مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

النقابات في حالة عصبيّة .. وتهدد !

منطق قد لايفهمه عمال سويس إير المفصولون داخل سويسرا Keystone

كشفت مجلة "هيبدو" السويسرية الأسبوعية الناطقة بالفرنسية النقاب عن تفاصيل كان لها وقع القنبلة بين موظفي الخطوط الجوية السويسرية "سويس إير" وعمال المطارات ونقاباتهم في سويسرا.

فقد أكد كاتب الدولة للشؤون الاقتصادية في حديث مع المجلة الرومندية المذكورة، أن السلطات الفيدرالية الرافضة رفضا قاطعا لتمويل أية خطط اجتماعية لصالح المتضررين من انهيار “سويس إير” داخل سويسرا بالذات، قد تنفق عشرات الملايين على خطط اجتماعية لصالح زملائهم في الخارج.

تأكيد كاتب الدولية للشؤون الاقتصادية هو تكرار لما رددته الحكومة الفيدرالية السويسرية منذ أسابيع، وهو أنه لا مجال للتفكير في تخصيص جزء من المليارين ونصف المليار فرنك التي تم تجميعها لإنقاذ “سويس إير” من الإفلاس، لصالح خطة اجتماعية تأخذ بيد الموظفين والعمال المفصولين في سويسرا.

وكررت الحكومة الفيدرالية هذا الرفض للمرة الأخيرة في عطلة نهاية الأسبوع، أي في الحين الذي كان فيه البرلمان الفيدرالي في بيرن، منهمكا في بحث خطة إنقاذ “سويس إير” التي فازت بأغلبية الأصوات بعد نقاشات صاخبة.

التمويل للخارج قانوني ويحرص على المصلحة

وقد استشاطت النقابات السويسرية غضبا عندما علمت عن طريق وكالة الأسوشيتيد بريس أن بيرن قد تنفق ثمانين مليون فرنك سويسري من القروض الفيدرالية لإنقاذ “سويس إير”، لصالح خطط إجتماعية للمتضررين بانهيار الخطوط الجوية السويسرية في الخارج، وأنها قدمت مدفوعات بلغت سبعة ملايين فرنك لصالح قدامى موظفي “سويس إير” في اليابان على سبيل المثال.

وتشير المصادر المطلعة إلى أن الحكومة الفيدرالية السويسرية أقدمت على قرار تمويل خطط اجتماعية في الخارج، استجابة لعقود العمل وللتشريعات في بعض البلدان، وحرصا على عدم تعطيل نشاطات الخطوط الجوية السويسرية في حالة عدم تسديد تلك المدفوعات في بعض البلدان الأخرى.

لكن الحكومة الفيدرالية تجد نفسها مكتفة الأيدي في سويسرا بالذات، لأن قوانين العمل السويسرية تقضي بأن يتحمل الشركاء الاجتماعيون المتورطون في مشروع من المشاريع، تكاليف الخطط الاجتماعية لصالح الموظفين والعمال المفصولين.

وقد أدت هذه التطورات، خاصة التفاصيل التي نشرتها مجلة “هيبدو” يوم الخميس، لخيبة أمل عميقة في نفوس النقابات التي لا ترى بديلا للاحتجاجات في هذه الظروف، كما حصل في مطار كوانتران في جينيف في أوائل الأسبوع.

وأعرب رسميون نقابيون عديدون عن عدم الارتياح لفصل آلاف من الموظفين والعمال دون أية خطط اجتماعية. وهدد بعضهم بمواصلة الاحتجاج بصفة قد تشل حركة الخطوط الجوية الوطنية السويسرية الجديدة التي ستحل في إبريل ـ نيسان المقبل محل “سويس إير” التي انهارت إثر الخسائر القياسية في عام ألفين.


جورج أنضوني

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية