مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تعاون علمي مع اسرائيل

يشهد معهد وايزمان للعلوم (الصورة) بالقرب من تل أبيب منذ فترة تعاونا مع بعض المعاهد السويسرية العليا Weizmann Institute

يتوجه وزير الشؤون الداخلية السويسري باسكال كوشبان يوم 14 سبتمبر إلى إسرائيل، لدراسة سبل تعزيز التعاون العلمي بين الجانبين، وذلك في زيارة رسمية تستغرق خمسة أيام.

ومن المنمتظر أن يوقع الوزير السويسري أول اتفاق للتعاون العلمي بين جامعات البلدين في مجالات تقنية مختلفة.

يصف كلاديو فيشر رئيس دائرة التعاون في مجالات البحث العلمي التابعة لكتابة الدولة للتعليم والبحوث، الاتفاق الذي يعتزم الوزير السويسري باسكال كوشبان توقيعه مع الجانب الإسرائيلي بأنه “وثيقة تم صياغتها بشكل منفتح” وأنها “تصلح كخطوة أولى لبناء التعاون المنشود بين البلدين”، حسب قوله في تصريح إلى وكالة الأنباء السويسرية.

وأضاف فيشر بأن هذه الاتفاقية الجديدة هي بمثابة “خارطة طريق” تحدد معالم التعاون المشترك في المستقبل، وليست اتفاقية بالمعنى المتداول، مع حرصه على التأكيد على أن “السياسة لا دور لها في مثل هذا التعاون”.

ويتوقع المسؤول الفدرالي أن تؤدي الزيارة إلى توضيح مجالات البحث العلمي المتوقعة بين سويسرا وإسرائيل والتي يمكن للجانبين التركيز عليها في الفترة المقبلة، ومن المنتظر أن تشمل بوجه خاص مجالات التقنية الطبية الحيوية والمعلوماتية وعلوم الحياة.

تعاون ولكن من دون اتفاقيات

ويرى خبراء البحث العلمي في سويسرا بأن التعاون مع إسرائيل لم يأخذ القالب الرسمي حتى الآن من خلال اتفاقيات ثنائية بين الجانبين، على الرغم من تفوق علماء الدولة العبرية في مجالات التقنية الحيوية والمعلوماتية والأبحاث الطبية التطبيقية، حسب رأيهم.

ويعتقد الخبراء أن الفضل في هذه الطفرة العلمية الإسرائيلية يعود إلى نزوح الكثيرين من يهود الإتحاد السوفياتي السابق إلى الدولة العبرية في نهايات الثمانينيات وبدايات التسعينيات من القرن الماضي، ومن بينهم العديد من العلماء والخبراء المتخصصين في فروع مختلفة.

ويعتبر المعهد الفدرالي العالي للتقنية في زيورخ ETHZ إحدى المؤسسات العلمية السويسرية التي حرصت على إقامة تعاون علمي نوعي مع بعض الجامعات الإسرائيلية، لاسيما مع معهد وايزمان بالقرب من تل أبيب، حيث يعود التعاون العلمي بينهما إلى عام 1971.

ولذا، يضم الوفد السويسري البروفيسور أولاف كوبلر رئيس المعهد الفدرالي العالي للتقنية في زيورخ ETHZ، حيث يعتبر من أكثر مؤيدي التعاون العلمي مع الدولة العبرية، على اعتبار أن “إسرائيل تتمتع بمكانة مركزية على ساحة الأبحاث الدولية”، مثلما جاء في تصريحه إلى وكالة الأنباء السويسرية.

في الوقت نفسه يعي البروفيسور كوبلر بأن هكذا تعاون علمي مع دولة مثل إسرائيل سيثير انتقادات واسعة وربما معارضة قوية من بعض التيارات، نظرا لخلفيات السياسة الإسرائيلية التي يصفها بالحساسة، كما يضع هذا الاتفاق سويسرا في موقف حرج بسبب كونها الدولة المؤتمنة على اتفاقيات جنيف، التي تتعارض تماما مع سياسة تل أبيب في المناطق الفلسطينية المحتلة.

البحث العلمي بعيدا عن السياسة

وفي أول رد فعل على الزيارة قال النائب البرلماني دانيال فيشر من حزب الخضر (وهو في الوقت نفسه رئيس جمعية سويسرا – فلسطين) بأن هذه الاتفاقية “ستؤثر سلبيا على صورة سويسرا كوسيط في حل نزاع الشرق الأوسط”.

وأضاف فيشر بأنه يجب على سويسرا أن تتعامل مع الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) على قدم المساواة، متهما وزيري الدفاع صامويل شميد والشؤون الداخلية باسكال كوشبان بأنهما يعملان على إضعاف السياسة الخارجية السويسرية بتعاونهما الدءوب مع إسرائيل.

يُذكر بأن العلاقات السويسرية الإسرائيلية شهدت بعض التوتر في السنوات الأخيرة، حيث طالبت بعض التيارات الممثلة في البرلمان وجمعيات من المجتمع المدني بوقف التعاون العسكري مع إسرائيل وفرض حظر على بعض منتجاتها، كرد فعل على الانتهاكات التي تمارسها في حق المدنيين الفلسطينيين.

لذلك لم يكن مستغربا – في إطار إعداد الزيارة – أن يستشير مسؤولون في كتابة الدولة للتعليم والبحوث وزارة الخارجية السويسرية، حيث توصل الطرفان إلى “ضرورة عدم تسييس التعاون في مجالات البحث العلمي”.

ويعكس هذا الموقف رأي برن من إعلان أطراف جامعية بريطانية عن معارضتها للتعاون العلمي مع الجامعات الإسرائيلية (وهو القرار الذي تم التراجع عنه بسرعة)، وهو موقف اعتبرته بعض الدوائر السويسرية “غير بناء” خصوصا إذا ما أخذ في عين الإعتبار أن أغلبية الباحثين والعلماء في إسرائيل يعارضون الكثير من أوجه سياسات حكومة بلادهم.

سويس انفو مع الوكالات

يوقع وزير الشؤون الداخلية السويسري باسكال كوشبان اثناء زيارته إلى اسرائيل أول اتفاق للتعاون العلمي بين البلدين.
تستغرق زيارة الوزير السويسري 5 أيام تبدأ يوم 14 سبتمبر الجاري.
يضم الوفد السويسري رئيس أهم جامعة تقنية في سويسرا وبعض من كبار الباحثين في مجالات التقنية الحيوية والمعلوماتية.

اعترفت سويسرا بدولة إسرائيل منذ قيامها عام 1949.
بلغ حجم الصادرات السويسرية إلى الدولة العبرية 659.7 مليون فرنك في عام 2004.
وصلت واردات الدولة العبرية 413.7 مليون فرنك في نفس الفترة.
وقعت الدولتان اتفاقا للتبادل التجاري الحر في عام 1993
تحتل سويسرا المرتبة الخامسة في ترتيب الدول المتعاملة مع اسرائيل.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية