مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

العراق في حاجة للأمن أوّلا

جاكوب كيللنبيرغر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أثناء الندوة الصحفية في جنيف RTS

بعد زيارته إلى العراق، وجه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر نداء لقوات الاحتلال من أجل ضمان الأمن وعودة الأمور إلى حالتها الطبيعية في البلاد

واعتبر السيد كيللنبرغر، الذي التقى الجنرال جي غارنر، أن قوات الاحتلال تدرك هذه الأولوية، لكنها في حاجة إلى مزيد من الوقت لتحسين الأوضاع

اعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر في ندوة صحفية بجنيف يوم الأربعاء، أن الزيارة التي قام بها إلى بغداد لمدة يومين، “كانت للتعرف بنفسه عن الوضع مع الاستفادة من تقارير موظفيه المتواجدين في العراق طوال فترة الحرب”.

والانطباع الذي عاد به السيد كيلنبرغر “أن العراق ليست به أزمة إنسانية مأساوية، ولكن يجب العمل لتفادي تأزم الوضعية بتحسين الظروف الأمنية”.

وقد كان موضوع الأمن في العراق من بين النقاط التي أثارها مع المسؤول الأمريكي، المكلف بإعادة إعمار العراق جاي غارنر، ومع رئيس الإدارة المدنية البريطاني تيم كروس. لكن المسؤولين لم يقدما لرئيس اللجنة الدولية للصلب الأحمر أية تعهدات بالعمل على تحقيق مطلب تحسين الوضع الأمني.

وردا على سؤال من سويس إنفو “هل القوة المحتلة لا تعتبر تحسين الوضع الأمني من أولوياتها، ام أنها غير قادرة على ذلك؟ “، قال رئيس اللجنة الدولية “إن الانطباع السائد لديه، هو أن قوات التحالف على علم بذلك، وانه من صالحها تحسين الوضع الأمني، وقد سجلت هذه المطالب التي تقدمت بها اللجنة الدولية”.

كما التقى رئيس اللجنة الدولية لفترة قصيرة المسؤول الأوروبي عن المساعدة الإنسانية في العراق بول نيلسن. أما عن اتصالاته بالجانب العراقي، فقد اكتفى السيد كيللنبرغر بالقول “إن تشكيل سلطة عراقية في طور المشاورات”، وان العراقيين الذين قابلهم، هم من عامة الشعب الذين كانوا يترددون على مكتب اللجنة الدولية لطلب المساعدة.

التركيز على الحماية

يرى رئيس الجنة الدولية للصليب الأحمر أن منظمته ستركز في المرحلة الحالية بالأخص على “مراقبة تطبيق القوانين، وبالدرجة الأولى على مراقبة حماية المدنيين”. ولئن كانت اللجنة الدولية قد واصلت الاهتمام بتزويد المستشفيات بالأدوية والمعدات وتوفير التيار والمياه، فإنها ستخصص حيزا أكبر لنشاطها لمراقبة تطبيق بنود معاهدات جنيف في مجال حماية السكان في حالة الحرب.

وقد أوضح كيلنبرغر أنه أثار مع الجنرال غارنر وضع الأسرى والمعتقلين من المدنيين والعسكريين. وفي هذا الإطار، أشار إلى أنه تم الإفراج على حوالي 4000 من بين 7000 أسير مدني كانوا بين أيدي قوات التحالف في مخيم بالجنوب العراقي.

لكن رئيس اللجنة الدولية أكد عدم حصول اللجنة الدولية لحد الآن على ترخيص من قوات الاحتلال بزيارة الشخصيات السابقة في النظام العراقي، والتي تم إلقاء القبض عليها أو سلمت نفسها.

وبالنسبة لهذه الشخصيات، يعتبر السيد كيلنبرغر أن لها الحق في الحماية، إما بموجب معاهدة جنيف الثالثة كأسرى حرب، أو بموجب معاهدة جنيف الرابعة كمدنيين في حالة الحرب. وحماية هذه الشخصيات كما أوضح رئيس الجنة الدولية” لا يمنع من تقديمها للمحاكمة بخصوص جرائم حرب”.

ولئن ذكر رئيس اللجنة الدولية أن قوات التحالف عبرت عن احترامها لمعاهدات جنيف، فإنه اكتفى بالقول “إن المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين وعدوا بتقديم معلومات للجنة الدولية عن الشخصيات العراقية التي تم اعتقالها”.

كما أثار السيد كيلنبرغر مع المسؤولين، الأمريكي والبريطاني، مسؤولية القوة المحتلة فيما يتعلق بالذخيرة التي لم تنفجر، وما تخلفه من ضحايا بين صفوف المدنيين، وضرورة حماية المقابر الجماعية من النبش العشوائي.

اللجنة الدولية بقيت إلى جانب العراقيين

ومن بين الصور التي أثرت في رئيس اللجنة الدولية أثناء زيارته لبغداد، مشهد النهب والتخريب الذي تعرض له مستشفى الرشاد للأمراض العقلية، والذي كان يأوي 1300 مريض ولم يعد به اليوم سوى 300.

كما احتفظ السيد كيللنبرغر بصور جموع العراقيين الذين كانوا يتوافدون على مقر اللجنة الدولية في بغداد بحثا عن قريب فقد، او لاستعمال الهاتف الذي وضعه الصليب الأحمر لطمأنة قريب بأنه لازال على قيد الحياة وانه بخير.

ويرى السيد كيللنبرغر أن الانطباع الذي يحتفظ به العراقيون هو “أن اللجنة الدولية لم تتخل عنهم أثناء محنتهم”.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

تتواجد اللجنة الدولية في العراق منذ 1980
وقد بقيت الى جانب العراقيين طوال فترة الحرب الأخيرة
يوجد حاليا بالعراق 80 موظفا دوليا تابعا لها
إضافة الى 400 موظف محلي في كامل انحاء البلاد

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية