مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المشاركة العربية في منتدى دافوس تركز على الجانب الاقتصادي في ظل جمود عملية السلام

رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات شارك بشكل منتظم في الإجتماعات السابقة لملتقى دافوس Keystone Archive

تميز الحضور العربي في منتدى دافوس دوما بتسليط الأضواء على مشاركة كل من الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والقادة الإسرائيليين بالرغم من مشاركة العديد من الوزراء ورجال المال والأعمال العرب . ولكن في انتظار لقاء محتمل بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي قد يدفع بالمفاوضات الجارية حاليا، يبدو أن توجه هذا العام يسير نحو التركيز على الجوانب الاقتصادية والتجارية وعلى التعرف على جيل جديد من حكام العالم العربي

هل يمكن تصور منتدى دافوس الاقتصادي العالمي بدون حضور ياسر عرفات وشيمون بيريز ؟ بالنظر إلى الاهتمام الإعلامي بأي لقاء يتم في دافوس حول موضوع الشرق الأوسط قد يصعب حتى التفكير في هدا الموضوع . فقد تعودنا على إدراج موضوع الشرق الأوسط في جلسات دافوس كل سنة بكل ما تحتوي عليه هده المفاوضات من سرية وترقب وتصريحات مطمئنة وتوقعات تزيد كلها في إثراء قريحة المعلقين السياسيين .
فقد بدأ الاهتمام بمواضيع الشرق الأوسط مع نهاية حرب الخليج عند تطرق رئيس الوزراء التركي تورغوت أوزال آنذاك لاحتمال الإطاحة بالنظام العراقي وعدم رغبة بلده في تغيير الحدود الجغرافية مع هذا البلد .
موضوع الشرق الأوسط طرح على أنه الحدث المرتقب لدورة عام 1994 بلقاء عرفات – شيمون بيريز ، وهو اللقاء الذي علقت عليه العديد من الأوساط آمالا كبرى لا خراج المفاوضات من المأزق بعد جولات أوسلو ، لكن سرعان ما أظهرت الندوة الصحفية التي تلت مدى صعوبة طبيعة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وبالأخص فيما يتعلق بتحديد طبيعة مناطق الحكم الذاتي ف ي غزة واريحا .
في دورة عام 1995 بدأت الأطراف المعنية بمشكلة الشرق الأوسط تتحدث عن إمكانية التعاون الاقتصادي العربي الإسرائيلي ” لإنقاذ المسار السلامي ” ولتجنب ” التطرف الديني ” . وقد تزعم دلك وزيرا خارجية إسرائيل ومصر شيمون بيريز وعمر موسى . ووجها دعوة للبلدان الأوربية من أجل مساعدة بلدان الشرق الأوسط في إقامة شبكات معلوماتية لتحسين النظم التعليمية في المنطقة . وقد دفع التفاؤل أثناء ندوة صحفية بشيمون بيريز إلى التصريح بأن الدول العربية ” قبلت تحويل المفاوضات السلامية الإسرائيلية الفلسطينية اللبنانية السورية إلى مفاوضات شاملة تشمل كل الدول العربية ” . وقد تم في هده الدورة إرساء قواعد تنظيم ندوة اقتصادية لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا .
وفي ملتقى دافوس لعام 1996 ظهرت الخلافات الحقيقية حول المواضيع الجوهرية عندما صرح ياسر عرفات ” بأن وضع القدس يضل العنصر الجوهري بالنسبة للفلسطينيين بوصفها عاصمة الدولة الفلسطينية ” ، وهو ما دفع شيمون بيريز إلى الرد عليه ” بأن عرفات بإمكانه الاستمرار في الحلم لان القدس عاصمة إسرائيل ولا يمكن تقسيمها وأن أي اتفاق يتطلب وجود طرفيين ” .
دورة عام 1997 عرفت محاولة إعطاء دفع للمسار السلامي بحضور الرئيس المصري حسني مبارك إلى جانب الرئيس عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو . لكن بالرغم من كل المحاولات التي بدلت ، وبالرغم من إرسال الحكومة السويسرية لخمسة من وزرائها إلى دافوس لم يتمكن من تنظيم قمة الشرق الأوسط المرتقبة .
أما دورة العام الماضي التي شهدت لقاءا بين وزيرة الخارجية الأمريكية والرئيس عرفات فقد ركزت في ظل المفاوضات التي كانت خارجية آنذاك على ضرورة العمل ” من اجل خلق ألفية سلام في منطقة الشرق الأوسط ” .

وسوف لن تخرج دورة هدا العام لمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي عن التقليد بحيث تترقب وسائل الإعلام بنفس الشكوك كلا من الرئيس عرفات ووزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي شيمون بيريز لمعرفة نتائج المفاوضات الجارية حول الحل النهائي .

لكن الجديد هده السنة هو توجه منظمي منتدى دافوس نحو محاولة جلب زعماء عرب جدد للتردد على دافوس : إذ بعد الملك عبد الله الثاني ملك الأردن كان من المفروض استقبال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ، لكن برنامج زيارته للهند حال دون دلك .
لكن باستقبال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي هده السنة لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحريين في جلسة خاصة تحت عنوان ” قادة العالم العربي في القرن الواحد والعشرين ” يكتسي الحضور العربي في دافوس بعدا جديدا ليس فقد على المستوى السياسي بل الاقتصادي أيضا . وفي هدا الإطار يجب التركيز على الحضور الوزاري السعودي المكثف المشارك في جلسة لمناقشة ” آفاق الإصلاحات الاقتصادية في العربية السعودية ” .

محمد شريف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية