مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

شكاوي متزايدة ضد شرطة زيورخ

انشغال وقلق في زيوريخ بسبب تجاوزات رجال الشرطة والسلطات تسعى الى تخفيف التوتر Keystone

تفاقمت مؤخرا الشكاوي ضد شرطة مدينة زيورخ المتهمة باعتداءات وتطاولات غريبة على القانون، ضد المدنيين بشبهات مختلفة، لا بل وبارتكاب جنايات ضد الآخرين.

من بين المظالم التي كانت هذا الأسبوع موضعا لندوة صحفية في زيوريخ لمديرة شرطة المدينة إستير ماوريرE. Maurer، هنالك قتل الشرطة أحد لصوص السيارات بعيار ناري في نوفمبر 2001، أو دهس سيارة بوليسية لرجل متقاعد توفي إثر الحادث في إبريل الماضي.

وتواجه شرطة زيوريخ، على سبيل المثال، تهمة اعتقال وضرب شاب بوسنيّ في العشرين من العمر بشبهة حوزة المخدرات، واعتقال أحد المصورين الصحفيين ومصادرة أفلامه والكاميرا في مايو الماضي، بشبهة تركيز العدسة على تصرفات رجالات الشرطة أثناء إحدى المظاهرات بالمدينة.

وتثير هذه الحوادث الكثير من القلق في بعض أوساط الرأي العام والأوساط الصحفية ليس لأنها تتكرر في أكبر المدن السويسرية وحسب، وإنما في مدن سويسرية أخرى حيث وقعت حوادث مماثلة لفتت انتباه الرأي العام لظروفها وأبعادها التعسفية.

الشرطي: ممثل للنظام أم “صديق وحارس”؟

فهذه الأوساط تخشى أن يتحول “الصديق والحارس” كما يُعرّف الشرطي عادة في سويسرا، إلى أداة قمعية ولرقيب على حرية الصحافة والإعلام، لا بل وأن يأخذ بعض رجال البوليس القانون بأيديهم لفرض الأمن والنظام على طريقتهم، لطمأنة قطاعات أخرى من الرأي العام يعتريها القلق للارتفاع المتواصل في عدد الجنايات، خاصة السرقات وعمليات السطو وخطف الحقائب اليدوية وغيرها.

وفي محاولة لطمأنة الرأي العام بزيوريخ، قررت بلدية المدينة تعيين المحامي ماركو موناM. Mona ، العضو السابق في حكومة الكانتون وسيطا رسميا، لاستقبال الشكاوى المرفوعة ضد رجال الشرطة بالمدينة، كما وعد رئيس بلدية زيوريخ بالنظر في الملفات العالقة ضد البوليس بأسرع ما يمكن، وباتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين.

لكن سلطات زيوريخ لاحظت أن المجلس البلدي قد قرر خلال نفس الجلسة هذا الأسبوع، اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتخفيف الضغوط المتصاعدة على أجهزة الشرطة من جهة ولتحسين سمعتها وصورتها من جهة أخرى.

وذكرت مديرة الشرطة إستير ماورير أن مصداقية الشرطة أصبحت موضعا للشك والريبة، لا بل وأصبحت بعض الصحف تُشكك في استقلالية جهاز العدالة في مدينة زبوريخ، مما لا يبعث على الاطمئنان الاجتماعي في البيئة الديمقراطية والقانونية.

المجتمع ينبذ العنف والعنف المضاد

وافادت مديرة شرطة زيوريخ، إنه لا مجال للصمت على هذا الوضع لأنه لا يخدم مصلحة أي من الرأي العام أو شرطة المدينة. ولمواجهة هذا الوضع سيقوم المحامي ماركو مونا بدراسة ما سيتلقى من شكاوي ضد الشرطة والتحقيق في هذه الشكاوي وتقديم التوصيات إلى الجهات المعنية في زيوريخ.

ومن المتوقع أن يقوم هذا الوسيط الرسمي بنصح المشتكين والمتظلمين بشان طرق أخرى للتعريف بقضاياهم ومشاكلهم مع الشرطة ولتسوية هذه القضايا والمشاكل، غير طريق العدالة والمحاكم.

لكن قائد شرطة زيوريخ قال، إن رجال الشرطة ليسوا بلطجية أو أفراد عصابات، وأنه يثق كل الثقة في كل عون شرطة بالمدينة. وأضاف أن العنف والاعتداءات ضد أفراد الشرطة قد تصاعدت خلال السنوات القليلة الماضية، غير ان هذا لا يعفي الشرطة من احترام القانون والحقوق المدنية في زيوريخ.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية