مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

استعدادات إنسانية للحرب المحتملة في العراق!

تسعى سويسرا من جهودها الوصول إلى المجموعات العراقية التي لاتصلها المساعدات لإسباب عديدة! Keystone

تسعى سويسرا من خلال إعدادها لمؤتمر دولي إنساني في جنيف منتصف الشهر الجاري إلى التأهب لكافة الاحتمالات في حال اندلاع حرب في العراق.

هذا ما أوضحه مدير الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية في المؤتمر الصحفي السنوي لمنظمته والذي طرح فيه الملامح الأساسية للخطط التنموية لمنظمته.

“هناك عدد من السيناريوهات المحتملة بشأن كيفية التعامل مع الوضع الإنساني في العراق في حال اندلاع حرب، ونحن نجري محادثات في هذا الشأن مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمفوضية العليا للاجئين”.

هكذا صرح مدير الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية السيد والتر فوست يوم الثلاثاء الموافق 4 فبراير أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقده في برن. لكن المحادثات التي أشار إليها لا تقتصر على الدور الذي يمكن أن تقوم به سويسرا فقط في حال حدوث الحرب. بل تأخذ طابعا دوليا.

فقد جاء تصريح السيد فوست على خلفية المقترح السويسري، الذي أعلنته وزيرة الخارجية السويسرية ميشيلين كالمي – راي يوم الاثنين 3 فبراير بعقد مؤتمر إنساني دولي في جنيف، تشارك فيه الأطراف الأساسية في الأزمة والدول المجاورة للعراق.

انعقاد المؤتمر شبه مؤكد!

يبدو من شبه المؤكد أن ينعقد المؤتمر في منتصف الشهر الجاري. هذا ما تشير إليه تصريحات السيد فوست. حيث قال إن سويسرا حصلت على ردود فعل “إيجابية للغاية” من الأطراف المعنية بالأزمة، وأعرب عن اقتناعه بعقد المؤتمر قائلا: “أنا واثق من هذا الأمر”.

أوضح السيد فوست أن الاتصالات جارية لتحديد موعد لانعقاد المؤتمر، لاسيما وأن هناك عددا من اللقاءات والمؤتمرات، ومنها قمة الجامعة العربية، التي يجب أخذها في الاعتبار عند التخطيط لهذا الأمر. بيد أنه توقع أن ينعقد المؤتمر في الفترة بين 15 أو16 من فبراير الجاري.

وأشار إلى وجود تصورات محددة عن طبيعة المؤتمر والهدف منه والمشاركين فيه. ووصف مستوى التمثيل فيه بأنه “متعدد الأوجه”، ويشمل جهات مختلفة من وزراء ورؤساء وكالات تنمية إضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة. كما أعرب عن قناعته بمشاركة الولايات المتحدة قائلا:””هذا ما نأمل به فعلا، وأنا واثق من أنهم سيشاركون”.

سيناريوهات الحرب المحتملة!

تتعامل سويسرا والمنظمات الدولية كما لو أن الحرب ستقع بالفعل، هذا رغم إدراكها إلى أن وقوع الحرب لازال رهنا للاحتمال:”نحن نأمل أن لا تحدث حرب، فهذا سيكون بالتأكيد الهدف الأبعد الذي أكدت عليه السيدة كالمي – راي؛ لكن من وجهة نظرنا نحن العاملين في المجال الإنساني، علينا أن نلتزم بالعمل والإعداد المسبق”.

الإعداد المسبق لا يتصل فقط بتخزين المواد الغذائية في العراق والدول المجاورة، وهو الجهد الجاري العمل فيه على قدم وساق (تقوم به أساسا اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصندوق الغذاء العالمي، وتوفر سويسرا الخبراء ودعما ماليا لهذه الجهود) .

بل يتعداه إلى رسم خطط بديلة لمواجهة كافة احتمالات الحرب:”وضعنا عددا من السيناريوهات بناءا على نوعية الضربة العسكرية والأسلحة المستخدمة فيها والفترة الزمنية التي ستستغرقها الحرب”.

أما المحور الأساسي لتلك الخطط، والتي يفترض أن يناقشها المؤتمر، فتتصل بتأثيرات الحرب:”على الشعب المدني و على الوضع الأمني والصحي والغذائي”.

أوضح السيد فوست أيضا أن تركيز سويسرا في هذا المجال ينصب أيضا على:”وصول المساعدات الإنسانية إلى الجماعات والأفراد ممن لا تصل إليهم عادة تلك المواد لأسباب أمنية أو غيرها من الأسباب”.

لكنه تحرى في نفس الموقع أن يلفت انتباه محدثيه إلى أهمية العراق والمكانة التي يحتلها:”علينا أن لا ننسى أن هذه هي بلاد الرافدين، هذه هي بوتقة لالتقاء الحضارات، فيها 13 دينا مختلفا، وجماعات عرقية إثنية متنوعة، إنها قبلة للجميع”.

نتائج المؤتمر.. وما بعد المؤتمر!

يحدد السيد فوست النتائج المتوقعة من عقد المؤتمر في قدرته على “جمع الأطراف المعنية في الأزمة، وتبادل الآراء المختلفة في هذا الشأن. وقد يسهم أيضا في لفت نظر المخططين العسكريين إلى ما يمكن أن ينجم عن الحرب في صورة اندلاعها، وأخذ هذه المعلومة في الاعتبار”.

في المقابل، ينبه السيد فوست إلى أن هناك قنوات أخرى للحوار حول الشأن الإنساني. فالدعوة إلى المؤتمر تأتي في إطار “الدبلوماسية العلنية” التي بدأتها السيدة كالمي – راي في المنتدى الاقتصادي بدافوس؛ لكن سويسرا تُجري في الوقت ذاته:” محادثات ذات طابع سري، أو حتى اتفاقات من نوعية محددة مع شركاء آخرين. فهذا الأمر جاري”.

أمرٌ واحد تحدث عنه السيد فوست بصورة تبتعد عن الغموض، وهو رغبة الوكالة في الاحتفاظ باستقلاليتها أثناء تنفيذ مهامها. فردا على سؤال لسويس إنفو عن ردة فعل سويسرا في حال حدوث الحرب، ومحاولة الولايات المتحدة السيطرة على عمليات الإغاثة، أجاب قائلا:”سنقول بكل وضوح لزملائنا في الولايات المتحدة، وهذا ما أوضحته أيضا السيدة كالمي – راي في لقاءها مع وزير الخارجية الأمريكي، بأنه من المهم للمخططين العسكريين أن يأخذوا الاحتياجات الإنسانية في اعتبارهم. لكن لا يمكن أن تتحول المساعدات الإنسانية إلى جزء من التدخل العسكري”.

إلهام مانع – برن – سويس إنفو

نحو نصف مليون عراقي قد يحتاجون إلى مساعدة طبية في حال اندلاع حرب.
تقدر الأمم المتحدة أن نحو 3 ملايين عراقي قد يعانون من نقص في المواد الغذائية، في مقابل 1.2 مليون لاجئ سيفرون من البلاد.
هناك إمكانية لتفشى أمراض الكوليرا والدوسنتاريا (الإسهال) في حال تضرر شبكة المياه والمجاري في البلاد.
معظم العراقيين يعتمدون على الحكومة للحصول على بطاقاتهم التموينية، واندلاع حرب قد يؤدي إلى حدوث مجاعة.

تتواجد الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية في العراق منذ عام 1993.
يوجد منسق سويسري لبرامج الوكالة في العاصمة بغداد.
خصصت الوكالة عام 2003 مبلغ 5 مليون فرنك سويسري لبرامجها في العراق، لكن اندلاع حرب سيؤدي إلى ارتفاع ذلك المبلغ.
جهزت الوكالة موادا غذائية قيمتها 250 ألف فرنك استعدادا للحرب المحتملة.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية