مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الصليب الأحمر يخشى اتساع دائرة النزاع في مالي

الحرب في مالي تسببت في نزوح اعداد كبيرة من السكان المحليين إلى البلدان المجاورة Keystone

أعرب بيتر ماورر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن خشيته من أن يؤدي القتال الدائر حاليا في مالي إلى إذكاء النزاعات في البلدان المجاورة، وأن يزيد تدفق اللاجئين عبر الحدود في التوتّرات القائمة اصلا في المنطقة.

وقد شهدت كل المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى تدفقا هائلا للأسلحة، وزيادة كبيرة في التوتّرات السياسية منذ انطلاقة انتفاضات الربيع العربي في منطقة شمال افريقيا قبل عاميْن. وفي الوقت الحالي، تواجه بلدان مثل نيجيريا، موريتانيا، وبوركينا فاسو، والنيجر مخاطر كبرى.

وفي حوار أجرته معه swissinfo.ch على هامش فعاليات الدورة الثالثة والأربعين للمنتدى الإقتصادي العالمي المنعقد حاليا في دافوس. تطرق بيتر ماورر أيضا إلى الوضع الحالي في سوريا.

swissinfo.ch: في البداية نُظِر إلى ثورات الربيع العربي على أنها علامة تبشّر بمستقبل واعد للمنطقة. ولكن هل انت قلق على أن الوضع الآن يتجه وجهة اخرى؟

بيتر ماورر: الاحداث لم تتخذ منحى إيجابيا متواصلا، وهذا لم يكن مفاجئا، إذ أن تلك التطوّرات جلبت أيضا الكثير من المشاكل. التحوّلات السياسية والفراغ في السلطة ينتج عنه في كثير من الاحيان الصراع والتوتّر.

ظهرت المشاكل المتعلّقة بالربيع العربي في بلدان مثل ليبيا، ولكن بشكل أوضح في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى. لقد تم تسليح كل المنطقة الواقعة جنوب الصحراء، وبدأت تنشأ نزاعات، وهي مصدر قلق كبير. وعلى اللجنة الدولية للصليب الاحمر أن تخصص المزيد من الوقت والطاقة والموارد للمنطقة خلال هذا العام لأنه من المتوقّع أن تظهر على السطح صراعات أخرى.

حاليا، نرى الصراع الدائر في مالي، ما هي البلدان الاخرى التي تثير قلقكم؟

بيتر ماورر: البلدان الفقيرة والضعيفة مثل النيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو ونيجيريا هي عرضة للانعكاسات المباشرة لنزوح اللاجئين من مالي. هذه البلدان تعاني الآن من التوترات أكثر مما كان عليه الوضع قبل انفجار الصراع في مالي. ولقد كانت واضحة جدا ودقيقة في تحديد الأعباء المتزايدة التي تعاني منها اقتصادياتها، واوضاعها السياسية بسبب عشرات الآلاف من الاشخاص الفارين من الاراضي المالية.

بيتر ماورر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر

نتوقّع أن تواجه منطقة الساحل صراعات جديدة بشكل أو بآخر

ما هي ملامح الوضع الحالي على الأرض في مالي؟

بيتر ماورر: من الصعب جدا الجزم كيف ستتطوّر أبعاد هذا الصراع. بعض المقاتلين يبدو انهم اختفوا ببساطة في الصحراء. ونحن لا نعرف إن كانا سنشهد حصول معارك كبرى خلال هذا الصراع.

فرق العمل التابعة لنا توجد على عين المكان بمنطقة موبتي، وفي مناطق أخرى، ونحن نحاول الوصول إلى المناطق التي شهدت أخيرا قتالا. تشير الدلائل إلى أنه حتى وإن حصل نزوح أخيرا بسبب تصاعد أعمال العنف، فإنه لم يكن نزوحا جماعيا. كذلك لاحظنا وصول بعض الجرحى، ولكن ليس بأعداد كبيرة.

سوريا ايضا من النقاط الساخنة بالنسبة للجنة الدولية للصليب الأحمر، ما هو الوضع هناك في الوقت الراهن؟

بيتر ماورر: إننا نواجه توسّعا للحرب وللعنف المسلّح، ونسجّل تفاقما للأزمة الإنسانية، وتتزايد بشكل كبير الاحتياجات المستجدة للسكان اينما ذهبنا. في منتصف العام الماضي، كان الصراع لا يزال في مناطق متفرّقة إلى حدّ ما، لكنه أصبح الآن يشمل جميع المناطق. وبتنا نرى ايضا ان مجموعات لديها طابع ديني أو عرقي تشارك في القتال، ولا تتبع نفس المنوال الذي انطلق به الصراع في البداية.

في العام الماضي كنا قادرين على تزويد نحو 15 مليون سوري بالماء الصالح للشرب، وعلى توزيع المواد الغذائية إلى ما يقرب من ثلاثة ملايين نسمة. بالإضافة إلى ما سبق، نحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد، ولكن الوضع الأمني المتفجّر لا يسمح لنا بالعبور الآمن الضروري للوصول إلى السكان.

ماذا عن المؤشرات الإيجابية التي سجّلتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر في علاقة بالربيع العربي؟

بيتر ماورر: لقد سجّلنا الكثير من التطوّرات الإيجابية أيضا. لقد تلقينا دفعا كبيرا  من التطوّرات التي شهدتها تونس.  ولكن عملنا لا يتوقّف بمجرّد أن يأخذ التحوّل الديمقراطي مكانه. لقد أصبح بإمكاننا فجأة الوصول إلى السجون الليبية. وأمامنا الآن عمل كبير لتحسين اوضاع المساجين. هذا العمل مختلف عن ذي قبل. لكن دلالاته إيجابية بالنسبة لنا. إنه سلاح ذو حديّن: هو تحوّل في طبيعة عملنا، بدلا من أن يكون نهاية لعملنا.

افتتحت الإربعاء 23  يناير 2013 الدورة الثالثة والأربعين للمنتدى الأقتصادي العالمي بمنتدى دافوس السويسري بالدعوة إلى تنشيط المنافسة الإقتصادية للخروج من الإزمة الإقتصادية، بحسب ما جاء في الكلمة الإفتتاحية التي القاها رئيس الكنفدرالية أولي ماورر.

لكن هذه المنافسة بحسب ماورر لابدّ أن تكون مسالمة، اما بالنسبة لرئيس وزراء إيطاليا فقد دعا إلى الإبقاء على زخم الإصلاحات ومواصلتها.

  

انتهز ماورر كلمة الإفتتاح لدعوة البلدان الكبرى إلى “استلهام الدروس” من التجربة السويسرية بدلا من قضاء الوقت في انتقادها. وبالنسبة له “الإنتعاش الدائم ” للإقتصاديات العالمية، هدف المنتدى هذا العام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المنافسة السلمية” بين الساحات المالية العالمية.

  

يضيف الرئيس السويسري، التنوّع يحفّز المنافسة” سواء على المستوى الإقتصادي او السياسي. والديمقراطية المباشر أيضا تعززها، حيث تمكّن المواطنين على سبيل المثال من الإبقاء على نسب الضريبة معقولة، مقارنة ببلدان أخرى.

  

الإتحاد الاوروبي كان أيضا حاضرا، من خلال خطاب ماريو مونتي، رئيس الوزراء الإيطالي، والذي قال معلّقا على احتمال اجراء استفتاء في بريطانيا حول امكانية بقائها في الإتحاد الاوروبي من عدمه: “الإتحاد الاوروبي لا يحتاج إلى أوروبيين ليسوا راغبين فيه”. قبل أن يضيف بانه على يقين أن “البريطانيين سوف يختارون البقاء في الإتحاد”.

(نقله من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية