مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إقرأ بأكثر من 200 لغة ولهجة في سويسرا

الصورة مأخوذة من موقع جمعية "كتب بلا حدود" السويسرية التي تضم مختلف المكتبات متعددة الثقافات (www.interbiblio.ch) ÇáÕæÑÉ ãÃÎæÐÉ ãä ãæÞÚ ÌãÚíÉ "ßÊÈ ÈáÇ ÍÏæÏ" ÇáÓæíÓÑíÉ ÇáÊí ÊÖã ãÎÊáÝ ÇáãßÊÈÇÊ ãÊÚÏÏÉ ÇáËÞÇÝÇÊ (www.interbiblio.ch(

المطالعة باللغة الأصلية مُتعة مُتاحة للأجانب المقيمين في سويسرا بفضل المكتبات متعددة الثقافات الإثنتي عشر المنتشرة في مختلف ربوع الكنفدرالية.

ويعود الفضل في تأسيس أولى هذه المكتبات عام 1988 لمجموعة نساء لم تكن لديهن أية خبرة في هذا المجال. وتحول مشروعهن إلى أكبر مكتبة متعددة الثقافات في سويسرا.

“المطالعة باللغة الأصلية ليست منبع مـُتعة فحسب بالنسبة للأجنبي المقيم في سويسرا، بل أداة اندماج رائعة”. هذه هي قناعة روت فاسبيند من مؤسسة المكتبات السويسرية “بيبلوميديا”، التي تُعير كتبا باللغات الأجنبية الست الرئيسية إلى المكتبات ومراكز العبور والمستشفيات والمدارس والسجون في مختلف أنحاء الكنفدرالية.

وقد كانت مؤسسة “بيبليوميديا” أول من مدَّ يد العون لإنشاء أول مكتبة متعددة الثقافات في رونونس بكانتون فو عام 1988. ويعود الفضل في تأسيس المكتبة التي تحمل اسم “غلوبليفر” لمُبادرة مجموعة من السيدات اللاتي لم تكن لديهن أية خبرة في مجال إدارة المكتبات.

هذه المجموعة الطموحة اعتمدت لدى انطلاق نشاطاتها على كتب “بيبليوميديا” والكتب التي كانت تقتنيها معارفهم أثناء رحلاتهم إلى الخارج، إلى أن أصبحت اليوم أكبر مكتبة متعددة الثقافات في سويسرا.

من “الأمهرية” إلى “الزولو”

وتوضح مونيكا برودون من مكتبة “غلوبليفر” أن أرفف المكتبة كانت ممتلئة في البداية بكتب الأطفال، خاصة باللغات البرتغالية والتركية والتاميلية بما أن معظم الأجانب كانوا ينحدرون في تلك الفترة من هذه البلدان. ومع موجات الهجرة المتتالية، بات من الضروري التزود بكتب بلغات أخرى. ولوحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع الطلب على المؤلفات الإثيوبية و”الصربو كرواتية”.

وعلى مدى 15 عاما، اكتسب العاملون في مكتبة “غلوبليفر” مِهنية حقيقية حيث باتوا يعرضون كتبا بـ214 لغة ولهجة، من الأمهرية إلى الزولو مرورا بـ”المالايالام” أو لغة الإشارات. بل إن الأشخاص الـ621 الذين يتحدثون لهجة “تيغرينا” الإثيوبية يجدون سعادتهم في المكتبة، كما توضح السيدة برودون.

ولتلبية طلبات عشاق المطالعة بمختلف اللغات، يجري المشرفون على المكتبة اتصالات مع الناشرين الذين يشاركون في معارض الكتاب الدولية الكبرى مثل معرض فرانكفورت أو بولونيا بإيطاليا. واتضح أن القراء يقدمون مساعدة قيمة للمكتبة من أجل اختيار دليل الكتب الذي ينشر أحيانا بلغات لا يفهمها العاملون المبتدئون في المكتبة.

فرنك واحد يكفي للاشتراك!

ميزانية المكتبة التي تقدر بـ200 ألف فرنك، تُمول من قبل الكنفدرالية وكانتون وبلديات فو. وقد حصلت المكتبة العام الماضي على دعم من “اليانصيب الروماندي”. وتستنتج السيدة برودون أن المساعدات المالية ترتفع تدريجيا بقدر انتشار السمعة التي تكتسبها المكتبة.

وتساهم نشاطاتٌ مثل قراءات النصوص على الجمهور والمعارض والدروس في التعريف بالمؤسسة التي أعارت في عام 2003 ما لا يقل عن 20 ألف كتاب للخواص ولـ34 مكتبة بلدية معظمها في مناطق سويسرا الروماندية المتحدثة بالفرنسية.

وتشرح السيدة برودون السبب وراء عدم إحراز المكتبة نفس النجاح في المناطق المتحدثة بالألمانية بمستوى جودة رسوم وورق الكتب الآسيوية والإفريقية أو الأمريكية اللاتينية، والتي تختلف كثيرا عما هو متوفر في سويسرا، وبالتالي لا تشجع نسبة من القراء على اكتشافها.

وقد نجحت “غلوبليفر” خلال نفس العام في اكتساب 800 قارئ جديد اشتركوا في خدمات المكتبة، وهو ما يقارب ارتفاعا بنسبة 50% مقارنة مع عام 2002. أما التسجيل في المكتبة للخواص فلا يتطلب الكثير، فرنك واحد يكفي للمشاركة فيما تتحمل المؤسسة نفقات إرسال الكتب. بينما تظل هذه الخدمة مدفوعة الأجر بالنسبة للكتب التي ترسلها “غلوبليفر” للمكتبات المشتركة في خدماتها.

12 مكتبة للمطالعة باللغة الأم

وتتفق السيدة برودون مع السيدة فاسبيند من مؤسسة المكتبات السويسرية “بيبلوميديا” حول أهمية الكتب على مستوى اندماج الأجانب، حيث توضح أنه -خلافا للاعتقاد السائد-، “لا تـُعقد المطالعة باللغة الأم جهود الاندماج بل تعززها”.

لكن أين تجد نسبة 10% من سكان سويسرا الذين يتحدثون لغة أخرى غير اللغات الوطنية السويسرية الأربع، سعادتها الأدبية؟ تكفي جولةُ في أروقة المكتبات الرئيسية السويسرية للمس النقص في هذه المؤلفات.

فقد حاولت بعض المكتبات عرض مؤلفات بلغات أجنبية “غير كلاسيكية”، لكنها احتفظت بها في الأرفف، مثلما تتذكـّر المكلفة بالبيع في مكتبة متخصصة في زيورخ. وتضيف هذه السيدة في تصريح لوكالة الأنباء السويسرية أن “الأجانب الذين يصلون إلى سويسرا يضطرون إلى تعلم إحدى اللغات الوطنية، وبالتالي لا يبحثون بالضرورة عن كتب بلغتهم الأم”.

لكن بفضل المكتبات متعددة الثقافات الإثنتي عشر المتواجدة في كل من فريبورغ ونوشاتيل ورونونس وجنيف وسيون وبيين، إلى جانب برن وتون وبازل وزيورخ وفنترتور وبلينزونا، يظـلّ الأجنبي في سويسرا على اتصال وثيق ودائم مع لغته الأصلية.

ولتحسين التعاون بين المكتبات البلدية والمكتبات متعددة الثقافات، تمت برمجة دروس تكوين إضافية حسب السيدة فاسبيند. ويعد هذا التبادل أساسيا لسبب بسيط هو أن المكتبات متعددة الثقافات تغطي فقط المناطق الحضرية التي بها كثافة سكانية هامة، بينما تُحرم القرى من خدماتها.

وتشدد السيدة برودون من مكتبة “غلوبليفر” على ضرورة عدم ترك مجال عرض المؤلفات باللغة الأم محصورا فقط داخل جمعيات الأجانب، حيث تقول “لا يكفي أن يكون الشخص متعدد الثقافات بمعنى “أن تكون إلى جانب الآخر” بل يجب أن تشارك ثقافة الغير بمعنى “أن تكون مع الآخر” على حد تعبير السيدة برودون.

سويس انفو مع الوكالات

توفر مكتبة “غلوبليفر”، أكبر وأعرق مكتبة متعددة الثقافات في سويسرا، مؤلفات بـ214 لغة ولهجة.
أعارت هذه المكتبة في عام 2003 ما لا يقل عن 20 ألف كتاب للخواص ولـ34 مكتبة بلدية معظمها في مناطق سويسرا الروماندية المتحدثة بالفرنسية.
توجد المكتبات متعددة الثقافات الإثنتي عشر في سويسرا في كل من فريبورغ ونوشاتيل ورونونس وجنيف وسيون وبيين، إلى جانب برن وتون وبازل وزيورخ وفنترتور وبلينزونا.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية