مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أنهار وجداول جديدة …. كيف؟

مشروع قنوات نهر ايمه، واعادة تشكيل طبيعة النهر swissinfo.ch

قد يتساءل المرء حول كيفية الاستفادة من المياه الزائدة، لا سيما إذا كانت من مصدر طبيعي، بدلا من تحويلها إلى الصرف أو إهمالها للتحول إلى برك ومستنقعات.

فقد نجحت تجربة فريدة في جنوب مدينة “بورغ دورف” الصناعية في الاستفادة من المياه الزائده في شق نهر أو بالأحرى جدول جديد، بدأ كقناة صغيرة للتخلص من المياه الزائدة.

ففي جنوب مدينة بورغ دورف التي تمثل بوابة على وادي ايمين، كانت المياه المنحدرة من الجبال تتجمع بشكل عشوائي، ولم يجد المسؤولون عن البيئة إلا شق قنوات لتجميع هذه المياه في شكل يضمن السيطرة عليها، بدلا من ضياعها بين الأحراش الشجيرات البرية المنتشرة هنا وهناك.

وقد أطلق المهندسون المسؤولون عن المنطقة عملية السيطرة على هذه المياه اسم ” إعادة رسم الطبيعة” في إشارة إلى تغيير الشكل البيئي لهذه المنطقة بسبب المتغيرات التي تطرأ عليها، وكمية المياه المتدفقة إليها.

ومن الطبيعي أن تكون لهذه العملية آثارها على البيئة، ولكن بشكل إيجابي، فقد بدأت نباتات وأعشاب جديدة تظهر حول ضفتي الجداول المستحدثة، ولوحظ ظهور أنوع من الطيور والفراشات كان من النادر أن تشاهد في تلك النواحي، وتعم هذه التغييرات على تطور التربة بشكل يتماشى مع كل هذه التحورات الطبيعية.

ومن أهم فوائد هذا المشروع المتميز، أن هذه القنوات الجديدة يمكنها أن تستوعب المياه الزائدة في حال وجود امطار أكثر من المعدلات المتعارف عليها، وأن تستوعب المياه الهابطة صيفا من ذوبان الجليد أو حتى الانهيارات الجليدية، التي تحولت إلى جداول صغيرة تسري بين المناطق البرية ولكن بشكل محدد الملامح.

ويمثل هذا المشروع الفريد من نوعه في سويسرا، تمردا على العرف السائد بإهمال القنوات الصغيرة والجداول على اعتبار انه لا قيمة لها على الاطلاق، وانها لا تنعم بالحياة في هدوء إلا في الغابات أو بعيدا عن العمران والمناطق المأهولة بالسكان، بينما أظهر هذا المشروع أنه بالامكان صيانتها أو تحسينها وتحويلها على نهيرات صغيرة ساعد على دعم البيئة المحيطة بها، او تجذب انواع مختلفة من الكائنات الحيوانية أو انباتية إليها بدلا من الاندثار والانقراض.

ومن المحتمل أن يبقى هذا النموذج فريدا من نوعه، لأن أغلب الكانتونات يتدس أولا جدواه الاقتصادية، والفائدة المادية التي ستعود على القرى أو المناطق المحيطة بها، وإذا ما ثبت أنه غير ذات جدوى، فمن المستبعد أن تجد التأييد المناسب لها.

في المقابل، قد يلقى هذا المشروع دعما في المناطق التي سبق وتأثرت بشدة من ذوبان الكتل الجليدية بمعدل أكبر من المتعارف عليه، أو مرت بها فيضانات حركت الأرض تحت سكانها، حيث يمكن أن تكون هذه القنوات حلا مثاليا لتصريف المياه الزائدة بشكل يتقارب مع الطبيعة.

سويس انفو

دأب الإنسان على شق القنوات والترع لتصريف المياه أو تحويل مسارها حسب حاجته إليها.

ابتكر الإنسان فكرة السدود للحفاظ على الماء وإعادة استخدامه، وتطورت الفكرة لتطبيقها في أكثر من مجال.

على الرغم من التدابير والاحتياطات التي تتخذها سويسرا في مجال استغلال المياه والتعامل مع هذه الثروة الطبيعية الثمينة، إلا أنها تقف عاجزة أمام الكوارث الطبيعية التي تطيح بما حولها دون هوادة.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية