مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الـ”بدون” في سويسرا ينتظرون حلا

المعتصمون داخل كاتدرائية سان بول يتمنون أن تكون نهاية مشكلتهم قريبا و بشكل ايجابي Keystone

يتواصل منذ خمسين يوما اعتصام تسع وثمانين عائلة مقيمة بصفة غير مشروعة في سويسرا، داخل واحدة من أكبر كاتدرائياتها في مدينة فريبورغ، مطالبين بتسوية حالتهم وأوضاعهم القانونية.

إلا أن رابطة الكنائس الكاثوليكية في الكانتون أيدت فكرة إدارة الكاتدرائية التي يعتصم فيها الأجانب، بضرورة إنهاء إقامتهم فيها، بعد أن أظهرت تفهمها لموقفهم، و تعاطفت معهم، بالقدر الذي تسمح به إمكانيتها، معربة عن عدم موافقتها على استمرار الاعتصام، الذي لم يحرك ساكنا لدى السلطات المسؤولة على الرغم من أنه أحدث دويا كبيرا في الإعلام السويسري، وخاصة المتحدث بالفرنسية.
شرطة كانتون فريبورغ كانت قد وعدت في وقت سابق أنها لن تحل مشكلة المقيمين بصفة غير شرعية جملة واحدة، وفضلت دراسة الملفات كل على حدة، حيث أن الحكومة الفدرالية لا ترغب في أن يختلط الحابل بالنابل إذا أقدمت على معالجة ملفاتهم جملة واحدة و سمحت لهم بالإقامة.

السلطات المحلية في كانتون فريبورغ استقبلت يوم الاربعاء مندوبا عن المعتصمين وأبلغته أنها ستقوم بدراسة ستة وأربعين ملف من إجمالي خمسة وثمانين ولكن بالتعاون مع الشرطة الفدرالية، على الرغم من أن القانون السويسري يسمح لها باتخاذ قرار مستقل.

وكان أسقف لوزان وجنيف وفريبورغ “برنار جينو” اقترح على المعتصمين و غيرهم من المقيمين في سويسرا بدون أوراق رسمية طرح قضيتهم بشكل رسمي وللمناقشة على مستوى سويسرا وليس فقط على مستوى كانتون فريبورغ، ووعدهم بمناقشة هذا الموضوع في مؤتمر الاساقفة الذي سيعقدو في الفاتح من سبتمبر أيلول المقبل.

الكنيسة الكاثوليكية أظهرت رحابة صدر في معالجة هذه المشكلة باستضافتها المعتصمين طيلة الخمسن يوما، ونجحت في طرح مشكلتهم بشكل أثار تعاطف قسم لا بأس به من الرأي العام داخل مدينة فريبورغ وخارجها،

من هم المقيمون بصفة غير قانونية؟

هم خليط من أجناس مختلفة، من إفريقيا وآسيا وأمريكيا اللاتينية وأيضا من أوروبا ، دخلوا إلى سويسرا إما خلسة أملا في الحصول على تصاريح إقامة قانونين بعد حين، أو كانوا من العمال الموسميين الذي يعملون عادة إما في الصيف ويرحلون في الشتاء أو العكس، وبعد تغيير قوانين العمالة الموسمية لقي الكثير منهم صعوبة في الحصول على إقامة سنوية فآثر أن يختفي هنا أو هناك لربما تتعدل الظروف، ومن المقيمين بصفة غير شرعية أيضا يوجد قسط كبير ممن رفض طلبهم للحصول على حق اللجوء إلى سويسرا وطلب منهم مغادرتها، فاختفى البعض لأنه يرى استحالة العودة إلى وطنه.

المقيمون بشكل غير قانوني يخاطرون بإقامتهم بهذا الشكل وفي بلد مثل سويسرا، حيث احترام القانون أمر مقدس، فترحيلهم وارد حال اكتشاف امرهم، ويتم بطريقة مهينة جدا. وإقامتهم في الظلام تجعلهم عرضة لأسوأ أنواع الاستغلال من أصحاب العمل حيث يرضى العامل بأي أجر يقدم إليه، و يتنازل مرغما عن الكثير من حقوقه، كما لا يمكنه أن ينخرط في شبكة التأمين الصحي أو الاستفادة من مظلة التأمينات الاجتماعية، المتزوجون منهم يعيشون مع أسرهم في الظل، وفي ظروف بالغة البؤس من الناحية الإنسانية، ولا يستطيع أولادهم الالتحاق بالمدارس.

الخزينة الفدرالية تخسر أيضا من وجود مثل هؤلاء العمال، فهم لا يسددون الضرائب المستحقة عليهم، لكن علاج هذه المشكلة في سويسرا يختلف عن مثيلاتها في الدول المجاورة، فإيطاليا مثلا أغلقت هذا الملف قبل سنوات بسماحها للمقيمين بدون أوراق بتعديل أوضاعهم القانونية، وتخلصت بذلك، حسب رأي الشرطة الإيطالية من مشاكل كثيرة، و النمسا كانت سباقة في هذا المجال أيضا، أما في سويسرا فالأمر يختلف، حيث ترى الحكومة الفدرالية أنه من غير الممكن أن يكافأ من قام بتجاوز القانون “بمكافأته” والسماح له بالإقامة ، ولكنها في المقابل وعدت بدراسة ملفاتهم والنظر في الحالات الإنسانية.

سويس أنفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية