مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تساؤلات حول مستقبل السياحة السويسرية

مشاركون في النقاش بالمؤتمر السنوي لسويسريي الخارج، وعلى يمين الصورة الطباخ السويسري الشهير أنطون موزيمان swissinfo.ch

استمع المؤتمر السنوي لسويسريي الخارج إلى عدد من المسؤولين والخبراء في الميدان السياحي، وإلى وزير المالية حول مستقبل القطاع السياحي وقدرته على منافسة الدول السياحية الكبرى.

كما اطلع المشاركون على تجربة بعض السويسريين الذين لمعوا خارج البلاد مثل “طباخ الملوك والرؤساء”انطون موزيمان، ومستشار كوفي أنان للرياضة والتنمية أدولف أوجي.

في اليوم الثاني من المؤتمر السنوي لسويسري الخارج المنعقد في مدينة أنترلاكن، تابع ممثلو السويسريين المقيمين في الخارج تحاليل عن واقع السياحة السويسرية ومدى قابليتها للمنافسة الأجنبية وخاصة تلك الآتية من الدول السياحية الكبرى.

تخفيف الإجراءات

وقد استمع المشاركون لكلمة وزير المالية المستشار الفدرالي هانس ردولف ميرتس الذي ركز على التعقيدات الضريبية التي يخضع لها قطاع السياحة مما يجعله أكثر تكلفة. وقد ذكر المستشار الفدرالي بواقع السياحة ومردوها على اقتصاد البلاد مشيرا الى أنها أدرت في العام 2004 أكثر من 22 مليار فرنك، أكثر من النصف وارد من مصادر أجنبية.

وهو الدخل الذي استفادت منه العديد من القطاعات الأخرى مما جعل المستشار الفدرالي يصف القطاع السياحي ” بصناعة أساسية لها تأثيرها على باقي القطاعات الاقتصادية”.

ولكن هذا القطاع حسب أقوال المستشار الفدرالي منهك بإجراءات ضريبية معقدة تجعل الساهرين عليه يصرفون طاقة كبرى في الفصل بين نسب الضرائب المختلفة المفروضة على كل قطاع من القطاعات السياحية بحيث تتراوح تلك الرسوم الضريبية ما بين 3،6% و 7،6 % حسب الحالة. وهو ما وعد السيد ميرتس بتوحيده قريبا في حدود تقع ما بين 5أو6%.

وبما أن وزير المالية كان يتحدث أمام سويسري الخارج فكان لزاما أن يخاطب ” سفراء سويسرا غير الرسميين”، ويطمئنهم بأن “السياحة السويسرية تشتمل على مقومات أساسية تسمح لها باللعب في ساحة الكبار”. ويرى السيد ميرتس بأن سويسرا ” خلقت للسياحة”. كما يرى ” أن استقرار البلاد، وحرص المؤسسات والتعدد الثقافي، يعد من المزايا التي تخدم السياحة السويسرية. ولكنه تطرق أيضا الى التحديات التي تواجه هذا القطاع وهي تحديات تفرضها العولمة وتحرير التجارة وقطاع الخدمات. وهو ما وجد فيه الوزير منطلقا للتطرق الى حرية تنقل الأشخاص المطروحة للتصويت الشعبي قريبا معتبرا “أن قطاع السياحة في حاجة الى يد عاملة أجنبية لا محالة”

الجودة لتعويض الغلاء

مدير المكتب السياحي السويسري “سويس توريزم” يورغ شميت، وفي عرض شامل عن “واقع السياحة اليوم ، اتجاهات أسواقها واحتياجاتها الحالية ومشاكلها القديمة”، أسهب في تحليل التحديات التي تواجه القطاع السياحي السويسري ومدى تكيفه مع هذه التحديات.

وقد طرح الأصبع على ما يزعج في هذا القطاع أي الغلاء قبل أن يجيب ” إذا كنا غير قادرين على تخفيض الأسعار فلنحافظ إذن على الجودة”. كما ركز مدير المكتب السياحي السويسري على ضرورة التنويع والتكيف مع الأسواق الصاعدة مثل توظيف إقبال السينما الهندية على تصوير أفلامها في مناطق سويسرية للترويج للسياحة السويسرية.

وفي الورشة المخصصة لتقييم أوضاع السياحة السويسرية اليوم والتي اختتم بها المؤتمر، تم التركيز على ضرورة الحفاظ على قيم تميزت بها السياحة السويسرية : الجودة وحسن الاستقبال والتنوع والتجديد.

سفراء سويسرا من سويسري الداخل والخارج

وقد خصص مؤتمر السويسريين في الخارج مكانة بارزة لتكريم شخصيات سويسرية تمكنت من تمثيل النجاح السويسري في الخارج، سواء من المغتربين من أمثال الطباخ المحترف الذي فرض نفسه على الساحة اللندنية والدولية وأصبح طباخ كبار الشخصيات في هذا العالم أي الطباخ السويسري أنطون موزيمان.

هو الذي تحدث عن تجربته وصعوده ليصبح صاحب أفخم مطعم ترتاده الشخصيات الفنية والسياسية العالمية. كما عرض عينة من الصور التذكارية التي التقطت له بصعبة الرؤساء الأمريكيين الثلاثة بوش كلينتن كارتر، مرورا بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والأمين العام كوفي أنان، ووصولا الى كبار الفنانين الموسيقيين العالميين.

والشخصية الثانية التي أعطيت لها الكلمة للتعبير عن تجربتها الدولية ، أدولف أوجي الرئيس السويسري الأسبق والذي يشغل حاليا منصب مستشار الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة المكلف بالترويج للرياضة والسلم.

وكعادته تحدث أدولف أوجي أمام جمهور معجب، بعفويته وتجنده لفكرة أن الرياضة يمكن أن تحقق ما لم تحققه السياسة. وقد قدم أمثلة عن مباريات جمعت بين هنود وباكستانيين، وبين فلسطينيين وإسرائيليين.

وقد دفع اندفاع أدولف اوجي، وقدرة إقناعه، وسهوله مخاطبته للجمهور، بنائب رئيس المؤتمر الممثل البرلماني جاك سيمون إيغلي الى وصفه ” بالسويسري الذي يرغب كل منا أن يتقمص شخصيته”.

وسيعقد سويسريو الخارج مؤتمرهم القادم في نفس الفترة تقريبا في مدينة بازل.

محمد شريف – سويس إنفو – إنترلاكن

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية