مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ثلاث أمنيات!

يعتبر السويسريون حيازة المال مسألة هامة لكنهم يشددون أيضا على أهمية الصحة ومفاهيم الإعتماد على الذات Keystone

عندما ُطلب من مجموعة من السويسريين أن يحددوا ثلاثَ أمنيات تتصدر أحلامهم ردوا بأن الصحة والمال هما الأهم.

ورغم أن إجاباتهم لا تختلف عن قناعات الكثيرين من البشر، إلا أن الواقعية التي اتسمت بها ردودهم كانت مميزة.

الصحة تاج والمال زينة الحياة، وحول هاتين القناعتين جاءت نتيجة استطلاع الآراء الذي أجرته وحدة البحوث الاجتماعية بجامعة زيوريخ. أما المُثل الرمزية والأمنيات العامة كالسلام في العالم، أو التسامح، أو حتى الأيمان فقد بقيت متأخرة في سلم أولويات من شاركوا في الدراسة. لكنها الواقعية!

طلب الباحثون من 1500 شخص أن يتخيلوا أن جنية ظهرت لهم فجأة وعرضت عليهم تحقيق ثلاث أمنيات بعصاتها السحرية، فأي الأمنيات سيطلبونها؟

لعل الجنية لم يكن لها وقع ساحر بما فيه الكفاية على المشاركين في الاستطلاع، فقد اختاروا أمنياتٍ أرضية… وبشرية. وتمحورت ردودهم حول الصحة والعمل والممتلكات الشخصية.

العملية مقابل المثالية!

أظهرت الدراسة، التي تم إعدادها لصالح جناح سويش في المعرض الوطني السويسري « Expo 02 » ، أن 26.9% من السويسريين تمنوا الصحة الجيدة، على حين عبرت نسبة مماثلة عن أمانيها في الرخاء والنجاح في العمل.

في المقابل، حازت أمنية “السلام في العالم” على نسبة 12.6% من إجابات المشاركين، و”التسامح” على نسبة 3.9%. أما مطلب “الإيمان” فلم تزد نسبة من تمنوها على 3.6% .

“الناس لا يتمنون أشياء لا يستطيعون تحقيقها، هم عمليون”، هكذا علق مؤلف الدراسة المشارك، هاينز جوتشر في حديث مع سويس إنفو. ربما كانت إجابته مقنعة فيما يتصل بالأمنيات المثالية العامة، كأن يعُـمّ السلام في المعمورة مثلاً، لكنها لم تكن شافية فيما يتعلق بعنصر الإيمان الذي لا تبدو “النزعة العملية” سبباً كافيا لغيابه عن سلم أولويات المشاركين.

على صعيد أخر، اعتبر السيد جوتشر أن الدراسة كشفت عن وجود “نسبة عالية للغاية من الرضا عن الحياة بصورة عامة” لدى السويسريين. والأهم، أنها أظهرت أنهم يؤمنون بقوة بمبدإ الإعتماد على الذات وتحملهم مسؤولية تحقيق أحلامهم وأمانيهم.

تباين مردّه ..السن والجغرافيا

قسّـم الباحثون ردود الاستطلاع على ثلاث تصنيفات: العملية والمادية والروحية. وبصفة عامة فقد أظهر المشاركون الكبار في السن حسا عمليا كبيراً وعزوفا عن الأمنيات المادية.

لكن السنّ لم يكن العامل الوحيد المؤثر على الإجابات. بل كالعادة، انقسمت ردود السويسريين وفقا لانتماءاتهم الجغرافية واللغوية. فقد عبر السويسريون الناطقون باللغة الألمانية عن قدرٍ كبيرٍ من الواقعية، في حين كان نظراؤهم من الناطقين بالفرنسية والإيطالية أكثر ميلاً إلى وضع معايير السلام على قمة أولوياتهم.

“كانت الاختلافات بين المناطق (ثقافيا ولغويا) كبيرة للغاية”، يقول السيد جوتشر. فعلى سبيل المثال، كانت نسبة المشاركين من الناطقين بالفرنسية الذين إعتبروا أنه “من المهم تحسين أوضاع العمل بالنسبة للمرأة”، ضعف ما سُجّـل لدى المستجوبين الناطقين باللغة الألمانية المؤيدين لنفس الرأي.

أما أكبر قدرٍ من الاختلاف فقد بدا بين المنطقة الناطقة باللغة الإيطالية مقابل بقية المناطق اللغوية السويسرية. حيث تمنى 30% منهم الحب والتسامح والمثل الروحية، أي ضعف النسبة التي عبر عنها نظرائهم من الناطقين باللغتين الألمانية والفرنسية.

سويس إنفو

أكثر من ربع السويسريين يُثمنون الصحة الجيدة والرخاء فوق كل شئ
أعتبر المشاركون المثل الروحية، كالسلام والتسامح والإيمان، اقل أهمية من غيرها
أظهر الناطقون باللغة الإيطالية نزعة مثالية أكثر من نظرائهم الناطقين باللغتين الألمانية والفرنسية
أبدى المتقدمون في السن عزوفا عن الماديات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية