مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الدول العربية أمام الأمر الواقع الأمريكي

إحدى الطائرات القاذفة العملاقة من طراز ب 52 أثناء إقلاعها من قاعدة فيرفورد الجوية في ضواحي العاصمة البريطانية صبيحة الجمعة 21 مارس 2003 متجهة إلى العراق Keystone

جاءت ردود الفعل الرسمية الأولية في العالم العربي على بدء الحرب الأمريكية على العراق متشابهة إلى حد بعيد.

فقد تجنبت معظم الحكومات العربية توجيه اللوم مباشرة إلى الإدارة الأمريكية لكنها دعت إلى استئناف الجهود الديبلوماسية من أجل وقف الحرب.

جامعة الدول العربية

في القاهرة، اعتبر عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن “هذا اليوم حزين لكل العرب بأن يتعرض بلد من بلداننا لضربة عسكرية لا تبقى ولا تذر ولا تأخذ في اعتبارها المدنيين والبلد ككل”. وأضاف “إنني أشعر بالحزن والغضب بوجه هذا العدوان”.

وطالب الامين العام لجامعة الدول العربية مجلس الامن الدولي القيام بمسؤولياته باعتباره الجهاز المختص بحفظ الامن والسلم الدوليين لوقف الحرب ضد العراق على الرغم من التهميش الذي تعرض له إبان اتخاذ قرار شن الحرب على العراق” حسب تعبيره.

وأشار عمرو موسى إلى أنه سيجري مُشاورات مع وزراء خارجية الدول العربية والسفراء العرب لدى الأمم المتحدة من أجل دعوة مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لـ”بحث الإجراءات الكفيلة بوقف الحرب”.

من جانبه، صرح سعيد كمال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية بعد وقت قليل من بدء القصف الأمريكي على بغداد أن “الدور سيأتي بعد العراق على بقية الدول العربية”.

البحرين

وفي أول رد فعل عربي على الحرب، عبرت حكومة مملكة البحرين عن أملها في ان تكون الحرب التي شنتها الولايات المتحدة ضد العراق “سريعة، وأن لا تؤدي إلى سقوط ضحايا”.

وقال وزير الإعلام البحريني نبيل الحمر:”إننا ندعو من أن أجل أن لا يكون هناك ضحايا في صفوف المدنيين العراقيين ونأمل أن تنتهي الحرب بسرعة”.

وعبر الوزير عن أسفه لعدم استجابة العراق لمبادرة البحرين التي عرضت مساء الأربعاء على لسان ملكها حمد بن عيسى آل خليفة استضافة الرئيس العراقي صدام حسين “معززا مكرما” والتي وصفتها المنامة بالفرصة الأخيرة من أجل منع الحرب.

السعودية

بعد بداية الحرب بفترة وجيزة، عبر وزير الخارجية السعودي عن انشغال بلاده الشديد وأكد مجددا أن بلاده لن تشارك فيها.

وعبر الأمير سعود الفيصل في تصريح نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن الأمل في “وقف سريع للعمليات العسكرية والعودة إلى الجهود السلمية”. كما دعا إلى “الحفاظ على وحدة العراق وأمنه الداخلي وسلامته الترابية”. وأعرب عن معارضته لاحتلال عسكري لهذا البلد (طبقا لما أثير خلال الأسابيع الماضية في واشنطن)

سلطنة عُــمـان

جاء في بيان صحفي مقتضب صدر في مسقط يوم الخميس أن الحكومة العُمانية “تابعت بقلق بدء العمليات العسكرية فى العراق”. وعبرت عن الأمل في ” أن تنتهى هذه العمليات بأسرع ما يمكن وبأقل الخسائر البشرية الممكنة”. كما دعت الحكومة العُمانية إلى “الحفاظ على سيادة العراق ووحدة أراضيه”.

اليمن

في صنعاء قال ناطق رسمي باسم وزارة الخارجية إن “حكومة الجمهورية اليمنية تدعو المجتمع الدولي ومجلس الأمن العمل على إيقاف الحرب وتحمل مسئوليته في صيانة السلام في المنطقة”. وعبر الناطق بإسم الخارجية اليمنية عن “القلق البالغ إزاء التطورات المؤسفة الناجمة عن بدء الحرب التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا ضد جمهورية العراق”.

وشدد الناطق على “تمسك حكومة بلاده بالحل السلمي للأزمة العراقية عبر الأطر الشرعية” مؤكدا على أن “اللجوء إلى القوة ومحاولات المساس بسيادة العراق ووحدة أراضيه سيؤدي إلى زعزعة إستقرار المنطقة ولن يخدم مساعي إقرار السلام فيها وسيؤدي إلى تنامي حركات التطرف والإرهاب”.

مصر

أكد الرئيس المصري في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي على “ضرورة العمل من أجل وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن‏، وتجنب التوسع في العمليات العسكرية‏، حفاظا علي أرواح المواطنين من أبناء الشعب العراقي‏”.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية في مصر أن الرئيس حسني مبارك أكد للرئيس جورج بوش الإبن “أهمية احترام الولايات المتحدة لوحدة التراب العراقي‏، واحترام الإرادة الحرة للشعب العراقي‏، وأهمية الحفاظ علي تماسك النظام الدولي وآلياته”.‏

السلطة الفلسطينية

في رام الله، نددت السلطة الوطنية الفلسطينية بـ “شكل كامل بالحرب” التي أطلقتها الولايات المتحدة في العراق. وقال صائب عريقات وزير الحكم المحلي في السلطة الوطنية الفلسطينية في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية: “نحن الفلسطينيون ضد الحرب ونحن نندد بشكل كامل بهذه الحرب في الشرق الأوسط”.

وأضاف المسؤول الفلسطيني “إننا نحذر إسرائيل من أي استغلال لهذه الحرب ضد العراق من أجل شن المزيد من الهجمات ضد الشعب الفلسطيني وفي قطاع غزة من أجل تدمير السلطة الفلسطينية وعملية السلام” حسب قوله.

من جانبها أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في أعقاب اجتماع عقدته برئاسة الرئيس ياسر عرفات مساء الخميس في غزة “رفضها لاعلان الحرب على العراق، ونبهت الى عواقب على مستقبل ومصير المنطقة بأسرها” .

وحذرت اللجنة التنفيذية “من استغلال اسرائيل لهذه الحرب للمضي في مسلسل جرائم الحرب التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني وارضه ومقدساته وقيادته الوطنية” مثلما جاء في نص البيان الصادر عن الإجتماع.

سوريا

في أول رد فعل رسمي على اندلاع الحرب ضد العراق، عبر وزير الخارجية السوري فاروق الشرع خلال اتصال هاتفي تلقاه في نيويورك من وزيرة الخارجية الاسبانية عن “بالغ القلق لبدء العمليات العسكرية في العراق بالرغم من معارضة غالبية المجتمع الدولي للخيار العسكري” حسبما أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.‏

من جهتها اتهمت الإذاعة الرسمية الولايات المتحدة بالسعي إلى فرض “هيمنتها على العالم أجمع”.

لبنان

وفي لبنان، وصف الرئيس العماد إميل لحود إطلاق الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على العراق بدون تفويض من الأمم المتحدة بـ “العدوان” ودعا معسكر السلام إلى التحرك بسرعة لوقف ما أسماه “انزلاقا خطيرا سيؤدي إلى خسائر بشرية ومادية فادحة”. ودعا إلى إنقاذ الأمم المتحدة من المحاولات الرامية إلى إضعافها وشل حركتها.

الأردن

في عـمّان أكد وزير الاعلام الدكتور محمد العدوان “أسف الاردن لفشل كافة الجهود الدبلوماسية لايجاد حل سلمي للازمة العراقية وفي اطار الامم المتحدة” .
وأضاف: “نحن قلقون جدا من تدهور الاوضاع في الوقت الحاضر وعلى تداعيات هذه الحرب على الشعب العراقي الشقيق وعلى معاناته.” وأضاف أن “الاوضاع صعبة وحرجة ولا تدعو الى التفاوءل الكثير”.

وأشار إلى أن الحكومة ألردنية “تعمل بالتنسيق الان مع الاشقاء ومع الكثير من الاطراف في المجتمع الدولي للخروج من هذا المأزق بحل سلمي سريع وتجنيب المنطقة والعراق هذه الكارثة كي لا يعاني شعب العراق والمنطقة من تداعياتها”

تونس

عبر الرئيس زين العابدين بن علي في خطاب ألقاه في ذكرى استقلال بلاده عن “عميق الأسف لاندلاع الحرب على العراق، وشديد الإنشغال لما ستخلفه من عواقب وخيمة وأضرار جسيمة على الشعب العراقي الشقيق وعلى منطقة الشرق الأوسط بأسرها”.

ودعا الرئيس التونسي جميع الأطراف الدولية إلى وضع حد للحرب في العراق واللجوء مجددا إلى الوسائل السلمية لحل هذه الأزمة.

الجزائر

عبر عبد العزيز بلخادم وزير الخارجية الجزائري عن “الأسف لأن اللجوء إلى القوة أخذ مكان عملية السلام وتجاوز القرار 1441 الصادر عن مجلس الأمن الدولي”.

وقال في تصريحات بثتها الإذاعة الرسمية:”إن الجزائر تتابع بقلق وانشغال شديدين اندلاع الحرب في العراق”، داعيا في نفس الوقت إلى “مواصلة بذل الجهود من أجل التخفيف من آثارها على الرغم من تضاؤل الآمال بإمكانية إقناع الولايات المتحدة وبريطانيا بوقف الحرب”.

المغرب الأقصى

وفي الرباط، قال السيد نبيل بنعبد الله وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية إن المغرب يشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء اللجوء إلى خيار القوة لحل الازمة العراقية. وأكد أن المغرب “لن يتوانى في الوقوف إلى جانبه للتخفيف من مأساته ومعاناته والدفاع عن وحدة العراق وسلامته واختياراته”. وأضاف بأن العاهل المغربي يشدد باستمرار على أهمية وضرورة احترام استقلال العراق ووحدته الترابية وسلامته الاقليمية.

ليبيا

في ليبيا، نددت وكالة الأنباء الرسمية (جانا) بالحرب واصفة إياها بـ “التحدي الصارخ للمجموعة الدولية” وبـ “الإنتهاك لجميع القرارات الأممية المتعلقة بالعراق”.

سويس إنفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية