مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

العفو الدولية تركز حملتها ضد الصين والسعودية

الامينة العامة لمنظمة العفو الدولية البانغالية ايرين خان اثناء مشاركتها في مؤتمر صحفي بمقر الامم المتحدة بجنيف يوم الجمعة Keystone

تناشد منظمة العفو الدولية دورة حقوق الإنسان للتركيز على الانتهاكات خصوصا في كل من الصين وكلومبيا واندونيسيا وإسرائيل والاراضي المحتلة والعربية السعودية وروسيا وزمبابوي. وترى رئيسة المنظمة أن الإجراءات المتخذة باسم محاربة الإرهاب في العديد من الدول تهدد مصداقية حقوق الإنسان أكثر من أي وقت مضى .

المديرة الجديدة لمنظمة العفو الدولية المنحدرة من بنغلادش السيدة إيرين خان، التي عقدت ندوة صحفية لأول مرة في جنيف منذ توليها هذا المنصب في شهر نوفمبر الماضي، رغبت في جلب انتباه الدورة الحالية للجنة حقوق الإنسان إلى ملفات دول بعينها.

الصين كانت في مقدمة الدول التي رغبت منظمة العفو الدولية التركيز عليها، وذلك بسبب المضايقات والانتهاكات التي يتعرض لها السكان الأوغورس في منطقة كسينجيان المسلمة. فقد أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا يوم الجمعة تتهم فيه السلطات الصينية ” بالادعاء أن المنشقين من طائفة الأوغورس لهم صلة بالإرهاب الدولي ، والدعوة إلى مساعدة دولية لها في محاربتهم “. وقالت السيدة إيرين خان أن ” الحملة ضد الإرهاب تستغل لإلقاء القبض على عدد كبير من الأشخاص بعضهم لم يقم إلا بممارسة شعائره الدينية او الدفاع عن ثقافته”.

كما أوردت منظمة العفو الدولية في تقريرها “أن الأئمة يخضعون لمراقبة مشددة” . وقد اجبر حوالي 800 إمام على “متابعة تكوين سياسي”، كما أن بعض الأئمة ” اعتقلوا فقط لآنهم قاموا بتدريس القرآن”. ويبدو أن الولايات المتحدة ألأمريكية التي بقيت هذا العام بعيدة عن عضوية اللجنة بسبب عدم انتخابها لأول مرة منذ عام 1947 لم تجد بعد دولة عضوا تقبل تبني مشروع لائحة تقدم ضد الصين في هذه الدورة.

هل ستمنع العربية السعودية مرة أخرى من المراقبة؟

وتساءلت السيدة إيرين خان “هل ستمنع العربية السعودية مرة أخرى من المراقبة هذا العام لآنها أصبحت ورقة هامة في الحرب ضد الإرهاب؟. وتقول السيدة خان ” أنه لا يعقل أن يتم اختيار دول يمكن أن يسمح فيها بانتهاك حقوق الإنسان فقط لأنها دول تعهدت بالمشاركة في الحرب ضد الإرهاب”.

ولكن ايرين خان تشك في إمكانية نجاح منظمة العفو الدولية في المجهودات التي تقوم بها للعام الثاني على التوالي من أجل إدانة الانتهاكات في العربية السعودية. وتقول ” إننا نعلم آن العربية السعودية بلد السرية وقد قمنا بحملة في السابق لجلب الانتباه إلى قوانينها القضائية ولمعاملة المرأة”. كما أشارت إلى حادث الحريق الذي شب في مدرسة للبنات وتوفي فيه عدد من الفتيات بعد أن منعت الشرطة الدينية الفتيات من الخروج من المبنى بحجة أنهن غير محجبات او لا يرافقهن ذكر.

نفس الرسالة موجهة للولايات المتحدة الأمريكية

في الرد على سؤال حول عدم التركيز على الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الحملة من أجل حقوق الإنسان في وقت خصصت فيه الدورة الحالية لحقوق الإنسان جل مناقشاتها لحملة محاربة الإرهاب وتأثيرها على احترام حقوق الإنسان، تقول السيدة إيرين خان ” أن نفس الرسالة وجهناها لولايات المتحدة الأمريكية”. حيث ذكرت بالتقرير الصادر الأسبوع الماضي حول ظروف الاعتقال التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية منذ أحداث الحادي عشر سبتمبر.

وتقول السيدة خان “أن الولايات المتحدة الأمريكية عليها التزامان في آن واحد الأول بموجب قوانينها الداخلية ودستورها وثانيا بموجب القوانين الدولية من أجل حماية حقوق الإنسان من جهة ومن اجل تطبيق العدالة بطريقة متساوية بالنسبة للجميع “.

ولم ترغب مديرة منظمة العفو الدولية التعليق على الإجراءات التي أعلن عنها وزير الدفاع الأمريكي بخصوص تقديم عدد من سجناء معسكر جوانتانامو للمحاكمة أمام محاكم عسكرية، ” نظرا لعدم الاطلاع على نص هذه القرارات بعد”.

عمال الإغاثة والصحفيون يقومون بمهام المراقبة

من الملفات الأخرى في العالم العربي التي تنوي منظمة العفو الدولية التركيز عليها خلال دورة حقوق الإنسان الوضع في الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل، وفي هذا الإطار ذكرت السيدة ايرين خان بالمهمة التي قامت بها منظمتها للوقوف على تفاصيل الانتهاكات التي رافقت التدخل العسكري الإسرائيلي الأخير في العديد من المناطق الفلسطينية.

وترى السيدة إيرين خان أن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تدرك” العلاقة المتينة القائمة بين حقوق الإنسان والسلام والعدل” . وترى أن ” البحث عن السلم والأمن لا يمكن أن يكون دائما لو لم يتم في نفس الوقت بذل مجهود لحماية حقوق الإنسان”. كما نوهت إلى الدعوة إلى إرسال مراقبين دوليين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وما تأسف له هو ” أن الصحفيين وعمال الإغاثة الإنسانية هم الذين يقومون اليوم بعمل المراقبة الذي من المفروض آن تقوم به المجموعة الدولية”.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية