مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

استقالة رئيس سويس فيرست

تتحدث بعض المصادر عن احتمال تحقيق توماس ماتر لمكاسب تصل إلى 50 مليون فرنك من عملية الإندماج بين المصرفين Keystone

لا زالت قضية مصرف سويس فيرست تتفاعل، حيث أعلن توماس ماتر، المدير التنفيذي للمصرف عن استقالته الفورية صبيحة 28 أغسطس.

الاستقالة جاءت ردا على الانتقادات المتزايدة التي يتعرّض لها في أعقاب عملية الاندماج بين مصرفي سويس فيرست وبيلفيو، التي يُـزعم أن تجاوزات تخلّلتها.

جاء الإعلان عن الاستقالة في صيغة بيان نُـشر صبيحة الإثنين 28 أغسطس الجاري. وقال توماس ماتر في البيان، إنه يعتقد أنه ضحية لحملة مكثفة تُـشنّ ضد شخصه فيما يتعلق بالاندماج مع مصرف Am Bellevue في خريف 2005، وهي العملية التي تُثير شكوك الجميع أكثر من أي وقت مضى.

ونتيجة لهذه الاستقالة، تحوّلت مجموعة الأسهم التي يمتلكها إلى استثمار مالي صافٍ، قال توماس ماتر إنه يتركه على ذمة سويس فيرست في “إطار البحث عن حلّ استراتيجي”.

الابتعاد عن الجدل

يبدو أن توماس ماتر يسعى من خلال انسحابه إلى المساهمة في عودة الهدوء إلى مصرف سويس فيرست وللعاملين فيه من خلال إبعاد الجدل المستعِـر عنهم، كما يبحث عن طريقة لحماية عائلته، لذلك، شدّد في بيانه على أنه – من خلال القرار الذي اتخذه – “يُـعطي حصيلة حياة من العمل، وهو ما يُـكلّـفني الكثير”. كما أضاف “إنني أعرف أيضا كيف أقدّر أن مجلس الإدارة بأكمله متضامن معي وداعم لي بشكل غير مشروط”.

من جانبه، قال مجلس إدارة مصرف سويس فيرست إنه “أخذ علما بهذا الانسحاب وأنه يحترم القرار مع إعادة التأكيد على أن عملية الاندماج تمّـت بشكل عادي”. وأشار المجلس إلى أن الإدارة ستُـسند مؤقتا إلى دانيال هيفتي (المدير المالي لسويس فيرست) وإلى أورس كوفمان (المدير في المصرف) وإلى رولان مايير (من إدارة الأموال في سويس فيرست).

هذه الاستقالة لا تعني – بالنسبة لمن أقدم عليها – اعترافا بالذنب، إذ يقول مدير سويس فيرست إنه مقتنع بأن عملية الاندماج تمّـت بشكل عادي تماما، وأنه لن يستسلم أمام الشُـبهات التي تحوم حوله.

سير التحقيق

وقد شهد الأسبوع الماضي المزيد من التطورات في هذه القضية، التي بدأت تثير الانشغال في الأوساط المالية السويسرية. فقد قام الادّعاء العام في كانتون زيوريخ بعمليات تفتيش في عدّة محلات تابعة لمجموعة سويس فيرست المصرفية، وقام بحجز معِـدّات باعتبارها أدلّـة.

كما فتحت أطراف أخرى، وهي المكتب الفدرالي للتأمينات الاجتماعية ومكتب الحيطة الاجتماعية في كانتون زيوريخ واللجنة الفدرالية للمصارف تحقيقات في هذه القضية.

وتحوم الشُّـبهات حول توماس ماتر بارتكاب عدّة جرائم، من بينها الاحتيال وخيانة الثقة وسوء التصرف والمشاركة في عقد صفقات مشبوهة في البورصة.

وكانت صناديق التقاعد وشركات التأمين، المتعاونة مع المصرف، قد قامت قُـبيل الاندماج مع مصرف بيلفيو ببيع مكثف لأسهم سويس فيرست، وهو ما حرم المؤمّـنين من عشرات الملايين من الأرباح التي نجمت عن ارتفاع قيمة أسهم مصرف سويس فيرست بعد الاندماج.

وعلى إثر عملية الاندماج، استلم مصرف سويس فيرست مُـجمل أنشطة ومعاملات مصرف بيلفيو. وفي مقابل ذلك، حصُـل أعضاء مجلس الإدارة والمسيّـرون والعاملون في مجموعة بيلفيو على 47% من أسهم سويس فيرست، التي كانت تقدّر قيمتها حينها بحوالي 300 مليون فرنك. ونظرا لأن سويس فيرست كان يتوفّـر على حجم كافٍ من الأسهم، فقد أمكن إنجاز عملية الاندماج بين المصرفين بدون اللجوء إلى الترفيع في رأس المال.

سويس انفو مع الوكالات

بعد الاندماج مع مصرف Am Bellevue، ارتفعت قيمة سهم مصرف سويس فيرست بشكل كبير في البورصة السويسرية، وهو ما أثار الشكوك بحصول تلاعب.
يُـشتبه في أن توماس ماتر مدير سويس فيرست قد أجرى اتصالات هاتفية مع العديد من صناديق التقاعد لإقناع المتصرفين فيها ببيع أسهمهم.
طِـبقا لما أوردته صحف سويسرية ناطقة بالألمانية، فإن صناديق التقاعد المعنية قد فرّطت (ببيعها للأسهم) في أرباح محتملة تقدّر بملايين الفرنكات.
من جهة أخرى، يُـعتقد أن قيمة أسهم مسيّـري المصرفين قد شهدت ارتفاعا بعشرات الملايين من الفرنكات.
دفع الجدل الذي أُثير حول قضية مصرف سويس فيرست وزير المالية هانس رودلف ميرتس إلى الإعلان عن رغبته في تعجيل مراجعة المادة الجنائية المتعلقة بجريمة إبرام صفقات مشبوهة في البورصة. ومن المنتظر أن يتقدّم بمقترحه في الخريف المقبل.
في الوقت الحاضر، يتمتّـع مصرف سويس فيرست بصحة جيدة، حيث تضاعفت أرباحه تقريبا في السداسي الأول من العام، ويعود الفضل أساسا إلى اندماجه مع مصرف بيلفيو.

أعلن مصرفا سويس فيرست وبيلفيو عن اندماجهما يوم 12 سبتمبر 2005.
قُـبيل الاندماج، أقدمت بعض صناديق التقاعد على بيع أسهمها في سويس فيرست إلى المدير التنفيذي للمصرف توماس ماتر.
في موفى شهر أغسطس 2005، وقبل الإعلان الرسمي عن الاندماج، شهدت التبادلات في أسهم سويس فيرست ارتفاعا كبيرا.
بعد الإعلان عن الاندماج، ارتفعت قيمة أسهم سويس فيرست بحوالي 50%.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية