مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

المكتبة الرقمية العالمية.. نافذة كونية على الجواهر الثقافية للإنسانية

AFP

اعتبر خبراء وباحثون وإعلاميون من بلدان عربية وإسلامية، أن انطلاق المكتبة الرقمية العالمية، برعاية اليونسكو هو بمثابة "ثورة معرفية" عالمية و"نقلة نوعية" نحو بناء مجتمع المعرفة، مؤكِّـدين أنها "خُـطوة كبيرة نحو تفعيل حوار الحضارات" وتحريك مياهه الرّاكدة وفرصة رائدة لأن تشمِّـر الثقافة عن ساعِـد الجدّ، للعِـب دور حقيقي، كجِـسر متين يُـوصل ما انقطع بين الشعوب، متسائلين عن إمكانية نجاحها (أي الثقافة)، فيما فشلت فيه السياسة عموما.

وأطلقت منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة‮ “‬اليونسكو‮”‬ رسميا يوم الثلاثاء 21 أبريل 2009 من مقرها في باريس‮ “‬المكتبة الرقمية العالمية” وذلك في حفل خاص أقيم بهذه المناسبة بمقر منظمة اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس، حضره كل من مدير عام اليونسكو كويشيرو ماتسورا ومدير مكتبة الكونغرس الأمريكي جيمس بيللنغتون، إضافة إلى مديري المؤسسات الشريكة وعدد كبير من الدبلوماسيين والوزراء والمندوبين والضيوف غير الاعتياديين، الذين يحضرون الدّورة نصف السنوية للمجلس التنفيذي لليونسكو، من أجل أن تفسح المجال أمام اكبر عدد من الاشخاص في العالم للإطلاع مجانا علي محتويات كبري المكتبات الدولية وتطوير تعدد اللغات‮.

وتهدف اليونسكو (وهي منظمة تأسّـست عام 1945، بهدف المساهمة في إحلال السلام والأمن، عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة، لإحلال الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادِئ الحرية الأساسية) من خلال‮ “‬المكتبة الرقمية العالمية” أيضا إلى نشر القيم التي تدافع عنها كالتنوع اللغوي والتفاهم بين الثقافات إضافة إلى تقليص الهوة الرقمية بين مختلف شعوب العالم‮.

وقال التونسي عبدالعزيز عبيد منسق المشروع الذي يضم إلى اليونسكو 32 ‬مؤسسة ثقافية شريكة إنه “فور بدء عمل المكتبة الرقمية العالمية سيصبح في الامكان الاطلاع من خلال موقعها الالكتروني علي ملفات محفوظة في أهم مكتبات العالم”‮. ‬

وترجع فكرة تأسيس المكتبة إلى اقتراح قدمته مكتبة الكونغرس الامريكي عام ‮5002 ‬بانشاء مكتبة رقمية عالمية تقدم مجانا للجمهور مجموعة واسعة من الكتب والمخطوطات والخرائط والأفلام والتسجيلات تكون مستمدة من المكتبات الوطنية‮. ‬وعمل فريق من‮ “مكتبة الكونغرس” ‬على تطوير هذا المشروع بمساعدة تقنية من مكتبة الاسكندرية فيما حثت اليونسكو اعضاءها علي توفير محفوظات من تراثهم الثقافي‮.

وتوفر المكتبة الجديدة إمكانات للبحث والتصفح عبر الانترنت من خلال سبع لغات‮ (‬وهي الانجليزية والعربية والصينية والاسبانية والفرنسية والبرتغالية والروسية)، ‬كما تقترح مواضيع ومحتويات بحثية في لغات عديدة اخري‮. ‬ومن الكنوز الثقافية المتنوعة التي يمكن الإطلاع عليها من خلال موقع المكتبة نسخ لمخطوطات صينية قديمة ومصنفات في فن الخط عربية وفارسية وتركية إضافة إلى صور قديمة من أمريكا اللاتينية‮.‬

كنز ثمين ومكسب كبير!

وفي محاولة للوقوف على أهمية المشروع وما يُـمكن أن يُـضيفه للباحثين في مختلف أنحاء العالم ومدى إمكانية نجاحه فيما فشلت فيه السياسة، استطلعت سويس إنفو آراء كل من الخبير والمحلِّـل السياسي الدكتور عبد السلام علي نوير، أستاذ مشارك العلوم السياسية بجامعة الملك سعود بالرياض، والباحث والمثقف المصري الدكتور مجدي سعيد، والصحفي والمثقف الأردني طارق ديلواني، وعصام تليمة، الباحث بوزارة الأوقاف القطرية، والباحث الاجتماعي والتربوي خالد روشة، رئيس القسم التربوي لموقع إسلامي سعودي، والمثقف والإعلامي الفلسطيني قيس أبو سمرة والإعلامي المصري هاني صلاح، الباحث والمتخصص في شؤون كوسوفا، والخبير والمحلل السياسي الأفغاني الدكتور عبد الباقي عبد الكبير، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية في إسلام أباد.

في البداية، يؤكِّـد الدكتور عبد السلام نوير، أستاذ مشارك العلوم السياسية بجامعة الملك سعود بالرياض، أن المكتبة الرقمية مكسب كبير للباحثين في جميع أنحاء العالم، نظرا لما توفره من قُـدرة على الوصول للمراجع بسهولة، فضلاً عن إمكانية النّـسخ منها مباشرةً، فما من شك أن كل مكتبة جديدة، هي إضافة قيِّـمة للباحثين، ولاسيما إذا كانت مُـتاحة وفي متناول اليد.

ويتفق د. مجدي سعيد مع ما ذهب إليه د. نوير، ويضيف “هذا يعني إتاحة مصادر عالمية للمعرفة يحتاجها الباحث والكاتب في أي مكان في العالم، وباعتباري ممّـن يقرؤون باللّـغتين العربية والانجليزية، فإنني أدرِك تمامًا أن إتاحة هذه المصادر المعرفية لشعوب العالم، يعني أنني أمام كنز ثمين يحتاج فقط أن ننقب فيه عمّـا نحتاج إليه”.

ورغم قناعته بأهميتها، يعتبر عصام تليمة، الباحث الشرعي بوزارة الأوقاف القطرية، أنها تعني “زيادة التّـبعة علينا، لأنه لم يعُـد هناك عذر لباحث في التعلّـل بعدم قدرته للوصول للكتاب، ورحم الله سلفنا الصالح، كان العِـلم عندهم مُـعاناة وأصبح عندنا ترفا، ومع ذلك، مع ما تيسّـر لنا، ضعف الإقبال على البحث العلمي وضعفت الملكية العلمية، رغم تيسير السّـبل التي تُـيسِّـر البحث علينا”، ويضيف “لا شك أنها تضيف الكثير، فقد سهّـلت الكتاب والمرجع وسهّـلت الطريقة ويسّـرت المعلومة ووفّـرت الجُـهد والوقت”.

وهذا ما يؤيِّـده قيس أبو سمرة، المثقف والإعلامي الفلسطيني، حيث يقول: “هي خطوة في الاتجاه الصحيح، في ظل تسارع وتطور التكنولوجيا، ونحن في فلسطين نعاني من أزمة في المراجِـع والكُـتب في شتى التخصّصات، وهذه العملية تعني لنا الكثير، فهي توفِّـر لنا الكتب والخرائط والمراجِـع، دون تكلفة ودون الحاجة إلى السّـفر للحصول على نسخة منها، كما أنها تُـتيح الفرصة للباحثين والدّارسين في مراحل الماجستير والدكتوراه، ولا يملكون ثمن هذه المراجع، إن وُجدت أصلا”، معتبرا أنه “على كل الباحثين والمهتمّـين والمختصِّـين أن ينتهِـزوا مثل هذه الفرصة الثمينة، التي منحها لهم القَـدر”.

نقلة نوعية وثورة معرفية.. ولكن!

ويذهب المثقف الأردني طارق ديلواني بدوره إلى الإعتقاد بأنها “نُـقلة نوعية في عالم المعرفة وإضافة جديدة للمثقّـفين في عصر التقنية والتكنولوجيا، حيث أصبحت المعرفة كَـنزا في متناول الجميع”، ويقول: “أتمنى أن تُـلاقي هذه الخطوة اهتمامًا على الصعيد العربي الرّسمي والشعبي، والسعي للاستفادة منها ما أمكن، لأنها ستمثل ثورة معرفية، حيث ستقرِّب المسافات وتسدّ الفجوات في عالم نحن أحوَج ما نكون فيه إلى تحصيل المعرفة”.

متفقًا مع سابقيه حول أهمية المكتبة للباحثين، يؤكِّـد الباحث خالد روشة، رئيس القسم التربوي لموقعٍ إسلامي سعودي، أن المكتبة الجديدة تمثل “فرصة جيِّـدة للاطِّـلاع على الموروث الحضاري المختلف وفرصة نادرة لكشف بعض ما لا يمكن الاطلاع عليه بالجُـهد الفردي، كما يمكن أن تضيف للباحث رُؤية موسوعية حقيقية للثقافات الأخرى”، غير أنه يُـبدي تحفّـظه ومخاوِفه من الفعاليات الملحقة بالمكتبة الرقمية، على اعتبار أنها لن تقوم على مجرّد الأرشفة فقط، مشيرا إلى الحاجة إلى الاطمِـئنان حول مكانة الإسلام والحضارة الإسلامية في تلك الأرشفة وكيفية ذلك العرض ومحدّداته.

وبينما يتمنّـى الخبير السياسي الأفغاني الدكتور عبد الباقي عبد الكبير، الأستاذ بالجامعة الإسلامية في إسلام أباد، أن “تقرب (المكتبة الرقمية) أمّـتنا الإسلامية إلى مجتمع المعرفة وأن تجعلها أساسا لكل تحرّكاتها وأن ننهَـض بالبحث العِـلمي من مجرّد التِّـكرار إلى المساهمة في حلّ مشكلاتنا التي نعاني منها في كل مجالات حياتنا والتي تتسم بالتخلّـف والتبعِـية”، إلا أنه يُـقِـر بأنها “ستوفِّـر مصادر البحث” بلا ريب.

ويضيف د. عبد الكبير “هناك مشكلة أخرى نفتقِـدها في عالمنا الإسلامي، وهي البُـعد بين الإنتاج البحثي واتخاذ القرار. فالبحث العِـلمي لا يغذّي القرار، على خلاف المجتمعات الغربية التي تأخذ مواقِـع القرار توصِـيات مراكز البحث العِـلمي في الاعتبار”، معتبرًا “أننا أمة، مع الأسف الشديد، طموحات القادة فيها لا تتجاوز ملء رصيدها، والبحث العلمي ميِّـت في عالمنا، فماذا ننتظر، إذا كان الإنفاق على البحث العلمي في عالمنا الإسلامي في مجموعه لا يتجاوز 0،1%، بينما يصل في الدول الأوروبية إلى 3% من الدخل القومي؟!”.

دور مُرتقب في تفعيل حِـوار الحضارات

وحول الدّور الذي يمكن أن تلعبه المكتبة الرقمية في تفعيل حوار الحضارات وتحريك مِـياهه الراكدة، يرى الباحث المصري هاني صلاح أنها “خطوة باتِّـجاه تفعيل حوار الحضارات وفهم كل طرف للآخر على مُـستوى الشعوب، وليس الحكومات فقط، وهذا هو الأهم، ولكنها تبقى مجرّد خطوة في هذا الطريق، تحتاج إلى خطوات أخرى تعقبها، أما بخصوص فائدتها للباحث الغربي، فأعتقد أن الكثير منهم لا يفهم الشرق صحيحا، ربّـما لأن الإعلام غير مُـحايد وغير مُـنصف في نقل الصورة الصحيحة، فربما ساهم وصول الصورة الصحيحة للشرق العربي في كسر الحواجز وإزالة الحدود في التواصل معنا، كما أنها ستُـمهد لفتح آفاق للتعاون بين الجانبين.

وبينما يرى د. مجدي سعيد أن هذه المكتبة “ستُـضيف لكل طرف، بقدر ما يبذل من جهد، للتعرف على ثقافة الآخر وتفهمها”، يؤكد د. عبد السلام نوير أن “مردودها على مثقّـفي الغرب بشأن العالم الإسلامي، لن يتأتى إلا بمزيد من الإسهامات الجادّة من قِـبل الباحثين المسلمين عموماً، وبالأسلوب الذي يمكن أن يفهمه الباحث الغربي وباللغات التي يقرؤها”.

وبينما يعتبر الباحث الأردني طارق ديلواني أن “مسألة انسيابية اطلاع المثقفين العرب على ثقافات الآخرين بهذه السهولة بحد ذاتها إضافة” لكنه يتساءل بشيء من المرارة: “ماذا يمكن أن يضيف المثقفون العرب إلى هذه المكتبة؟ وكم سيكون حجم هذا الإنتاج قياسا إلى إنتاجات الشعوب الأخرى؟”، لكنه في النهاية، يعتقد أنها “ستكشف الصورة الحقيقية لسماحة الإسلام بالدّرجة الأولى، كما أنها ستؤمّـن جِـسر تواصُـلٍ أكثر فاعلية وعملية مع الثقافة العربية عموما”.

ويتفق مع د. نوير فيما ذهب إليه، الباحث عصام تليمة، الذي يُضيف أن “هذا يعتمِـد على ما سيوضع في المكتبة من كُـتب، فلو وضِـعت كُـتب التراث، دون تقريب أو تحقيق، فستكون لها مضارّ وفوائد، وفوائدها ستكون بحسب العقلية التي ستتعامل مع هذه الكُـتب، ولو وضِـعت كُـتب تُـحسن عرض الإسلام، ستكون بلا شك وسيلة جذب قوية ومهمّـة أو على الأقل وسيلة تعريف بالإسلام وتصحيح للصورة المغلوطة عنه بالغرب”، مطالبًا الباحثين والدّعاة بالمبادرة بالتعاون معها.

وفيما يجزم د. عبد الكبير بأن “المكتبة هي إحدى وسائل تفاعل الحضارات وتعايُـشها والاستفادة من التجارب البشرية”، غير أنه يستدرِك ليُشير إلى أهمية “أن تُـدار المعلومة وِفق متطلّـبات حوار الحضارات، لا بعقلية صِـدام الحضارات وإلغاء الأضعف أو بعقلية نهاية التاريخ بعد تفوّق الحضارة الغربية”، معتبرا أن “العقلية الغربية لا زالت تفكِّـر بنمَـط إلغاء الآخر، انطلاقا من قوّتها في مجالات الحياة المختلفة، كما أنها تفكِّـر بعقلٍ استعماري، لاستغلال الأضعف لصالح الأقوى”، حسب رأيه.

الثقافة والسياسة.. بين السلب والإيجاب!

وردّا على سؤال حول إمكانية أن تنجح الثقافة فيما فشلت فيه السياسة من التقريب بين الشعوب، يستعير د. نوير تعبيرات وتحليلات الفيلسوف الألماني كارل ماركس فيقول: “إن الثقافة والدبلوماسية، عناصر في البناء الفوقي، وهما إفراز لبناء تحتي يقوم على الاقتصاد، ومن ثمّ، فإن التنمية الاقتصادية وما يقترِن بها من قوة، توجد لرموزك ومفرداتك الثقافية الإحترام، وتجعل دبلوماسيتك أكثر فاعلية”، ويتساءل: “قُـل لي بربّـك، ماذا فعلت الدبلوماسية للضعفاء؟ وهل حظِـيت ثقافة الفقراء والمعوزين يوماً بالاحترام؟”، ويردّ قائلا: “إذا حقّـقنا التقدّم وكانت لنا إسهاماتنا في الحضارة الإنسانية، لالتفت إلينا العالم ونظر إلينا باحترام”.

على العكس من ذلك، ينفي د. سعيد إمكانية نجاح الثقافة فيما فشلت فيه السياسة، ويقول: “الثقافة وحدها لا تكفي، إلا على مستوى التقارب بين الأفراد، وهذا لا يحدِث بمفردِه تغيّـرا في الصُـوَّر الذهنية ولا في المواقف”، فيما يعتبر الباحث الأردني طارق ديلواني أن “المسالة نسبية”، وأن “قضية الآخر في الثقافة العربية حاضرة بقوة في السنوات الأخيرة، وهناك شغَـف كبير للإطِّـلاع على ثقافات الشعوب الأخرى، خاصة بعد انتشار الإنترنت على نحوٍ غيرِ مسبوق، وفي اعتقادي أن الثقافة ستكون جِـسرا للسياسة”.

ويخالفهما الرأي، الباحث عصام تليمة، فيقول: “أعتقد أن الثقافة بوسعها أن تفعل ما فشلت فيه السياسة إذا توفرت لها أجواء علمية صحية”، وهو ما يتّـفق فيه معه الباحث التربوي خالد روشة، الذي يرى أن “الثقافة لها دور مؤثِّـر في القناعات والأفكار، وبالتالي، كدافع للسلوكيات وموجّـه للأفعال عبر القناعة الخاصة، كما أنها دافِـع قوي نحو التغيير وتقوم بدور تأهيلي للسّلوك الإيجابي، لكن يبقى دور الثقافات قاصِـرا أمام الدبلوماسيات في الأقطار ذات الحكم الديكتاتوري أو الشعوب ذات الطبائع الباردة أو القاصرة”.

ومع قناعته بأهمية الدّور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة في دعم السياسة، يذهب د. عبد الكبير إلى أن “المشكلة الكبيرة في عالمنا الإسلامي، هي تعسر حركة التنمية الشاملة، ومن ثمّ يجب أن تتعاون الثقافة والسياسة، لأجل دفْـع عجلة التنمية، لنتمكّـن من الخروج من فضاء الإملاءات والحركة في فلَـك مصالح الآخرين”.

ترجع فكرة المشروع إلى اقتراح قدّمه في عام 2005 جيمس بيلينغتون، الذي يرأس المكتبة الوطنية الأمريكية (لايبراري أوف كونغرس) منذ عام 1987 وأمين مكتبة الكونغرس الأمريكية.

تبث المكتبة موادّها على موقعها باللغات (الرئيسية) السبع للأمم المتحدة، وهي: العربية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية والبرتغالية واليابانية والروسية، إضافة إلى لغات أخرى عديدة، وسيكون الموقع متاحا للجميع بالمجان.

تم إنجاز هذا المشروع العملاق بمعرفة “اليونسكو” وبتمويل من شركات خاصة ودعم من 32 هيئة ثقافية في كل أنحاء العالم، من بينها: مجموعة “ولكام” البريطانية، ومكتبة الكونغرس الأمريكية والمكتبة الوطنية والأرشيف العراقيين..

تضم المكتبة أعظم الأعمال في تاريخ البشرية، إضافة إلى الوثائق والمخطوطات النادرة والخرائط القديمة والكتب النادرة، إلى الأفلام والتسجيلات الصوتية والمطبوعات والصور الفوتوغرافية.

من الدول المشاركة في المشروع: مصر والعراق والسعودية وقطر والمغرب وروسيا والبرازيل والصين وفرنسا واليابان ومالي والمكسيك وهولندا وصربيا وسلوفاكيا والسويد وأوغندا وجنوب إفريقيا وبريطانيا.

وتضم المكتبة عددا من كنوز الثقافة العالمية مثل: “رواية جينجي”، وهي إحدى روائع الأدب الياباني في القرن الحادي عشر، والتي تعتبر من أقدم الروايات في العالم، وكذا أول خارطة تُـشير إلى أمريكا وتعود إلى عام 1507، وقد وضعها الراهب الألماني مارتن فالدسيمولر والموجودة في مكتبة الكونغرس، أما أقدم وثيقة تتضمنها المكتبة الرقمية العالمية، فهي لوحة موجودة في جنوب إفريقيا تعود إلى ثمانية آلاف سنة وتظهر ظبيات مضرجة بالدماء.

ومن الكنوز الثقافية المتنوّعة، التي يمكن الاطلاع عليها من خلال موقع المكتبة، نسخ لمخطوطات صينية قديمة ومصنفات في فن الخط العربي والفارسي والتركي.

ويترافق إطلاق المكتبة الرقمية العالمية مع حملة تعبئة تطلقها اليونسكو، ضم 60 دولة شريكة إلى المكتبة مع نهاية عام 2009.

يطلق شارة البدء في مشروع المكتبة الرقمية العالمية في حفل ثقافي كبير بمقر منظمة اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس، كلاّ من مدير عام اليونسكو كويشيرو ماتسورا ومدير مكتبة الكونغرس الأمريكي جيمس بيللنغتون، إضافة إلى مديري المؤسسات الشريكة وعدد كبير من الدبلوماسيين والوزراء والمندوبين والضيوف غير الاعتياديين، الذين يحضرون الدورة نصف السنوية للمجلس التنفيذي لليونسكو.

وقد استعانت اليونسكو بفريق من مكتبة الكونغرس في إعداد المكتبة الرقمية العالمية، وساعدهم في الأعمال التقنية فريق من مكتبة الإسكندرية في مصر، كما أسهمت مكتبات وطنية وثقافية من دول كالبرازيل ومصر والصين وفرنسا والعراق واليابان والولايات المتحدة بتقديم المحتوى والخبرة من مخطوطات وصور ضوئية قديمة وغيرها في المحتوى.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية