مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الظرف غير ملائم … لكن لا مجال للجمود!

جلالة الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا العبد الله في منتدى الغرفة التجارية العربية السويسرية صبيحة الخميس 3 أكتوبر 2002 Keystone

بدعوة من الغرفة العربية السويسرية للتجارة والصناعة، حل العاهل الأردني والملكة رانيا بجنيف لحضور ملتقى حول فرص الإستثمار في الاردن.

وفيما ركز الملك عبد الله الثاني على اقناع رجال المال والاعمال، تولى وزير خارجيته مروان المعشر مهمة الرد على تساؤلات وسائل الإعلام.

عندما قررت الغرفة العربية السويسرية للتجارة والصناعة تنظيم ملتقى حول فرص الاستثمار في المملكة الأردنية، لم يكن أحد يتوقع أن يعقد في ظروف تتميز بقرع طبول الحرب حول العراق وتجري فيه الاستعدادات الأمريكية المعلنة والخفية لتوجيه ضربة للنظام العراقي.

لذلك لم يفت العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في حديثه يوم الخميس امام رجال المال والأعمال في جنيف الاعتراف بأن “الوقت ليس من أنسب الأوقات في الشرق الأوسط” للحديث عن فرص الاستثمار وتحديات التنمية في المنطقة.

لكنه أضاف بأن الأردن قد اختار عدم استغلال الظروف الأقليمية لتبرير الجمود. ويرى أن تحقيق بلاده في العام الماضي لنسبة نمو بحدود 4،1 في المائة وأكثر من 4،9 في المائة خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام “خير دليل على أننا في الطريق السليم”.

ولإقناع رجال المال والأعمال الذين توافدوا لحضور الإجتماع ليس فقط من سويسرا بل من كل أرجاء أوروبا، تحدث العاهل الأردني عن فرص الاستثمار والتسهيلات المقدمة والإصلاحات الإدارية والمالية المنجزة والمرتقبة.

كما تطرق إلى اكبر مشروع سينجز في منطقة الشرق الأوسط بمشاركة عدة دول والمتمثل في مدّ انبوب الغاز المصري الذي سيعبر صحراء سيناء في اتجاه خليج العقبة. وعـبّـر الملك عبد الله الثاني عن الأمل في أن “يمدد المشروع إلى العربية السعودية وأن ينطلق من خليج العقبة في اتجاه الشمال ليصل إلى سوريا وتركيا”.

التخوفات الأمنية طرحت في الكواليس

الحديث عن المستقبل الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، لا يمكن أن يتجاهل الوضع الأمني والسياسي في منطقة من اكثر مناطق العالم توترا خصوصا الضربة التي ترغب الولايات المتحدة الأمريكية إلحاقها بالعراق. وهذا ما تطرق له وزير الخارجية الأردني السيد مروان المعشر في رد على تساؤلات الصحافة الدولية.

إذ يرى “أن المسؤولية الأولى للأردن في هذه المنطقة هي محاولة تفادي الحرب والعمل من أجله مع باقي الدول العربية ومع المجموعة الدولية ومناشدة الحكومة العراقية بتطبيق القرارات الأممية وقبول العودة غير المشروطة للمفتشين الأمميين كوسيلة وحيدة لتفادي الضربة”.

وفي رد على سؤال لسويس إنفو حول هل من صالح الأردن – المستفيد اقتصاديا من الوضع الحالي مع العراق – من وقوع حرب في المنطقة، يرى السيد المعشر “أن الحرب في المنطقة لا تضر بمصلحة الشعب العراقي فقط، وإنما تضر باستقرار المنطقة ككل وبفرص الاستثمار والتنمية الاقتصادية فيها”.

وعن موقف الأردن من محاولات الولايات المتحدة الأمريكية جلب الدعم لحربها المحتملة ضد العراق والحصول على تسهيلات في المنطقة، أعاد وزير الخارجية الأردني التأكيد على “أن الاردن لن يكون قاعدة للانطلاق ضد أي بلد عربي، ولم يُـطلب من الاردن تقديم ذلك”.

لكن الوزير الاردني يأمل أن تجد القضية القائمة بين العراق والامم المتحدة “حلا سلميا لها، وإذا لم تجد حلا فستخرج عن نطاق الأردن ولا يمكنه القيام بأي شيء تجاهها”.

عدم التركيز على السياسي فقط!

أما الملكة رانيا التي رافقت الملك في زيارته لجنيف والتي سترافقه يوم الجمعة في زيارة رسمية للعاصمة الفدرالية برن، فقد خصت الصحافة العربية بلقاء عفوي تحدثت فيه عن اهتماماتها الاجتماعية والإنسانية والاجتماعية لصالح الطفل والمرأة في الأردن والعالم العربي وفي مقدمة هؤلاء أبناء فلسطين.

وفي هذا الإطار قابلت جلالة الملكة رانيا مسؤولين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف لمناقشة برنامج ترعاه اللجنة الدولية تحت شعار”المرأة في الحرب” وما يمكن أن يقدمه للمرأة العربية والفلسطينية التي تعاني من ويلات الحروب والنزاعات

كما ناقشت الملكة رانيا مع مسؤولين من منظمة العمل الدولية موضوع عمالة الأطفال التي وإن كانت ” غير متفشية بكثرة في الأردن” كما تقول، إلا انه يجب التطرق لها منذ الآن. ومن المنتظر أن تقوم بالتوقيع على اتفاق تفاهم مع المنظمة الدولية لدعم جهودها في مجال القضاء على ظاهرة تشغيل الأطفال في العالم.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية