مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الإنتربول لحماية الأطفال!

لم تقتصر مداولات المؤتمر على ظاهرة الإستغلال الجنسي للإطفال والترويج لها على الإنترنت! Keystone

كلما ازداد مقدار العنف في الصورة، كلما ارتفع سعرها! ولأن الحديث هنا لا يتعلق بجماد بل بأطفال تبدأ أعمارهم من الثالثة، فإن الموضوع يأخذ منحى خطيرا.

لكن المؤتمر الدولي للإنتربول الذي انعقد في مدينة تون السويسرية لا يهدف إلى إصدار بيانات أو حتى قوانين في هذا الشأن. هدفه تنسيقي بحت!

لن تصدر عن هذا المؤتمر نتائج قانونية كبرى، إذ أنه أصلا لا يهدف إلى ذلك. ولعل متابعة الصحافيين لفعالياته جاءت مخيبة إلى حد ما لآمالهم. فهو لم يُصدر بيانات مفرقعة كما لم يسع إلى الإدلاء بوعود براقة، وهو لن يتمخض في كل الأحوال عن شئ يمكن قياسه بطريقة مادية محسوسة.

لكن هذا لا يقلل من قيمته. فانعقاده في الفترة ما بين 22-24 أكتوبر في مدينة تون السويسرية، ضروري ضرورة َمكافحة ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال نفسها.

“الاجتماع العشرون لمجموعة الإنتربول المتخصصة في الجرائم ضد الأطفال”، وكما يبدو واضحا من عنوانه، ليس الأول من نوعه. فقد دأبت الشرطة الدولية على عقد هذا النوع من الاجتماعات مرتين سنويا منذ عام 1993.

وبنفس النسق، اعتادت العديد من الدول المشاركة دون ضجة إعلامية في هذه اللقاءات. وإذا كان الاجتماع الأول للإنتربول قد شاركت فيه 11 دولة، فإن اجتماع هذا الشهر في سويسرا تميز بمشاركة 34 دولة، من بينها أربع دول عربية هي البحرين والجزائر والمغرب ولبنان.

وفي المعلومة فائدة!

تكمن أهمية اجتماع تون في طابعه التنسيقي. فقد أدركت الشرطة الدولية منذ عام 1989، وهو العام الذي تمت فيه المصادقة على معاهدة الأمم المتحدة لحقوق الطفل، ضرورة تكاتف الجهود الدولية لمحاربة ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال. فهذه جريمة وجناية ذات أوجه متشابكة ومتداخلة وليست مقيدة بحدود دولية. وابتكار شبكة المعلومات الإليكترونية، الإنترنت، لم يساهم إلا في زيادة تعميق هذه الصفة.

ولهذا، لم تقتصر المشاركة في فعاليات المؤتمر على خبراء الشرطة والقانون المختصين بمحاربة الظاهرة، بل انضم إليهم ممثلون عن منظمة صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة ( اليونيسف)، والمنظمة الدولية للسياحة، والهيئة الدولية للجمارك، هذا عدا عن مشاركة ممثلين عن منظمتي Child Focus و ECPAT الغير حكوميتين، واللتين تعملان في مجال محاربة الاستغلال الجنسي التجاري للأطفال، بصفتهما مراقبين.

أما الغرض من جمع كل هؤلاء المختصين في مكان واحد، فهو إتاحة الفرصة لهم لتبادل المعلومات المستجدة بتنوعها حول الظاهرة، والتعرف على أحدث الأساليب والتقنيات المتوافرة لمكافحتها. وتعددت محاور البحث الدائرة في حلقات نقاش المؤتمر بحيث شملت أيضا السياحة الجنسية، وخطف الأطفال واختفاءهم والاتجار بهم.

من هذا المنطلق، جاءت مشاركة العديد من الدول الأعضاء في منظمة الإنتربول. وكما يشرح العقيد بهيج وطفه ممثل لبنان في المؤتمر: “كُلفنا بالحضور هنا لنكون حاضرين دائما على الصعيد الدولي، ولنقف على أخر تطورات الجارية في العالم للوقوف ضد هذا النوع من الجرائم، ولمعرفة أخر التقنيات المتوفرة لدى أجهزة الإنتربول العالمية لكي نطبقها عندنا في لبنان”.

“تبادل المعلومات” قد يبدو غير ذي ثقل أو جدوى. لكن مثل هذا الانطباع سرعان ما سيزول متى ما أدركنا أن نحو مليون طفل يُجبر سنويا على تصوير مشاهد جنسية، وأن هذه التجارة تدر على العاملين فيها ما يزيد عن عشرين مليار دولار، ولأن الأمر كذلك، فإن مكافحة مثل هذه الجريمة لن تتم إلا من خلال تكاتف الجهود والتنسيق بينها.

إلهام مانع – سويس إنفو

نحو 85 خبيرا من 34 دولة شاركوا في مؤتمر الإنتربول الدولي
ناقش المؤتمر الاستغلال الجنسي للأطفال والترويج له على شبكة الإنترنت، والسياحة الجنسية، وخطف الأطفال والاتجار بهم
وفقا لتقديرات اليونسيف يُجبر مليون طفل سنويا على تصوير مشاهد جنسية
تُدر تجارة المواد الإباحية المتعلقة بالأطفال أرباحا تصل إلى عشرين مليار دولار سنويا

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية