مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الرئيس الجديد للخُـضر مُـصمِّـم على البقاء في اليسار

أولي لوينبرغر خلال مؤتمر للخضر في كانتون جنيف يوم 19 أبريل 2008 Keystone

بدون مفاجأة، انتُخب النائب البرلماني أولي لوينبرغر بعد ظهر يوم السبت 26 أبريل الجاري رئيسا لحزب الخُـضر السويسري.

وتتلخّـص أهداف الرئيس الجديد في العمل على استمرار نُـمُـوّ الحزب، بالمراهنة على مِـحوَري الاهتمام الرئيسيين له، وهما الدفاع عن البيئة والعدالة الاجتماعية.

في موفى شهر فبراير الماضي، قرّر المكتب السياسي للخُـضر السويسريين الاقتصار على ترشيح شخص واحد لشغل المنصب، وهو النائب البرلماني أولي لوينبرغر. وقد أكد الحزب ذلك القرار بانتخابه السيد لوينبرغر رئيسا له بعد ظهر السبت 26 أبريل الجاري في جمعية عقدها بإيفيردون – لي – بان (كانتون فو).

وعلى الرغم من أن البعض طرح فِـكرة رئاسة ثنائية للحزب، إلا أنها استُـبعِـدت بسرعة، لأن أولي لوينبرغر يفضِّـل أن يكون الربّـان الوحيد للسفينة الخضراء.

سويس انفو: لماذا لم تكُـن متحمِّـسا لفكرة رئاسة مشتركة؟

أولي لوينبرغر: على مدى سنواته الخمس والعشرين من الوجود، لم يعمل الحزب إلا سنتين بقيادة رئيسين في وقت واحد، وهما الثنائي باتريس مونيي وروت غينير، وقد اعتبرت هذه الأخيرة أن التجربة لم تكُـن جيِّـدة جدا.

إنه من العسير جدا تسيير منظمة بهذه الطريقة على المستوى الوطني، كما أنه لا يوجد في سويسرا أية منظمة (أو هيئة) مهمّـة يترأسها شخصان في نفس الوقت.

سويس انفو: في الأشهر الأخيرة، لامست قضية حماية البيئة الجمهور الواسع. هل تعتقدون أن هذا يمنحكم أيضا هامشا كبيرا لمزيد النمُـو،ّ خصوصا بعد النتيجة الجيِّـدة جدا (حوالي 10% من الأصوات في الانتخابات الأخيرة)؟

أولي لوينبرغر: هناك الكثير من الأوساط التي تتحدّث عن حماية البيئة، لكن الأمر يتعلّـق الآن بتمرير مشاريع محدّدة، وهذا هو الأمر الأكثر صعوبة. هناك إذن الكثير من الأشياء التي يجب القيام بها، وهنا، تُـظهِـر عدّة تحقيقات أن أغلبية السكان تعتبر أن الخُـضر لهم دور مهمّ يلعبونه في هذا المجال.

بصفتي رئيسا، أريد أن أتصرّف بشكل يحُـول دون تراجع الحزب ويؤدّي إلى تقدّمه على جميع المستويات: في البلديات والكانتونات وعلى المستوى الفدرالي في غضون أربعة أعوام.

سويس انفو: هناك حزب آخر يتحدّث بكثرة عن البيئة أيضا ويتقدّم، وهم الخُـضر الليبراليون. كيف تنظرون إلى العلاقات مع هذه الحركة المُـتموقِـعة على اليمين؟

أولي لوينبرغر: يُـمكِـننا بلا شك عقد تحالفات مع الخُـضر الليبراليين فيما يتعلّـق بالبيئة، لكنهم لا يُـطبِّـقون، مع الأسف، نظريات التنمية المستديمة، التي تشمل ثلاثة محاور وهي: البيئة والساحة الاجتماعية والاقتصاد.

إن تنمية تتّـسم بأكبر قدر ممكِـن من الانسجام في مجتمعنا، تشكِّـل على سبيل المثال، جزءً من هذه التنمية المستديمة، لكننا نلاحظ أن الخُـضر الليبراليين لديهم، في معظم الحالات، وجهة نظر مختلفة جدا عنّـا فيما يتعلّـق بالمسائل الاجتماعية.

سويس انفو: بتعبير آخر، لا زلتم حِـزبا مُـصِـرا على البقاء في اليسار؟

أولي لوينبرغر: نحن نظل حزبا متمسِّـكا بصفة الخُـضر، وهو ما يعني أنه يجب علينا الدفاع عن البيئة وعن الكائنات البشرية في نفس الوقت. وإذا ما كنا نريد القيام بهذا، فنحن نتموقع، تقليديا، على يسار الخارطة السياسية.

سويس انفو: إذا استثنينا الدفاع عن البيئة، ما هي المحاور الكبرى الأخرى لسياستكم؟

أولي لوينبرغر: على عكس ما قيل عن الخُـضر قبل بضعة أعوام، لسنا حزبا يقتصر اهتمامه على قضية واحدة. إن دراسة لبرنامجنا تكشِـف أن لدينا مواقف حول مُـجمل القضايا والمشاكل المتعلِـقة بكوكبنا وبلادنا.

إنه من الواضح، بالنسبة لنا، أن البيئة والتماسك الاجتماعي والانسجام الوطني، تُـعتبر قضايا مهمّـة جدا. وعندما نتحدّث عن التماسك الاجتماعي، فإننا نعني بلا شك تأميناتنا الاجتماعية، وعندما نتطرق إلى الانسجام الوطني، فإننا نعني مكافحة الإقصاء ومناهضة العنصرية أو معارضة تهميش المناطق الداخلية (البعيدة عن المراكز الحضرية الرئيسية).

هناك أشياء كثيرة جدا يجب القيام بها، للحيلولة دون أن يتشظّـى بلدنا المتعدّد الثقافات واللغات شيئا فشيئا…

سويس انفو – أوليفيي بوشار

(ترجمه من الفرنسية وعالجه كمال الضيف)

ولِـد يوم 26 مارس 1952 في كانتون برن.

بعد أن مارس العديد من المِـهن (ساعي فندق، طباخ…)، أكمل تكوينه في مجال العمل الاجتماعي.

إثر ذلك، شغِـل عدة مناصب ذات مسؤولية في المجال الاجتماعي. وفي عام 1996، أنشأ الجامعة الشعبية الألبانية وأشرف على إدارتها إلى عام 2002.

انضمّ إلى حزب الخُُـضر السويسري في عام 1988، وبعد مروره بالهيئة التشريعية والتنفيذية لمدينة جنيف، انتُـخب في عام 2001 عضوا في البرلمان المحلي للكانتون. ومنذ 1 يونيو 2003، أصبح عضوا في مجلس النواب الفدرالي.

في سويسرا، تأسست أول شُـعبة للخُـضر في عام 1971 في كانتون نوشاتيل لمكافحة مشروع يرمي إلى تشييد طريق سريعة.

إثر ذلك، تمكّـن الخُـضر في عام 1979 من الدخول للمرة الأولى إلى البرلمان الفدرالي.

في عام 1983، اتّـحدت العديد من المجموعات ضمن فدرالية الأحزاب المدافعة عن البيئة السويسرية.

في السنوات الأخيرة، نجح الخُـضر في الدخول إلى العديد من الحكومات المحلية في الكانتونات.

وعلى المستوى الوطني، يشكِّـلون الآن خامس حزب لجهة الأهمية، لكنهم لا زالوا غير ممثَّـلين في الحكومة الفدرالية.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية