مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انسحاب جزئي للصليب الأحمر

صورة من التدمير الذي لحق مقر بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بغداد بعد الهجوم الذي تعرض له يوم 27 أكتوبر الماضي Keystone Archive

قررت اللجنة الدولية للصليب الأحمر غلق مكاتبها في بغداد والبصرة مؤقتا، ومواصلة تواجدها في شمال العراق.

لكن الناطقة باسمها في جنيف أوضحت بأن اللجنة الدولية ستواصل القيام بدورها بشكل أو بآخر خصوصا فيما يتعلق بزيارة الأسرى.

قررت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إغلاق مقر بعثتها الرئيسية في بغداد ومكتبها في البصرة بالجنوب العراقي، عقب الهجوم الذي استهدف مقرها في بغداد في السابع والعشرين أكتوبر، وأدى إلى مقتل 12 شخصا من بينهم اثنين من الموظفين المحليين التابعين للصليب الأحمر.

وتقول الناطقة باسم اللجنة الدولية في جنيف انطونيلا نوتاري في حديث لسويس إنفو: “إن هذا القرار يعد قرارا صعبا جدا بالنسبة لنا، لأنه يوجد بيننا موظفون لم يغادروا العراق منذ أكثر من 23 عاما، حتى في احلك الأوقات من الحروب المتتالية وسنوات الحصار”.

وتتساءل الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن دوافع الهجوم الذي كان بمثابة “هجوم مباشر ضد اللجنة الدولية، وهي المرة الثانية التي يتم فيها استهدافنا بشكل مقصود خلال الأشهر الأخيرة في العراق”.

وكانت اللجنة الدولية قد فقدت موظفا لها في شهر يونيو الماضي في حين أصيب أخر بجراح. أما الهجوم الأخير الذي استعمل فيه حوالي طن من المتفجرات فقد أدى إلى تحطيم المقر الرئيسي للمنظمة الإنسانية والى مقتل اثنين من موظفيها من العراقيين.

لا يعني وقف النشاطات

ومع أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد توصلت إلى ضرورة غلق مقرها الرئيسي في بغداد ومكتبها في البصرة، بعد المشاورات التي تمت في عمان وشارك فيها الموظفون الدوليون العاملون في العراق، إلا أن الناطقة باسم اللجنة تشدد على أن ذلك “لا يعني التوقف عن كل النشاطات رغم تقليص عدد الموظفين الدوليين”.

وتضيف السيدة نوتاري “بأنه من غير الممكن في الوقت الحالي تقديم تفاصيل عن عدد الموظفين الباقين في العراق وعن أماكن تواجدهم أو طريقة عملهم، لأننا نعتبر هذه المعلومات في الوقت الحالي جد حساسة بالنسبة لأمن وسلامة موظفينا”.

وتشير الناطقة باسم اللجنة الدولية إلى أن الأولوية في نشاطات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق في الوقت الحالي ستتركز حول “زيارة الأسرى والمعتقلين، ومواصلة جمع شمل العائلات الممزقة”. كما تحتفظ اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإمكانيات التدخل السريع في حالات الطوارئ سواء فيما يتعلق بالأدوية أو المياه الصالحة للشرب.

ولكن الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ذكًرت بأن “احتياجات العراقيين سواء في الميدان الصحي او فيما يتعلق بالبنية التحتية هي من مسؤولية قوات الاحتلال بالدرجة الأولى في تقاسم مع السلطات العراقية”.

إعادة نظر

على صعيد آخر أوضح رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جاكوب كيللنبيرجر في حديث أدلى به إلى صحيفة سويسرية أن الهجوم “كان بمثابة صدمة بالنسبة لموظفي اللجنة الدولية الذين كان قسم منهم يشتغل في العراق منذ سنوات”.

وأفاد بأن اللجنة الدولية “ستعيد النظر خلال الأسابيع القادمة في طريقة عملها من اجل صياغة طريقة جديدة للتحرك في العراق”. وقال إن اللجنة الدولية قررت عدم طلب أية حماية عسكرية لأن “حماية من هذا النوع لا تتماشى مع نشاطات إنسانية مستقلة”.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية