مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أهم المحطات في تاريخ إيران

"إيران وفارس"، اسمان استعملا للدلالة على قُـطر واحد، ولكنهما ليسا مترادفين تماماً.

فعندما هاجرت الأقوام الآرية من موطنها الأصلي جنوبي بحر الأورال إلى الهضبة المرتفعة الواقعة أسفل بحر قزوين، سموا الموطن الجديد “إيران” ومعناها “موطن الآريين”.

يمكن تقسيم تاريخ إيران القديم إلى ثلاث مراحل:

1- حقبة ما قبل التاريخ: وتبدأ من حوالي 100.000 سنة قبل الميلاد وانتهت تقريباً مع بداية الألف الأول قبل الميلاد.

2- حقبة التاريخ البدائي: وتغطي تقريباً النصف الأول من الألف الأول قبل الميلاد.

3- حقبة الأسَـر الحاكمة (من القرن السادس إلى القرن الرابع قبل الميلاد، عندما أصبحت إيران في بؤرة ضوء التاريخ المدون).

حقبة ما قبل التاريخ

العصر الحجري القديم، وأول شواهد هذا العصر موجودة على حفريات في جبال زك روس غرب إيران، والتي تعود إلى حوالي 100.000 سنة قبل الميلاد.

العصر الحجري الحديث: تشير الدلائل أن منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة كانت إحدى أقدم المناطق في العالم القديم التي مرت بما يسمى “ثورة العصر الحجري الحديث”، حيث شهدت هذه الثورة نمواً في نمط الحياة الزراعية الريفية المستقرة التي تعتمد أساساً على الزراعة والرعي، وهذه الشواهد يعود تاريخها إلى الألفية الثامنة والسابعة قبل الميلاد. وفي عام 6000 قبل الميلاد تقريبا،ً انتشرت هذه الأنماط من الحياة الزراعية والرعوية في أنحاء كثيرة من الأراضي الإيرانية.

الألف الخامس إلى منتصف الألف السادس قبل الميلاد: هناك القليل من المعلومات عن حضارة تلك الحقبة. ويميل الباحثون إلى التركيز على حقبتي العصر الحجري الحديث، والعصر البدائي، والأدلة المتناثرة على وجود تطورات ثقافية وفنية هامة في العصرين النحاسي والبرونزي الأول.

أواخر الألف الثالث والألف الثاني قبل الميلاد: تتميز بداية هذه الحقبة عموماً بعزلة ملحوظة للهضبة أكثر من التي قبلها، بينما تميز النصف الأخير منها بحالات جديدة واضحة من التمزّق، فريدة في التاريخ الإيراني، مهّـدت الطريق لتطورات في عصر التاريخ البدائي.

ففي شمال ووسط غرب إيران تطوّرت الحضارات المحلية إلى حالة من العزلة النسبية نتيجة للأحداث الجارية في أماكن أخرى.

حقبة ما قبل الأخمينيين

8000 ق م، حيث مكّـنت الثورة الزراعية من إقامة مستعمرات دائمة وتكوين حضارات مزدهرة. فقد أصبحت شبه الهضبة الإيرانية مهداً لواحدة من أقدم الحضارات في التاريخ.

5000 ق م، تشير بعض آثار هذه الحقبة إلى تقدم صناعة النبيذ.
3900 ق م، مدينة سيلك Silk (بالقرب من كاشان)، وهي أول مدينة بُنيت على الهضبة الإيرانية.

1500-800 ق م، طوائف الميديين والفرس، وهم من البدو الآريين الرُحَّـل الذين سكنوا شبه الهضبة الإيرانية قادمين من آسيا الوسطى. وقد استقر الميديون في غرب إيران، وأصبحوا هم والفرس في الجنوب خاضعين في البداية للدولة الآشورية، ولكنهم سُـرعان ما استقلوا بأنفسهم ثم قهروا الدولة الآشورية.

1000 ق م، النبي الفارسي زرادشت، كان أول الأنبياء الذين قالوا بوجود إلهين، واحد يمثل الخير والآخر يمثل الشر.

الدولة الأخمينية

559-530 ق م، أسس كورش (كور وش)، إمبراطورية فارس عام 550 قبل الميلاد، وكانت أول إمبراطورية عالمية.

539 ق م، استسلمت بابل سلمياً لقورش ورحبت به محرراً لها بسبب سياساته الليِّـنة. فحرر اليهود من السبي البابلي. وقد توفي قورش عام 529 ق.م.
522-486 ق م، توج حكم الملك “دارا” عام 521 ق.م، ذروة إمبراطورية فارس. أسس دارا إمبراطوريته على النظام المرزباني (مشابه للحكومات القومية والمحلية)، حيث أنشأ الطرق والموانئ والبنوك، كما بنى نظام ري تحت أرضي.

كذلك تميز عصر دارا بازدهار اقتصادي، حيث عرف أقدم شكل من أشكال العملة في التاريخ “الداريك”، بالإضافة إلى توحيد الموازين والمقاييس وتنظيم القوانين التجارية، وتشجيع التجارة العالمية ورفع مستوى اقتصاد الإمبراطورية الفارسية إلى مستوى لم يسبق له مثيل من الرخاء.

490-479 ق م، خلال الحروب التي خاضتها مع فارس، لم تشكل الدول المدينية اليونانية أي تهديد لقلب الإمبراطورية الفارسية. فالذي لم تحققه فارس من خلال الحرب، حصلت عليه من خلال الدبلوماسية.

فبعد انتهاء الحروب اليونانية الفارسية، استطاع ملوك فارس تقليب شعبي أثينا وسبارطة على بعضهمها في حروب استمرت 150 عاما. وكان للدعم المالي والبحري الذي قدمته فارس إلى إسبارطة، عظيم الأثر في انتصارها على أثينا في الحرب الكبرى. ثم بدأت فارس في تقديم العون لأثينا، وكان النفوذ الفارسي واضحاً، لدرجة أنه طُلب من الملك الفارسي أرتاكسركسس الثاني التوسط بينهما، والتوصل في النهاية إلى اتفاقية سلام عام 387 قبل الميلاد.

550-334 ق م، أصبحت إمبراطورية فارس القوة العالمية المهيمنة لما يزيد على قرنين من الزمان. فقد كان لها السبق في التقريب المتواصل بين الشرق والغرب، وكانت أول إمبراطورية عالمية متسامحة دينياً. فقد تعدد بها الكثير من اللغات والأعراق والديانات والثقافات.

وقبل سطوع نجم الإمبراطورية الرومانية، كان لفارس قصب السبق في التأكيد على سطوة القانون، وإنشاء جيش مركزي قوي، وحكومة دولة فعالة ونظامية.

حكم الاسكندر إلى دولة البارثيين

334 ق م، غزا الاسكندر الأكبر المقدوني فارس المتمثلة في الدولة الأكمينية وأسقطها. وبعد انتصاره على الجيش الفارسي، أمر بإعدام كثير من الفرس وأحرق مدينة برسيبوليس انتقاماً لحرق مدينة أثينا. وكان يعتبر نفسه خليفة للملوك الأخمنيين. قلّـد عادات البلاط الفارسي وحاول تكوين ثقافة جديدة مزجت بين الفارسية والإغريقية (الهلينية).

323 ق م، وفاة الإسكندر، ورغم أنه كان عسكرياً فذاً، إلا إنه كان يفتقر إلى المهارات الإدارية. وبعد وفاته بفترة وجيزة، قسمت إمبراطوريته بين الجنرالات المتنافسين، وكان من أبرز ما ورثه بعد انتصاره على فارس، هو تقديمه النموذج الإمبراطوري الفارسي للغرب وتبني الإمبراطورية الرومانية له بعد ذلك، خاصة ما يتعلق بحكم الدولة والقانون.

323-141 ق م، قيام الدولة السلوقية، نسبة إلى سلوق أحد جنرالات الإسكندر، والتي كانت تضم آسيا الصغرى وبلاد الشام والعراق وإيران، وشيّـد له عاصمة جديدة باسم “سلوقية” على نهر دجلة في العراق، والقسم الغربي، وأسس له العاصمة “أنطاكية” على نهر العاصي، وتناوب على مملكة السلوقيين ثمانية عشر ملكاً.

247 ق م 224 ق.م، دولة البارثيين، ويُـعرفون في التاريخ أيضاً باسم “الأرشكيين” نسبة إلى ملكهم الأول، وهي مملكة قبلية من قبائل الساكا في شمال شرق إيران، هزمت السلوقيين وبسطت سيطرتها على جميع بلاد فارس. ومؤسس هذه الدولة هو “أرشك” الأول، الذي أصبح بعد ذلك لقباً لجميع الملوك البارثيين كاسم قيصر الروم، وخاضوا حروباً عدة ضد الرومان، وأدى نصرهم عليهم في عام 53 قبل الميلاد إلى بروزهم كقوة عظمى آنذاك. ورغم طول حكم البارثينيين، الذي ناهز الخمسة قرون، إلا إن حضارتهم لم يتبق منها شيء يُذكر، باستثناء بعض الآثار الفنية البسيطة.

الدولة الساسانية

224م، أسس أردشير الأول حكم الساسانيين، وأحيى الساسانيون الحضارة الفارسية والزرادشتية، وبذلوا جهداً ملحوظاً لإعادة تقاليد الأخمينيين، وأقاموا علاقات تجارية مع عدويهم اللدودين الرومان البيزنطيين والصينيين.

وتشير الحفريات المكتشفة في الصين إلى العملات الساسانية، الفضية والذهبية، التي كانت مستخدمة لعدة قرون. ويحتل أردشير مكانة كبيرة لدى الإيرانيين، باعتباره موحد الأمة الإيرانية وباعث الدين الزرادشتي، ومؤسس الإمبراطورية البهلوية. توفي أردشير عام 240م وخلفه ابنه شابور.

260م، غزا شابور الأول الإمبراطورية الرومانية وأسر الإمبراطور الروماني فاليريان. كما أنشأ مركز “جندي شابور للتعليم العالي”، وأعاد تنظيم الإمبراطورية، وأقام سد شستر، وأنشأ العديد من المدن، منها “نه شابور” (نيسابور الحالية).

274م، ظهر ماني، مؤسس مذهب (المانوية)، وهي فلسفة تجمع بين المذاهب والفلسفات والأديان.
301-310 م، جلوس هرمز الثاني على عرش إيران، وقتل في إحدى المعارك مع العرب عام 310 م.

28 م، ظهور الداعية مزدك في عهد حكم قباد بن فيروز، وعرض عليه نوعاً من الشيوعية في المال والنساء، وقبل قباد مذهبه بهدف الحد من نفوذ النبلاء ورجال الدين. وأدت أفكار مزدك إلى حدوث صراع طبقي كبير بين الفلاحين والنبلاء. ويمكن اعتباره أول “شيوعي – اشتراكي” في العالم.

531-579 م، تولى كسرى أنو شيروان حكم إيران بعد وفاة أبيه، وقد استطاع في بداية حكمه القضاء على فتنة أتباع مزدك وأعاد الاستقرار إلى الأوضاع في إيران.

570م، ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.

622م، هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وبداية الحضارة الإسلامية.

629-632 م، تناوب على عرش الإمبراطورية الساسانية أختان هما بورانداخت، ابنة خسرو برويز، وأختها أزارماداخت. ووقعت بورانداخت معاهدة سلام مع البيزنطيين.

من الفتح الإسلامي إلى الدولة البهلوية

642 م، انتصر المسلمون على الفرس في موقعة نهاوند، وانتهى حكم الأسرة الساسانية بعد مدة بلغت 416 عاماً، ودخل الشعب الإيراني في الإسلام وقبل ولاية العرب المسلمين.

661 م، قتل علي بن أبي طالب، آخر الخلفاء الراشدين وبداية الخلاف بين السنة والشيعة حول القيادة الإسلامية، ورغم أن فارس لم تصبح دولة شيعية إلا بعد تسعة قرون منذ ذلك الوقت، إلا أن هذا الصدام كان بالغ الأهمية في التاريخ.

661 – 750 م، قيام الخلافة الأموية وخضوع جميع الأراضي المفتوحة خضوعاً تاماً، واستخدام الحروف العربية في الكتابة الفارسية إلى يومنا هذا.
680 م، قتل الحسين بن علي بن أبي طالب على يد الأمويين في كربلاء.
696 م، اللغة العربية أصبحت اللغة الرسمية للأمة الإسلامية.

750 م، ساهم الإيرانيون في إسقاط الخلافة الأموية، وساعدوا في قيام الدولة العباسية، وانتقلت عاصمة الخلافة من دمشق إلى بغداد.

750 – 1258 م، اعتماد الخلافة العباسية على الوزراء والبيروقراطية الفارسية في كثير من وظائف الدولة، وتغلغل التقاليد الفارسية في نظام الحكم العباسي. وأصبح لأسرة البرامكة الفارسية شأن كبير في النظام السياسي العباسي، وتقلد كثير من أفرادها مناصب وزارية هامة في الدولة العباسية. بلغت الدولة الإسلامية ذِروتها إبّـان الحكم العباسي.

العصر الذهبي للحضارة الفارسية

820 – 1220 م، بدأت قبضة الحكم العربي على فارس تضعف، حيث وصلت ممالك فارسية محلية متعددة إلى سدة الحكم، وأقامت دويلات مستقلة في بلادهم، مثل الطاهريين (821-873)، والصفاريين (867-903)، والسامانيين (873-999)، والزياريين (928-1007)، والبويهيين (945-1055)، ثم تبعتهم الأسر التركية، ذات الثقافة الفارسية، مثل الغزنويين (962-1186)، والسلاجقة (1038-1153)، والدولة الخوارزمية (1153-1220). ومرة أخرى، أصبحت فارس مركزاً للفن والأدب والعلوم. وكان للفرس أثر كبير في ازدهار الحضارة الإسلامية.

840-1206م، برز في هذه الحقبة نخبة من علماء المسلمين، مثل ابن سينا في الطب وعلوم أخرى، وسيبويه في علم النحو، والخوارزمي، في الفلك والجبر، والرازي في الطب، والفردوسي في الشعر، وكان شاعرا قوميا فارسيا يكره العروبة والإسلام، وهو صاحب القصيدة المشهورة عجم زنده كردم بدين بارسي.

عهد المغول

1220م، قيادة تموجين أو جنكيز خان، كما لقب نفسه، لقبائل المغول عبر آسيا، واكتساحه البلاد الإيرانية من الشرق إلى الغرب والجنوب بعد أن سيطر على الصين، وقتل ملايين الإيرانيين، وحرق الكثير من القرى والمدن، حتى قال الإيرانيون عن المغول أنهم جاؤوا وقتلوا وحرقوا ونهبوا وذهبوا.
1227م، وفاة جنكيز خان، وتقسيم إمبراطوريته بين أبنائه.

1258-1353م، استيلاء هولاكو خان المغولي على بغداد وقتْـلِـه الآلاف من الناس، وحرق قصور الخلفاء ومساجدهم ومقابرهم ومكتبة بغداد الشهيرة، وأعدم آخر خلفاء العباسيين. ثم تقدم المغول إلى الشام، إلا إنهم هُـزموا على يد المصريين في موقعة عين جالوت الشهيرة، فانسحبوا إلى مراغة في الشمال الغربي من إيران وأسسوا دويلتهم تحت اسم دولة الإيلخانيين.
1267م، وفاة هولاكو.

1207-1292م، ظهور بعض الشخصيات التاريخية، مثل جلال الدين الرومي، الشاعر الصوفي الكبير، ونصير الدين الطوسي، عالم الفلك والفيلسوف، والسعدي، صاحب ديواني البستان والجولستان.

1295م، تولى غازان خان، حفيد هولاكو العرش، وكانت فترة حكمه العهد الذهبي للمغول في إيران، حيث كان أول قائد يعتنق الإسلام، وصار طابع البلاط في مدينة تبريز العاصمة إسلامياً فارسياً تماماً، وكانت الإدارة الرشيدة والرخاء أهم مميزات عهده. وساعدت إمبراطورية المغول المترامية في تسهيل تبادل الأفكار والبضائع بين الصين والهند وفارس.

1304م، توفي غازان وخلفه أخوه أولجيتو حتى توفي عام 1316م، وكان قد عُمد أثناء طفولته على أنه نصراني، ولكنه اختار الإسلام بعد ذلك واتّـخذ لنفسه اسم محمد خدابنده، وبنا مدينة السلطانية بالقرب من قزوين، والتي صارت عاصمة الإيلخانيين بعد تبريز، وهو أول ملك اختار المذهب الشيعي الاثنى عشري كمذهب رسمي للدولة الإيرانية، بينما فرضه بالقوة على الناس، شاه إسماعيل الصفوي.

وفي هذه الفترة، ظهر عالم البصريات الشهير كمال الدين فارسي، صاحب نظرية الانكسار والانعكاس. وكذلك الشاعر الغنائي الكبير شمس الدين حافظ الشيرازي، ألمع شخصية أدبية ظهرت في ذلك العصر وأشهر أعماله “الديوان”.

عهد التيموريين

1405م، غزا تيمور لنك المغولي التركي إقليم فارس كله، واستولى على حلب ودمشق، وجعل سمرقند عاصمة له. واتسمت فتوحاته بالقسوة والتخريب والوحشية، ولكنه رغم ذلك، اهتم بالفنون وجعل من سمرقند تحفة معمارية.

الدولة الصفوية

1501-1524م، تنسب إلى صفي الدين الأردبيلي، الذي كان من شيوخ الصوفية التقليديين وكان شافعي المذهب. أما مؤسسها فهو إسماعيل ميرزا أو الشاه إسماعيل الأول، حيث سار إلى تبريز وهزم القبائل الموجودة فيها، وجعلها عاصمته.

وأعلِـن المذهب الشيعي الاثنى عشري مذهباً رسمياً للدولة، واستخدم كل ما أوتي من قوة لفرض مذهبه في جميع أنحاء إيران. ثم خلفه ابنه طهاسب الأول فأكمل ما بدأه أبوه، ولكنه اختار أسلوب الإقناع والتأثير في نشر المذهب، بدلاً من العنف والقهر.

واستمرت الحروب بين الصفويين الشيعة والعثمانيين السُـنة مدة طويلة، ويبدو أن الضغط الخارجي، سواء من جانب العثمانيين في الغرب، وقبائل الأوزبك القوية في الشرق ضد الصفويين، كان عاملاً مؤثراً في توحيد إيران والتفاف شعبها حول ملوك الصفويين والمذهب الشيعي.

1587-1629م، نقل الشاه عباس ملك الدولة الصفوية إلى أصفهان، حيث صارت مركزاً حضارياً متميزاً في مختلف ميادين العلم والفن والعمارة والأدب، وازدهرت في عهده علاقات إيران بأوروبا وكثُـر السفراء في بلاطه.

1722م، غزو محمود خان، شيخ قبيلة أفغاني لفارس، والاستيلاء على أصفهان دون مقاومة فعلية، وبذلك ينتهي حكم الصفويين.

1729-1747م، اعتلى نادر قلي، الملقب بنادر شاه عرش إيران وصار مؤسساً للدولة الأفشارية. وهزم الأفغان والعثمانيين والروس والهنود ووحّـد دولته، ثم ما لبث أن تمزق ملكه وانهارت آلته الحربية بعد قتله بيد أحد حراسه.

1747-1779م، سيطر كريم خان زند على الأجزاء الوسطى والجنوبية لإيران، ونجح في صد القاجاريين، واهتم بعاصمته شيراز.

الدولة القاجارية

1795م، كان القاجاريون إحدى القبائل السبع التي ساعدت أول ملوك الصفويين. نجح قائدهم آغا محمد خان في توحيد فروع القبيلة بالعنف والقتل، فقوى أمره واستطاع الاستيلاء على طهران وجعلها عاصمة لملكه.

1813 و 1828م، نتج عن الاستعمار الأوروبي تغلغل الإنجليز والروس في الشؤون الإيراينة. فقد سلم القاجاريون القوقاز (جورجيا وأرمينيا وأذربيجان حالياً) إلى الروس في معاهدتين منفصلتين:

معاهدة جلستان عام 1813، ومعاهدة تركمان جاي عام 1828. وأرغم القاجاريون على سن قانون الامتيازات الأجنبية، والتي بموجبه أعفى جميع الرعايا الأجانب من المثول أمام القضاء الإيراني، الأمر الذي جعل الشعب الإيراني يشعر بالمذلة والإهانة. منذ ذلك الوقت وحتى مطلع القرن العشرين، أصبحت إيران موزّعة بين المصالح المتعارضة لروسيا وبريطانيا، فكانت روسيا تبني سياستها على أساس التوسّـع في آسيا وتطمع أن يكون لها ميناء في المياه الدافئة في الخليج، بينما سعت بريطانيا إلى السيطرة على الخليج وجميع الأراضي المجاورة للهند.

1834-1848م، حكم محمد شاه، حفيد فتح علي شاه، ومحاولة روسيا في عهده خطب ود إيران حتى تتمكن من دعم نفوذها في ولايات القوقاز وتركستان. ظهور حركة البابية الدينية في عهده.

1847-1896م، حكم ناصر الدين شاه، ابن محمد شاه، وامتاز عهده الطويل بالعلاقات الودية مع روسيا، مما أثار بريطانيا، وأعلنت الحرب على إيران وعجزت روسيا عن مساعدة إيران، فاضطر ناصر الدين شاه إلى الاستسلام، وأبرمت معاهدة باريس عام 1858، والتي بمقتضاها اعترفت إيران باستقلال أفغانستان، ومنحت المعاهدة امتيازات وحقوقاً تجارية لبريطانيا في إيران.

1872 م، حصل البارون رويتر البريطاني على امتياز من ناصر شاه، يعطي بريطانيا الحق في إنشاء السكك الحديدية وطرق المواصلات، واستغلال الثروة المعدنية والبترول سبعين سنة، كما أعطتها الحق في الإشراف على الأعمال الجمركية لمدة أربع وعشرين سنة.

1882 م، فتحت السفارة الأميركية في طهران، وظفرت خمس عشرة دولة أجنبية بحقوق وامتيازات لرعاياها المقيمين في طهران خلال الفترة من 1855- 1900.

1896 م، قُـتل ناصر الدين شاه، وتولى مكانه ابنه مظفر الدين شاه الذي انصرف إلى ملذاته، واضطرت الحكومة إلى أن تطلب قرضاً من روسيا عام 1900.

1906 م، قيام الثورة الدستورية بقيادة بعض علماء الدين والشباب الذين تأثروا بالأفكار التحررية القادمة من الغرب، مؤيدين بالتجار والأشراف، وتكوَّن أول برلمان تعهَّـد بمعالجة كثير من المشاكل.

وبرغم أن إيران لم تُـستعمر أبداً، إلا إنها قسمت عام 1907 إلى منطقتي نفوذ، حيث خضع القسم الشمالي للنفوذ الروسي، والقسم الجنوبي الشرقي للنفوذ البريطاني، ومدّت بريطانيا نفوذها إلى المنطقة الواقعة بين المنطقتين لتأمين الطريق إلى الهند. ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، انغمست إيران في حالة من الفوضى السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

الدولة البهلوية

1921 م، ترقى رضا خان من ضابط بالجيش إلى وزير للحربية، ثم رئيسا للوزراء بعد قيامه بانقلاب أنهى فيه الدولة القاجارية، وقتل احمد شاه القاجار آخر ملوك هذه الدولة بعد انقلاب رضا خان.

وفي عام 1925 م، أصبح رضا خان ملكاً على إيران، كأول ملك للدولة البهلوية. وبرغم أنه كان يهدف إلى أن يصبح رئيس جمهورية، إلا أن رجال الدين أقنعوه ليُـصبح شاهاً (ملك)، خوفاً من تضاؤل نفوذهم في الجمهورية.

1925-1941 م، كانت أولى الخطوات التي اتخذها رضا شاه بهلوي، تعزيز سلطة الحكومة المركزية بإعادة بناء الجيش وتقييد حصانة زعماء القبائل، وإلغاء نظام الامتيازات الأجنبية، وكثير من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الهامة. وطالب رسمياً، جميع الدول الأجنبية مخاطبة الدولة باسم إيران، بدلاً من فارس.

وعندما قامت الحرب العالمية الثانية، رفض رضا شاه الانحياز إلى الحلفاء، فاضطر للتنازل عن العرش، وخرج من إيران تحت حراسة بريطانية إلى جزيرة موريشوس، ثم إلى جنوب إفريقيا، حيث توفي هناك عام 1944 م، وخلفه ابنه محمد رضا شاه بهلوي.

1946 م، بضغط من أمريكا، اضطر الروس إلى الانسحاب من الجزء الشمالي الغربي، وكانت هذه هي أول وآخر مرة يُـعيد فيها ستالين أرضاً محتلة في الحرب العالمية الثانية.

1951-1953 م، قام محمد مصدق، بعد تعيينه رئيساً للوزراء، بتأميم البترول الإيراني من السيطرة البريطانية، مما دفع بريطانيا، خوفاً على امتيازاتها البترولية، إلى تجميد جميع الأصول الإيرانية في البنوك البريطانية ورفعت القضية إلى محكمة العدل الدولية، التي حكمت لصالح إيران.

ولم ترتدع بريطانيا، فقامت بفرض حظر تجاري على إيران ونفذته بقوتها البحرية، مما أدّى إلى انهيار الاقتصاد الإيراني. وخوفاً من الهيمنة الشيوعية، تكتلت الاستخبارات البريطانية والأمريكية للقيام بانقلاب ضد حكومة مصدق، الذي أيّـده الشعب ضد الشاه، وقاد الانقلاب زاهدي بواسطة الجنرال هويزر والمخابرات الأمريكية، وسقطت الحكومة وعاد الشاه ليمسك بزمام الأمور بقوة، بعد أن غادر أثناء الانقلاب.

1962-1963 م، قام الشاه بثورته البيضاء بقصد إجراء إصلاح زراعي شامل، وتعديل قانون الانتخاب، وكثير من الإصلاحات الأخرى. لكنها لم تحقق ما أراد، وهاجمها آية الله الخميني في خُـطبه، الأمر الذي أدّى إلى نفيه.

1963-1973 م، شهدت إيران نمواً اقتصادياً سريعاً وازدهاراً كبيراً، تزامن مع مناخ سياسي مستقر نسبياً، وزادت قوتها العسكرية وأصبحت لها مكانتها الدولية.

1973-1979 م، ضاعف حظر النفط عائدات إيران بمقدار أربعة أضعاف، إذ بلغت 20 مليار دولار سنوياً. وهذه الثروة الجديدة، سارعت الجدول الزمني للشاه لجعل إيران تلحق بركب الغرب.

وأدى هذا التصميم من الشاه لتحديث إيران بين عشية وضُـحاها إلى حدوث انتكاسة ثقافية، وتضخم، واختناقات اقتصادية، وتزايد الاستبداد في تناول هذه المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. فتجمع معارضو الشاه وجميع المؤسسات السياسية خلف الخميني في نهاية السبعينات، وأطاحت الثورة الإسلامية بالشاه عام 1979، ومات في مصر بعد عام من نفيه. وبعد 2500 عام من الحكم الملكي تحوّلت إيران إلى جمهورية إيران الإسلامية.

من الشاه إلى الوقت الحاضر

16/1/1979: الإطاحة بالشاه، وسفره إلى المنفى وتعيين شهبور بختيار رئيساً للوزراء.

1/2/1979: عودة آية الله، الإمام الخميني إلى إيران بعد 15 عاما من النفي بفرنسا، وتعيين مهدي بازركان رئيسا للوزراء مع وجود شاهبور بختيار رئيس وزراء الشاه.

1/4/1979: الإمام الخميني يعلن إيران جمهورية إسلامية.

4/11/1979: بعد وصول الشاه المخلوع إلى أمريكا للعلاج، اقتحم الطلبة الإيرانيون السفارة الأمريكية في طهران، واحتجزوا 52 من الرهائن الأمريكيين.

يناير 1980: انتخاب د. أبو الحسن بني صدر رئيساً للجمهورية، لكن السلطة تظل في يد الخميني، الزعيم الروحي. ثم وقع الصِّدام مع علماء الدين بسبب ليبراليته، فعزلوه وهرب إلى فرنسا.

أبريل 1980: قطعت أمريكا علاقاتها مع إيران لزيادة الضغط الاقتصادي على طهران.

مايو 1980: بداية الثورة الثقافية في إيران، التي نتج عنها إغلاق كافة الجامعات والمعاهد العليا لمدة عامين.

22 سبتمبر 1980: اندلاع الحرب بين العراق وإيران بسبب النزاعات الحدودية، واعتُـبرت أطول حرب تقليدية في القرن العشرين، حيث دامت 8 أعوام، وراح ضحيتها مليون نسمة من الجانبين. وقامت الولايات المتحدة بتزويد الجانبين المتحاربين بالأسلحة. وكذلك، كانت كوريا الشمالية والصين تزودان إيران بالسلاح، وفرنسا والاتحاد السوفياتي تزودان العراق.

20 يناير الثاني 1981: إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، يوم تنصيب الرئيس ريغن، بعد 444 يوما في الأسر.

4 يونيو 1989: وفاة الخميني، وانتخاب آية الله سيد على خامينئي، الزعيم الروحي الجديد للجمهورية الإسلامية.

أغسطس 1990: غزو العراق للكويت، وإيران تُـدين كل من الغزو وعملية عاصفة الصحراء.

6 مايو 1995: أمريكا تحظر جميع أنواع التجارة مع إيران. وصدور قانون عام 1996 تطبِّـق فيه أمريكا عقوبات ضد أي شركة غير أمريكية تقوم بالاستثمار في إيران أو ليبيا. والاتحاد الأوروبي يتحدّى شرعية هذا القرار، وعدم تنفيذه.

23 مايو 1997: انتخاب محمد خاتمي رئيساً للجمهورية بنسبة 69% من مجموع الأصوات. ووعد بالعمل لحقوق الإنسان، وسيادة القانون، وإفساح مجال أكبر للديمقراطية، وإعادة العلاقات مع الغرب.

نجاح محمد علي – دبي

PLACEHOLDER

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية