مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تناشدُ “ضمير أعضاء لجنة حقوق الإنسان”

أوردت السيدة ماري روبنسون يوم الثلاثاء امام لجنة حقوق الانسان المنعقدة في جنيف شهادات توصلت بها من مكتبها في الأراضي المحتلة عن حقيقة ما يقع هناك Keystone

في خطاب لم يكن متوقعا تدخلت المفوضة السامية لحقوق الإنسان السيدة ماري روبنسن بعد ظهر الثلاثاء محللة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفقا لما توصلت به من معلومات ومناشدة ضمير اعضاء لجنة حقوق الإنسان "لكي يعوا لحقيقة الأوضاع وتفادي تدهور الأوضاع بصورة أخطر".

على ضوء التطورات المأساوية والخطيرة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية منذ أربعة أيام بسبب اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلية لكل من رام الله والبيرة وبيت لحم والعديد من المناطق الأخرى، شهدت دورة حقوق الإنسان يوما مشحونا بالتدخلات العنيفة، ما بين ممثلي الدول العربية المدعومة من قبل الدول الإسلامية والعديد من الدول النامية والمنظمات غير الحكومية من جهة وممثل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية المدعومين من قبل دول مثل جواتيمالا وكندا من جهة أخرى.

فدورة حقوق الإنسان التي لم تنه مناقشاتها بخصوص البند الخاص بانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل، عرفت تصعيدا في حدة التدخلات بسبب تطور الأوضاع في المنطقة، كما استمعت لخطاب لم يكن متوقعا للمفوضة السامية لحقوق الإنسان السيدة ماري روبنسن.

سؤال بسيط: أليس من حقكم إرسال بعثة للوقوف على الحقيقة في المنطقة؟

مفوضة حقوق الإنسان السيدة ماري روبنسن التي ذكرت لجنة حقوق الإنسان بأن الأحداث التي تعرفها الأراضي الفلسطينية وقعت أثناء انعقاد الدورة عاودت المناشدة بضرورة إرسال مراقبين دوليين مثلما ناشد بذلك المقرر الخاص السيد جون دوجارد.

كما طرحت على القاعة المكتظة بوفود الدول والمنظمات غير الحكومية والصحفيين تساؤلا بسيطا: “أليس من حق هذه اللجنة أن ترسل لجنة لتقصي الحقائق، تعود بعدها لإشعار الدورة بما شاهدته هناك، شأنها في ذلك شأن ما يقوم به مجلس الأمن الدولي عندما يفتقر إلى معلومات حول وضعية ما؟”. وهذ اقبل أن تنتهي إلى القول “أكيد أن الدفاع عن حقوق الإنسان يقتضي اتخاذ خطوة من هذا النوع كأدنى تحرك يمكن القيام به”.

المفوضة السامية التي استطردت بأن “الأوضاع في الأراضي المحتلة معروفة من قبل الجميع”، أوردت شهادات توصلت بها من مكتبها في الأراضي المحتلة عن حقيقة ما يقع هناك. وقد بدأت باستعراض العمليات الانتحارية التي استهدفت الإسرائيليين في ناتانيا وحيفا وأدت إلى مقتل ستة وثلاثين شخصا وجرح 180 آخرين.

كما أشارت المفوضة السامية إلى الأخبار الرائجة عن “إعدامات جماعية يكون الجيش الإسرائيلي قد قام بها”. وكذلك قتل ثمانية من الفلسطينيين المتهمين بالتواطؤ مع إسرائيل.

عن الإعتقالات الإسرائيلية للمواطنين الفلسطينيين ذكرت المفوضة السامية استنادا إلى ما تناقلته بعض وسائل الإعلام آن هناك حوالي 700 معتقل فلسطيني بعد عمليات التمشيط في رام الله والبيرة. كما تم إيقاف وترحيل عدد من نشطاء السلام.

وأشارت المفوضة السامية إلى تعطيل حرية التنقل سواء بالنسبة للجنة الدولية للصليب الأحمر او الهلال الأحمر الفلسطيني او الصحفيين وإطلاق النار عليهم وتوقيف بعضهم. وأشارت المفوضة السامية إلى أنها توصلت بمكالمة من الدكتورة حنان عشراوي، أخبرتها فيها “بأن لا أساس من الصحة للادعاءات القائلة بأن سيارات الإسعاف والمستشفيات تخفي مسلحين” والتي طالبتها بتكذيب ذلك.

وفي خطابها أمام دورة حقوق الإنسان أوضحت السيدة ماري روبنسن “آن الإنسانيين مثل الأونروا لم يتمكنوا من القيام بعملهم وحتى بعد التنسيق مع السلطات الإسرائيلية تمنع قوات الجيش عمال الأونورا من الالتحاق بأماكن عملهم”. وقد أشارت المفوضة السامية استنادا إلى ما أورده الهلال الأحمر الفلسطيني “من أن قوات الجيش الإسرائيلي أوقفت التعامل مع اللجنة الدولية منذ أربع وعشرين ساعة وهذا ما عقد مهمة الهلال الأحمر الفلسطيني في تقديم الإسعاف للجرحى”.

وقد تحدثت المفوضة السامية عن “تحطيم البنية التحتية من مياه وكهرباء وبالأخص في المحيط المباشر لمقر الرئيس عرفات مما أدى إلى افتقار أكثر من خمسة وعشرين ألف مواطن للمياه الصالحة للشرب منذ أربعة أيام”. وحتى الصحفيين “منعوا من القيام بعملهم، وقد بدأت قوات الجيش الإسرائيلي في منعهم من التوجه إلى رام الله منذ الثلاثين مارس الماضي. كما تعرضت محلات المتواجدين في عين المكان للاحتلال من قبل قوات الجيش وتعرض بعض الصحفيين لعمليات إطلاق نار”.

“إننا نقوم بما كان من المفروض آن تقوم به الأمم المتحدة”

ولم يمنع من المضايقات حتى نشطاء حقوق الإنسان مثلما جاء في تقرير المفوضة السامية التي أشارت بالخصوص إلى تلك الفتاة الإيرلندية بنت الثلاثة والعشرين التي زارت مقر الرئيس عرفات للمساعدة في نقل الجرحى والتي فضلت البقاء هناك. وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان أنها في اتصال مع والدها قالت “إننا نقوم بما كان من المفروض أن تقوم به الأمم المتحدة”.

تقرير المفوضة السامية لحقوق الإنسان أمام دورة حقوق الإنسان يوم الثلاثاء، قد لا يجد فيه البعض اكثر مما نقلته وكالات الأنباء وتلفزيونات العالم خلال الأيام الأخيرة. ولكن كونها قدمته أمام محفل دولي يكسبها بحق شعار “صوت الضحايا” خصوصا عندما ننظر إلى الصمت المخيم. كما يترك آمالا في الاعتقاد بأن هناك من لا زال يؤِمن بمبادئ حقوق الإنسان بعيدا عن الحسابات السياسية والمصلحية.

وكما هو متوقع قوبلت كلمة السيدة روبنسن بانتقاد الوفدين الإسرائيلي والأمريكي من أنها “كانت منحازة وغير موضوعية” بينما شكرتها الوفود العربية والإسلامية على “جرأتها والتزامها الخلقي”.

وقد دعمت العديد من الوفود طلبا فلسطينيا بعقد جلسة خاصة حول الوضع في الأراضي الفلسطينية بينما رأت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وكندا أن ذلك “لا فائدة منه”. وهو الموضوع الذي ستعود إليه الدورة في اجتماع يوم الأربعاء.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية