقية، هل هو لمجرد تفادي الحساسيات بين هذه الدول المهمة اقتصاديا ام أن هناك دوافع أخرى لها علاقة بسهولة الحصول على المعلومات وما شابه؟

أداما وادي: أعتقد ان هذه البلدان الثلاثة تفرض نفسها نظرا لكون المغرب او الدار البيضاء تعتبر أول ساحة مالية مهمة في القسم الفرنكوفوني من إفريقيا وبعد جوهانسبورغ في جنوب إفريقيا والقاهرة في مصر. اما الجزائر فهي ثاني اهم البلدان الإفريقية ولها ثقل اقتصادي كبير وآفاق اقتصادية واعدة. أما السنغال فيعتبر المعبر الطبيعي نحو القارة الإفريقية.

وبما أن أسبوعية ” les Afriques” يراد لها ان تكون بمثابة جسر بين بلدان المغرب العربي وإفريقيا فإن داكار ستكون بمثابة القاعدة التي يتم منها الانطلاق في اتجاه إفريقيا. ولكن لنا نية في فتح مكاتب أخرى في العديد من المدن الإفريقية.

سويس إنفو: هل سيقتصر الاهتمام على الجانب المالي ام سيكون هناك خليط ما بين المالي والاقتصادي؟

أداما وادي: بالنظر للقضايا المطروحة سنهتم بالدرجة الأولى بالجوانب المالية من نشاطات بنكية او تأمينات. ولكن سوف لن نهمل الجوانب الإقتصادية بحيث ستكون هناك فقرات مهتمة بالسياسات الاقتصادية وسياسات الاستثمار إذ لا يمكن الحديث عن الجانب المالي بدون التطرق للمحيط الاقتصادي الذي تتم فيه المبادلات المالية.

سويس إنفو: وكيف تم استقبال إصدار هذه الأسبوعية في الأوساط المعنية؟

داما وادي: كان الاستقبال حارا هنا في المغرب، فقد توصلنا بالعديد من الرسائل الإلكترونية من المؤسسات الاقتصادية ومن رجال المال والأعمال، ونفس الشيء تلقيناه من السنغال بحيث توصلنا بالعديد من رسائل التشجيع من الأوساط الاقتصادية والمالية. وحتى بالنسبة للجزائر التي شرعنا في توزيع الجريدة فيها بشيء من التأخير وردت عدة ردود فعل مشجعة. فهذه الجريدة ليست وليدة الموضة او نفحة عابرة بل عبارة عن تلبية حاجة وهذا ما عمل مؤسسو الجريدة على تجسيده.

سويس إنفو : إختيار اسم الجريدة ” Les Afriques” بصيغة الجمع هل هو لتوضيح بأن الحديث عن إفريقيا يجب ان يشمل العديد من الأوجه؟

أداما وادي: بالفعل يمكن ان تكون هناك عدة قراءات لهذا الإسم: أولا لان الواقع الافريقي يكتنفه الغموض، وثانيا لتأكيد التعددية المتمثلة في تعدد الطوائف واللغات والثقافات لذلك اخترنا اسم إفريقيا بصيغة الجمع.

سويس إنفو: لقد ذكرتم بأن هذه الجريدة ستصدر باللغة الفرنسية وتعنى باهتمامات قراء ناطقين بالفرنسية، هل ستكون لها فيما بعد طبعة بلغات أخرى من بينها اللغة العربية؟

أداما وادي: كان لزاما علينا ان نختار لغة البداية وكانت الفرنسية، ولكن هناك احتمالات وطلبات لإصدار الجريدة باللغة الإنجليزية ولم لا في وقت لاحق باللغة العربية.

سويس إنفو: إضافة الى إصدار الجريدة أسبوعيا هناك أيضا صيغة لجريدة ألكترونية عبر شبكة الإنترنت؟

أداما وادي: بالطبع إضافة الى إصدار عدد أسبوعي على الورق كل يوم أربعاء هناك طبعة الكترونية تروج يوميا لجزء هام من هذه الأخبار الاقتصادية والمالية الإفريقية.

سويس إنفو: مشكلة الجرائد الأسبوعية او اليومية في القارة الإفريقية تكمن في صعوبة التوزيع كيف تنوون التغلب على هذه المشكلة؟

أداما وادي: اعتقد بأن مشكلة الجرائد الموزعة إفريقيا تكمن في صعوبة التوزيع، ولكن بما اننا ننشر جريدتنا ونوزعها انطلاقا من باريس، فأعتقد بأن قنوات التوزيع تعرف تنظيما أكثر ولها خبرة في التوزيع في اتجاه العواصم الإفريقية.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

أسبوعية مالية واقتصادية افريقية تصدر كل يوم أربعاء في حدود 60 ألف نسخة

لها ثلاث مكاتب تحرير قارة في كل من الرباط والجزائر وداكار إضافة الى مراسلين في معظم العواصم الأوروبية والإفريقية.

تطبع وتوزع انطلاقا من باريس

الفكرة انطلقت من الخبرة والمعلومات التي حصل عليها منظمو معرض الاستثمارات للبلدان الصاعدة في جنيف “إيما إنفست”.

راس مال الشركة المشرفة على إصدار الجريدة في حدود 160 الف فرنك وتسهم فيها مؤسسات مالية افريقية وأوروبية.

يحاول المؤسسون تكوين ناد للمؤسسين يجمع حوالي خمسين مؤسسة وشركة “تؤمن في إمكانية بروز نشاط الساحة المالية الإفريقية”، كما يقول أحد مصممي الجريدة السويسري دومينيك فلو.

يباع العدد الأول في الأكشاك بسعر 3،80 فرنك سويسري

من مواضيع العدد الأول المؤرخ في 5 يوليو 2007: تقدم البنوك المغربية على نظيراتها المغاربية، استفادة الجزائر من عودة الخبير المالي الجزائري الهاشمي صياغ، عودة كوت ديفوار الى احتلال مكانتها كعملاق اقتصادي في إفريقيا، وشائعات حول تخفيض قيمة صرف عملة دول منطقة الفرنك الوسط افريقي.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية