مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اهتمام مفاجئ بالأسرة السويسرية

اهتمام الحزب الديموقراطي الاشتراكي بالأسرة السويسرية، قد يصعد الموجهات مع معارضيه swissinfo.ch

تقدم الحزب الديموقراطي الاشتراكي باقتراح مفاجئ، لتوفير دعم مالي إلى الأسر السويسرية، عن طريق بعض التعديلات في نظام الضرائب. المقترح الجديد أحدث دويا في أوساط المهتمين بشؤون الأسرة السويسرية، و بدأ في تلقي ردود فعل مختلفة و خاصة من الجناح اليميني.

على الرغم من أن سويسرا من أغنى الدول الأوربية إلا أن الاهتمام المالي بالأسرة من جانب الحكومة الفدرالية لا يرقى إلى هذه المكانة، حيث تعاني غالبية الأسر من بعض المشكلات ومن بينها مشكلات في النظام الضريبي، فالأسر ذات الدخول المتوسطة وفوق المتوسطة لا تمتع بالامتيازات الضريبية التي تتمتع بها الأسر ذات الدخول المرتفعة و التي ليس لديها أطفال.

من هذه الزاوية تقدم الحزب الاشتراكي الديموقراطي بورقة تهدف إلى تعديل هذا الوضع لحساب الأسر ذات الأطفال، يمنحها بعض التخفيضات في الضرائب تعود في النهاية لصالح الجيل الجديد.

فبحسابات الأرقام وجد الحزب الديموقراطي أن من يصل راتبه الشهري إلى خمسة عشر ألف فرنك شهريا يمكنه أن يوفر سنويا ثلاثة آلاف و سبعمائة فرنك من الاستحقاقات الضريبية، بينما من يصل راتبه الشهري إلى خمسة آلاف فرنك يكون في قمة السعادة إذا حصل على تخفيض ضريبي يصل إلى مائة فرنك في نهاية العام ، و هو ما اعتبره الحزب “الآن” فضيحة لا يجب السكوت عليها.

اقتراح الحزب الديموقراطي الاشتراكي يسعى إلى تضييق تلك الهوة بين الدخول المرتفعة والمحدودة أو المتوسطة، و خاصة بعد دراسة قام بها الحزب فوجد أن ابناء الطبقة المتوسطة يواجهون في المستقبل خطر فقر حقيقي في سويسرا الغنية، فقدم إلى المكتب الفدرالي للدراسات الإجتماعية و السياسية نموذجا لتعديل النظام الضريبي يحاول فيها تحقيق فائدة أكبر إلى ابناء الطبقات المختلفة ويصل إلى نوع من المساواة أو تكافؤ في الفرص لأبناء جميع الطبقات.

الحزب الديموقراطي الاشتراكي السويسري يتوقع هجوما من وزير المالية كاسبار فيلليغر، الذي يرى أن أصحاب الدخول المرتفعة لهم الحق في الحصول على امتيازات ضريبية، لأنهم يمولون خزينة الضرائب بمبالغ تفوق التي يسددها المواطن ذو الدخل المحدود، لكن خبراء الاجتماع يحذرون من خطر نشوء نظام طبقي في سويسرا لم تعرفه من قبل إذا تزايدت الهوة بين أصحاب الدخول المرتفعة و المتوسطة أو المحدودة.

ولذا ينشط الآن على الساحة السويسرية حوار بين مختلف الطوائف السياسية، فبعض الأحزاب اليمنية ترى أن إثارة الحزب الاشتراكي الديموقراطي لهذه القضية الآن فقط، ليس سوى محاولة لجذب المزيد من المؤيدين له و كسب تعاطف الفئات التي تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، بينما يرى البعض الآخر من التيار اليميني أن منح أصحاب الدخول المتوسطة بعض الامتيازات الضريبية لحساب الاسرة، سيؤدي إلى حرمان خزينة الكونفدرالية، التي ترها الأحزاب ذات التجاه اليسارس أو الاشتراكي “متخمة”.

وتبقى الكلمة الأخيرة للمواطن السويسري من خلال استفتاء شعبي، وقد تؤثر عليه المؤسسات الاقتصادية الكبرى لصالحها، كما فعلت في استفتاء شعبي حول قانون تنظيم فترة رعاية الطفل الرضيع.

تامر أبو العينين

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية