مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ارتفاع كبير للمتمتعين بالحق في الماء الشّروب والصرف الصحي في العالم

لا زال جلب الماء الصالح للشرب مهة يومية مضنية للعديد من سكان المناطق الريفية والنائية في معظم البلدان العربية والإفريقية والآسيوية (في الصورة: فتيات من أرياف باكستان). swissinfo.ch

قليلا ما تأتي تقارير أممية بأخبار سارة كالتي أوردها تقرير الأمم المتحدة حول الماء الصادر يوم 12 ابريل 2012 الذي أشار الى أن "العالم سجل تقدما معتبرا في مجال الوصول الى المياه الصالحة للشرب ولشبكات الصرف الصحي".

ورغم عدم اعتراف خمس دول العالم بحق الجميع في الوصول إلى الماء الصالح للشرب ولشبكات الصرف الصحي، أكد التقرير الجديد أن المجموعة الدولية أنجزت هدف الألفية المتعلق بتخفيض عدد المحرومين من الوصول إلى المياه الصالحة للشرب بالنصف وهذا قبل خمسة أعوام من الموعد المحدد في 2015.

في مقابل ذلك، حذر التقرير من المخاطر المترتبة عن عدم توفير الأموال الضرورية للصيانة والتكوين والتوعية.

تحقيق هدف من أهداف الألفية

يأتي هذا التقرير الذي اصدرته منظمة الصحة العالمية والذي يحمل الاسم المختصر “GLAAS” نسبة الى “التحليل والتقييم العالمي حول الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب”، لكي يؤكد ما أورده التقرير المشترك الذي اصدرته منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة يونيسيف في بداية شهر مارس 2012 والذي أكد ” بأن المجموعة الدولية استطاعت  قبل خمس سنوات من الموعد المحدد في عام 2015 تحقيق  هدف الألفية المتعلق بتخفيض عدد الاشخاص المحرومين من الوصول الى المياه الصالحة للشرب بالنصف”.

إذ تم في الفترة ما بين 1990 و 2010 تمكين أكثر من 2 مليار من البشر من الوصول الى شبكات التزود بالمياه الصالحة للشرب في العالم. وهذا ما دفع الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون لوصف ذلك  ب “الخطوة الكبرى الأولى التي تم تحقيقها لصالح سكان العالم ، وهو الهدف الأول من أهداف الألفية الذي يتم تحقيقه”.  

هذه الأرقام تعني أن مع نهاية العام 2010 كان حوالي 6،1 مليار من سكان المعمورة يتمتعون بحق الوصول الى مصادر محسنة للمياه الصالحة للشرب ، أي حوالي 89 %  من مجموع سكان العالم. لكن إذا ما نظرنا الى نصف الكوب الفارغ فإن ذلك يعني أن حوالي 783 مليون نسمة لا يزالون محرومين من الوصول الى مصادر المياه الصالحة للشرب في العالم أي حوالي %11 من سكان العالم.

جهود كبرى مطلوبة في مجال شبكات الصرف الصحي

إذا كان الوصول الى مصادر المياه الصالحة للشرب قد سجل تقدما ، فإن تحسين شبكات الصرف الصحي لا زال يعاني من تأخر كبير بحيث أن الخبراء يشككون في بلوغ أهداف الألفية في هذا المجال مع حلول العام 2015.

إذ تشير الاحصائيات الى أن 63% فقط من سكان العالم يتوفرون  على خدمات الصرف الصحي. وأن هذه النسبة قد تصل مع حلول العام 2015 الى 67% فقط مقارنة مع ما هو محدد في اهداف الألفية ب 75%.  

تعثر في الإعتراف بالماء كحق أساسي

الغريب ان الماء الضروري للحياة لم يأخذ نصيبه من التجنيد الدولي في مجال حقوق الإنسان مقارنة بحقوق أخرى كالحق في حرية الراي والتعبير والتجمع والتنظم وغيره . إذ لم تتخذ الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان قرارا واضحا يعبر عن اعتبار الحق في الماء الصالح للشرب من بين حقوق الإنسان الأساسية إلا في عام 2010، وهذا على الرغم من صدور إشارات في هذا الصدد من عدد من المحافل الأممية منذ سنة 2002.

وإلى حد اليوم، لازالت 20% من دول العالم مصرة على عدم الإعتراف الحق في الماء الصالح للشرب في  قوانينها وممارساتها. كما أن 50% من دول العالم لازالت لا تعترف بحق الفرد في التمتع بشبكات الصرف الصحي.

معاناة سكان الأرياف وبلدان جنوب الصحراء

إذا كانت هذه الأرقام تسمح ببعض  النتائج الإيجابية فإن الخبراء يحذرون من أن الفوارق في مجال الوصول للمياه الصالحة للشرب، او في مجال شبكات الصرف الصحي تبدو أكثر اختلالا إذا ما ابتعدنا عن المعدلات ونظرنا الى الاحصائيات إما على اساس جغرافي، او الفوارق القائمة بين المراكز الحضرية والأرياف.

ففيما يتعلق بالمناطق الجغرافية، تبدو بلدان جنوب الصحراء من المناطق التي لا زالت تعاني أكثر من غيرها في مجال الوصول للمياه الصالحة للشرب، حيث لا تتعدى نسبة الأشخاص المتمتعين بحق الوصول الى مصدر محسن للمياه الصالحة للشرب 61% ، مقارنة مع 90% في بلدان امريكا اللاتينية والكاريبي، وبلدان شمال افريقيا، وقسم كبير من بلدان آسيا. وفي هذا السياق، تضم افريقيا لوحدها 40% من مجموع الأشخاص المحرومين من مصادر المياه الصالحة للشرب في العالم.

أما بالنسبة للفوارق بين المدن والأرياف في مجال التمتع بالحق في الوصول الى مياه صالحة للشرب، فإن 97% من سكان الأرياف في البلدان الأكثر فقرا لا يتمتعون بحق الوصول الى شبكات توزيع المياه، ويعتمد 14% منهم في حاجاتهم اليومية على المياه السطحية: إما مياه الأنهار، او البحيرات، او المستنقعات.

ويعاني سكان الأرياف أكثر من الحرمان من شبكات الصرف الصحي. إذ يشير تقرير منظمة الصحة العالمية الى أن 949 مليون من بين 1،1 مليار نسمة لا يتمتعون بخدمات الصرف الصحي في العالم، يعيشون في الأرياف.

في سياق متصل، وفي بلدان صاعدة عرفت تحسنا في مجال الوصول الى المياه الصالحة للشرب، تبقى نسبة المحرومين من شبكات الصرف الصحي في الأرياف في حدود 17 % في بلدان امريكا اللاتينية والكاريبي، و 9% في بلدان شمال افريقيا. ولا زالت هذه النسبة عالية حتى بالنسبة لبلدان عرفت طفرة اقتصادية مؤخرا مثل الهند (626 مليون شخص)، الصين (17 مليون) والبرازيل (7،2 مليون شخص).

نسبة تأمين الحق في الوصول الى المصادر المحسنة للمياه الصالحة للشرب (الأرقام على اليمين)، وتأمين الإستفادة من شبكات الصرف الصحي (على اليسار) في البلدان العربية في عام 2010:

الجزائر: 83% -95%

البحرين: 100% – 100%

جيبوتي: 88% – 63%

مصر: 99% – 95%

العراق: 79% – 73%

الأردن: 98% -97%

الكويت: 99% – 100%

لبنان: 100% – 98%

ليبيا: – ————–

المغرب: 83% – 70%

فلسطين: 85% – 92%

عمان: 89% – 99%

قطر: 100% – 100%

السعودية: ————-

السودان: 58% – 26%

سوريا: 90% – 95%

تونس: —————

الإمارات: 100% – 98%

الصحراء الغربية ———–

اليمن: 55%- 53%

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية