مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

جدل حول صمت منظمة الصحة العالمية بشان اليورانيوم المنضب

طبيب يفحص مواطنا بوسنيا مصابا بسرطان يعتقد انه ناجم عن استعمال اسلحة بذخيرة من اليورانيوم المنضب في البوسنة Keystone

نظم معارضو الطاقة النووية يوم الإثنين أمام مقر منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة في جنيف مظاهرة ادانوا فيها صمت المنظمتين بخصوص اليورانيوم المنضب واتهموا منظمة الصحة العالمية "بالخضوع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق بكل ما يمس المواد المشعة"

يوم الثلاثاء، أكدت الناطقة باسم الأمم المتحدة تلقي خطاب موجه للامين العام للمنظمة بهذا الخصوص، في حين وصف الناطق باسم منظمة الصحة العالمية أن الاتفاق المبرم مع وكالة الطاقة الذرية، عمل تنسيقي متداول مع باقي المنظمات الأخرى.

وكانت ساحة الأمم المتحدة في جنيف شهدت يوم الاثنين، مظاهرة غير اعتيادية نظمها معارضو الطاقة النووية من جمعية ” كونتراتوم ” احتجوا فيها على ما وصفوه ب “صمت منظمة الصحة العالمية”، فيما يتعلق بموضوع اليورانيوم المنضب واستعمالاته وتأثيره على صحة الإنسان سواء في العراق أو في البوسنة وأخيرا في كوسوفو.

كما حاول معارضو الطاقة النووية جلب الانتباه إلى ما أسموه “بفرض وكالة الطاقة الذرية لرقابة محكمة عن كل ما تنشره منظمة الصحة العالمية في مجال الطاقة النووية” والى ظاهرة تسلل اللوبي المناصر للطاقة النووية إلى دواليب منظمة الصحة العالمية. وجاء في بيان جمعية <كونتراتوم > أن منظمة الصحة العالمية يربطها بوكالة الطاقة الذرية منذ عام 1959 اتفاق يسمح للوكالة بالتعرف مسبقا على كل ما تنشره منظمة الصحة العالمية في ميدان الإشعاع”.

وقد مثل المتظاهرون منظمة الصحة العالمية بسيدة واقفة على عصي تحاول التحرك ولكن أشخاصا يحملون حروف وكالة الطاقة الذرية يمسكون بساقيها محاولين عرقلتها، وفي ذلك تلخيص للرسالة التي يود المتظاهرون إيصالها للرأي العام . كما قدم المتظاهرون رسالتين الأولى للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السيد كوفي أنان والثانية إلى المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية يشرحون فيها مواقفهم.

وهذا ما أكدته الناطقة باسم الأمم المتحدة في جنيف السيدة ماري هويزي في جنيف في رد على تساؤلات الصحفيين التي اعتبرت “أن ما جاء في الرسالة التي تلقتها من المتظاهرين ونقلتها للأمين العام لا يعتبر اتهاما بل تشجيعا للأمم المتحدة للعمل مع باقي الأطراف الأخرى في ميدان يعتبر حساسا وجديا وموضوعا يأخذه الأمين العام مأخذ الجد أي موضوع اليورانيوم المنضب”.

الناطق باسم منظمة الصحة العالمية جريجوري هارتلي أوضح في نفس السياق بأن “الاتفاق المبرم بين وكالة الطاقة الذرية ومنظمة الصحة العالمية اتفاق تقليدي موجود مع باقي المنظمات الأخرى. وأن هذا الاتفاق لا يسمح لطرف باستعمال حق النقض فيما يتعلق بمشروع من المشاريع التي يرغب الطرف الثاني القيام بها بل كل ما هنالك هو آن هناك ميادين تتخصص فيها وكالة الطاقة الذرية بالدرجة الأولى وهناك ميادين من تخصص منظمة الصحة العالمية”.

وفي انتظار ردود رسمية من الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السيد كوفي أنان ومن المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية السيدة جرو هارليم برونتلاند، يبدو آن هذه المسالة سوف لن تزيد إلا في تعقيد محاولة فهم دور منظمة الصحة العالمية في كشف النقاب عن مسالة اليورانيوم المنضب وتأثيراته على صحة الإنسان وعلى البيئة.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية