مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الورديري: 30 عاما في خدمة اندماج المسلمين في سويسرا

swissinfo.ch

اجتهد عبد الحفيظ الورديري منذ الثمانينات في إيصال صوت الجالية الإسلامية إلى العديد من مكونات المجتمع السويسري ولعب دورا في محاولة تعزيز فرص اندماج المسلمين الى جانب باقي الطوائف الدينية الأخرى.

وإذ كانت التطورات التي مرت بها علاقة الجالية المسلمة بالمجتمع السويسري على مدى الثلاثين عاما الماضية قد حولته إلى “متحدث باسمها” وخاصة في غرب البلاد الناطق بالفرنسية، فإنه يرى اليوم أن انغلاق أبناء طائفته لم يساعد في تحقيق الاندماج المطلوب.

كثيرا ما ارتبط اسم عبد الحفيظ الورديري بالمؤسسة الثقافة الإسلامية في جنيف أو ما يُعرف بمسجد جنيف، لأنه استطاع على مدى ثلاث عشريات أن يتحدث باسم هذه المؤسسة وأن يصبح العنصر الذي لا غنى عنه على مستوى جنيف، كلما تطلب الأمر الحديث عن الجالية المسلمة، سواء على مستوى السلطات في سويسرا الروماندية (الناطقة بالفرنسية) أو على مستوى وسائل إعلامها.

ويعترف الورديري، بأن الأحداث هي التي فرضت عليه القيام بدور الناطق باسم الجالية المسلمة في جنيف، حيث وجد نفسه إثر اندلاع الثورة الإسلامية في إيران في موفى السبعينات من القرن الماضي أمام تغطية إعلامية تحتوي على الكثير من الفهم الخاطئ لحقيقة الإسلام.

وقد حاول حينها إلى جانب الشيخ محمود با سلامة وهو شخصية أخرى من الذين ساهموا في تعميق الحوار حول الإسلام على مستوى مدينة جنيف، تصحيح ذلك عن طريق نشر مقال صحفي، لكن رفض نشر هذا المقال المتعلق بالإسلام بقلم مُسلمين من طرف وسائل الإعلام لم يثنهما عن ذلك، حيث عاودا الكرة إلى أن نجحا في نشر المقال في صحيفة لا تريبون دو جنيف في عام 1978.

خيار الإنفتاح

ويقول عبد الحفيظ “عندها اتضح لنا أنه إما أن نمارس شعائرنا الإسلامية وراء أبواب مغلقة أو أن نفتح أبواب المسجد للسماح لأي كان بزيارتنا أو أن نذهب للقائه”، وكان الخط الذي وقع عليه الإختيار هو “أن الإسلام لا يتعارض مع الانفتاح”.

باشر عبد الحفيظ الورديري عملية الشرح والتوضيح والتصحيح فيما يتعلق بفهم الإسلام في مجتمع يقول عنه “إنه كان ينفر من كل ما هو أجنبي في عهد مبادرة شفارتسنباخ (سياسي يميني متشدد دعا إلى تحديد نسبة الأجانب في الكنفدرالية) ضد التواجد الأجنبي في سويسرا”، وهذا يعني بالنسبة للجالية المسلمة نفورا مضاعفا لأن أفرادها أجانب وافدون من خارج القارة الأوروبية، وثانيا لأنهم من ديانة إسلامية، وهو ما كان يُعتقد أنه سيعقِّـد عملية الاندماج في المجتمع السويسري.

… حتى ولو كنت غير مسلم

بداية عملية الانفتاح على الآخر وعلى غير المسلمين انطلقت بتعليق لافتة على باب مسجد المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف تحمل عبارة “تفضل بالدخول حتى لو كنت غير مسلم”، وكان من نتائج ذلك، أن عددا من جيران المسجد توافدوا لاكتشاف هذه المؤسسة المقامة بجوارهم. ويتذكر عبد الحفيظ أن “البعض كان مترددا والبعض الآخر متخوفا وآخرون لا يرغبون في إزعاج المسلمين في مكان تأدية شعائرهم الدينية”.

ويعتبر الورديري أن الفكرة التي جلبت أكبر قدر من الانفتاح، كانت عملية زيارة المدارس والاقتراح على الأساتذة الذين يُدرّسون الإسلام في الفصول الثامنة من التعليم الأساسي بتأدية زيارة للمسجد رفقة تلاميذهم.

وقد شهدت أعوام 1979 و 1980 من القرن الماضي، زيارة مهمة قامت بها إدارة التعليم العمومي بكانتون جنيف رفقة جميع مدرسي فصول التعليم الإبتدائي، للإطلاع على واقع الإسلام ومفاهيمة الأساسية من أجل أن يتمكنوا من التخاطب والتحاور مع تلاميذهم من ذوي الديانة الإسلامية، وهو ما يعتبره عبد الحفيظ الورديري “أكبر نجاح تحققه عملية الانفتاح”.

نحن جزء من هذا المجتمع

لكن هذه الاتصالات بقيت على مستوى الأشخاص ولم تُرَسَّم على مستوى السلطات، إذ يعتبر عبد الحفيظ الورديري أن “إدارة المؤسسة الثقافية الإسلامية لم تكن مهتمة بغير تأمين مكان للعبادة، وانها كانت تنظر إلى كل هذه النشاطات على أنها مطالب إضافية”.

ويعتبر أنه من حق مسلمي سويسرا أن يسهموا في المجتمع الذي يعيشون فيه، لأنهم جزء منه. وقد تم القيام بعدة مبادرات لتحسيس المسؤولين السويسريين بواقع الجالية المسلمة. ومن أهم هذه المبادرات، تنظيم حفل بمناسبة عيد الأضحى المبارك في عام 1997، وهو الحفل الذي يقول عبد الحفيظ “إنه استُمعت فيه لأول مرة عبارات إيجابية في اتجاه إدماج الجالية المسلمة واعتبارها جزء لا يتجزأ من المجتمع السويسري”.

ومع أن ذلك الأمر بقي على مستوى التصريحات، فإنه يعتبره “خطوة هامة للمُـضي قدما نحو تحقيق الاندماج الفعلي للجالية المسلمة”، إذ سمح الحفل الذي نظم في تلك السنة والتي تلتها في قصر المعارض بجنيف، بتوضيح الأبعاد الروحية والثقافية والاجتماعية المتنوعة لهذه الجالية، وإشراك غير المسلمين من سويسريين وأجانب في اكتشافها والتعرف عليها.

ويعتبر عبد الحفيظ أن “إظهار الجوانب الثقافية والاجتماعية للجالية المسلمة، أمر يسهل عملية الاندماج في مجتمع لا زال متخوفا من البُـعد الروحي للإسلام”.

وكان عبد الحفيظ الورديري من بين الأشخاص الذين حاولوا تأسيس إذاعة تلبّـي حاجيات الجالية المسلمة، لكن هذه التجربة التي شهدت النور لمدة سنة ما بين 1984 و1985 وحملت شعار “إذاعة العقيدة والثقافة الإسلامية”، لم ُيكتب لها الاستمرار، نتيجة لنقص في التمويل وفي الخبرة.

وعرفت المؤسسة الثقافية الإسلامية تنظيم العديد من الورش، حيث التقى شباب مسلم بشباب سويسري غير مسلم لتعميق الحوار، وفي هذا الصدد يرى عبد الحفيظ “ضرورة إشراك المسجد في نشاط المجتمع وعدم إبقائه مهمشا، شأنه في ذلك شأن الكنيس اليهودي او الكنسية المسيحية”.

كما يعتز عبد الحفيظ الورديري بإطلاق “قاعدة الحوار بين معتنقي الأديان المختلفة على مستوى جنيف”، هذه القاعدة التي سطرت برنامجا “سمح لممثلي هذه الأديان بتوضيح بعض الممارسات الدينية لمعتنقي الأديان الأخرى، في محاولة لاطلاع الآخر على هذا الواقع الروحي وعلى الجانب المقدس فيه، رغبة في تفادي الأفكار المسبقة المروجة”.

من جهة أخرى، ساهم عبد الحفيظ الورديري إلى جانب آخرين، في تحقيق إنجاز مهم عبر الإصرار على ضرورة حصول مسلمي جنيف على مقبرة تسمح لهم بدفن موتاهم وِفقا لشعائر دينهم، وهذا ما تم بالفعل بعد مصادقة البرلمان المحلي لكانتون جنيف على تخصيص مربع لموتى المسلمين وباقي الأديان الأخرى في مقبرة فيرنيي العمومية، وهو المشروع الذي سيتم افتتاحه رسميا في نهاية شهر فبراير 2008.

إقصاء الآخر.. أكبر خطأ

يؤمن عبد الحفيظ الورديري بأن “الإسلام كدين، لا يمكن أن يُعاش إلا بصورة تحكم العقل”، ويشرح ذلك بقوله “إذا ما طبقنا الإسلام فقط كتقليد شعبي، فإننا قد نفرغه من محتواه وقد نعرضه للخطر”.

ويتذكر أنه عندما باشر عملية انفتاح المسجد والمؤسسة الثقافية الإسلامية على المجتمع السويسري “برزت معارضة من قِـبل بعض المسلمين للاحتجاج على فتح المؤسسة أمام زيارة غير المسلمين”، وهذا ما يعتبره من العراقيل التي حالت ولا زالت تحول دون السماح للإسلام بأن يُعاش بطريقة منفتحة على الآخرين، وهو ما يجعل الآخر يقابل المسلم بالرفض.

وعما إذا كان هذا الجمود وهذه المعارضة للانفتاح هما السبب في الطريقة التي يعامل بها الإسلام والمسلمون في المجتمع السويسري، يجيب عبد الحفيظ بنوع من التفاؤل “الأجيال الصاعدة من ابناء المسلمين في المجتمع السويسري سيعيشون إسلامهم في هذا المجتمع بطريقة مغايرة لما عاشه آباؤهم، أي أكثر انفتاحا”.

ويقول إن الغالبية المسلمة كوّنت فهما للإسلام “على أساس التخوف من الآخر وإقصاء الآخر”، ويعتبر أن “أكبر خطأ يُـرتكب في حق الإسلام، هو إقصاء الآخر، لأن ذلك معناه التمسك بعقيدة ضعيفة وهشة في وقت يسمح فيه الإسلام بثقة كبرى في النفس تشجع الآخر على الإحساس بالثقة”.

ويعترف عبد الحفيظ الورديري أنه “من المؤسف رؤية أن الغالبية ممن وجدوا أنفسهم اليوم مضطرين للحديث عن الإسلام، تمسكوا بأساليب إسلام عاش تحت الاحتلال وتحت السيطرة، ولكننا اليوم لسنا تحت احتلال ولا تحت سيطرة أيّ كان، بل أشخاصا نعيش في مجتمع يوفِّـر لنا نفس الحقوق مثل باقي مكوّنات هذا المجتمع، ولو أننا متمسّـكون بعقيدة مخالفة”.

وفي نهاية المطاف ينتهي الى نتيجة مفادها أنه “يجب وضع حد لاستمرار أشخاص متمسكين بمنهج منغلق من فرض آرائهم داخل المساجد، وكأنهم يخشون من أن الانفتاح قد يعمل على تغيير محتوى عقيدتهم”.

بين المطرقة والسندان

وعما إذا كانت هذه النظرة لضرورة انفتاح المسجد على المجتمع، التي تمسك بها عبد الحفيظ الورديري من الأسباب التي أدخلته في خلافات مع إدارة المؤسسة الثقافية الإسلامية وأدت به في عام 2007 الى الفصل بطريقة أثارت تعاليق وسائل الإعلام السويسرية، يجيب قائلا: “نعم جزئيا، لأن هذا الخلاف استمر لسنوات وبطريقة خفية، وصلت في بعض الأحيان إلى حد إلصاق تهم التشكيك في صدق العقيدة أو مناصرة العلمانية”.

ويضيف “إذا كانت المؤسسة التي تشتغل فيها متحجرة، فإن ذلك يدفعك في بعض الأحيان الى المجازفة باتخاذ خطوات جريئة، خصوصا إذا كنت في منصب الناطق باسم تلك المؤسسة وأن هذا المنصب يرغمك على التطرق لكل التساؤلات التي يطرحها المجتمع”.

ويتذكر الورديري أن جلسات النقاش التي كان يشارك فيها عبر وسائل الإعلام، كانت تتحول إلى لحظات يشعر فيها بأنه يقع “بين مطرقة المشاهد أو القارئ، الذي يرغب في الاستماع إلى أقوال مسلم يرغب في أن يجيب بكل شفافية عن التساؤلات المطروحة في المحيط الذي يعيش فيه، وسندان بعض المسلمين الذي ينتظرون فقط متى أرتكب خطأ لكي أتعرض للطرد والتشهير”.

ويُفهم من الخلاصات التي توصل إليها عبد الحفيظ الورديري أنه لا يشعر بأي ندم على انتهاج منهج انفتاح المؤسسة الثقافية الإسلامية على المجتمع الذي تعيش فيه، وذلك على الرغم من تسبب ذلك في “جل الخلافات التي أدت إلى فصله”، حسب رأيه. ومع ذلك، يبقى عزاؤه في أن المشرفين على إدارة المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف، “يعترفون له بكل ما تم القيام به في صالح الانفتاح ولنفي صورة الإسلام المنغلق والمتعصب أو المرتبط بالإرهاب”، حسب تأكيده.

وبالنظر الى حملات المتطرفين من حزب الشعب السويسري اليميني المتشدد ضد بناء المآذن في الكنفدرالية، يرى الورديري أن الظروف التي تمر بها الجالية اليوم تفرض عليها “مواجهة المتطرفين بنوع من العقلانية، بدل إضافة ذرائع للمتطرفين”.

وعن تعدد الأعراق التي تتكون منها الجالية المسلمة في سويسرا (أتراك، ألبان، أكراد، عرب، ..) وصعوبة توحيد كلمتها، يرى عبد الحفيظ الورديري أنه “يجب إمهال هذه الجالية لكي تنظم أمورها وأن هذه التعددية ليست مشكلة بقدر ما هي غنى وإثراء”، يضاف الى ذلك أن “هذه الجالية تعودت على الرد في الحالات الإستعجالية بردود مرتجلة وعليها ان تتأقلم مع ديناميكية المجتمع الذي تعيش فيه وأن توكل أمور تمثيلها لأناس قادرين على مسايرة هذا المجتمع، مع تفادي كل محاولات الاستفزاز التي قد يتسبب فيها بعض المتطرفين”.

وبخصوص الجهود التي تبذلها السلطات المحلية والفدرالية للمساعدة على اندماج الجالية المسلمة في المجتمع، يقول الورديري “هناك دوما ضرورة للتحسين، بمثل ما توجد ضرورة بالنسبة للمسلمين لمراجعة أنفسهم، كما يجب على السلطات في حوارها مع الجالية المسلمة أن تحسن اختيار الشركاء في هذا الحوار، كما يجب على الجالية أن تحسن اختيار ممثليها وأن لا تكتفي بمن تم فرضهم أو فرضتهم الظروف، خصوصا وأننا نعيش في مجتمع يسمح بذلك”.

واليوم، يواصل عبد الحفيظ الورديري نشاطه من خلال منظمات مدنية “بحرية أكثر” حسب تعبيره، ولكن مع التركيز على المسائل المتعلقة بالحوار بين الأديان والثقافات.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

غادر عبد الحفيظ الورديري بلده الأصلي الجزائر مع حلول الاستقلال في عام 1962، ليلتحق بفرنسا لمتابعة دراسته الثانوية حتى عام 1970.

ومع أحداث مايو 1968، أي ثورة الشباب الفرنسي ضد الوضع الاجتماعي القائم، وجد الورديري نفسه أمام مشكلة تحديد الهوية التي ينتمي إليها، ولكن سرعان ما حُسم الوضع بالنسبة له، نظرا لأنه اختار العيش في بلد كما قال “ينظر باحتقار لكل من هو قادم من الخارج، خصوصا أنني آت من منطقة تربطها علاقات حرب وصراع مع فرنسا”.

وقد اختار الرحيل الى آفاق أخرى، وهذا ما جعله يحل بجنيف التي قال عنها “إنني كنت أعرف أن بها حيادا يحتفظ بكل معانيه، وهذا حتى ولو أنني اكتشفت فيما بعد شيئا مغايرا”.

عند وصوله الى جنيف في عام 1972، يقول عبد الحفيظ الورديري “شعرت بارتياح كبير لأنني لم أكن أُواجه بتلك النظرات التي تُفهمك أنك غير مرغوب فيك هنا”، وهو الأمر الذي “ساعده كثيرا على التشبث بهويته التي حاول التخلص منها لما كان في فرنسا”، أي “هويته الأصلية الجزائرية وانتمائه العربي وديانته الإسلامية”.

وهذا “التصالح مع نفسه وهويته” جعله يخصص أكثر من 30 سنة في محاولة إيصال مقومات هذه الهوية إلى باقي مكونات المجتمع السويسري وإبلاغ مطالب وطموحات الجالية المسلمة إليها.

وفي تلخيصه لهذه التجربة التي استمرت ثلاث عشريات، يقول الورديري “إن أجواء جنيف سمحت لي بالتوفيق بين مختلف الحضارات التي أثرت في بناء شخصيتي وترسيخ تمسكي بعقيدتي الإسلامية”.

بعد دراسته الثانوية والجامعية التي تابع قسما منها في مدينتي مولوز وليون بفرنسا، زاول عبد الحفيظ الوريديري عدة أعمال وأنشطة عند وصوله إلى جنيف، من بينها المسرح والنشر.

وقد كانت حرب أكتوبر 1973 وما رافقها من نقاش في جنيف، العنصر الذي جعله يشعر أكثر بهذا الانتماء الى هذا العالم العربي أو الإسلامي الذي يشاطره في أحاسيسه وانفعالاته. وكانت نقطة البداية في المركز الإسلامي في حي “لي زوفيف” (les eaux vives) إلى جانب المرحوم الشيخ محمود بوزوزو، انتقل بعدها إلى المؤسسة الثقافية الإسلامية في حي Le petit Saconnex التي مكث فيها حتى عام 2007.

عبد الحفيظ الورديري أب لولد تخرج في الدراسات التجارية، وثلاث بنات منهن واحدة تعمل مخرجة سينمائية في مونريال بكندا.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية