مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“إسرائيل توسع أعمالها القتالية ضدّ إيران”

رجال بالقرب من مبنى مهدم
محققون من المخابرات العسكرية اللبنانية يتفقدون موقع الهجوم المزعوم الذي نفذته طائرتان إسرائيليتان في الضاحية الجنوبية لبيروت في لبنان، في 25 أغسطس 2019. طبقاً للقوات المسلحة اللبنانية، انتهكت الطائرتان الأجواء اللبنانية فوق المنطقة، مضيفة أن واحدة قد سقطت، بينما انفجرت الثانية وتسببتا في أضرار مادية. وقال المكتب الإعلامي لحزب الله إن الطائرة بدون طيار تسببت في أضرار لمركزه الإعلامي، وذلك بعد ساعات من شن إسرائيل غارات مماثلة على مواقع في ضواحي دمشق في سوريا. Keystone / Nabil Mounzer

في الوقت الذي غابت فيه الشؤون العربية عن أنظار الصحف الناطقة بالفرنسية، اهتمت الصحف السويسرية الصادرة بالألمانية بالتوتر الحاصل بين إسرائيل وإيران ومسرحه الساحتيْن العراقية والسورية، الناتج بحسب هذه الصحف عن خوف إسرائيل من هجمات قادمة من لبنان وسوريا، وعن محاولتها الحدّ من ازدياد الوجود الإيراني على الأراضي السورية. هذا التوتر يظهر للعيان من خلال الهجمات الإسرائيلية على أهداف لإيران وحزب الله بالقرب من العاصمة السورية دمشق، على سبيل المثال في ليلة الأحد 25 أغسطس الجاري:

صحيفة تاغيس أنتسايغير ليوم الاثنين 26 أغسطس تناولت تلك التطورات في المنطقة بتحليل لمراسلتها في تل أبيب ألكسندرا فوديرل-شميد، التي أضافت لخبر الهجوم الإسرائيلي على مواقع لإيران في سوريا، تحليلاً لأخر التطورات هناك. فبحسب الصحفية، استهدفت إسرائيل الأراضي السورية خلال السنتين الماضيتين أكثر من مائة مرة، بهجمات لا يعلن عنها عادة، ولكن هذه المرة أعلن عنها الجيش الإسرائيلي وقال بأنّ سببها كان منع هجوم على أراضيه كانت كتائب القدس من الحرس الثوري الإيراني تخطط لها باستخدام طائرات بلا طيار محملة بالمتفجرات، تنفجر بمجرد ملامستها للهدف.

كما نقلت الصحيفة تعليق رئيس الوزراء الإسرائيلي على تلك الهجمات، الذي يرى بأنّها “عملية واسعة النطاق”، وأضاف بأنّ “إيران لا تتمتع بالحصانة. إذا همّ أحدهم لقتلك، أقتله أولاً”. أمّا القائد العسكري محسن رزاي فقد نفى وقوع أيّ خسائر بالأرواح أو مادية في هجمات يوم السبت، وأضاف مهدّداً بأنّ “المدافعين عن سوريا والعراق سوف يردون قريباً”. ولكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أكّد على “وقوع خمسة ضحايا، قتيل بين صفوف الميليشيات الإيرانية واثنان من مقاتلي حزب الله اللبناني”. كما نقلت الصحيفة عن متحدث من الحزب خبر وقوع طائرتان بدون طيار على الأراضي اللبنانية، ما لم تعلق عليه الجهات الرسمية الإسرائيلية، وما وصفه سعد الحريري “بالعنف” ضد سيادة لبنان.

“إسرائيل توسع أعمالها القتالية ضدّ إيران”

صحيفة نويه تسورخير تسايتونغ ليوم الثلاثاء 27 أغسطسرابط خارجي اهتمت هي أيضاً بالهجمات الإسرائيلية حديثة العهد على الأراضي السورية واللبنانية بل وأضافت العراق إلى القائمة، حيث تتحدث مراسلتها إنغى روغ عن هجمات ضد إيران طالت سوريا ولبنان والعراق.

ولكن في بداية مقالها تطرقت الصحفية إلى آخر خطابات الرئيس الإيراني حسن روحاني، التي ذكر فيها استراتيجيته الجديدة، وقاعدتها “مفاوضات من ناحة ومقاومة من ناحة أخرى”، فهو يريد بالنهاية استخدام كل السبل المتاحة من أجل حماية مصالح بلده، وتضيف الصحفية بأنّ ما يصفه روحاني “بالمقاومة” تعتبره كل من إسرائيل ودول الخليج العربي تهديداً لسلامتها. ومن أجل الحد من خطر إيران ولتجنب أي اعتداء على أراضيها من قبل أتباع إيران وعدت إسرائيل أن توظف كل طاقاتها. وذلك بالفعل ما تفعله منذ سنوات عبر استهداف مواقع تابعة لإيران في سوريا وهذا ما كثفته وتوسعت به خصوصاً في الأيام الأخيرة ليشمل أهدافاً في كل من لبنان والعراق أيضاً، كما جاء في الصحيفة.  

بحسب وسائل إعلام لبنانية، قامت طائرتان بدون طيار بمهاجمة نقطة حماية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في البقاع، وذلك في ليلة الاثنين 26 أغسطس، ولم يؤد ذلك إلى أي خسائر. كما صرح الرئيس اللبناني ميشيل عون بأنّ هذه الهجوم هو بمثابة “إعلان حرب” وذكّر بحق لبنان في الدفاع عن نفسها. كما تطرقت الصحيفة إلى هجمات حدثت قبل ساعات من هجمات البقاع استهدفت طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، وردّاً عليه هدّد حسن نصر الله أمين حزب الله بالثأر، قائلاً “يجب على الجيش الإسرائيلي أن يكون جاهزاً”، ذلك في خطاب له بُثّ على التلفاز. تقول الصحفية روغ عن هذا الهجوم بأنّه سيكون الأول من نوعه منذ الحرب ضد حزب الله في سنة 2006، في حال تمّ تأكيده، “وفي حال نفذ مقاتلو حزب الله تهديداتهم سيكون ذلك مؤشراً إلى حرب جديدة في المنطقة”.

وتضيف روغ، أنّ الهجمات الإسرائيلية في المنطقة الأسبوع الماضي، التي شملت أيضاً سوريا والعراق هي دليل على الجدية التي تتعامل بها إسرائيل مع التهديد الإيراني، فهي تدعي بأنها من خلال هذه الهجمات قد تفادت هجوماً وتفجيرات كانت ستنفذ في إسرائيل باستخدام طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات، كانت متواجدة في قاعدة للحرس الثوري الإيراني في سوريا. وكذلك في العراق تمّ قصف قوات شيعية مما أدى إلى مقتل مقاتلين من حزب الله العراقي، الذي يتهم إسرائيل بالقيام بالعملية الخامسة من نوعها في العراق منذ شهر يوليو، بحسب الصحيفة.

أمّا إسرائيل فهي لم تؤكد من هذه الهجماتها سوى هجومها على الأراضي السورية، إلا أنّ الصحفية ترى أنّ مواقع هذه الهجمات تتناسب مع الممر الذي يصل إيران بإسرائيل والذي تسعى الأخيرة بكل السبل لقطعه ولكن إلى الآن وعلى الرغم من الهجمات الكثيرة، لم يتم قطعه. وتتطرق روغ إلى تداعيات هذه الهجمات على العراق أيضاً، حيث ترى بأنّ تلك الأحداث تؤدي إلى اهتزاز التوازن في الحكومة العراقية التي تضم مجموعة مؤثرة ممن يقفون في صف إيران وممن أطلقوا على تلك الهجمات وصف “إعلان حرب”، وطالبوا في نفس الوقت بانسحاب القوات الأمريكية من العراق. وتنقل روغ قول الخبير السياسي الألماني الإيراني بأنّ إيران تكون بذلك بينت موقفها بوضوح “وأنّ العراق مهددة الآن أكثر من ذي قبل ليصبح مسرحاً للنزاع الإيراني الأمريكي”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية