مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لمسةُ تحديث تطال المتحف الوطني السويسري

دُشّـن في زيورخ مُؤخرا الجناح الحديث جدا للمتحف الوطني السويسري، الذي يحتضن أضخم مجموعة من الإكتشافات المتعلقة بالتاريخ والثقافة السويسريين. ومنذ أن تم الإعلان عنه للمرة الأولى في عام 2000، ظل مشروع التوسعة محورا لسجالات ومعارك سياسية واقتراعات، بل وأحكام صادرة عن المحكمة الفدرالية، أعلى سلطة قضائية في البلاد.  

عندما تم تشييده في عام 1898 في زيورخ، صُمّم المتحف الوطني السويسري لكي يقوم بمهمة تجميع الإرث الثقافي للدولة الفدرالية الفتية والحفاظ عليه حيث كان معظمه مُهدّدا آنذاك بالضياع نهائيا أو بالبيع إلى مشترين من خارج البلاد. في الوقت نفسه، كان المؤمّل أن تُسهم البناية الضخمة التي اتخذت شكل قصر يُذكر بمعمار القرون الوسطي، في تعزيز الهوية الجماعية لبلد يتحدث أربع لغات وتتعايش داخله ثقافات مختلفة.

بالفعل، نجح المتحف الوطني أو “Landesmuseum” في القيام بهذه الواجبات على مدى أكثر من قرن، حيث لا زال إلى يوم الناس هذا أكثر متاحف التاريخ والثقافة اجتذابا للزوار في سويسرا. وفي أول أغسطس 2016، توافد عليه أكثر من 23000 شخص بمناسبة تدشين الجناح الجديد، الذي شهد مشاركة وزير الثقافة آلان برسيه وعضوي الحكومة الفدرالية السابقين موريتس لوينبرغر وكريستوف بلوخر.

البناية الجديدة، الذي خطط لها المهندسان المعماريان “كريست و غانتنباين” وبلغت تكلفتها الإجمالية 110 مليون فرنك، تتوفر على بنية تحتية حديثة جدا تمتد على مساحة 2200 متر مربع وتشتمل على قاعات عرض متعددة الأغراض ومركز للدراسات ومكتبة. ومع أن توسعة المتحف كانت أمل الكثيرين منذ عشرات السنين، إلا أنها أثارت سجالات واسعة ولقيت مقاومة من طرف البعض منذ أن تم عرض المشروع الفائز في المناظرة التي أقيمت للغرض قبل 15 عاما.

في قلب الإنتقادات، كانت هناك بالخصوص التكاليف الباهظة جدا للعملية والتدمير الجزئي للحديقة التاريخية الواقعة أسفل المتحف والتناقض الصارخ بين البناية القديمة والجناح الجديد المشيّد بالخرسانة. ومن أجل الوصول إلى مرحلة التنفيذ، تطلب الأمر المرور بالعديد من المراحل من بينها، صدور قرار من البرلمان الفدرالي وإجراء تصويت على مستوى البلدية والكانتون في زيورخ واستصدار حُكمين من المحكمة الفدرالية ضد الطعون المقدمة من طرف المعارضين.

(الصور: وكالة كيستون Keystone، النص: أرماندو مومبيلّي)

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية