مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السويسريون بالخارج مقبلون على عهد إفتراضي جديد

بفضل نادي SwissCommunity الأفتراضي سيصبح بإمكان هذه السيدة المتصلة بشبكة الغنترنت من على ضفاف بحيرة زيورخ تبادل المعلومات ووجهات النظر مع أبناء بلدها من السويسريين المقيمين بالخارج. Keystone

تبدو سويسرا الخامسة على أبواب ثورة افتراضية. فمع اطلاق شبكة "المجموعة السويسرية" SwissCommunity الالكترونية ابتداء من 21 أغسطس الجاري سيصبح بإمكان 700.000 سويسري موزعين على البلدان المختلفة التخاطب والتواصل والتعاون، والإلتقاء من اجل تعزيز علاقتهم مع بلدهم الأم في أي وقت وحيثما كانوا.

وإذا كان الصينيون يعتبرون رقم 8 جالبا للحظ، فإنه بإمكان السويسريين بالخارج اعتبار المؤتمر الثماني والثمانين لمنظمتهم بشرى خير. وسيشهد يوم السبت 21 أغسطس 2010 الإعلان الرسمي عن افتتاح هذا النادي الإفتراضي.

يعد نادي SwissCommunity الذي وضعت تصوره منظمة السويسريين بالخارج، وأنشأته ثم تستمر في الإشراف عليه ثمرة سنتيْن من العمل المكثف، ومن التحليل المعمّق للسوق، وهو ما تطلب الكثير من المهنية، ورافقه حماس فياض.

و يمثل هذا الجهد بالنسبة لأريان روشتيلي، المسؤولة عن هذا المشروع الكبير: ” إستثمارا للمستقبل”. ومن الآن فصاعدا أصبح بإمكان منظمة السويسريين بالخارج تجميع عدد لا حصر له من المهاجرين السويسريين، ولن تكون عملية التواصل في اتجاه واحد، لأن هذه الشبكة سوف تسمح بإرساء حوار مباشر بين جميع الأطراف”.

وتضيف روشتيلي، مسؤولة الاتصال بمنظمة السويسريين بالخارج: “المولود الجديد الذي سوف يعلن عليه في سانت-غالن، لن يكون سوى البداية لمغامرة غير مسبوقة”، تقول ذلك بثقة كبيرة نظرا للمشاركة الواسعة التي سجلت خلال المرحلة التجريبية التي سبقت الإعلان الرسمي عنه.
لقد كشفت ردود فعل المشاركين أن هذه الشبكة على حد قول روشتيلي: “تلبي حاجة حقيقية للسويسريين بالخارج”.

وتؤكد مسؤولة الإتصال بمنظمة السويسريين بالخارج وجود “إرادة ورغبة لدى هذه الفئة للتواصل وتنشيط العلاقة بين أفرادها، وإستعداد تام لخدمة بلادهم، كما يحرصون بالقدر نفسه على اهتمام سويسرا بهم”.

وتستطيع شبكة SwissCommunity توفير العديد من الخدمات كالحفاظ على التواصل مع العائلة ومع الأصدقاء في الداخل، ومع الكانتون الذي ينتمي إليه المهاجر، فضلا عن متابعة أخبار سويسرا. ومن مزايا هذه الشبكة انها تتيح لكل فرد تخصيص الوقت الذي يريد لها ومتى يريد”.

لقد صمّم هذا الموقع، ودائما بحسب روشتيلي، على شاكلة ناد حصري قادر على تلبية جميع المتطلبات الخاصة بالسويسريين في الشتات. وبحسب هذه الأخيرة لا تحظى أي جالية أخرى في الخارج حاليا بمثل هذه الخدمة المتكاملة.

خدمة يسيرة ومهمة سياسيا

يحتوي هذا الموقع على فضاءات متاحة للجميع وأخرى مخصصة للأعضاء. وهؤلاء الأخيرين بإمكانهم التواصل وتبادل معطيات عملية عبر فضاء ” mon réseau “.

الفكرة من وراء ذلك تشجيع النقاش والحوار بكل حرية. لكن توجد مع ذلك بعض القواعد التي لابد من مراعاتها، كعدم إستخدام عبارات عنصرية، او معاداة المثليين جنسيا، آوعدم اللجوء إلى العبارات العنيفة، او الدعاية الدينية والسياسية. هذه القواعد لابد من الموافقة عليها والقبول بها عند اوّل ولوج للموقع، وقد يؤدي انتهاك تلك القواعد إلى إقصاء المعني بالأمر. وتنوي منظمة السويسريين بالخارج البقاء حذرة والتدخل عند حدوث أي انتهاك في هذا المستوى.

ودائما على مستوى تيسير التواصل، توفر هذه الشبكة العناوين والبيانات الضرورية المتعلقة بالنوادي السويسرية في العالم. وبإمكان هذه الأخيرة الإعلان عن تظاهراتها على أجندة SwissCommunity، وهكذا التعريف بها على نطاق واسع لدى السويسريين بالخارج.

على المستوى العملي دائما، يوفر موقع SwissCommunity ركنا خاصا بعناوين سفارات سويسرا وقنصلياتها في العالم أجمع. ونجد في ركن “إكتشف سويسرا”، معلومات متنوعة حول الكنفدرالية والكانتونات المكوّنة لها، وهذه الأخيرة يتاح لها أن تعرف بمزاياها السياسية والاقتصادية والسياحية.

أما قسم “الأخبار”، فيتشكل من مقالات منشورة بالصحف أو على موقع swissinfo.ch، أو منشورة بدورية Revue Suisse التي تشرف عليها منظمة السويسريين بالخارج. هذا القسم يسهّل على المهاجرين متابعة الوضع السياسي والانخراط في العمل العام. ويراهن القائمون على هذا الركن أن يسمح للسويسريين في الشتات بمتابعة النشاط الذي تقوم به منظمتهم، وكذلك الإحاطة بالمستجدات في الكنفدرالية وفي الكانتونات المختلفة.

من ناحية أخرى، يمثّل الفضاء الإفتراضي SwissCommunity أداة فعالية لتعزيز إشعاع السويسريين بالخارج والتأكيد على أهمية الدور الذي يضطلعون به “كسفراء” لسويسرا في البلدان التي يقيمون بها. كما تيسرهذه القناة عملية التعبئة الشاملة للمهاجرين السويسريين بشكل منسق وسريع: إذا نجح المعنيون بالأمر في استثمار هذه الأداة، فإنهم سيضاعفون من وزنهم وحضورهم السياسي. عندئذ سوف تبدو هذه الفئة من الشعب السويسري بمثابة المجموعة الواحدة لا تفصل بينها حدود، وتتمتع بفرص كبيرة.

الحفاظ على التوازن والإتصاف بالمرونة

تحذّر أريان روشتيلي، المسؤولة عن هذا المشروع من أن هذا التنوع في الوظائف يقتضي إيجاد توازن بينها حتى لا تتحوّل هذه الشبكة إلى أداة للدعاية السياسية. فلابد من فصل منهجي بين هذه الوظائف، ولابد من منع أي انحراف في هذا المستوى.

ومن ذلك لابد ان يكون واضحا للعيان، تضيف روشتليني أن “فضاء SwissCommunity هو أداة للاقتراب من السويسريين في المهجر، ولتوعيتهم وتحسيسهم، وهو اداة بحوزة منظمة السويسريين بالخارج، وليس ملكا لأي مؤسسة أو حزب آخر”، وهي تحذّر بذلك من أي انحراف في توظيف هذه الشبكة.

لا شك أنه ستُفتح منتديات لمناقشة القضايا السياسية، لكنها سوف تخضع لإشراف ولإدارة محكمة، وهي مهمة سوف توكل لشبكة swissinfo.ch والتي هي شريك إلى جانب هيئة السياحة السويسرية في فضاء SwissCommunity. وحتى هذه اللحظة هذا الموقع ينشر مواد بثلاث لغات هي الألمانية والفرنسية، والإنجليزية، فالأوليان لغتان وطنيتان، والثالثة، اللغة الغالبة على شبكة الإنترنت”.

وصمّم هذا الموقع بطريقة تجعله قابلا للتغيّر بإستمرار، وتقول روشتليني، المسؤولة المشرفة عليه: “سوف ننظم بإستمرار إستفتاءات للتعرّف عما يأمله السويسريون بالخارج من هذا الموقع الإلكتروني، وسوف نكيّفه وفق تطلعاتهم”.

يوفر هذا الفضاء الافتراضي خدمات كثيرة لصالح السويسريين بالخارج، وقد وضعته المنظمة الممثلة لهم على ذمتهم ، آملة ان يقبلوا عليه، وأن يستفيدوا من الفرص التي يوفرها.

سونيا فينازّي – swissinfo.ch

(ترجمه من الفرنسية وعالجه عبد الحفيظ العبدلي)

الموقع الإكتروني “SwissCommunity” هو شبكة إفتراضية مجانية أنشاتها منظمة السويسريين بالخارج للإستجابة للإحتياجات الخاصة بالسويسريين المقيمين في بلدان أخرى، وذلك بتشجيعهم على التواصل في ما بينهم، ومع بلدهم الأصلي.

وهكذا تتحول “سويسرا الخامسة” إلى مجموعة كونية لا تعترف مكوّناتها بأي حدود فاصلة بينها”.

وتتوجه هذه الخدمة إلى السويسريين بالخارج، وتعنى بكل ما يتصل بماضي وحاضر ومستقبل هذه الفئة. ولهذا السبب بإمكان آباء السويسريين المهاجرين ، حتى وإن كانوا مقيمين في سويسرا، التسجيل في عضوية هذا النادي الإفتراضي.

للقيام بذلك، يتطلب الأمر الإدلاء بالعديد من المعطيات الشخصية بما يسمح للجهة القائمة على الموقع التثبت من هوية طالب العضوية، ولمنع ذلك على غير مستحقيه. كذلك من الواجب إعلان الموافقة على الشروط الداعية إلى احترام النظم والقواعد المنظمة لهذه المجموعة، وأي انتهاك لهذه القواعد قد يتسبب في إقصاء مباشر للشخص.

من جهتها، تعد منظمة السويسريين بالخارج الأعضاء المسجلين في هذا النادي الافتراضي باحترام خصوصياتهم الشخصية.

فالمعطيات الشخصية المتعلقة بالأعضاء تحفظ ولا يكشف عنها. وللتأكد من ذلك تستفيد المنظمة صاحبة الموقع من خدمة أحد الخبراء القانونيين في الشبكات الإلكترونية.

اما الشركاء الإستراتيجيين لمنظمة السويسريين بالخارج فهي حاليا وكالة الإنترنت والتصميم MEDIAparcx التي صممت الموقع، والهيئة السويسرية للسياحة، التي تضع محتوياتها في متناول الموقع، بالإضافة إلى swissinfo.ch التي توفّر بدورها مقالات ومعلومات.

يعيش أكثر من 600.000 سويسري في بلدان أجنبية، وينزح من سويسرا كل سنة 25.000 سويسري إضافي.

تقيم غالبية السويسريين في الخارج في بلدان أوروبية

يلزم الدستور الفدرالي الحكومة بتعزيز العلاقة بين سويسرا ومواطنيها بالخارج .

تمثل منظمة السويسريين المقيمين بالخارج، التي تأسست سنة 1916 بأشكال مختلفة، مصالح ما نسميه “سويسرا الخامسة”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية