مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اجراءات فورية ضد الحُمّى القلاعية في سويسرا

سويسرا اتخذت منذ الاسبوع الماضي اجراءات صارمة لمنع استيراد الحيوانات واللحوم البريطانية swissinfo.ch

أعلنت الدائرة الفديرالية السويسرية للشؤون البيطرية أن سويسرا لم تتأخر بالمرة في الرد على أولى الإصابات بالحمى القلاعية الحيوانية في بريطانيا في العشرين من الشهر الجاري

هذه الهيئة المختصة وتقول : إن سويسرا قد سارعت لمنع إستيراد أية حيوانات أو لحوم من بريطانيا، في اليوم التالي للإعلان عن تلك الإصابات. وقد إتخذت سويسرا هذا القرار في نفس الوقت تقريبا مع بلدان الإتحاد الأوروبي التي منعت إستيراد أية حيوانات أو لحوم ، أو حتى الحليب من بريطانيا ، الشريكة في الاتحاد الأوروبي .

الحُمى القُلاعية الحيوانية ، هي وبأ من الأوبئة الفيروسية المُعدية للغاية والتي تنتشر بسرعة عظيمة بين الحيوانات ، خاصة من ذوات الحوافر كالخنازير والأغنام والأبقار وغيرها . وهذه الحُمى التي تبدو كبُثور تهاجم جلدة الفم واللسان في الدرجة الأولى ، وقد تهاجم جلد الأقدام أيضا ، قد إختفت تماما من القارة الأوروبية خلال السنوات العشرين الماضية ، حتى ظهرت من جديد في أواسط شباط فبراير في بريطانيا . وقد أثارت هذه الحُمى القُلاعية التي تُعرف أيضا بالمَوتان ، هزّت كبيرة في بريطانيا ، التي كانت أيضا من المصادر الأولى لجنون البقر ولا تزال تعاني كثيرا من العواقب النفسانية والإقتصادية للوبأ المذكور .

وعلى الرغم من الاجراءات الراديكالية العاجلة التي إتخذتها السلطات البريطانية لمكافحة الجائحة الحيوانية الجديدة والتي تتمثّل في تدمير جميع الحيوانات في المزارع المصابة وفي رش أراضي تلك المزارع ومَكنها وكل ما لمَسها من أحذية وسيارات بالأدوية لمكافحة انتشار الفيروس ، لم تجد البلدان الأوروبية الأخرى ، ومن ضمنها سويسرا ، بدا من بذل قصارى الجُهد لحماية الذات من هذا الوبأ الجديد . وكما يُفهم من مصادر الدائرة الفيديرالية السويسرية للشؤون البيطرية ، فان سويسرا تشارك في خطة أوروبية طارئة ، ليس لمنع جميع الواردات من الحيوانات واللحوم من بريطانيا وحسب وإنما لمنع حركة القُطعان بين المناطق الأوروبية القارّية أيضا ، لدى ظهور أية إصابة بالحُمى القُلاعية الحيوانية في منطقة من المناطق .

لكن الدائرة الفيديرالية السويسرية تؤكّد أن الحليب ومنتوجاته كاللّبن المروّب والجبنة وغيرهما ، لا يُشكلان أي خطر صحيّ على المستهلكين ، شريطة أن تكون هذه المنتوجات قد خضعت لعملية التعقيم . لا بل وذكّر ناطق بلسان الدائرة المذكورة بأن الناس قد إستهلكوا لحوم الحيوانات المصابة بالحُمى القُلاعية في الستينات ولم يذهبوا ضحية للوبأ ، بسبب فترة الحضانة الطويلة الأمد نسبيا للفيروس، وهي أربعة أسابيع تسمح بالقضاء عليه قبل إنتشاره من العضلات ، الى أي عضو من أعضاء الجسم الإنساني .

ويُمكن القول في هذا: إن هذه الحُمى القُلاعية الحيوانية التي لا تُشكل خطرا يُذكر على المستهلكين ، تَتَسبّب في أضرار إقتصادية جسيمة بالنسبة للفلاحين والمزارعين وبالنسبة للقطاع الإقتصادي العام ، لما تؤدّي إليه من بُثور مؤلمة بالنسبة للحيوانات المصابة من جهة ، ومن خسائر ماديّة كبيرة نتيجة إنقطاع الحليب من جهة أخرى .

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية