الموسيقى الكلاسيكية تتحول إلى مُتعة شخصية في سويسرا

من "عازف بيانو داخل حاوية" إلى أداء مقطوعات طيلة الليل أمام مُستمعين ممددين على فرش وثيرة، يجري تعويد عشاق الموسيقى الكلاسيكية في سويسرا على أنماط استهلاك جديدة. 

في منتجع دافوس مثلا، قام عازف بيانو مؤخرا بأداء مقطوعة داخل حاوية زجاجية لا تتيح سوى لشخص واحد الدخول إليها للإستمتاع بالعزف الموسيقى. أما البقية، فبإمكانهم مشاهدة العازف من خارج الحاوية ولكن دون سماع شيء على الإطلاق. قد تكون هذه أصغر قاعة حفلات موسيقية في العالم، لكن هذا الحيّز الصغير يأتي في سياق تحرّك رمزي ضد توجّه متصاعد تتنافس فيه مدن عديدة بدءا بلندن ومرورا بجنيف وانتهاء بهامبورغ من أجل بناء أحدث وأفضل قاعة للحفلات والعروض الموسيقية.

الحدث الذي انتظم تحت عنوان: “مُوسيقيّ واحد – ضيفٌ واحد – عرض واحد” جاء ضمن فعاليات الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان حفلات الفنانين الشبان التي شهدت هذا العام مشاركة 80 موسيقيا واعدا من شتى أنحاء العالم تم استدعاؤهم إلى المدينة الواقعة شرق سويسرا لقضاء أسبوعين فيها مع أداء مقطوعات وتطوير شبكة علاقاتهم.

وفي نهاية الأسبوع المنقضي، أحيا ماكس ريختر، الملحن وعازف البيانو الألماني حفلا ليليا استمر ثماني ساعات قدم خلاله مجموعته الجديدة “نوم” (Sleep) في قاعة قرب مدينة زيورخ استلقى فيه الحضور على ما يُسمى بـ “أسرّة الأحلام”، فيما كان يعزف رفقة عدد من الموسيقيين. وسبق لريختر أن نظم عروضا مُماثلة في مدن أخرى من بينها لندن وبرلين ومدريد.