مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اسبوع خارج ألابراج العاجية

يبدأ المهرجان العلمي فى شهر مايو أيار ويستمر على مدى اسبوع كامل swissinfo.ch

على مدى أسبوع كامل، سيغادر العلماء والباحثون مختبراتهم ومراكز بحوثهم للتواصل مع الجمهور في إطار مهرجان علمي تحتضنه عشر مدن جامعية سويسرية يهدف فتح باب التواصل والنقاش بين الجالية العلمية والجمهور.

مبرر الإعداد لهذا الحدث العلمي يتمحور، كما صرح مدير المهرجان دانييل دو روليت لسويس إنفو، فهو تعزيز الحوار:”نحن في العادة لا نسمع صوتا للجالية العلمية إلا عند حدوث مشكلة كبيرة أو في حالة شعورهم بالغضب تجاه أمر محدد له تأثير سلبي على بحوثهم العلمية”.

يضرب السيد دانييل دو روليت مثلاً بما حدث عام 1998:”في ذلك العام وبعد طرح استفتاء يهدف إلى تقييد أطر المعالجة الجينية أدرك الجميع فجأة أن هناك حاجة ماسة للنقاش. هدفنا تجنب ذلك، فنحن نرغب في إجراء الحوار في ظل مناخ احتفالي بدلا من انتظار اندلاع ’حرب علمية‘ لإجراء ذلك”.

الحاجة إلى إجراء هذا الحوار تبدو واضحة عند النظر إلى نتائج الإحصائيات التي أجريت في سويسرا أخيرا. حيث أظهرت أن نحو ثلث شباب سويسرا يعتقدون أن مضار العلم اكثر من فوائده! مثل هذه القناعة لها آثارها السلبية بالتأكيد. فالسيد دانييل دو روليت يعتقد أن الجالية العلمية ليس بمقدورها تحمل نتائج غربة وبُعد الجمهور العام عن البحث العلمي:”إذا كان 35% من الشباب يتخذون موقفا مضاد للعلم فإننا لامحاله سنواجه مشكلة كبيرة. فالدعم العام للبحث العلمي يظل أساسيا لاستمراره على المدى البعيد”.

ربما من اجل ذلك، خصص المهرجان جزءا رئيسيا من فعالياته للنقاشات العلمية والمعارض. عدا ذلك، يتضمن برنامج الأسبوع العلمي موادا متعددة ومثيرة للاهتمام. في زيورخ على سبيل المثال سيتم الأعداد أو بالأصح “طبخ” وصفات علمية من القرون الوسطى؛ وفى لوسرن ستفتح مسرحية عن الاستنساخ؛ أما مدينة جنيف فستشهد فعاليات تدور حول العلم والظواهر الخارقة التي يقف العلم أمامها حائرا.

إحدى التظاهرات البارزة في المهرجان العلمي، يقول السيد دانييل دو روليت، ستجرى في مدينة بازل:”على مدى ثلاثة أيام، سيتبادل مدير مسرح باسل ومدير للبحوث في مجال الكيمياء عملهما. بحيث يتمكن الجميع من المقارنة بين المشاكل السائدة في عالم الثقافة ونظائرها في مجال العلم”.

المنظمون للمهرجان ينفون أن يكون الأعداد له مجرد حملة دعائية للجامعات والجالية العلمية، بل هو فرصة أيضا للجمهور العام للتعبير عن أراءهم. “كل الأسئلة التي تطرح تتعلق بالطبيعة”. يقول السيد دانييل دو روليت، “لعل السؤال إذن، هل الطبيعة شئ يمكننا تغييره وفعل ما نشاء به، أم أن علينا الحفاظ عليه وعدم لمسه؟… نحن نعتقد أن الحوار ممكن بين هذين الموقفين. ربما سيرفض المتطرفون هذا الرأي لكنهم لا يمثلون سوي نسبة ضئيلة لا تتعدى 2اثنين او ثلاثة في المائة من الأغلبية”.

نوعية الحوار الذي سيتمخض عن هذا المهرجان له أهمية كبيرة. لكن الأهم، يقول السيد دانييل دو روليت، هو استمرار النقاش بعد أن ينفض الجمهور عن فعاليات المهرجان.

سويس إنفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية