مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الرفض السويسرى لبادرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كان متوقعا

الصحف الدولية إعتبرت نتائج التصويت متوقعة لكن نسبة الرفض المرتفعة أثارت إستغرابها swissinfo.ch

أثارت نتائج التصويت السويسري ليوم 4 مارس 2001 إهتماما كبيرا في الصحف الدولية. وتركزت تغطية تلك الصحف أساسا على الرفض السويسري للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي الذي جاء مؤكدا للتوقعات الدولية.

“بادرة صدٍ سويسرية جديدة للاتحاد الأوروبي”، بهذا العنوان تناولت صحيفة الانديبندنت البريطانية تصويت الأمس. فالملفت، تقول الصحيفة، أن الناخبين السويسريين لم ُيطلب منهم التصويت على عضوية الاتحاد، فلهذا حديث شائك أخر. بل طلب منهم الموافقة على مجرد البدء في مباحثات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن هذا كان اكثر مما في مستطاع الشعب السويسري القبول به.

ولا تجد الصحيفة في هذا الرفض أمرا مستغربا، فالشعب السويسري رأى وبوضوح انه ليست هناك حاجة فعلية لانضمام سويسرا إلى الاتحاد. فالاقتصاد السويسري يعيش ازدهارا كبيرا، ومشاكل البطالة والتضخم تبدو أمورا بعيدة تخرج عن إطار الواقع المعاش في الكنفدرالية. لا بل إن انضمام سويسرا إلى الاتحاد سيشكل عبئا ماليا على كاهلها هي. فنتيجة لغنى هذه الدولة، تقول الصحيفة، ستضطر في حال انضمامها إلى الاتحاد إلى تحمل القسط الأكبر من المساهمات المالية الأوروبية، والضريبة على القيمة المضافة، التي تصل الآن إلى 7.5 %، ستتضاعف لتتلاءم مع معايير الاتحاد.

صحيفة الانترناشيونال هيرالد تريبيون الأمريكية اعتبرت أيضا الازدهار الاقتصادي الباعث الأساسي وراء نتيجة التصويت، لكنها لفتت إلى موقف الحكومة السويسرية التي اعتبرت أن إجراء الاستفتاء في هذا التوقيت بالذات كان بمثابة “طرح السؤال الخاطئ في توقيت خاطئ”، خاصة وأنه تزامن مع ردة فعل شعبية غاضبة تجاه الضغوط الأوروبية لإلغاء نظام السرية المصرفي المتبع وإصدار لجنة برلمانية فرنسية قبل أسابيع قليلة تقريرا حادا اتهم فيه سويسرا بتخاذلها في مواجهة عمليات غسيل الأموال ذات المصادر المشبوهة.

أما صحيفة بيرلينر تاغزشبيغل الألمانية فقد عقبت على تفاؤل الحكومة السويسرية في إمكانية الانضمام إلى الاتحاد رغم الرفض الشعبي للبادرة. إذ شددت الحكومة على أن الرفض، وفقا لتصريحاتها الرسمية الأخيرة، لم يعنى معارضة الشعب السويسري للانضمام إلى الاتحاد بل كان رفضا لمبدأ الدخول في مفاوضات فورية حول هذا الشأن. هذا التفاؤل، تقول الصحيفة، يبدو بلا مصداقية في وجه نتيجة التصويت الواضحة والقوية والتي زادت عن 76%.

ولم تخرج صحيفة لوموند الفرنسية عن هذا الرأي معتبرة نتائج الأمس هزيمة ساحقة لمؤيدي الاتحاد الأوروبي. لكنها حذرت من أن نسبة التصويت الكاسحة تلك سيكون لها انعكاسات سلبية على المحاولات الجارية للتقارب بين سويسرا والاتحاد الأوروبي.

وغمزت صحيفة أوستررايخ ستاندرد النمساوية بنقدٍ غير مباشر، عندما فسرت نتائج الاستفتاء دليلا على رغبة السويسريين، الذين وافقوا في تصويت سابق على الاتفاقيات الثنائية بين بروكسل وبرن، رغبتهم في الاستفادة من الامتيازات التجارية التي توفرها السوق الأوروبية المشتركة، ورغبتهم في الآن ذاته في الحفاظ على استقلاليتهم والابتعاد عن عضوية المجموعة.

أخيرا، اختلفت صحيفة شتوتغارتر الألمانية عن الصحف الأوروبية الأخرى عندما عبّرت عن موقف متمهل حذر، “فالسويسريون مدركون بالطبع بعدم إمكانية استمرار بلادهم في لعب دور خزينة المال الأوروبية، لكنهم على ذلك لن يتعجلوا في اتخاذ القرار عندما يتعلق الأمر بشأن مصيري خطير كهذا”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية